wrapper

الجمعة 29 مارس 2024

مختصرات :

*كتب: لخضر خلفاوي


‎ هي المرة الأولى التي يحضر فيها معرض الفلاحة الفرنسي كرئيس دولة‫..‬ و لأنه لم يكتب في التاريخ الفرنسي تقريبا إلا نادرا أن نجا رئيس أو مسؤول من مفاجآت الاستقبال السيئة التي يوليها أصحاب القطاع و المواطنيين في هذا المعرض المنعقد سنويا في فرنسا‫.‬ فزيارة ‫"‬ إيماونيل ماكرون‫"‬ اليوم لافتتاح المعرض وضعته في موقف لا يُحسد عليه،

حيث تلقى توبيخاتا و انتقاداتا شبيهة بالشتم و الإهانة من طرف مواطنين عاديين منهم من ينتمي إلى القطاع و منهم كان زائرا عابر سبيل، فلم يفوتوا الفرصة لمجابهته و إحراجه و تعنيفه لفظيا ‫إلى أن جرّت و استدرجت لفظيا الرئيس الفرنسي المرافق بسرب من الصحافيين و الإعلاميين و كانت ردة فعله جد انفعالية و لم يستطع تمالك نفسه لقلة التجربة و صغر سنه، إلا أنه في ذات الوقت كانت هذه المواجهة بين مواطنيين بسطاء يطرحون مشاكلهم اليومية على المباشر و دون ترتيب مسبق في القطاع أمام الرئيس و القاضي الأول للبلاد ‬ تنم عن مدى القفزة العملاقة في الشأن الديمقراطي و حرية التعبير و لم يتعرض أي متدخل رغم التعنيف اللفظي للرئيس إلى توقيف من قبل رجال الأمن أو الحرس، و ترك السجال مفترحا إلى آخره و لم يتراجع كل من الطرفين سواء المواطنين البسطاء أو الرئيس في شرح وجهات النظر لكل منهما، مضيفا أحد المتدخلين‫:‬ ‫"‬ أنا في بلدي ‫..‬ ما خطبك؟‫!"‬ فأجابه الرئيس ‫:‬ ‫"‬جيد كلنا نفتخر كمواطنين فرنسيين ‫!"‬ ثم انتهت السجال و الجدال بانصراف الجميع إلى حاله و مشاغله و استمرّ الرئيس في زيارة باقي أجنحة المعرض و التحدث إلى العارضين و الإستماع إلى انشغالاتهم في القطاع بغية إيجاد التدابير على مستوى الحكومة و تذليل المشاكل التي يعاني منها القطاع علي المستوى الوطني و الأوروبي‫!‬ تصورا لو حدث مثل هكذا مثال في دولنا العربية ماذا سيكون مآل و مصير المواطن الغاضب عند استنطاقه بشكل عنيف و غاضب للرئيس؛ أولا لن يسمح له حتى بالاقتراب من المجال و الفضاء المتواجد فيه الرئيس ، بحيث ترتب الأمور مسبقا بأسابيع و توضع كل أزلام النظام و مرتزقته في الصفوف الأولى و يتم زرع في كل سينتيمتر واحد رجال أمن في زي مدني ناهيك عن كتيبة من الحرس الخاص، و كل ما نراه على قنوات التلفزيون المختلفة و التلقاء المسؤولين الكبار مع المواطنين ما هي إلا مسرحيات بيتت بليل و بإحكام لإيهام الرأي العام العربي بجوارية النظام و الحكم مع المواطنيين‫!‬ و إن حدث و تعرّض مواطن متظلّم للرئيس بأي ملاحظة قد يفهم من ورائها إهانة للرئيسو للدولة ، و بالتالي يكون ذلك المواطن قد وقع شهادة وفاته وقد يُنسف من ‫"‬ على وجه الأرض‫"!‬
‎عندما يقتنع يوما ما المواطن العربي أنه في ‫"‬ بلده و وطنه بشكل ملموس ‫"‬ و يدرك أنه هو ‫"‬ الحاكم ‫"‬و الرئيس يشتغل لحاسبه لتحسين ظروف معيشته ليس إلا سوف يٌُحترم من قبل الحكام‫.‬ الديمقراطية التي تحميها الدبابات و نظام استبدادي بوليسي هي ديمقراطية صورية مريضة‫!‬ الغرب طبعا لا يمكن أن يتلاعب مع الحقوق الدستورية و حرية التعبير في بلدانه، في ذات الوقت يعين الدول العربية المتخلفة و السائرة في طريق ‫"‬ النمو‫"‬ اصطلاحا، و في الحقيقة هي سائرة في طريق النوم‫!‬ لأن فرنسا التي تحرص على حماية الحريات و الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان تسلّح في ذات الوقت أنظمة الدول العربية التي جاءت بالإنقلابات و تدعمها بأحدث التقنيات و العتاد الحربي لقمع الحريات الفردية في الوطن العربي مقابل بعث تنمية مصانعها الحربية و ورشها و انعاش اقتصادها على حساب الدم العربي و حرية المواطن العربي تحت ذريعة التحالف و التضامن مع هذه الأنظمة الديكتاتورية المجرمة لتطهير أراضيها من ما يسمى بـ ‫"‬ الإرهاب الداخلي‫"!‬

 *مدير التحرير ، مسؤول النشر

***

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
‪‪@elfaycalnews‬‬
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على السبت, 24 شباط/فبراير 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :