wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

*سخرية الفيصل | التحرير

من مواليد الرباط من أم فرنسية ذات أصول جزائرية و أب مغربي، ليلي سليماني ذات الـ 36 ربيعا درست في المعهد الفرنسي بالمغرب قبل أن تلتحق بباريس لتتم دراستها و تحذو حذو والدها الذي قام بمزاولة دراساته العليا بفرنسا في العلوم الاقتصادية ، و صار بعد ذلك إطارا في البنوك ليشتغل في المغرب بعد ذلك كسكرتير دولة في المسائل الاقتصادية خلال السبعينيات ،

ثم مديرا عام لبنك مغربي حيث كان متورطا في قضايا فساد و اختلاسات و تم عزله بعد الفضائح المالية البنكية، ثم وافته المنية عام 2004. والدة ليلى و بنتين أخريتين تشتغل كطبيبة مختصة. تقول ليلى في إحدى تصريحاتها المتعلقة بحياتها و محيطها العائلي، أنها ترعرعت في وسط عائلي بعيد عن الدين و العادات في جو تسوده الحرية المطلقة في كل شيء و لا توجد أي طابوهات في الجو الأسري، كما كانت اللغة الفرنسية" هي اللغة الرسمية في التحاور اليومي بين أعضاء عائلتها بشكل عادي ، لذلك فإنها لا تجيد النطق لاللغة العربية. و تضيف أن نمط معيشتهم يعتمد على " اللائكية". عندما تركت المغرب في سن الـ 18 ، كانت تود دراسة طب الأعصاب رغم ميولاتها إلى الأدب. سافرت معظم عواصم أوروبا، قامت بتجارب كثيرة استكشافية و امتحانا لقدرات تكيفها مع الثقافات الغربية المختلفة، و عند استقرارها بباريس قررت الالتحاق بمعهد للإعلام و الصحافة لتتخرج فيما بعد ذلك و تشتغل في مجلة " Jeune Afrique" الفرونكوفونية، لتزوج بعد ذلك ببنكي ( إطار في البنك) التقته في " حانة" بالصدفة. بعد اشتغالها كصحفية بالمجلة المذكورة لمدة قررت وضع حد لتعاقدها و تتفرغ للكتابة. فضيحة " دومينيك ستروسكان DSK، السياسي الاشتراكي المشهور و عالم الاقتصاد الفرنسي الوزير السابق و المرشح لرئاسيات 2012 أعطاها الالهام و الفكرة لكتابة أشهر أعمالها. للإشارة فإن رئيس صندوق النقد الدولي السابق ، السياسي المشهور المرشح للرئاسيات أنذاك كان معروفا ـ بشراهته للجنس" ، فأوقع به قبيل الخوض في الحملة الانتخابية في غرفة فندق بالولايات المتحدة الأمريكية من قبل خصومه من اليمين الفرنسي و متواطئين من الولايات المتحدة ، لتتهمه " خادمة" باختصابها في غرفته، لتذهب كل أحلام الرئاسة التي كانت مؤكدة قبل الفضيحة الجنسية! النقطة المشتركة بين الـ DSK و الكاتبة الشابة هي " الشراهة الجنسية و عدم الاعتراف بالحدود و التقيد بأي شيء من شأنه أن يحرمها من ممارسة " ملذاتها في الحياة و هي تعتبر نفسها Nymphomaneأي لا تشبع من الجنس و كذلك تضع نفسها و زوجها في خانة الـ hédoniste و هو نمط حياة الملذات و الشهوات أو كما يسميه أصحابه بفلسفة " البحث عن الملذات و الشهوات و الابتعاد عن كل المنكدات" ، فكر غربي إغريقي.
لذا فإن انسجام الصحفية و الكاتبة " ليلى سليماني " مع هذه الفلسفة جعلها من " المُنظرين " في العاصمة الباريسية و في أوروبا الداعين للحرية الجنسية و المساواة في الممارسة في الدول العربية و الإسلامية و تناضل دون هوادة من خلال ـ الفكر الهيدوني ـ من أجل تعميم ـ فائدة المتعة و الشهوات بين المجتمعات المحافظة في المغرب و الدول العربية التي تعتبرها متخلفة و قاسية مع رغبات و حرية المرأة الجنسية و العاطفية ! لا تحب الحجاب و الزي الإسلامي ، لا تحب التمسك بالعادات ، تؤيد الحرية الجنسية المطلقة ، ذات ثقافة غربية ، فرونكوفونية تامة و لا تجيد التحدث بلغة الضاد، متحررة في سلوكها الاجتماعي ، و الجنسي و تمجّد للوكالة العالمية المتعلقة بـ " الفرونكوفوفية" . قربها من الرئىس الفرنسي لم يكن بمحض الصدفة، فكل العناصر التي ذكرناها تجعلها قريبة من عالم " المال و الاسثمار في كل شيء " .. فهي من عائلة لها تاريخ في البنوك و الأعمال .. شأنها شأن الرئيس الفرنسي الذي كان يسبح طول تجربته الشابة في عالم البنوك و الأعمال و الاقتصاد و هو من الوجوه القليلة التي مرت بـ " Rothschild & Cieروتشيلد" ، تقارب السن مع الرئيس، حب الفرص و الاسثمار و تمجيد الثقافة الفرونكوفونية ، تأييدها الغير المشروط لترشح الرئيس قبل فوزه ، جعلها من الشخصية الصاعدة التي أقنعت " الزوج الرئاسي " و المحيطين به. تمجيدها للثقافة الغربية و الفرنسية بشكل ملفت و رفضها لثقافة جدودها و مناهضتها للعادات و القيم الدينية لبلدها الأصلي جعلها كغيرها ممن سبوقوها مقربة و مفضلة في أعين المجتمع الفرنسي و مؤسساته الرسمية. لهذا فقد جاء تعيينها كمستشارة شخصية للفرونكوفونية للرئيس " ماكرو" بمثابة شكرها و تشجيعها على ولائها الثقافي و الفكري لفرنسا.
جاء هذا التعيين بعد تكريمات و تشريفات متتالية لبدايتها و مشوارها الأدبي ، حيث تم تكريمها بجائزة " غونكور Goncourt 2016 لروايتها المعنونة بـ " أغنية هادئة" Chanson douce ، و من بين أعمالها التي شدت انتباه الساحة الأدبية الفرنسية و تأييد واسع للإعلام رواية " جنس و أكاذيب ـ الحياة الجنسية في المغرب" « Sexe et mensonges — la vie sexuelle au Maroc » و يتناول شهادات ـ حسب المؤلفة ـ لنساء مغربيات عن الجنس و عن التحرش الجنسي. ارتفعت أسهم الكاتبة الفرونكو ـ مغربية و صارت مفضلة لدى المتتبعين و النخبة عندما كثفت في تطرقها لمواضيع " تحت الحزام" و ممارسات المجتمعات العربية ، و تنشيط أكثر حملة " الوشاية بالخنزير" ، حملة تم إنشاؤها و اعتمادها للوقوف ضد كل ممارسات التحرش و الاغتصاب في المجتمع الفرنسي بعد فضيحة المنتج الهوليودي المشهور الكبير " هارفي وآنستاين"Harvey Weinstein المتابع في قضايا اغتصاب و ابتزاز جنسي مع عدد من الممثلات و النجمات السينمائية. كم هو مؤسف بالنسبة للنسخة القادمة للصالون الفلاحي المشهور
، و نخشي أن يواجه " ماكرو" الرئيس الفرنسي حملة " رمي الخنازير " في الطروقات نتيجة هذه الحملة الشرسة ضد الخنازير الجنسية ذات الشراهة الكبيرة ! نحن نتفق على جودة إبداع الكاتبة و لا يمكننا أن نضع أنفسنا في موقع إعطاء الدروس و تلقينها، لكن تمنينا لو استغلت قدراتها و قوة تعبيرها و شجاعتها الأدبية الجنسية الشرهة و ملكاتها التعبيرية كإعلامية و كاتبة في محاربة و مناهضة الفساد و القهر و الظلم المتفشي و المسلط على الشعوب المسكينة من قبل أنظمة متجبرة شمولية غير قادرة على الاستجابة للمطالب الأساسية و البديهية و الاحتياجات الضرورية لمجتمعاتها التي تعيش تحت ظل الفقر و القمع؛ فبدلا من التطرق إلى المواضيع المصيرية الكبري التي تشغل المجتمعات العربية الإسلامية ، تغرقنا " الكاتبة ليلى سليماني " و أمثالها من الممسوخين ثقافيا باسم الحرية في مواضيع أقل أهمية بكثير ، إن لم نقل تافهة .. مواضيع و مسائل متعلقة بالأعراف و التقاليد و الممارسات الخاصة لأفراد المجتمعات العربية المحافظة بشكل خاص و الأفريقية بشكل عام. إن أولوية الأولويات هذه المجتمعات تتطلب منا محاربة الفساد الذي تنتهجه كدين أنظمة عميلة للمستعمر القديم حفاظا على مصالحهم المشتركة. إن المجتمعات العربية اليوم ليست للأسف بحاجة إلى التحدث في العدالة في ممارسة الجنس و الحرية الجنسية. إن ضرورة الضروريات بالنسبة لهذه المجتمعات جد ملحة و هي متعلقة بالحقوق الأساسية : التعليم و جودته ـ السكن الملائم ـ الحرية التامة للتعبير ـ الحق في الصحة و بضرورياتها ـ و القائمة طويلة تشمل أهم الانشغالات التي تؤرق المجتمعات العربية الإسلامية الأفريقية. فقط، عند تحقيق كل هذه المطالب الأساسية للحياة الكريمة العادلة بين كل أفراد المجتمع يمكننا أن نتحدث عن الأمور " الكمالية" الثانوية بالنسبة لنا المتعلقة باحتمال إعادة تأهيل عاداتنا و تقاليدنا بمعايير غربية فرنسية ، و قد يتاح لنا المجال لمدارسة إمكانية سن و ـ فرض ـ سلوكيات و ممارسات مجتمعية كـ : تبادل الزوجات و الأزواج في مناسبات حميمية ، و دعم المثلية الجنسية من سحاق و لواط و نصرة الحرية و التعددية الجنسية كبديل لمشكلاتنا المصيرية الآنية ؛ عل حد تصوّر وزير الثقافة الفرنسي الأسبق السيد " فريديريك ميترون " الذي يعتبر في إحدى كتاباته أن " المغرب العربي" هو " الحل" في ـ السياحة الجنسية ـ و المثلية الجنسية. و المعروف عن الوزير الأسبق بمثليته و حبه و تفضيله لـ " الصبيان " المغاربة و شباب آسيا!. لا علينا إذا تجاوزنا معضلات العيش الكريم في أوطاننا العربية ـ المتخلفة جنسيا ـ يمكننا أن نعتمد على تجربة فرنسا و الغرب في دمقرطة و إشاعة كل السلوكيات التحررية الجنسية عندنا!
عجبا، نمنع دولنا العربية و الأفريقية و العالم ـ ثالثية من الاستقلال و الاكتفاء الذاتي ، إقتصاديا و فلاحيا و صناعيا و عسكريا و في ذات الوقت يدعوننا ( الغربيون ) إلى التحرر من عقدنا الجنسية العاداتية و السلوكية ، بل نضغط على حكومات و نهددها إذا لم تعدل من قوانين الأسرة حتى تتمكن مجتمعاتنا الجائعة المرهونة للغرب من الاستفادة من ديمقراطية فتح و فرك السيقان و الأرداف لرجالها و نسائها و شبابها و إنشاء مدارس لـ " النيمفومانية" ( الشراهة الجنسية) دون أي قيود أو عقد أو معوقات دينية أو عرقية أو سياسية!!
***

هل يرى " طارق رمضان" هلال السقوط في الحجيم؟!

ـ كما يعلم القراء المتتبعون لفضائح نجوم الصناعة السينمائية الهوليودية، فإن للسيناريست المنتج الفرونكوـ بولوندي "رومان بولونسكي" المتابع منذ مدة في قضايا اغتصاب و عنف جنسي ضد قاصرات، لكن وسائل الإعلام و المحبين لهذا " المغتصب " تتجاهل بعض الشيء هذا الشق الأخلاقي عندما تتعرض في أعمدتها للشخصية السينمائية العالمية المثيرة للجدل، و كأن هذه الوسائل لا تريد تسويد صمعة القامة السينمائية الكبيرة. يذكر أن " رومان بولونسكي Roman Polanski لاقى تأييدا و مساندة من قبل شخصيات مقربة ثقافية و سياسية و فنية و بالطبع دون نسيان الشخصيتين المعروفتين سياسيا كـ : برنارد كوشنار و الوزير السابق للثقافة السيد " فريديريك ميتيرون". هذا التعاطف من المستوى العالي العالمي لم يخص به طارق رمضان. الكاتب والأستاذ الجامعي السويسري الجنسية و أستاذ محاضر في العديد من الجامعات الأوروبية من بينها جامعة " أوكسفورد Oxford متباع منذ أسابيع في قضية " اغتصاب" تتهمه فيها إحدى " غريمياته " التي كانت تنتمى إلى التيار السلفي حسب ـ زعمها ـ .. أثارت هذه القضية زوبعة في الوسط الإعلامي الفرنسي و الأوروبي لحجم المفاجأة لكون أن " طارق رمضان" منذ التسعينيات ينظر له بعين الغضب من قبل المنظمات النسوية ذات الفكر التحرري و من قبل شخصيات سياسية و إعلامية. فقد وضع الدكتور المحاضر " طارق رمضان" بالشخصية الفكرية في التصنيف الأكثر خطورة في الطرح و متهم بالأصولية و التأثير على عقول الناس من أصول عربية و إسلامية، و يربط تقليدا في فرنسا ذكر اسم طارق رمضان دوما بجده " حسن البنا" مؤسس حركة الإخوان في مصر. يجابه طارق رمضان الاستاذ المختص في الديانة الإسلامية أعتى الزوابع الإعلامية للاتهامات الجديدة ضده من قبل المسماة " هندة عياري" التي أعلنت للإعلام سنة 2016 خروجها عن التيار السلفي و دخولها " التيار الأنوثي التحرري" في رواية أصدرتها في كتاب تحكي فيها تفاصيل علاقاتها الحميمية بطارق رمضان و تتهمه بالاغتصاب اليوم من عام (2017)! الإعلام الفرنسي عندما يتحدث عن " بولونسكي" لا يتطرق أبدا إلى أصول و جذور و أجداد المخرج المنتج العالمي، و تكتفي بآنية الحدث الذي يتناوله مع بعض الرفق في ذكره إذا تعلق الأمر بقضايا تتهمه فيها نساء بالاغتصاب و التحرش الجنسي، بينما لا تتدخر الوسائل الإعلامية ذاتها أي جهد من أجل إحضار " حسن البنا " إلى الحياة و ذكر حركة " الإخوان في مصر ، و هو ربط غير موضوعي و لا أخلاقي مهنيا لا يتعلق بقضايا محددة .. فقد تذهب بعيدا حملة الإعلاميين للنيل من الدكتور المفكر المحاضر ، بل قد تذهب إلى عهد ظهور الرسالة الإسلامية و علاقة " طارق رمضان " بالسلف و بالرسول الكريم"! منذ سنوات عديدة و المتهم بالاغتصاب الكاتب و المحاضر طارق رمضان المختص في " الاسلام و ارتباطه بالحداثة و تأقلمه مع نظام الديمقراطيات الوضعية للمجتمعات " يبقى رغما عنه العدو رقم واحد للمجتمع العلماني الغربي هنا في فرنسا و بعض الدول الأوروبية. هذه الحملة ـ على خلاف ـ قضية " هندة عياري" الجديدة ، تقودها منظمات نسوية تحررية أنوثية " و تحاول في كل مرة التحذير من وجود فكر "طارق رمضان" كمحاضر في الجامعات و الملتقيات المختلفة التي تتناول الإسلام .
المدعية " هندة عياري" على أنها كانت ضحية مغرر بها من قبل طارق رمضان و استغل ضعفها العاطفي و الاجتماعي حال فترة طلاقها من شخص ينتمي إلى التيار السلفي. كانت حسب تصريحاتها و شهادتها ـ في كتابها الصادر في 2016 ـ "اخترت أن أكون حرة!" J’ai choisi d’être libre و المروج له منذ شهرين لما قررت " هندة عياري" أن تلفت الانتباته إلى أن بطل قصة شهادتها في ذلك الكتاب لم يكن في الحقيقة إلا " طارق رمضان" الذي عوض بـ " زبير" كاسم استعارة .
ـ كانت تعيش أوضاع اجتماعية مزرية و قاهرة، فقدت أحقية العيش مع أبنائها حيث انتزعوا منها، حيث كانت لا تملك سكنا قارا و لا عملا بعد طلاقها.. و قد نصحتها " مساعدة اجتماعية" على نزع حجابها إذا أرادت أن تجد وظيفة و تعمل لاستدراك ما فاتها و تحسين وضعها الإجتماعي. إلى أنه تم الاتصال بها عن طريق شخص عامل بموقع " طارق رمضان" الرسمي، حيث تم اقتراح موعد معها بغية النظر في طلبها للعمل، و من ثمة تم بعد بك توظيف " هندة عياري" ضمن طاقم الموقع الرسمي لـ " طارق رمضان". استطاعت بفضل وظيفتها الجديدة إعادة بناء حياتها و استرجاع سعادتها في العيش و خصوصا استعادة أطفالها في غضون سنة 2011، عادت شيئا فشيئا إلى حياة مستقرة و سعيدة متزنة . و ذات مرة انتابتها رغبة في نشر صورتها دون حجاب مع شيء من الماكياج و أحمر الشفاه على صفحتها الفيسبوكية ، فأثارت هذه الصورة حفيظة " طارق رمضان" ـ دائما حسب مزاعمها ـ و حثها على سحب صورتها لأنه لا يجوز لها شرعا إظهار صورتها و محاسن وجهها للأغراب كمسلمة ، الدين الإسلامي يمنعها من ذلك. تقول: لقد شعرت بالندم و الخزي و اعتذرت لصاحب الموقع " طارق رمضان" .. و بعدها مباشرة اتصل بها ـ حسب قولها ـ على "خاص الفيس" و تبادل معها الدردشات الأولى قبل أن تتحول هذه الدردشات إلى دردشات حميمية بعد تبادل أرقام الهواتف الخاصة ، و تطورت الدردشات إلى سيناريوهات افتراضية جنسية بين الطرفين . " لقد وجدته جذابا مغريا و كنت سعيدة لأنه مهتم بي " ، فرتبا لقاءا انفراديا في إحدى الفنادق التي اعتاد عليها الدكتور و الكاتب المشهور عالميا.. و كما نصحها مشددا بكتمان الأمر و السرية التامة. عندما انتقلت " هندة عياري" السلفية وقتها من مدينة " روون " إلى باريس على متن سيارة خاصة سيدفع ثمنها " طارق رمضان" حسب وعده لها .. وضعتها السيارة أمام فندق اللقاء السري بين الشهير " طارق رمضان" و " الأخت في الله " العاملة في الموقع الإلكتروني لنفس الشخصية.
للإشارة فقط؛ فإن في الإسلام لا يجوز للمرأة أن تسافر من دون محرم و دون سبب قاهر و لا يجوز لها الاختلاء بالرجال دون حضور محرم، و التيار السلفي يعد أكثر تشددا في هذه المسائل . فالسؤال الذي يطرح نفسه: كيف لهذه " المرأة" أن تقبل بمقابلة رجل غريب عنها مهما كان اسمه و صيته و مكانته في غرفة " فندق‪" ‬
‪تبدو من خلال شهادتها أنها كانت " سلفية" من طراز آخر ، تبادل حكايات جد حميمية جنسية عبر " السكايب و وسائل الاتصال الأخرى صوتا و صورة ، و كانت مستبقة متقدمة عن عصرها و عصر الأولين و متفتحة و جريئة أكثر حتى من الكثير من غير المتحجبات مسلمات كن أو غير مسلمات! الالتقاء في فندق مع رجل غريب ‬.. تقول : "عندما طرقت باب غرفته كاد قلبي أن يتوقف عن الخفقان ، فتح الباب و استقبلب بحرارة و قدم لي ( طارق رمضان) الحلويات الشرقية و رفضت في البداية ، لكن بعد لحظات " دقائق" قبلني بحرارة ، لم أقاومه و تركته يفعل بكل حرية و لا أشعر بالعار و لا الحياء في قول ذلك اليوم ! . إلى هنا تعتبر القصة عادية جدا و طبيعية فيما يتعلق بنوعية هذه العلاقات التي تحدث في وسائل الاتصال الاجتماعية حيث تنتهي معظمها في غرفة " الفنادق" .. و الكل يعرف مسبقا بقية الحكاية و المغامرة. الإشكال يبدأ في ـ شهادتها ـ عندما تقول بعد فترة " التسخين" و التهيئة و التهييج ، ارتمى عليها كالوحش ، إلى هنا انقشع الحلم الجميل و انقلب و تحول ( طارق رمضان) من فارس الأحلام الجذاب إلى وحش كاسر ، "كان يخنقني بشدة ، يصفعني كلما قاومته ، ثم قضى وطره ليلتها ودون رضاي . كنت أشعر ليلتها بالخطر ، شتمني قائلا :" تستحقين ذلك ، لقد أتيتِ من أجل هذا ، أنت التي أردت هذا " . " لقد كانت أسوأ ليال العمر بالنسبة لي ، و في الصباح استيقظ، دخل الحمام و اغتسل، ثم وضع نقودا في محفظتي ثمن السيارة للعودة إلى جهتي و ينصرف . و تبرر في شهادتها " هندة عياري" قائلة :" كنت أمر بوضع نفسي قاهر و فقد عاطفي رهيب بعد طلاقي و خروجي من التيار السلفي ، و لم يمسني رجل منذ ذلك الوقت ( بعد الطلاق) ، و حتى قبل الطلاق ، كانت علاقتي الجنسية مع الزوج السابق محدودة و لا تحدث إلا إذا كانت هناك رغبة في الإنجاب ! بعد لقائي بطارق رمضان في الفندق ، أردت أكثر فأكثر التعمق في الفهم و كانت لدي رغبة معاودة الالتقاء به ثانية لأفهم أكثر و أكثر .. فكان يبادلني بعد ليلتنا تلك بالرسائل الجنسية النارية و يعدني بأنه سوف يهتم جيدا برغباتي و بي ، و أنا كنت أحاول أن أثبت له بأنني إمرأة قادرة على " الإمتاع" و ضمان الرضا له .. كان يريدني أن أكون سبيته أو ـ عابدته الجنسية ـ .. كان يبدي لي إعجابه بي و بذهنيتي و قوة شخصيتي ، حيث كانت شخصيتي و طريقة تعاملي تثيره جنسيا " و تضيف قائلة مصرحة للإعلام الفرنسي على لسان " طارق رمضان " : مع زوجتي لا يحدث أي شيء إنها في مرتبة أختي .. سآتي مستقبلا إلى أهلك و أطلب يدك منهم ". لنتفترض أنها كانت ضحية الاحتيال الفكري و الاستدراج المبيت للنيل منها و قضاء وطره بعد حادثة " العنف و الضرب و الاغتصاب" الذي تزعم أنها تعرضت لها في غرفة الفندق ، فلماذا لم تقطع علاقته به بالمرة و تشكوه السلطات القضائية فور الحادثة ؟ لماذا تؤكد في تصريحاتها بأنها كانت لديها رغبة في الاختلاء به في الفندق مرة ثانية ؛ فقط تنازلت عن هذه الرغبة لما رفضت إرسال صورها عارية إلى طارق رمضان الملح على ذلك ، حيث تحولت قصة العاشقين إلى تبادل الشتم و التهديدات و الكلام السوقي لم صدم برفضها إرسال الصور العارية لها !!

هل يعقل أن امرأة تشكو الاغتصاب و العنف تكون لها رغبة و استعداد لمعاودة الاتقاء بسفاحها و الاختلاء به ؟!! هذه القصة هي شبيهة إلى حد بعيد بقصة " نفيساتو" تلك " الشغالة الأفريقية ـ" العاملة في " سوفيتال ـ نيو يورك " أضخم فنادق الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت في غرفة مدير النقد الدولي السابق و الوزير الاشتراكي المستقيل في حكومة " جوسبان" و الذي الذي كانت تفصله أسابيع لخوض حملة الترشيحات الرئاسية، يجد نفسه متهم بالاغتصاب و يدخل الحجيم الإعلامي الدولي و تبخرت كل أحلامه السياسية الكبيرة ! و بعد ذلك اتضح أن الخادمة الأفريقية ـ حبكت القصة ـ و اكتشفت العدالة الأمريكية بعض التفاصيل التى ساهمت في إخلاء سبيله بعد مرمطة كبيرة دولية و إعلامية و بعد ما دفع الملايين!
من المعقول و المحتمل أن يكون " طارق رمضان" متورطا في هكذا قضية شخصية أخلاقية ، فلا يمكننا الجزم ببراءته أو عدمها إلى غاية انتهاء التحقيق في الأمر. فقد يكون " طارق رمضان" الرجل لا الدكتور الكاتب الشهير عنده كبت اجتماعي جنسي و قد يكون قد استغل موقعه و شهرته في تورط بعض النساء و الفتيات في غرامه و ممارسة الجنس معهن من بينهن " هندة عياري" هذه السلفية السابقة المنتقلة التائبة إلى " عوالم النور و التحرر الغربي " و الدخول في تنظيم " التحرر الأنثوي" ضد كل أشكال القيد و الإملاءات المفروضة من قبل المجتمع الرجالي.. و أنها كانت ضحية الاستحواذ الفكري و السيطرة من قبل تيار ديني المثير للجدل في الغرب و الشرق من جهة و ضحية السبي الديني و السيكولوجي الممارس عليها من قبل " طارق رمضان" . لكن نعتقد أيضا أن هذه القصة تحمل الكثير من التناقضات و لا منطقية تسلسل الأحداث ‪. ‬
‪و من حقنا أيضا طرح هذه التساؤلات: هل هذه السلفية لم تكن إلا عضوة في تنظيم " الأنوثة الحرة" و أنها اخترقت التنظيم السلفي من جهة و من جهة أخرى تقربت أكثر من " طارق رمضان" لتفتنه للإيقاع به و التشهير بنزواته الشخصية جنسيا وتسليم " طارق رمضان" للإعلام و المنظمات الحقوقية الأنثوية على طبق من ذهب ، و ضربه ضربه قاضية لتهدم كل ما بناه " حفيد مؤسس الإخوان" ؟ أو لم تكن سوى محاولة سطو و قفز و و تسلق ميكيافيلي شخصي و استغلال شهرة الرجل للاستفادة من شهرة موازية تعطيها صفة جديدة و كيانا جديدا و وجودا إعلاميا متميزا.. فليس من قضى فيها وطرا من قبل شخص مجهولا كمن قضي فيها وطرا من طرف شهير تتناول وسائل الإعلام اسمه في الصباح و العشي، و خصوصا التوقيت كان مناسبا مع الفضيحة المتعلقة بالمخرج المنتج الهوليودي " وانستاين" و منه اغتنمت الضحية المزعومة التناسق الإعلامي الدولي حول قضايا التحرش الجنسي و الإغتصاب لتدلو بدلوها ي الأخرى و تخرج العيار الثقيل من ماضيها الكارثي لتصنع باسم طارق رمضان اسما آخرا لها لتخرج من عالم نكرة مليء بالخيبات و مركبات النقص ، خصوصا أنها وجدت ترحيبا كبيرا من قبل وسائل الإعلام و المنظمات التي تشجع النساء المحجبات على نزع الحجاب و مواجهة الأزواج و التبليغ عنهم إذا فرضوا عليهن اللباس الإسلامي. " لقد خصصت فصلا كاملا كبيرا عن مغامرتي مع طارق رمضان ، إلا أنني استبدلت في الكتاب اسم رمضان باسم مستعار" يعني ذلك لو كانت الأحداث التي روتها واقعية و تعرضت فعلا للاغتصاب و سوء المعاملة من الأجدر أن تترك الاسم الحقيقي في شهادتها و سردها لمغامرتها مع شخصية طارق رمضان و ألا تستبدله بـ " زبير" اسم مستعار. أكيد أنه تم نصحها بعدم ذكر اسم المتهم صراحة حتى لا تواجه برفع دعوى قضائية بالقذف و الإساءة إذا لم تكن لديها الأدلة الدامغة على ما تفضلت به في كتابها، أو لم تكن لديها النية في اتهام طارق رمضان وقتها ، كان الهدف من اصدار قصتها هو التحدث عن تغيير نظام حياتها و خروجها من ظلمات السلفية و التحاقها بالحرية !"اخترت أن أكون حرة" كتاب صدر عام 2016 و الاتهام جاء بعد الحملة العالمية ضد التحرش و الاغتصاب الجنسي، فمالذي يثبت بأن الاسم المستعار في كتاب شهادة صدر عام 2016 المقصود به هو طارق رمضان؟!!!يجب عليها أن تكون بحوزتها أدلة مادية تدل على اغتصابها من طرف طارق رمضان ، و إلا فإن العدالة لن تفعل أي شيء ! نعلم علم اليقين بأن هذه القصة المثيرة تسيئ كثيرا لسيرة " طارق رمضان" في فرنسا خصوصا و في بعض الدول الأوروبية ، علما بوجود جنود مجندة من "صحفيي صرف القذورات" الذين لا ينتظرون سوى أخبار سلبية كهذه تسيء لحفيد " حسن البنا" مؤسس الإخوان في مصر و العالم ، و لا تقتصر في التطرق فقط إلى شخص الرجل ككاتب و مفكر و دكتور محاضر في الجامعات العالمية الذي يزعج كثيرا بعض الأوساط في فرنسا. نعلم أيضا أن " طارق رمضان" ليس ملاكا و لا منزها، بل هو قبل كل شيء رجل ضعيف و غير كامل و الكمال لله.. و نعلم أيضا أنه رجل قوي في التأثير و السيطرة على الجموع و الأوساط الطلابية في داخل فرنسا و خارجها و أننا لمسنا منه الدهاء العظيم في الإقناع و الوصول إلى عقول الكثير و ربما التأثير عليهم و استعمالهم لصالحه في كسب محبين و مؤيدين له عبر البلدان الأوروبية التي يتنقل فيها من جامعة إلى أخرى كاستاذ محاضر و ككاتب مفكر! ! كل ما نتمناه أن تكون المناضلة التائبة في صفوف " التأنيث و المؤنثين و الأنوثة و اللائكية العلمانية الفرنسية" أن تلتقي شخصا متفتحا ليس بالأصولي و لا بالسلفي ، مفكرا و لطيفا وديعا و لا يضمر خبثا جنسيا عنيفا كطارق رمضان حسب وصفه له في شهادتها. أما بالنسبة لطارق رمضان: هل ستنقشع شهرته و تنسف في العالم الإسلامي و الأقليات المسلمة في الغرب و العالم بسبب " يسوعه الصغير" النهم ، الشره الشديد الإثارة ، و الملثم بنظريات " تأقلم الدين الإسلامي مع العالم الحديث "؛ طبعا إذا تم ثبوت ما أُدعيَ به عليه ؟‬.

ـــــــ

‎*طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

آخر تعديل على الثلاثاء, 21 تشرين2/نوفمبر 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :