طباعة

 ـ كتب: لخضر خلفاوي *


في البلدان المتقدمة إجتماعيا و إقتصاديا و سياسيا التي لديها تاريخ عريق في الديمقراطية و تحترم شعوبها و حرية التعبير و الإنتقاد إزاء مسؤولين و سياسين أمرا طبيعيا إن لم يكن ضروريا لإبقاء ركائز الحرية و الديمقراطية التساهمية و تقوية دولة القانون و السلطات المستقلة و النقيضة في ذات الوقت كالعدالة، الإعلام و هي كل متكامل للعمل على ديمومة و اتزان و مسار دولة القانون…


نأخذ على سبيل المثال لا الحصر في نهاية شهر مارس الفارط تزامنا مع إجراءات الحظر و الحجر الصحي الذي سنته السلطات الفرنسية بدأت تتلقى السلطات و الجهات القضائية الفرنسية دعوات و شكاوي ضد أسمى مسؤلين الدولة الفرنسية من قبل جمعيات و مواطنيين فحوى الدعوات متقاربة و مصبها هو « سوء التعامل و التحضير لمجابهة الوباء »… إلى غاية كتابة هذه الأسطر وصلت الدعوات المرفوعة ضد وزراء و مسؤولين ساميين 90 قضية مرفوعة .. أي بعض الجهات المدنية و الجمعوية تتهم « الدولة الفرنسية » الرسمية من خلال وزاراتها و قطاعاتها الرسمية بخيانة المواطن و بتعريضه للخطر و التلاعب بحياته كونها استهترت و تهاونت في الحفاظ على صحته و تعريضه للخطر العظيم!
في الجزائر نسجن الشباب و بعض الإعلاميين الذين امتلكوا الجرأة و عندهم غيرة على الوطن و نوجه لهم تهم « الخيانة و التآمر على الدولة و غيرها من التهم « ـ الكارتونية ـ التي اعتاد عليها نظام الدولة العميقة » في توجيهها إلى معارضيه!
« كحيوش مصطفى فارس » و شاب آخر « حمادة خطيبي » من بوسعادة ؛ لا أدري وصفهما بإبني الإستقلال و نحن نعلم أن ما دامت العصابة لم ترحل بعد و بقايا الإستعمار يبقى استقلالا منقوصا .. ففي بلدي نسجن الشباب المتحمس و المعارضة و الصحفيين و ما زالت « الاتهامات الجزافية الكارتونية » التخوينية التخويفية سيفا يسلط على من يعكر صفو أصحاب المصالح السياسية .. الأمر أن الشاب مصطفى تساءل في صفحته الإفتراضية أو كتب رأيه حول تقصير السلطات في تسيير جائحة « كورونا » و شارك رسما كاريكاتوريا لرسام مخضرم معروف « جحيش » أين يتناول الرسم موضوع أو ظاهرة « عدالة قضاء الحاجة »! الفكرة عميقة و عميقة جدا لأنها تترجم واقع الجزائري منذ الإستقلال تقريبا و ليس في عهد بوتفليقة فحسب ، و الرسام « جحيش » أبدع كعادته في هذا التصوير… المفارقة أن الشباب المتحمس و الغيور على وطنه من خلال متابعته للوضع و مشاركته للفن النقدي و السخرية الموضوعية تم التماس الحكم عليهما بسنة حبس نافذة من قبل مجلس قضاء المسيلة بينما لم يتعرض الرسام لأي إجراء من هذا القبيل و هذا ما لا نتمناه!…
أهذا هو الحوار الذي وعد به « تبون عبد المجيد » في أولى خرجاته الرسمية بعد الإعلان عن نتاذج الرئاسيات ـ المشبوهة ـ أو المنتقدة (على حد وصف و تنديد المعارضة).. هذا الأخير الذي وعد بالحوار مع قوى المعارضة في « الحراك » الذي جمدته « جائحة الكورونا »..إلى إ«عار آخر إيجاد مصل للكورونا و آخر للنظام الفاسد !
ـ أم أن النظام المتجدد بعد طرد نسخته السيئة ـ شكلا ـ سيستمرّ في ممارسة الآليات القديمة في قمع الرأي و تهميش رأي المواطن و تقزيمه و سجنه و مرمطته بسبب رأي أو رسم موجود على « الفيس بوك ».. أليست هذه بعدالة « قضاء الحاجة » عندما نعمد في تشويه قيم الوطن و قدره لدى الشباب و تفريغ قيمة و قداسة الولاء له؟ و من يمارس خيانة الوطن و التاريخ و رسالة الشهداء فعليا؟ .. هل ضحى أجداد مصطفى كحيوش و حمادة خطيبي و جيلي أنا في التسعينيات من أجل هكذا مشهد كارثي على جميع المستويات ؟!
باسم حب الوطن و غيرتنا عليه .. كفوا أيديكم عن الشباب و أرحموه من هذا التخلف المؤسساتي و الوصاية الظالمة و اجعلونا نفخر يوما بتحرير و استقلال جهاز عدالتنا و نأمن عند دخول دورها و قصورها القضائية حتى لا نردد ـ كالعادة ـ. في أنفسنا عند دخولها مضطرين « اللهم إنا نعوذ بك من الخبث و الخبائث! » اجعلوا هذه الدور و الأجهزة مصدر قصاص و قسط و عدالة و حماية لا لترهيب فكر النقد و المعارضة!

* رئىس التحرير مسؤول النشر ـ باريس

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

****

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 20/ 19 جوان ـ جويلية 2020
https://www.calameo.com/read/0062335946b10ecf52424
https://www.calameo.com/books/0062335946b10ecf52424
‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 19/20 en 
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://www.calameo.com/read/0062335946b10ecf52424
https://www.calameo.com/books/0062335946b10ecf52424

*****
‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

وسائط