حيث تلقى توبيخاتا و انتقاداتا شبيهة بالشتم و الإهانة من طرف مواطنين عاديين منهم من ينتمي إلى القطاع و منهم كان زائرا عابر سبيل، فلم يفوتوا الفرصة لمجابهته و إحراجه و تعنيفه لفظيا إلى أن جرّت و استدرجت لفظيا الرئيس الفرنسي المرافق بسرب من الصحافيين و الإعلاميين و كانت ردة فعله جد انفعالية و لم يستطع تمالك نفسه لقلة التجربة و صغر سنه، إلا أنه في ذات الوقت كانت هذه المواجهة بين مواطنيين بسطاء يطرحون مشاكلهم اليومية على المباشر و دون ترتيب مسبق في القطاع أمام الرئيس و القاضي الأول للبلاد تنم عن مدى القفزة العملاقة في الشأن الديمقراطي و حرية التعبير و لم يتعرض أي متدخل رغم التعنيف اللفظي للرئيس إلى توقيف من قبل رجال الأمن أو الحرس، و ترك السجال مفترحا إلى آخره و لم يتراجع كل من الطرفين سواء المواطنين البسطاء أو الرئيس في شرح وجهات النظر لكل منهما، مضيفا أحد المتدخلين: " أنا في بلدي .. ما خطبك؟!" فأجابه الرئيس : "جيد كلنا نفتخر كمواطنين فرنسيين !" ثم انتهت السجال و الجدال بانصراف الجميع إلى حاله و مشاغله و استمرّ الرئيس في زيارة باقي أجنحة المعرض و التحدث إلى العارضين و الإستماع إلى انشغالاتهم في القطاع بغية إيجاد التدابير على مستوى الحكومة و تذليل المشاكل التي يعاني منها القطاع علي المستوى الوطني و الأوروبي! تصورا لو حدث مثل هكذا مثال في دولنا العربية ماذا سيكون مآل و مصير المواطن الغاضب عند استنطاقه بشكل عنيف و غاضب للرئيس؛ أولا لن يسمح له حتى بالاقتراب من المجال و الفضاء المتواجد فيه الرئيس ، بحيث ترتب الأمور مسبقا بأسابيع و توضع كل أزلام النظام و مرتزقته في الصفوف الأولى و يتم زرع في كل سينتيمتر واحد رجال أمن في زي مدني ناهيك عن كتيبة من الحرس الخاص، و كل ما نراه على قنوات التلفزيون المختلفة و التلقاء المسؤولين الكبار مع المواطنين ما هي إلا مسرحيات بيتت بليل و بإحكام لإيهام الرأي العام العربي بجوارية النظام و الحكم مع المواطنيين! و إن حدث و تعرّض مواطن متظلّم للرئيس بأي ملاحظة قد يفهم من ورائها إهانة للرئيسو للدولة ، و بالتالي يكون ذلك المواطن قد وقع شهادة وفاته وقد يُنسف من " على وجه الأرض"!
عندما يقتنع يوما ما المواطن العربي أنه في " بلده و وطنه بشكل ملموس " و يدرك أنه هو " الحاكم "و الرئيس يشتغل لحاسبه لتحسين ظروف معيشته ليس إلا سوف يٌُحترم من قبل الحكام. الديمقراطية التي تحميها الدبابات و نظام استبدادي بوليسي هي ديمقراطية صورية مريضة! الغرب طبعا لا يمكن أن يتلاعب مع الحقوق الدستورية و حرية التعبير في بلدانه، في ذات الوقت يعين الدول العربية المتخلفة و السائرة في طريق " النمو" اصطلاحا، و في الحقيقة هي سائرة في طريق النوم! لأن فرنسا التي تحرص على حماية الحريات و الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان تسلّح في ذات الوقت أنظمة الدول العربية التي جاءت بالإنقلابات و تدعمها بأحدث التقنيات و العتاد الحربي لقمع الحريات الفردية في الوطن العربي مقابل بعث تنمية مصانعها الحربية و ورشها و انعاش اقتصادها على حساب الدم العربي و حرية المواطن العربي تحت ذريعة التحالف و التضامن مع هذه الأنظمة الديكتاتورية المجرمة لتطهير أراضيها من ما يسمى بـ " الإرهاب الداخلي"!
*مدير التحرير ، مسؤول النشر
***
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
@elfaycalnews
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien: