wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

- بقلم : علي الجنابي |  بغداد


غادرَ ضّيفي: زميلٌ ثّقيلُ , لزجٌ أشبه بعنصرٍ كيميائيٍّ محظورٍ مُجتَنَب- بعدَ أحتسائِهِ لفنجانِ قهوةٍ مرّةٍ كمرارةِ قهقهةٍ منهُ ذي صَخَب, غادرَ بعد تَفَكُّهِهِ بي, ثم بطبقٍ حَلوى و مثلِهِ من رطبٍ, وكان هناكَ طبقُ تينٍ وعرموطٍ وطبقٌ من عنب. مقاولُ بناءٍ هو, ولا يبني الا بنيانَاً ذا طبقٍ على طبقٍ مُنتَخب, وذاك شرطُهُ في كلِّ صفقةٍ وعقدٍ مُكتَتَب: (طبقٌ على طبقٍ)ولايبالي بجيبهِ إن ربحَ الدراهمَ أو إن الجيبَ ضرب, المهم هو تحقيق الشرط ولو ببناء مقتضب.


قد سألتُهُ -قبيلَ المغادرة- مسألةً بِتَرَجٍّ ونَدب, بأن يجعلَ من أرضِ الأطباقِ صحراءَ جَدب, لا فاكهةَ تزهو, ولا حلوىً  تصهو, ولا حتى الرُطَب؟ قَهقَهَ وسألني بدهاءٍ وخُبثٍ منقوعٍ بعجبٍ ! عمّا أبتغيه من وراء ذلكَ وعن لُبِّ السبب؟ أجبتُهُ بهدوء سفيرٍ(دبلوماسيّ) نَسَفَ ما أبداهُ من عجب :
(لا شيء -ياصاحبي- يثيرُ  في الطلبِ العجبَ؟ وإنما الأمر : كي أحبِطَ هجومَ أولادي على الأطباقِ ما إن تَغادرَنا وما جَلبتَ من قهقهاتٍ جَلَب).
ضَحِكَ بصخب, وتَعذّرَ بما فيهِ من داءٍ مزمنٍ وعطب, داءُ "سكريٍّ" متوارثٌ عبر الحقب, وأنّهُ يَخشى إرتفاعَ نسبتِهِ في دمّهِ بِتهوِّرٍ منهُ مُرتَكب. لم أشأ أن أحرِجَهُ, بل كنتُ منشرحَ الصدرِ ثابِتَ الرُكب, لإنّ ضيفيَ الثقيل ورغمَ "السُّكريّ"  قد غزا مضاربَ الأطباقِ بغزواتٍ تبب, فجعلَهُم جُذاذاً في عتمةِ عزاءٍ ولوعةٍ وتَعَب, , فلا حلوىً هناكَ ولا فاكهة إلّا موزةً بربعِ ذنب, صفراءَ تلعقُ جراحَها و تأنُّ بتأفّفٍ وتأوّهٍ وشجب , وفي حضنِها حبَّةَ عنبٍ , أو هكذا كانوا قبلَ الغزوِ  ينادونَ الحبّةَ بهذا اللقب.
وَدَعّتُ زميلي بكلماتِ ثناءِ على ندى زيارتهِ (الذهب) , وسؤالهِ عنّي, وماعلِمَ أنَّهُ إلتقمَ تيني وإنتقمَ من وتيني وما أبقى لي شُعيرةً من عَصب. ثمَّ ..
 سرعان ما أنتهَت حربُ  الأطباقِ خواءً بين أولادي بسلامٍ رَكَنَ فإستَكَنَّ فإستتب.ثمَّ..
رأيتني في حُجرتي لأستريحَ من ذاكَ العطب, وأستميحَ أطفالي في دقائقَ صمتٍ و حِدادٍ مُرتَقب, فأستزيحَ بهِ من وَجدِي ماعَلِقَ من هراءِ ضّيفٍ لزجٍ غضب.
أمتثلَ الأولادُ لرجائي ودخلتُ هُنيهةً بِرَغَب, في صمتٍ بهيجٍ:
"واهٍ واه ! بالصمتِ وحده كلُّ فؤادٍ يُستَطَب", وفجأةً وإذ..
بصَرِ ريحٍ عاصفٍ أفزَعَني عندَ البابِ قد وَقَب!كانَ العصفُ عصفَ"زوجي"المَصون ذي النسبِ, صَرَّحَتْ بعنفوانٍ مُصطنعٍ وشبهِ عَتَب :
قد سَمِعتُ -بعليَ- قَهقَهاتِكَ وضيفِكَ وعَلِمتُ السبب, فلِمَ أفشَيتَ -يابعدي- سِرَّ هجومِ أولادِنا على أطباقِ العنبِ؟ وقد تعلَمُ أنَّ أبناءنا  هُمُ البهاءُ للأدبِ بل هُمُ السناءُ  للحسبِ؟
تَبَسَّمتُ فتَمتَمتُ : ( أبناءُ رابعة العدويةِ همُ أو أدنى من ذلك برمشٍ أو هدب!), لكنّي ما تَلَعثَمتُ في ردِّ حازمٍ وَجَب, فأنا الليث في العرينِ وماهي إلّا لبوةٍ ثرثارٍ بشَغَب:
ويحَكِ يا إمرأة! ياعارضاً ممطراً  لقِطَعٍةِ سحابٍ من تنطعٍ وتكلّفٍ وزيفٍ صَبب! وويحي أنا, وقد خَرَجتُ من هراءٍ أهوجٍ من ضيفٍ نَطَّ وذَهَب, فَعَرَجتُ في مراءٍ أعوجٍ من زّيفٍ حَطَّ وَوَثَب؟
أوَما عَلمتِ -يانجمةَ الصبح الحنون- أنّ هجومَهم ما كانَ يوماً نزاعٌ لأجلِ حبّاتِ عنبٍ في عنقودٍ, بل هو صراعٌ أزليٌّ لإثباتِ شقاوةٍ و وجودٍ. صراعٌ ماسَلِمَ ولن يسلمَ منهُ والدٌ ولا مولودٌ, ولا حتى ضيفُنا اللزجُ ولو زَقَّ أولادَهُ كلَّ نُصحٍ بجهود, ماسَلمَ منهُ مَن نعرفُ ومَن لانعرفُ في كلِّ أفقٍ ممدود. كُلٌّ مُتَقَهقِرٌ- يا هَجمةَ الظهرِ المصون- أمامَ صبيَتِهِ فلا ينفعُ لوماً ولا يدفعُ صُمود, (كذلكَ ومن يقرأُ سطوري هذه لربما الآنَ يعضُّ شفتهِ مُتَبَسِّماً, و مؤيّداً لي ومُحمَرَّ الخدودِ), ذاكَ أنَّ الصبيةَ - يارَجمةَ العصر المكنون-في طَورِ نشأتِهم هم أقربُ منهم للقرود, يَقصفونَ شذراً لاتُقيّدُهم حدودٌ, ويَقذفون مذراً لاتُحيّدُهم قيود, يُدَمِّرونَ كلَّ هدفٍ أمامَ أنظارِهم وحُشود: أجهزةً, دُمىً, ملبساً, نساتلَ, وحتى بِطيخاً أحمرَ غيرِ مُحصنٍ بحراسةٍ وجنود, جاثماً خلفَ كيس خبزِكِ في ( الثلاجةِ) مرصود. هي فيهمُ فطرةٌ ورغبةٌ جامحةٌ كَرَغبَتي أنا في طلاقٍ منكِ مؤبدٍ غير مردود, فَأفِرُّ الى الصحارى آملاً هنالكا في نقاهةٍ و ركود, فأتيممَ من لوثِ حُرقةٍ وغُمَّةٍ قضيتُها معكِ في حالكِ تيهٍ وجمود, أو ربما كرغبةٍ دونَ ذلكَ مكنونة في الخافق منذ عقود:
" أن أقَصِفَ بيديَّ إخوان القردة يهود" .
خُذي عنّي ياعجمةَ الليلٍ المجنون :
[لو أنّ طفلاً مَلَكَ الأرضِ ومثلها معها, ما كانَ لِيَجنَحَ لِسَلَمٍ مع الأطباقِ ويَذَرَ هجومَ الأسودِ].
مَدِّدُوا أمدَ الصمتِ -يا أبناء العَدويّة- الورود, فأجعلُوهُ شهراً  وتوقعوا منّي مزيداً من مدود, فإنَّ هراءَ ضّيفٍ لزجٍ لَدودٍ , أخفُ وِطئاً من مِراءِ زوجٍ كَنود.

*****

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 23/ 24 أكتوبر ـ نوفمبر 2020
https://fr.calameo.com/read/0062335945021221c6506
‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 23 et 24 mois (octobre et novembre 2020
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://www.calameo.com/books/0062335945021221c650
*****
‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الأحد, 08 تشرين2/نوفمبر 2020

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :