طباعة

*الفيصل الساخر| باريس

الجزائر: أُعلن في الساعات الأخيرة تزامنا مع الحمى ‫"‬ الأمازيغية القلاعية ‫"‬ التي اجتاحت البلاد و تبنتها وسائل الإعلام الرسمية و الخاصة عن نية السلطات الرسمية تخصيص جائزة ‫"‬ رئيس الجمهورية‫"‬ للصحفي المحترف الطبعة الرابعة حيث حُددت ‫"‬ الهوية الوطنية‫"‬ كموضوع التسابق على الجائزة ..

و تجدر الإشارة أن موضوع التسابق للطبعة الثالثة كان مخصصا للبيئة‫..‬ لا ننكر أن هكذا مبادرات و لو أنها مؤدلجة و مؤطرة من قبل ‫"‬ السيستام‫"‬ الذي يفقد مصداقية و حرية و استقلالية الصحافة تعد خطوة لا بأس بها، خير من أن يترك و يهمش العمل الإعلامي الصحفي أو يضايق و يُقزّم و يُبخس‫!‬ الإشكال في رأينا هو ‫"‬ فرض‫"‬ موضوع و تسطير أهدافه و تقييد حرية الاختيار للمواضيع الجوهرية الحساسة التي يمكن للصحفي الحر و المحترف و لمَ لا ‫"‬ الهاوي‫"…‬ فتشجيع كل الطاقات يثري التجربة و الأهداف المرجوة من دعم الممارسة الإعلامية و التجربة في ظل عهد تعددي ‫.‬ هل البيئة و ‫"‬ الهوية ‫"‬ تعد من كبريات الورشات الضخمة الواجب التطرق إليها‫.‬ هل هي أكثر أهمية من موضوع ‫"‬إصلاح العدالة و استقلاليتها‫"‬ ، ‫"‬التشغيل و معضلة البطالة و العدالة الاجتماعية‫"‬، ‫"‬ الفساد المالي و السياسي‫"‬ ‫..‬ ‫"‬ التهرّب الضريبي‫"‬، ‫"‬ أزمة السكن‫ و الضمان الإجتماعي" ، مأساة القطاع الصحي العمومي" . " معاناة قطاع الثقافية‬ و تدهور إمكاناتها‫" و تقزيم مؤسساتهامن خلال منتوج‬ فكلوري مناسباتي، ضعف و تردي سياسة النشر و توزيع الكتاب ‫"‬ ‫…‬ هذه جملة من المواضيع التي يمكن أن تُختار للتسابق كي نسمح للعمل الإعلامي من خلال صحفيينا الكشف عن معضلات تعطل عجلة الارتقاء الفعلي بكل مناحي الحياة وطنيا‫…‬ لا يمكن أن نحترم البيئة و نهتم بماهية و ركائز الهوية الوطنية إذا كان المواطن لا يشعر بعدالة فوق الجميع من الرئيس إلى المواطن البسيط، و على ضوء تردي الخدمات الاستشفائية التي صارت في وضع كارثي و عارا من حيث سياسة التكفل بالمواطن‫….‬و قائمة الأولويات و الضروريات المرتبطة بقطاعات حيوية شتى التي هي بحاجة إلى إعادة تأهيل و دعم الدولة طويلة و عريضة‫.‬ إذا حددنا موضوع ‫"‬ الهوية الوطنية‫"‬ كموضوع للتسابق بين الصحفيين معناه أننا ما زلنا نشك في هويتنا الالضاربة في التاريخ منذ آلاف السنين، و هي مترسخة في جينات كل جزائري؛ فليس بمجرّد ‫"‬ أحداث شغب و فتنة ‫"‬ أثارها بعض من بقايا الاستعمار في بعض جهاتنا ـ للأسف الشديد ـ ما يجعلنا نشك ، نرتبك و أن نتساءل حول مسلمات و ثوابت لا رجعة فيها؛ فمن لا يريد قبول هذه الهوية المتعددة الثرية كما هي ، فليرحل أويصمت حتى لا يزعج الشهداء في قبورهم فيكيفيهم أن ثورتهم تم خيانتها و تحريفها و مبادئ ثورة التحرير تم تمييعها و تقزيمها و لا نعرف منها سوى الحبر على الورق من خلال المناسبات الوطنية ثم تستمر الأمور في التعفن و الفساد‫!‬ ليس لدينا الوقت لتضييعه في هكذا مواضيع ‫.‬ قد تكون مواضيعا جديرة إذا ما أُختيرت في امتحانات أطفالنا في الأقسام الإعدادية ‫"‬ شهادة التعليم الأساسي‫"‬ ‫..‬ التحولات تحتم علينا أن ندخل دون تردد في أصلاب مواضيع الساعة التي تشكل هاجس المواطن‫!‬ و عليه بدلا من التحدث عن ‫"‬ الهوية الوطنية‫"‬ يجب التطرق إلى المواضيع التي قد تؤدي بنا إلى ‫"‬ الهاوية‫"‬ لا سمح الله ؛ في حالة إذا ما صرفنا النظر و تجاهلناها‫!‬

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/


- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على السبت, 13 كانون2/يناير 2018

وسائط