طباعة

ـ كتب: لخضر خلفاوي

 

 أثار مصرع الصحفية « شيرين أبو عقلة » استياء الكثير ممن يعرفها و يعرف نشاطها الإعلامي في تغطية الأحداث بشكل عام و الساخنة في الأراضي المحتلة (فلسطين)؛ إلا أن دخول على الخط كما ـ جرت العادة ـ بعض الآراء و الجدليات العقيمة في عدم الرضا من طرف الخوارج عن القيم الإسلامية السمحة كالتسامح و الإحسان و مسالمة الناس باليد و القول : المسلم من سلم الناس من لسانه و يده.. وليس من يتحدث حسب هواه

عن الدين و الله وفق تشنجه الثقافي و الديني و الفكري بعدم رضاه توصيف أو احتساب الفقيدة كشهيدة بحكم عقيدتها المختلفة عن الدين الإسلامي.. فسرعان ما اشتعلت نيران الأفكار المناهضة للفكر المتطرّف الذي يمتهن جرّ الرأي العام إلى هكذا جدل عقيم.* الفقيدة « شيرين أبو عاقلة » كانت تدافع بتغطيتها للانتهاكات لأرض مقدسة أُريد تدنيسها. و خاصة " القدس" قدَّسها الرحمان و منها أعرج بالنبي ص الله عليه و سلم ، هي بعملها كفلسطينية و إعلامية تدافع عن ( الحق )، و الحق اسم ( الله )، و الله حثنا على جهاد اليهود و الدفاع عن هذا ( البيت ) و في سورة الإسراء فسّر ذلك - - لـ صولات و جولات و خيانات اليهود و وعدهم بالثالثة و (الآخرة)التي سيأتيهم قوم يخرجونهم و ينزلون على الصهاينة اليهود الخزي و المذلة . هي طبعا شهيدة الواجب و وجب على كل مسلم و غير مسلم رافض للعنف و الاحتلال و مع حفظ كرامة الإنسان أن يحزن لمقتلها و يأسف و يأسى لأن تعتبر صوتا من أصوات الحق المعرّية لتجاوزات الظلم في الأرض قد انطفأ ، فمن يدرينا أن " شرين أبو عاقلة " كانت جندية من جند الله سخّرها لفضح إسرائيل المارقة، هل لدينا الحق في اختيار جند الله مكانه ! و من يدري و لديه الحجة و الدليل ( من علم الغيب ) أن الله سيحتسبها من ( الكفَرة) أو من أعدائه و هي التي تدافع عن بيت من بيوته المقدسة المهمة في كل الديانات ؛ أولى القبلتين و ثالث الحرمين : ( الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) علما أن أجر الصلاة فيه مضاعفاً عمّا سواه من المساجد، عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي، لهذا مدح النبي -صلّى الله عليه وسلّم- شدّ الرّحال إليه والصلاة فيه، وذكر أنّه أرضُ المَحشرِ والمنشر، فقال: (صلاةٌ في مسجِدي هذا أفضلُ من أربعِ صلواتٍ فيهِ، ولنِعْمَ المصلَّى، هوَ أرضُ المَحشرِ والمنشَرِ، وليأتيَنَّ على النَّاسِ زمانٌ ولقَيْدُ سَوطِ، أو قال: قوسِ الرَّجلِ حَيثُ يرى مِنهُ بيتَ المقدسِ؛ خيرٌ لهُ أو أحبَّ إليه مِنَ الدُّنيا جميعاً) .. وقال أيضاً: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسجدِ الأقصى) من يدافع عن هكذا معلم يحبه الله و يباركه ألا يحقّ له جزاء من عند الله ؟!
ـ لا يمكننا في ذات الوقت أن يجزم أي إنسان مسلما كان أو يهودي أو مسيحي أو حتى بوذي أن يعطي صفة الشهادة ( في سبيل الله …إلخ ) لأي شخص قُتل و سقط في ظروف مشابهة تعطي للعامة انطباع الشهادة المؤكدة ، فهذا - تحكيم غيبي - خاص و حصري يرجع إلى الله وحده عندما يستقبل أرواح من قُتل في الأراضي المسلمة هؤلاء..فلا ضير أن ندعو بقبول الشهادة لكل من قُتل و سقط دفاعا عن ماله و عرضه و شرفه في بلاد المسلمين و هي ( نفس الأسباب المشتركة عند الثقافات الأخرى التي لا تدين بدين الإسلام ) . ما هو مُلفتُ للانتباه و جدير بتمرير خط تحت ( جمل و فقرات لكتابات و مناشير ) تنتشر كالنار في الهشيم كلما نطق في أمر ما أحد المعتوهين فكريا و المتشددين المتطرفين في فهم رسالة السّماء؛ الذين ينعتون - اعلاميا و "شبكا-تواصليا" بـ ( السلفيين ) و لا تخلو هكذا ردات فعل على نفس المنابر و المنصات من الهجوم المضاد من قبل الفكر ( المضاد ) و تشهد بالتالي الساحة حربا فقاعية بين النقائض و الأضداد لتسلية المتعطشين للاستهلاك الجدلي للفكر السطحي .. تُعفى عادة شطحات و رقصات و حماقات أصحاب الفكر اليساري - المتشدد - و المرتدين عن دين الله ، و المنافقين المتنفذين في أوصال المجتمع … أصحاب هكذا فتاوى و حماقات دينية التي تنسب إلى " فكر السلف الصالح " تكفي حماقاتهم بأن نترفّع على سلوكهم و ردات فعلهم في قضايا يومية ، ثقافية و اجتماعية و سياسية .. هم يعرفون - للاسف ما يفعلونه بالضبط مادام المستهلك غبي في كل الحالات … و أصحاب تيار و فكر ( اليسارية الشريرة ) بدورهم يلتحقون بنفس المياه العكرة لا لمحاربة " التطرّف الديني و محرّكه الأساس هو التشدد " ؛ بل لمحاربة فكر ( السّلف الصالح ) و تشويهه و ترهيب المجتمع و تقديمه في هكذا مساحات تعبير مختلفة على أنه الخطر - القاضم ، المانع ، الحاد - لحرية الفرد و الإنسان ككل .. بمعنى تسويق بدورهم في الإتجاه المعاكس للأفكار اليسارية ( الفاحشة ) و المتعارضة في معظم فكرهم مع ثوابت و أركان هذا الدّين الحنيف السمح . و هم يعرفون جيدا كما يعلم خصومهم أنهم يتنازعون للتأثير على أغلبية العقول ( إن وُجدت !) أي أفراد المجتمع الغبي و هم أنفسهم الذين يأملُ ( أفراد التطرّف و الضلال المنهجي في فهم الدّين ) أن ينتزعوا ثقتهم و التأثير عليهم ! في المحصلة نجد المشهد كالتالي: مجتمعات متخلفة و غبية تستعملها و تستغل غباءها و سذاجتها زمرة كـ ( زبالة ) عبارة عن أفراد معتوهين يتحدثون باسم الله و زمرة ( أزَبلْ) من الأولى يتحدّثون عن الإنسان و حرياته المطلقة و طرد الله و دينه من المعادلة الكونية الوجودية . كل تيار يعدُ الآخر بالجحيم و كل تيار يرى أنه يستحق الجنّة و السلام .. إلا أنه لا سلام و لا جنة في مجتمعات كهذه متخلفة تابعة ايديولوجيا إما للوهابية المقيتة أو للماركسية و مشتقاتها الهدّامة و الشرّيرة على وجه التحديد . و عليه فإن رأيي لم يتغيّر و محسوم : "اللي بغى شهوة يديرها في عشاه!" .. لم تعد هكذا ( جدليات ) تثير عاطفتي الفكرية ؛ أو تسيل لعاب منظوري الفلسفي .. الذي يريد أن يستثمر في الجنة فليستثمر حسب مفهومه و الذي يقول له هواه ابتعد عن ( السّلف الصالح ) و استثمر في النار فليتبع هواه و مفهومه - الشخصي - لله و للدين و للعبادة و الايمان .. هو حرّ! "الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون".. فاللهم اجعلني ممن أحسنوا اختيار سواء السبيل .

*(ل.خ) ـ مسؤول النشر و التحرير

 

*****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الخميس, 12 أيار 2022

وسائط