wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

*بقلم د.كفاح جرار| الجزائر


..وافتتحنا الدخول المدرسي بحذف البسملة من كتاب الرياضيات، فاعتبرها بعضنا ردة ونكوص، وصفق لها منتفعون لست أدري أين وجدوا النفع في ذلك؟ ودافع البعض بحجة أن الرياضيات لا تحتاج لبسملة، وقال آخرون يجب تحطيم أوثان الفكر الديني المتخلف في رؤوس الناشئة، فهل ما جرى ويجري وسوف يجري يحل مشكلة منظومتنا التربوية السيئة المهترئة الفارغة، التي تشكل عبئا على العلم والمعرفة وعقل الصبي الصغير؟.


ما يحدث اختصر ببساطة شديدة مدى تفاهتنا وسخافتنا وسذاجة رؤيتنا للمشاكل وسطحيتنا في قراءة واقع تربوي مترد ومسيء.
أذكر والذكرى كانت تنفع وينتفع بها، وقيل اسألوا أهل الذكر إن كنتم تجهلون، فتكاسل القوم وتثاقلوا، يوم قالوا لا تنفروا في الحر، فأضاعوا كل فصول السنة، وفي وقتنا الحالي يعتبرها معظمهم نقصا وشماتة، أو شتيمة مبطنة، وهي كانت بالماضي لأن من لا يتعلم ويفهم ويحتاط، هو من غير المؤمنين، وإن كان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فإن من يلدغ أكثر من مرة ليس بمؤمن، وما تشهده الأسواق حاليا من ارتفاع غير مبرر للأسعار، سوف يعيد إلى الأذهان ميلودراما البطاطا التي كانت قبل محليات وتشريعيات سابقة مسلسل الساعة، وقد اقتربنا من انتخابات محلية لم تحمل معها حتى الساعة أية بشائر خير، ونحن هنا لدغنا ولسعنا وأكلنا أيضا، بالضمة فوق الهمزة، وقرضتنا قارضة ولم نتعلم ونفهم ونعي، على الأقل وطنيا لم نتعلم معنى الاستثمار ولا أهمية الادخار، مع أن الخليجيين الذين كنا نسخر منهم وما زال فينا من يسخر ويهزأ لظنه أنه الأفهم والأفضل، وضعوا أموالهم في صناديق استثمارية من خلال المساهمة في شركات ومؤسسات عالمية كبرى مثل بوينغ وإير باص ونيسان وجنرال موتورز، وهم يعملون لمستقبل أبنائهم ونحن صرنا نتباكى على حالنا، ويتحدث مسؤولونا عن دين ومديونية وتقشف، كان الحري بهم ألا يوصلونا إليه، طالما جميعهم يحكمون أو يعملون، كما يؤكدون دوما، تحت يافطة برنامج رئيس الجمهورية.
وقد علمونا أكلت يوم أكل الثور الأبيض، وقد أُكل السبع الذي أَكل الثور الأبيض والأحمر والأسود، يوم تحول الأسد فينا إلى حاكم يرجم الشعب والوطن بالبراميل المتفجرة، ثم حولهم إلى هباءة تذروها الرياح فوق حدود بعيدة، الفتى العربي فيها، غريب الوجه واليد واللسان.
لقد وصل السوري إلى حالة، يصعب فيها وضعه على "الكافر" كما يقول المثل.
المفارقة هنا أن حال هذه الشعوب ذكرني بحال الشعب الفلسطيني الذي تحول بدوره وما زال إلى ريشة في مهب الريح، وقد عصفت به ريح الأنظمة، بعدما تلقفوه من الصهيوني والإنكليزي وغيرهم، لكن الشعب في غربته المفروضة صمد وقاوم وضحى وتعلم، وإن وقع لاحقا وبغباء، بيد قيادة لا تفهم ولا تعقل ولا ترحم، ولا تعرف معنى الثوابت والمتحولات، فتحولت تحت حجة وبذريعة الوطن والعودة، إلى حارس مفروض ومستكره على أمن الصهاينة وقطعان المستوطنين.
المهم في تلك السنوات العجاف، دخلت البطاطا في قائمة اللحوم الفاخرة، ولم يجد المحروم الذي اعتاد مرغما على أكل "الفريت أومليت"، إلا نصف الوصفة الغذائية الفقيرة، أي أومليت غير مقترنة بصاحبتها، وقد اشترطت العرائس على آبائهن تزويجهن من الخضارين عموما وبائعي البطاطا حصريا، ولأن سنواتنا، والعياذ بالله، تمر عجافا رغم كل هذا الخير الوفير، للعاقل أن يفكر ويسأل ويستفهم، لمعرفة ليس الذي يجري ويحدث، وإنما لماذا يجري ويحدث، فإن هي أجدبت وأمسكت ارتفعت الأسعار وإن هي أخصبت وسكبت ارتفعت الأسعار، وإن هي اعتدلت وتوسطت ارتفعت الأسعار، فأين الخلل إذن، وأين خالفنا وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان؟.
ما أدهشني أكثر أن الكوسا التي ندعوها قرعة تجاوزت مئتي دينار، أما الطماطم الحمراء فرصلت فوق المئة دينار، فما الذي يحدث بالضبط؟.
من يتحكم بجدولة الأسعار ومراقبتها، ولماذا تغيب الإدارة والسلطات المسؤولة حيث يجب أن تكون حاضرة وبقوة، وأكثر من ذلك، أين هذا المدعو المجتمع المدني عما يحدث ويجري، أم غابت السباع والفهود والنمور فعاثت الضباع النتنة الرائحة فسادا؟.

 

آخر تعديل على الجمعة, 08 أيلول/سبتمبر 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :