لم يحدث و أن لقي رجل سياسي هذا الالتفاف و اللحمة حوله كسلطان تركيا في الألفية الحالية، قربه من شعبه و خدمته جعلهم يخرجون إلى الشوارع في لحظات ـ بعد نداء رئيسهم ـ لمجابهة الدبابات لعصبة من الإنقلابيين الذين تحركهم عواصم غربية لإزاحة رجب طيب أردوغان من حكم تركيا و وضع شخص آخر قريب من أجندة العالم الغربي.. شعب خرج بالملايين ليتصدى لمحاولات الانقلاب على شرعيته، بمجرد رسالة قصيرة أرسلها صاحب الشأن عبر التواصل الاجتماعي من خلال قناة أجنبية، و بفضل الحشد الشعبي تم إفشال محاولة الانقلاب ومحاولة زعزعة مسيرة تركيا الاقتصادية و الإصلاحات الجبارة في عشريتين متتاليتين التي تحققت بفضل هذا الرجل و جعل تركيا تحسد من قبل كثير من الدول الغربية من حيث التنمية الاقتصادية و معدلاتها المشرفة رغم الأزمات الاقتصادية العالمية …
و ها هي رسالة ثانية يوجها الشعب التركي لباقي الشعوب بالخصوص إلى الحكومات الأوروبية التي يزعجها وجود أردوغان و حزبه في سدة الحكم من خلال الانتخابات التشريعية و الرئاسية ليوم الأحد الفارط في دورها الأول أين انتزع الرئيس نسبة ما يفوق الـ 52 بالمئة و حزب العدالة نسبة تتجاوز الـ 53 بالمئة من مقاعد البرلمان التركي. بغض النظر عن أجندات تركيا السياسية في المنطقة فإن هذا البلد بشعبه و قيادته عرفا تجنب كل المكائد للعودة به إلى عشرات السنين و تعطيل زحف البلد نحو الرقي و الإزدهار.
ما تفعله و ما فعلته تركيا بخطى ثابتة يناقض تماما حركية الحياة السياسية و الإجتماعية في الدول العربية التي تعيش الهاوية و السقوط الحر في جميع الميادين، و الشعوب مسؤولة عن ما يحدث لها من إذلال و تركيع، هي ليست كالشعب التركي ، عندما يقوم العسكر بمحاولة انقلاب يخرجون تلقائيا بالملايين لتصدي الدبابات و الجنود في سبيل التضحية بأنفسهم و الدفاع عن شرعيتهم، أما في دولنا العربية عندما تخرج الدبابات العسكرية الإنقلابية تدخل الشعوب الذليلة إلى جحورها و تصاب بالترهيب و الخوف و تنقلب على أعقابها و تتخلى عن شرعيتها الممثلة و لا يدفع الثمن إلا من ثبت على مواقفه و دافع عن الحق و شرعيته و يتهم بالمتربصين بوحدة الوطن و أمنه و يوضع في خانة الإرهاب و الإخوان و يصنف ضمن أعداء الوطن ، أما المجرم السفاح العميل الفارس يصبح بين " طلقة نيران و دبابة " الفارس المغوار، الأمير دون منازع لإحلال الحق و العدل و الرخاء ، في حين كل ما نشاهده هو بؤس و خراب و جوع و ضياع اجتماعي لا مثيل له، فكل من سولت له نفسه بقول كلمة حق يُعتبر من طرف النظام و كلابه و أزلامه و زبانيته و ذيوله النخبوية المتسلقة المستنفعة ( في مستنقعات الباطل ) بأياد خارجية متربصة بوحدة البلد! فلا يمكن أن يتغيّر الواقع الاجتماعي و السياسي و تتحسن أوضاع الإنسان العربي و هو" الجبان" بامتياز و الخانع بتقدير جيد جدا! بل الأخطر بكثير أن هذه الأنظمة العميلة المتعفنة التي تحكم العرب حاليا بقبضة من حديد وكّلت نفسها مسؤولة على الشعب الفلسطيني و ها هي تسلّم الفلسطينيين للعدو الصهيوني ـ الأمريكي و تهديهم كعربون وفاء للعدو " القدس" كعاصمة للكيان الصهيوني في انتظار الإعلان عن " صفعة القرن" لاحقا ! الحرية و الحياة الكريمة و الكرامة لا تمنحها أنظمة إنقلابية جائرة عميلة سفاكة للدماء .. متى يفهم العرب هذا؟!
*مدير التحرير مسؤول النشر
****
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
@elfaycalnews
instagram: journalelfaycal
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:
آخر تعديل على الإثنين, 25 حزيران/يونيو 2018