طباعة

ـــ كتب: لخضر خلفاوي | باريس

صورة منشورة على موقع للتواصل الاجتماعي يظهر فيها مواطنون في آخر شياكة و انبساط يتأرجحون في " مواقف للحافلات" في دولة من الدول الغربية؛ حيث تم تكييف هذه المواقف إلى أراجيح و  بأن تكون مكانا للعب و ليس فقط مكانا لانتظار الحافلات.. فاعتمدوا هذه الفكرة لمساعدة الزبون أو المواطن على تمضية وقته بكل سعادة في انتظار قدوم حافلته في الوقت المحدد.

تساءل قارئ أو مستخدم عربي من الجزائر في تعليقه بكل يأس و تمني متحسرا و كأنه يتحدث في علم الغيب أو عن شيء لن يتحقق أبدا:" لماذا لا نكون نحن أيضا مثلهم؟!" ، و لأنه يصعب عليّ إمساك قلمي و لساني ، قمت بهذا الرد عى صاحب هذا التعليق و التعليقات المشابهة:
هؤلاء عندهم الانسان أسمى و أغلى من كل شيء و الشعب هو الذي يحكم. لا يوجد عندهم مجاهدون مزورون و سلبوا الاستقلال من جيل بعد الاستقلال ... هؤلاء ليس عندهم " عينات بشرية " في مقاليد السلطة كشاكلة ( لوح ، طرطاك، سعيدان ، غول ، سلال ( سراق)، حداد، حطاب، رمعون ، شكوبي( شكيب الخلا) و القائمة طويلة ... هؤلاء ما عندهمش مسؤول واحد يجرؤ على سب شعب أو الاستهتار به او تقزيم المثقفين و رجال الإعلام و وصف المواطن بالكلب ( جوّع كلبك يتبعك!) هؤلاء القانون سيد على الجميع و الدستور هو الحكم ... هؤلاء يتداولون على الحكم من خلال صناديق الاقتراع و نحن نتحدث عن عهدة خامسة لرئيس ميت إكلينيكيا خلال عهدة كاملة ( الرابعة و المزورة )! هؤلاء بعض شبابهم ينتحر بسبب فحش الرخاء و الرفاهية ، و عندنا يموت غرقا مئات الشباب في البحر طلبا للزرق و الحياة الكريمة ! هؤلاء قضوا على الأوبئة الفتاكة منها الطاعون و الكوليرا في القرن الماضي و نحن صرنا مختبرا و مشتلة للأوبئة بشتى أنواعها منها . هؤلاء - تكنلجوا- و ابتكروا للفلاحة أدواتها و شجعوا الفلاح على الانتاج و تحقيق الاكتفاء الذاتي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و صارت معداتهم من جرارات و حاصدات و محاريث في قمة التكنولوجيا مزودة بتقنية الساطل و السلطات تتابع عن قرب تقنيا و إداريا جهد الفلاح و تحدد برامج الاستثمار الفلاحي وفق رزنامة متزنة بين كل جهات الوطن ، بل ذهبوا بعيدا ، حيث برمجوا العطل الموسمية حتى للأراضي الزراعية الفلاحية و منح تعويضات لأصحابها حتى ترتاح هذه الأراضي و تستعيد خصوبتها و ثراءها البيولوجي ؛ أما عندنا مازال من يستعمل الثيران و الحمير و البقر لحرث الأراضي و العتاد الفلاحي ( أركاييكي ) غير مطابق للأوصاف و الفلاحين يفتقرون إلى إمكانيات السقي الصناعي و المنهجي لندرة الاستثمار في هذا المجال ، فنسقي مزروعاتنا و غرسنا بمياه القذورات و مياه الصرف الصحي !
-هؤلاء حياتهم اختيارية سيادية و نحن حياتنا غيبية - خروية بولية - أكرمكم الله ! السبب أن هؤلاء ( الكفار حسب تفكيرنا المنحط ) غيروا ما بأنفسهم فارتقت أوطانهم و خرجت من نسلهم نخبا جعلت من بلدانهم لا تزول بزوالهم، و نحن شعبا و نظاما مبدعون في الكذب و النفاق و الجهل ! * استووا يرحمكم الله !

( ل.خ).

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

***

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
‪‪@elfaycalnews‬‬

instagram: journalelfaycal

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الأحد, 02 أيلول/سبتمبر 2018

وسائط