و تجدر الإشارة أن موضوع التسابق للطبعة الثالثة كان مخصصا للبيئة.. لا ننكر أن هكذا مبادرات و لو أنها مؤدلجة و مؤطرة من قبل " السيستام" الذي يفقد مصداقية و حرية و استقلالية الصحافة تعد خطوة لا بأس بها، خير من أن يترك و يهمش العمل الإعلامي الصحفي أو يضايق و يُقزّم و يُبخس! الإشكال في رأينا هو " فرض" موضوع و تسطير أهدافه و تقييد حرية الاختيار للمواضيع الجوهرية الحساسة التي يمكن للصحفي الحر و المحترف و لمَ لا " الهاوي"… فتشجيع كل الطاقات يثري التجربة و الأهداف المرجوة من دعم الممارسة الإعلامية و التجربة في ظل عهد تعددي . هل البيئة و " الهوية " تعد من كبريات الورشات الضخمة الواجب التطرق إليها. هل هي أكثر أهمية من موضوع "إصلاح العدالة و استقلاليتها" ، "التشغيل و معضلة البطالة و العدالة الاجتماعية"، " الفساد المالي و السياسي" .. " التهرّب الضريبي"، " أزمة السكن و الضمان الإجتماعي" ، مأساة القطاع الصحي العمومي" . " معاناة قطاع الثقافية و تدهور إمكاناتها" و تقزيم مؤسساتهامن خلال منتوج فكلوري مناسباتي، ضعف و تردي سياسة النشر و توزيع الكتاب " … هذه جملة من المواضيع التي يمكن أن تُختار للتسابق كي نسمح للعمل الإعلامي من خلال صحفيينا الكشف عن معضلات تعطل عجلة الارتقاء الفعلي بكل مناحي الحياة وطنيا… لا يمكن أن نحترم البيئة و نهتم بماهية و ركائز الهوية الوطنية إذا كان المواطن لا يشعر بعدالة فوق الجميع من الرئيس إلى المواطن البسيط، و على ضوء تردي الخدمات الاستشفائية التي صارت في وضع كارثي و عارا من حيث سياسة التكفل بالمواطن….و قائمة الأولويات و الضروريات المرتبطة بقطاعات حيوية شتى التي هي بحاجة إلى إعادة تأهيل و دعم الدولة طويلة و عريضة. إذا حددنا موضوع " الهوية الوطنية" كموضوع للتسابق بين الصحفيين معناه أننا ما زلنا نشك في هويتنا الالضاربة في التاريخ منذ آلاف السنين، و هي مترسخة في جينات كل جزائري؛ فليس بمجرّد " أحداث شغب و فتنة " أثارها بعض من بقايا الاستعمار في بعض جهاتنا ـ للأسف الشديد ـ ما يجعلنا نشك ، نرتبك و أن نتساءل حول مسلمات و ثوابت لا رجعة فيها؛ فمن لا يريد قبول هذه الهوية المتعددة الثرية كما هي ، فليرحل أويصمت حتى لا يزعج الشهداء في قبورهم فيكيفيهم أن ثورتهم تم خيانتها و تحريفها و مبادئ ثورة التحرير تم تمييعها و تقزيمها و لا نعرف منها سوى الحبر على الورق من خلال المناسبات الوطنية ثم تستمر الأمور في التعفن و الفساد! ليس لدينا الوقت لتضييعه في هكذا مواضيع . قد تكون مواضيعا جديرة إذا ما أُختيرت في امتحانات أطفالنا في الأقسام الإعدادية " شهادة التعليم الأساسي" .. التحولات تحتم علينا أن ندخل دون تردد في أصلاب مواضيع الساعة التي تشكل هاجس المواطن! و عليه بدلا من التحدث عن " الهوية الوطنية" يجب التطرق إلى المواضيع التي قد تؤدي بنا إلى " الهاوية" لا سمح الله ؛ في حالة إذا ما صرفنا النظر و تجاهلناها!
****
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien: