طباعة

*كتب:لخضر خلفاوي 

كثرة المواضيع الحساسة و الساخنة التي تنخر كيان الدول العربية يجعلني في بعض الأحيان أصاب بفقدان الرغبة في الكتابة ـ و كأني أكرر المُكرّر ـ لعقم ما نكتبه من فضح للفساد و سوء التسيير لمقدرات و خيرات الوطن ؛ لأن هؤلاء الفسدة و المجرمين من الساسة و القادة في الوطن العربي أصبحوا لا يهتمون بكل ما نكتبه من نقد لسياستهم التخريبية النهبية لخزائن البلاد !

إلى أني اهتديت بالصدفة إلى شريط و مقاطع فيديو فيها خطاب الرئيس الجزائري عام ١٩٩٩ و هو يلقي خطاب القرن من ولاية "أدرار" و أنت تستمع إلى خطابه تكاد أن تعتقد بأن الخطيب ليس ببوتفليقة الذي سرق أموال الدولة و حولها إلى الخارج قبل أن يستقر في المنفى بين أحضان الخليجين بعز الاستقلال ! بل عندما تستمع إلى خطاب الوهلة الأولى من عهدته تعتقد أنك في حضرة الرئيس هواري بومدين ؛ لأن بوتفليقة ـ وقتها ـ استعمل استعمالا خبيثا لجلباب أو برنوس بومدين حتى ينال عطف و تزكية أحباب الرئيس بومدين المقدرين بالملايين !!!
فتابعوا و اقرأوا هذا الخطاب الذي ألقاه عام ١٩٩٩ . أين قمنا بنقل معظمه و تنقيحه ليسهل الفهم :
‏‎‫"‬تحيا الجزائر برجالها‫..‬ تحيا الجزائر برجالها
‏‎‫"‬تحيا الجزائر برجالها‫..‬ تحيا الجزائر برجالها
‏‎‫"‬تحيا الجزائر بنسائها‫..‬ تحيا الجزائر بنسائها
‏‎‫"‬تحيا الجزائر بنسائها‫..‬ تحيا الجزائر بنسائها
‏‎و لكن ما تحياش بالشعارات و الهتافات الفارغة ‫…‬ ‫صفقوا كما شئتم .. صفقوا كما شئتم ..- زغردي أنت أيضا أيها الفرحانة- … ‬زغردي ‫..‬ زغردي ‫..‬ زغردي ‫…‬ حدث لنا ما حدث! ‫..‬ "الرئيس بومدين رحمه الله الذي كنت أتحدث عنه كنا واقفين معا بمناسبة تدشين قرية زراعية و قلوبنا فرحة مسرورة ‫.‬ قال للمستفيدين أنداك ‫:‬ طيب يا جماعة لقد أخرجناكم من ‫"‬ الأكواخ‫"‬ و أسكناكم بيوتا مزودة بالغاز و الكهرباء و الماء الجاري ‫..‬ و فيها و فيها و فيها بما في ذلك التلفاز‫..‬ماذا ننتظر و نطلبه منكم الآن ؟ قالوا ‫:‬ سيدنا الرئيس خيرك كبير و كبير كثير ، و لكن لو تمنحنا منحة مع ترخيص فردي لكل واحد منا للذهاب إلى الحج ، فلن ننس لك صنيعك هذا ما حيينا!‫"‬
‏‎ـ في قرية زراعية أخرى ( يتابع بوتفليقة سرده) ‫..‬تقدّم كبير القوم و قال ‫لبومدين "‬ بارك الله فيك سيادة الرئيس .. زمان كنت متزوجا بإمرأة و بعد ‫"‬ الثورة الزراعية‫"‬ أضفت الزوجة الثانية‫"‬ .. و في قرية ثالثة من أجمل القرى الزراعية الاشتراكية التي تم تشييدها و إنجازها بجانب تيبازة يتقدم كبير القوم و يقول ‫"‬ سيدي الرئيس ‫لقد بنيتم لنا قصورا .. جزاكم الله عنا خيرا ، فقط وددت أن أطرح عليك سؤالا " فرفع الرئيس بومدين رأسه منتبها مهتما لسماع السؤال..‬ قال السائل للرئيس ‫:‬ لماذا تم بناء و تشييد كل هذا و تلك الأراضي الشاسعة الأخرى المحاذية تركوها دون بناء ‫!"‬ كان لا يدري أن تلك الأراضي التي هي تمتد على لمح بصره هي أراض وجب استغلالهامن قبل الأهالي المدعمين من قبل برنامج الثورة الزراعية ‫!‬ هذه الدولة انتهت‫!‬ ‫..‬ هذه الدولة انتهت ‫!‬ هذه الدولة انتهت ‫!‬ هذه الدولة انتهت‫!‬ الذي يملك الشطارة و يحب الجزائر أن يثبت شطارته في خدمة الجزائر الذي عنده شطارة و يحب الشعب الجزائري فليعري على زنديه ‫..‬ يا له من حديث الأولين!!! ‫..‬ حديث الأولين!! ‫..‬ عايشين عيشة على ـ نموذج ـ "لا تقربني و اضرب ـ افعل ـ كيفما شئت ، لا تقربني و اضرب ـ افعل ـ كما شئت ‫..‬ إذا هناك ‫- بسزنسة -مستعدون ‫..‬ إذا كان هناك احتيال على الدولة مستعدون ‫..‬ إذا كان فيها ‫"‬طراباندو‫"‬ و سوق موازية مستعدون ‫.."‬
‏‎ـ ألا أُبشركم ‫..‬ ألا أبشركم؟ ‫..‬ إذا كنتم ناويين بيع البلاد فأمريكا مستعدة للشراء فورا ‫..‬ فتصفية الخونة تقتضي أن تصفوا أنتم قلوبكم و صفوفكم ‫..‬ سارق الدار لا يُحظى ‫..‬ سارق الدار لا يُحظى!! ‫…‬ أبناؤكم درسوا أو ماذا فعلوا؟ أفهموني ، أبناؤكم تعلموا و درسوا ؟ ماذا فعلوا أفهموني ؟‫!‬ أسمعتم بسياسة اسمها ديقراطية التعليم ، أو لم تسمعوا بها ؟‫!‬ و إذا كان تقصيرا من الإدارة ‫..‬ تبا ‫..‬ تبت يدا الإدارة ‫!!‬ و إذا كان تقصيرا منكم حسبي الله و نعم الوكيل.. حسبي الله و نعم الوكيل .. حسبي الله و نعم الوكيل ..و أنا أعرف الدنيا مليح ‫..‬ مليح ‫..‬ مليح كل ما يكون اللسان حلو كلما وجبت اليقظة لأن حاجة سيئة مختبئة وراء ذلك..."
(...)
‏‎أسكتوك يا جزائر ‫..‬ دجّلوك يا جزائر ‫..‬خدّروك يا جزائر ‫..‬نوّموك يا جزائر ‫..‬ نهبوك يا جزائر‫..‬قسّموك يا
‏‎جزائر‫..‬ اختطفوك يا جزائر ‫..‬ سرقوك يا جزائر ‫..‬ أخذوا منك كل شيء يا جزائر‫..‬"
مر على خطاب عبد العزيز ثلاث عهدات أما الرابعة فلا نحتسبها للأمانة و للموضوعية؛ لأنه لم يحكم أبدا الجزائر في هذه العهدة الرابعة و لكن شبه للشعب و حُكمَ باسمه و به بِحُكمِ غيابه الجسدي و العقلي و لا يمكن لأي كائن بحالته الصحية أن يسير حتى ملعقته لتناول وجبته فكيفَ يسير بلدا كالجزائر ! السؤال الذي يطرح نفسه " كل هذا من أجل هذا !؟" جاء لمكافحة الفساد و توقيف نزيف التبديد و النهب و الخطابات الرنانة و الضحك على الأذقان و إنقاذ الجزائر من ورم المافيا المالية السياسية فبدأ بترسيم أفراد أسرته كمستشارين رئاسيين و من ثم تكوين نواة من الانتهازيين و الموالين يديرها السعيد بوتفليقة و تضاعفت وتيرة الفساد و النهب و التخريب الاقتصادي السياسي أضعافا مضاعفة !!!! مضى على هذا الخطاب قرابة 20 عاما و الفساد في الجزائر يحطم كل الأرقام القياسية ، هل فعلا انتهت الدولة الجزائرية بالمفهوم الذي أراده لها أن تكون الراحل هواري بومدين ، و نحن نعيش في تراب يسيّره تنظيم لصوصي إجرامي ممنهج للفساد و التخريب المالي و النهب على أعلى مستوياته!!! فعلا أخذوا منك كل شيء يا جزائر!

ـ مدير التحرير ، مسؤول النشر | باريس

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

****

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
‪‪@elfaycalnews‬‬

instagram: journalelfaycal

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الثلاثاء, 17 تموز/يوليو 2018

وسائط