wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

عبد الكريم ساورة


أفادت بعض الشائعات المغرضة أن قطاع الماشية والدواجن بالمغرب قد أصيب هو الأخر بفيروس كورونا، وقد ووجِهَ هذا الخبر برد مباشر من طرف الأطباء البيطريين ينفون نفيا قاطعا أية علاقة بفيروس كورونا، وأنه من المستحيل أن تتم العدوى من الحيوان إلى الإنسان.


وجب التذكير أن هذه الشائعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تخرج علينا بين الحين والآخر يحاول من خلالها من لهم مصلحة في زعزعة السير العام بالبلاد وزرع سموم التشكيك في كل الخطوات التي تتخذها السلطات العامة.
ومنذ انتقال فيروس كورونا إلى بلادنا عبر سياح أجانب، والمغاربة يتلقون كل ساعة وابلا من الإشاعات والأخبار الكاذبة، وقد قامت السلطات بتحذير كل من قام بهذا العمل الحقير بالضرب على يديه من حديد، لكن دون جدوى حيث أصبحنا نتلقى كل يوم خبر اعتقال السلطات بعض المتورطين والمتورطات قاموا بنشر أخبار تهدد الأمن العام.
 ويوم أمس قامت وزارة الداخلية بتكذيب إشاعة مفادها أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أصدرت بلاغا تؤكد فيه أنها قررت أن تكون السنة الدراسية هذه السنة سنة بيضاء.
أما التحديات التي تقوم بها الدولة وذلك بفضل كل الفاعلين في الميدان لمواجهة وباء خطير تجد نفسها في نفس الوقت أمام تحدي آخر أكثر خطورة وفتكا وهو التسريبات الواحدة تلو الأخرى للأخبار والإشاعات الكاذبة، وعليه علينا أن نتساءل من يستفيد من هذه التسريبات المفبركة ؟ وكيف يمكن للدولة مواجهة هذه الحرب الخفية ؟
يجب أن نشير أنه تاريخيا، كلما عاشت دولة من الدول حالة من حالات الطوارئ سواء بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية أو ظهور وباء من الأوبئة إلا وأتخذت جميع الاحتياطات لمواجهة هذه الكوارث ماديا ومعنويا، وذلك بتوفير كل الحاجيات التي تتطلبها المرحلة مع التشديد على رفع معنويات السكان وتعبئتهم بكل الوسائل المتاحة من أجل إنجاح المرحلة والخروج بأقل الخسائر.
بالمقابل، لايجب أن يغيب عن وعينا، أن هذه المرحلة تتطلب من الدولة  أن تكون منسجمة مع الأفراد، وأن تكون الصفوف وإن لم نقل معظمها متراصة ومتوازنة حتى لايتم مفاجأتها بإحدى الوقائع أو الأحداث المرعبة والتي لاتكون مهيأة لها أحسن تهيئ، لهذا فمن الضروري أن يكون البيت الداخلي أكثر تنظيما لمواجهة المجهول.
وهنا يجب الإشارة، أنه في الوقت الذي تكون فيه الدولة، أي دولة كيف ماكان شأنها مهلهلة، فهي تعطي الفرصة للحاسدين والمتربصين والأعداء بمحاولة زرع وإثارة البلبلة ولما لا إذا توفرت لهم الإمكانية بهدم ركن من أركانها السيادية، والنيل من سمعتها بأي طريقة من الطرق الشيطانية، وإذا لم تستطع أن تحقق مبتغاها فيمكنها اللجوء إلى استعمال الإشاعة كوسيلة من الوسائل المغرضة لضرب استقرارها وتماسكها.
وفي هذه اللحظة تستعمل حرب اختلاق الأخبار الكاذبة، ومحاولة نشرها على نطاق واسع ومحاولة زرعها في لحظة الذروة، وهي اللحظة التي يكون سائدا فيها الخوف والقلق من جراء حريق أو عاصفة هوجاء، واحتجاجات وإضرابات، أو مرض أو باء كما يحدث الآن في المغرب، حيث استغل مجموعة من المنحرفين والمرضى خوف وهلع الناس من خطورة الفيروس فبدأوا في خلق مجموعة من الأخبار المفبركة، لأن الناس نفسانيا تحاول تصديق كل شيء وقت الأزمة لأنها تكون سهلة الاختراق، وتكون مستعدة لتقبل والاستنجاد بكل معلومة يمكنها أن تساعدها أو تمكنها من النجاة أو تحقيق المبتغى.
يجب التأكيد بما لايدع مجالا للشك، أن كل شخص أوجهة معينة تقوم باختلاق أخبار كاذبة في لحظة طوارئ  ويكون الهدف منها إسقاط صورة الدولة أو من يمثلها هو بمثابة حرب، وأن من يقوم بها متعمدا هو بمثابة عدو، ويجب على الدولة التي تحترم نفسها أن تعتبره عدوا إذا توفرت لها كل الأدلة التي تدينه وليس تلفيق التهم بغرض الإنتقام  منه إن كان شخصا مزعجا أو معارضا أو منتقدا لتوجهاتها، فلهذا يجب تعميق البحث وتقديم كل دلائل إثبات الإدانة ومن تم تقديمه للعدالة تقول كلماتها في إطار المحاكمة العادلة.
وتجدر الإشارة أنه لحدود كتابة هذه السطور، قامت النيابة العامة بمتابعة 56 شخصا على خلفية نشر أخبار وفيديوهات مفبركة، وآخرها ماتم تداوله على نطاق واسع من فيديوهات تنشر الرعب بين المواطنين محاولين إيهامهم أن حالة شغب يقوم بها مواطنين ضدا على الحجر الصحي بمدينة الدار البيضاء ومدينة مكناس، وقد فندتها مديرية الأمن الوطني وأبلغت الرأي العام الوطني في بلاغ لها أن هذه الفيديوهات قديمة وتم تركيبها والتعليق عليها على أساس أنها آنية، وهذا لا أساس له من الصحة.
ووجب التنبيه أن المغرب يعيش فترة عصيبة جدا، ويمكن أن تحدث أخطاء من طرف كل المدبرين لهذه المرحلة هنا وهناك، ولاأحد يقبل أن تمس كرامة مواطن بدعوى حماية أمن وسلامة الدولة، لأن كرامة المواطن فوق كل اعتبار مهما كانت الظروف، إلا أنه يجب علينا جميعا أن نلتمس العذر لكل جنود الخفاء بدون استثناء على مايقومون به من تضحيات جسيمة، لأنهم لا يهدفون في نهاية المطاف سوى لحمايتنا جميعا من وباء خطير وقاتل.
 على هذا الأساس على المجتمع أن يكون يقضا وحذرا من كل الذين ينفثون السموم من أجل ترويع الناس بالأخبار الزائفة، كما تستوجب عليه الظروف الراهنة أن يكون متماسكا ومنسجما مع مطالب وتوجهات الدولة  من أجل أن نربح جميعا الرهان، رهان النجاة بأقل الخسائر، وبعد ذلك لكل حادث حديث.
كاتب وباحث مغربي

****

روابط لتحميل الملحق الشهري العدد 16 فيفري 2020
https://pdf.lu/3Rba
https://www.fichier-pdf.fr/2020/03/17/------16--2020/
‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
‎لتحميل الملحق الشهري العدد 16 فيفري 2020
‎و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:
https://pdf.lu/4AJK
‎المسنجر و البريد الإلكتروني و واتس آب استعملوا هذا الرابط :
Fichier PDF ‎⁨ « ملحق الفيصل الشهري العد16فيفري 2020 »⁩.pdf
‎لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:
Pour télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 16 en 
format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :
*****
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
@elfaycalnews
: journalelfaycal
‎ـ أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الثلاثاء, 31 آذار/مارس 2020

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :