wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

عبد الكريم ساورة | المغرب


بالصدفة وأنا أستمع لأغنية " أكذب عليك " للمطربة الكبيرة وردة الجزائرية تملكني إحساسي غريب، رجع بي إلى الماضي الجميل للأغنية العربية وقاماتها الكبيرة في الوطن العربي، أشعر أن الوقت مر بسرعة لم يعطينا فرصة للتأمل وللتمييز، كانت الأصوات كثيرة، أصوات رجالية ونسائية من الشعراء والملحنين والمطربين، والأجمل من كل هذا هو الجمهور الذي كان يتنفس فعلا مقامات الكلمة وكان يقدر معنى النغم وسحر الموسيقى.


منذ أكثر من خمس سنوات انقطعت عن مشاهدة التلفاز، وعن متابعة الأفلام التي كنت مدمنا عليها، المسرح هو الآخر لم يعد له أي مدلول بعد أن توقفت مسيرته غصبا بالمغرب أو بالأحرى بالوطن العربي، اكتشفت أن الدولة لاتشجع أي شيء يرفع من ملكات المواطن ومن ذوقه، لقد تحول همه الكبير في استهلاك كل شيء إلا مواد الثقافة فهو قد صام عنها وتحركت كل حواسه إلى الاهتمام والحديث عن كرة القدم، الديانة التي اعتنقتها كل الجنسيات دون تمييز.
وبدون سابق إندار وجدت نفسي، بل أسقطت نفسي مع سبق الإصرار والترصد في بحر القراءة بكل أنواعها، ويالها من حرفة قاسية أن تتحول إلى أكبر مستهلك للأوراق، وأنت تحاول أن تخدع نفسك أنك تسير في الاتجاه الصحيح، وعندما تشعر بالفشل الذريع تحاول أن تخفف عن نفسك أنك مجرد طالب للحقيقة، وعندما تسأل عن أي حقيقة تريد، تجد الجواب واقفا كعلم مهترئ فوق بناية مدرسة مرمية في قرية نائية.
إن الملل يتسرب كالماء الملوث في حياتنا، وهو مايحعلنا نهرب من ركن إلى ركن وكلما طاب لنا المقام نشعر بسرعة بالضجر، وبأن أشياء جميلة كنا قد عشناها في لحظة ما قد ذهبت ولن تعود، وهاهو الخوف يزحف بكل ثقله نحو قلوبنا الهشة، نرفض اللحظة، ونتمنى تلك اللحظات التي عشناها في الماضي الذي كان يتسع لكل حماقتنا وجنوننا وهفواتنا الكبيرة، ذلك الماضي الذي كنا نأكل فيه بشراهة ونحن نسمع صوت الطرب الجميل أو نتابع أفلاما من المخرجين الكبار، من منكم لايتذكر ليالي الحلمية أو المال والبنون أو محمد رسول الله.
الحياة قصيرة جدا، هذه مقولة تقال لنا في كل مناسبة ولانريد أن نأخذ العبرة ،و لا نريد أن نعطي لحياتنا قيمتها التي تستحق، أن نكون أكثر شرفاء مع الحياة، مع أنفسنا ومع الآخر الذي نظل نشتكي من حماقاته، لانريد أن نتناسى أن الآخر آلة عمياء تأتي على كل ما تجده أمامه، لهذا عليك أن تختار مكانا في الزاوية الأخرى التي تطل على الحياة، حيث توجد أصوات العباقرة فوق خشبة المسرح، أووجوه تلفعها شمس دافئة في إحدى الأسواق النائية تصرخ بأعلى صوتها لتقتني مالذ وطاب، أو التوجه نحو إحدى المكتبات ومصافحة كل موائد الفكر والروايات ، أو في لحظة معانقة الذات نستمع إلى أعذب الأغنيات، نسترجع الماضي، نعيد خيوط الذكريات، نعيد ذلك الإنسان الجميل فينا من أجل أن نسترجع الحياة، هاهو صوت الموسيقى يتدفق، هاهو يملأ المكان من حولي، ها أنا أشعر بالدفء الذي فقدته سنوات .

 

 

*****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

 

آخر تعديل على الأحد, 06 آذار/مارس 2022

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :