wrapper

الأربعاء 17 أبريل 2024

مختصرات :

 ـ كتب : لخضر خلفاوي*

 

في عام 2005، تم تعديل قانون الأسرة الجزائري ، الصادر سنة 1984، و هذا التعديل الذي أثار موجة غضب لأغلبية أوساط الشعب و الرأي العام ما عدا الأقلية من « جمعيات نسوية نشطة لائيكية و علمانية ـ عصيانية تمرّدية ـ بمسميات فضفاضة كالمساواة بين الجنسين في الحقوق و الواجبات ألغيَ هذا القانون الذي كان يخلق اتزانا إيجابيا في عمق الأسرة الجزائرية و نسف بند “الرجل رب الأسرة”، و”إلغاء حق الرجل في الطعن أو الاستئناف في أحكام الطلاق والخلع التي كانت موجودة في القانون الأول”.


المادة 54 من قانون الأسرة الجزائري تجيز قانونا ابتداءا من هذا التعديل « للزوجة » ـ دون موافقة بعلها (الزوج) ، أن تخلع نفسها بمقابل مالي، و في حالة عدم الإاتفاق بينهما على المقابل المادي للخلع يحكم القاضي بما لا يتجاوز قيمة صداق المثل وقت صدور الحكم”. أما فيما يخص التطليق فتنص هذه المادة (53 من قانون الأسرة التخريبي المُعدّلْ) إجازة الزوجة طلب الطلاق ـ خلعا ـ لأسباب عشرة حددها المُشرّع بنص أهمها: الهجر في الفراش لأكثر من أربعة أشهر مع الحكم على الزوج عن جرم فيه مساس بشرف الأسرة وارتكاب الفاحشة، والشِّقاق االدائم بين الطرفين الشريكين بعقد زواج.
أشير هنا إلى القانون المستحدث من طرف المشرع الجزائري رقم 15-01 عام 2015 المتضمن إنشاء صندوق النفقة الذي أضيف بدوره الى الترسانة القانونية بغرض حماية المرأة المطلقة الحاضنة بعد الطلاق عند استحالة الطرف الآخر في تسديد النفقة.
هذا القانون شكلا يعتبر آلية و ترسانة قانونية جيدة تحمي « المرأة المطلّقة الحاضنة » و تحفظ كرامتها تجنّبا للعوز و الصعوبات المادية في حياتها؛ إلا أن للأسف فإن كل المؤشرات و الإحصائيات بعد سن هذا القانون ( البوتفليقي) دلّت على تصاعد بشكل مقلق نسب الطلاق .. فلم يكن لهذا القانون نتائج إيجابية تفيد النسيج الأسري بل كان إجابة قانونية و لوجستية مادية محضة لتذليل وضع المطلقات فشجّع المرأة الجزائرية على الرغبة في الطلاق من أجل الحصول على الإستقلالية المادية.. فالإستقلال المادّي للمرأة الجزائرية منها المرأة العاملة قوّى و رسّخ فكر ـ الإستفناء عن الرّجل ـ الذي كان في وقت بعيد مضى المُعيل الأوحد للأسرة .. التحوّلاات المجتمعية و قطع المرأة أشواطا مهولة في مساواتها بالرّجل جعلها لا تخشى من فكرة الإستغناء عن الرّجل و العيش بمفردها .
فالخلع وجد الأرضية جدّ مهيئة و مناسبة للمطالبة به حسب ميزاجية «
المرأة » الجزائرية المتأثرة بأفكار الحرّية و الإستقلالية التامة.
***
تركتُ بلدي بمجتمع مسلم، سُنّي المنهاج، محافظ على الثوابت الصحيحة، نقيا، متماسكا فيما بينه، صلب العقيدة مرفرع الأخلاق..كان ينقصه فقط استقرار سياسي و حرية الرأي في إطار كل هذه الثوابت المقدّسة ؛ لا -على مقاس-مجتمعات لا دينية ، أو لا تدين بدين الإسلام أو مُلحدة لا تعترف بوجود الإله الأعظم .
***
-أفنيتُ أكثر من نصف عمري في الغربة و المنفى كوني كنتُ احتاج إلى إطار حرّ لأمارس حرّيتي الفكرية في مجتمعات التي انتقدتها في بداية هذا المنشور ؛ بحكم أن منفاي كان إضطراريا على أمل أن أعود ذات يوم ، ذات سنة ، ذات عمر و ارتاح أخيرا و أفتح صفحة جديدة و أجدّد -وفق كل نواياي الطّيبة- حياتي "المتبقية »؛ لأنسى قليلا كل تعب و شقاء السنّين الخالية مذ الطفولة مرورا بشبابي في العشرية الدموية و السوداء و انتهاءً بكهولتي و هي في قبضة كمّاشة المنافي و الفقد و البعاد.
-و أنا بتلك الرغبة الجموح في ترتيب كبير أُشيِّدُ الفكرة لبنة على لبنة على أمل عظيم تحقيق هذا الهدف متمنيا مباركة الرّب و توفيقه . لا أخفي أني ذلك الشخص الواعي بمدى التحوّلات العالمية الجارية بتسارع رهيب على مستوى المجتمعات دون استثناء .. لكني كنتُ أعتقد (أني شخص ) مُلمّا بما يجري في بلده الأم .. لم يتبادر إلى ذهني لحظة واحدة و لم يكُن في حسباني و أتصوّر أنَّ (البركة و الفطرة السليمة) ذهبتا أو أُنتزعتا من الفرد الجزائري (نساءً و رجالا..و ذرية ) .. اكتشف أن البلد الذي تربيت فيه أحسن تربية و ترعرعت تفسّخ و تمسّخ مجتمعه و أسرته و حطمت نساؤه الرقم القياسي في حالات خلع الرجال (أزواجهن) من حياتهم دون أن أتحدث عن نسبة الطلاق التي تجاوزت سنويا الـ 50 ألف مطلقة!. استيقظ على طامة إجتماعية كبرى كهذه أحدثت لدي زلزلة و صدمة عظيمة و إحباط شديد غيرة على مجتمعي و أُصولي..
-سقط المجتمع الجزائري من خلال نواته الرئيسة "الأسرة" إلى الهاوية بسبب فشل المدرسة بمُربّيها و فشل رجل الدّين التنويري الإصلاحي الترغيبي فنجح الفكر التغريبي الهدّام العالمي ( الذي توغّلنا -بسلاسة جهنمية- علاوة على استفحال فضاءات التواصل (الفساد المعولم) العبثي التفكيكي لعنصر التواصل الأسري و الإجتماعي الحقيقي.
تفشي تلك المذاهب الدخيلة العلمانية و الطائفية الفكرية و فسح المجال لكل التجارب الأجنبية في مجال « قانون الأسرة و التربية الوطنية » و ضغط الحكومات الغربية على صنّاع القرار في البلد سمح بتكريس أرضية خصبة لاجتثاث كل القيم من المجتمع الجزائري و استبدالها تدريجيا بقيم لا تتوافق بالمرة مع موروثنا الثقافي و الهوياتي !
منذ عقود كانت الحكومات المتعاقبة أساسا متسيّبة و محرّضة عن ـ قصد ـ بإيعاز أجنبي تحت عهدات بوتفليقة و عصابته - المُغبرطين - المتصهنيون..
تفشّت المثلية و الفكر الطائفي و التَّشوُّعِي و التَّشَيُّعِي منهم من - جاهر منه دون استحياء ـ و منه من ـ أخفاه في قلبه - اتقاء لإشارات أصابع الإتهام المجتمعية و الرأي العام ؛لا خوفا من الضمير أو الخالق، فساد شيئا فشيئا فكر اللادينية و الشكّ في كل شيء (مرتبط بعالم الغيب و خالقه) و انتشرت عقلية ـ التطبيع مع سلوكيات العهر و الفساد بإسم « الحرّية و المساواة و الحقوق ـ ظاهرا و باطنا ما هي إلا ـ حركات و أفكار إنفصالية نسوية تأصّلت الآن للأسباب التي ذكرتها…
من المؤكد أن « حل الخلع » قد يكون قرارا منصفا و عادلا و حقا وجب تحقيقه في حالات خاصة لما تعانيه بعض النساء في المجتمع من ـ اضهاد و هضم لأبسط حقوقها بدءا بكرامتها و سلامتها الجسدية و النفسية و لا يوجد عاقل سواء كان مؤمنا أو لاديني أو ملحدا أن يقبل هكذا إجحاف في حق المرأة كإنسان، كأم ، كأخت ، كزوجة.. كشريك حياة ببساطة .. و إنما هذه « الحركات و التنطيمات النسوية المتمرّدة و العصيانية » التي تنادي شكلا بالمساواة المُطلقة بين الرجل و المرأة لا همّ لها سوى إضعاف من دور المرأة و دفعها إلى متاهات أسوأ و تشجيعها على الإنحراف .. كشعار : للمرأة الحق في « الحرّية الجنسية » و تعدد العلاقات باعتبارها الوحيدة التي لها حق قرار ما تفعله بجسدها و خياراتها و ليس المجتمع الرجولي أو الديني الذي يحدد لها الحدود في التصرّف بجسدها كأنثى و فرد من المجتمع مستقل استقلالا تاما عن الرّجل.. فلا سلطوية عليها من أحد ..
هذا الفكر ـ التمسيخي ـ التحريفي الإنحرافي الذي تفشى في المجتمع و الأسرة الجزائرية منذ عقود و استفحل في السنوات الأخيرة لن يتوقّف عن مسألة « الخلع » فحسب بل سيتطرّق إلى مسائل الميراث و انتقاد « القرآن » التنزيل الحكيم أي نقد الله و اعتباره إلها « ميزاجيا » و « منحازا للرجل » .. و ليس مستبدعا و هذا ليس من الخيال العلمي و الإستباقات الخيالية العلمية.. فقد يأتي زمن باسم ـ التظلمات الواهية و الشيطانية لبعض عديمات الحياء و الدين ـ أن تطالب من خلال أصوات نسوية بحق الإلحاد و الكفر و الرّدة و المطالبة بترخيص حق « الجنس الجماعي » و بحق ـ سب الله ـ و إزدراء الدّين .. و ربما قد يذهب استفزاز هذه الطوائف من الحركات النسوية «المتمرّدة » العاصية و الضالة وراء شهواتها الشيطانية الدنيوية للقيم الطاهرة و النظيفة السمحة للمطالبة بـ « آلهة » مؤنثة تخص الجنس النسوي وحده، لا ماذا أقول ؟! لن يطالبن بآلهة لهن بحكم رفضهن الاعتقاد بإله (ميزاجيا أو متحيّزا) هو أساس أفكارهن التحررية!.. الهدف المنشود هو أن يصبحن حرّات، آبقات، متمردات دينهن الأوحد هو عصيان ضد الرّجل و المجتمع المحافظ و التخلّص من أي سلطة خولته أياه الديانة أو القانون أو الأعراف . هي مسوخ و أبواق جوفاء لكنها ـ فعّالة و متفاعلة فيما بينها في كذا من فضاء ـ يستخدمها فكر غربي ملحد و لاديني عن بعد بواسطة فضاءات « كل البلاوي و المصائب الإفتراضية » و من خلال مؤلفات متعددة تدور محاورها في مجال الحريات و و المساواة هدفها النضالي هو التخلّص من كل « الأبويات و الربوبيات » الموجودة و الممكنة في المجتمع و من خلال قنوات البث التيلفيزيوني و كل وسائل الاتصال الرقمية الحديثة حيث استفحلت كالورم هذه « الأفكار العصيانية التّمرّدية » و وصلت إلى مداها لأننا ببساطة تخلينا عن كتاب الله و تعاليمه.
***
كأني استيقظ من كابوس .. لا كأني استيقظت من حلم و أُدخلت رغما عني في كابوس أكثر إيلاما و رعبا .. فأصابتني « الخَلْعَة » من الحاضر و رهاب كبير من المستقبل!
ــــ

*) مدير التحرير مسؤول النشر

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

*) الخلعة : هو الخوف الشديد.. يحدث أحيانا لدى المصابين بها آلاما مصحوب بانقباض مزعج على مستوى البطن.
ـ لا تخلعني أي لا تخيفني، وانخلعت منه، ولا تخلع الورع أي لا تخيفه..وهذه الدلالة ليست في المعجم المتعارف عليه.
*) الورع: الولد

****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 34 جوان ـ سبتمبر 2021 ـ
https://fr.calameo.com/read/0062335949afd29057ca7

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 34’ mois (juin - septembre 2021)
format PDF, cliquez ou copiez ces liens:
https://fr.calameo.com/read/0062335949afd29057ca7

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الثلاثاء, 28 كانون1/ديسمبر 2021

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :