wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

 بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي


لم ننس بعدُ الشهيد الأستاذ يعقوب موسى أبو القيعان، المدرس المربي الذي استشهد في 18 يناير من العام 2017، خلال أحداث بلدة أم الحيران السبعاوية، التي انتفض أهلها وثاروا ضد الممارسات العسكرية الإسرائيلية، وخرجوا يدافعون عنها ويقفون في وجه الجرافات والآليات العسكرية، يمنعون تقدمها، ويعطلون مهمتها، ويصدون عناصر الجيش والشرطة الذين اجتمعوا

لتنفيذ أوامر الهدم والجرف، إلا أنهم أطلقوا النار على جموع المحتشدين، وتعمدوا إصابتهم وقتل بعضهم، ومضوا قدماً في هدم البيوت وتجريف التجمعات السكنية، ولم يوقفهم عن جريمتهم استشهاد يعقوب أبو القيعان برصاصهم الغادر، وتجريف بيته وحجز جثمانه.
 
ظن الإسرائيليون أن دم يعقوب أبو القيعان، الذي كان يدافع عن أرضه، ويذود عن وطنه، ويضحي في سبيل بيته وأهله، سينسى وسيهمل، وأن أهله سيسكتون على جريمة قتله، وسيسلمون بالأمر الواقع، وسيقبلون بنتيجة التحقيق ومبررات الشرطة، وسيقبلون اعتذار نتنياهو وأسفه، ولن تثأر له عشيرتُهُ، ولن ينتقم له ربعُهُ، وسينشغلون وأهله بالدفاع عن سمعة ابنهم الذي اتهمته سلطات الاحتلال بأنه داعشي، وأنه حاول دهس أحد عناصر الشرطة، وأنه داهم المكان بسيارته، ولولا أنهم أطلقوا عليه النار لدهسهم وقتلهم، ولكن أهل قريته الذين شهدوا الجريمة أكدوا أن عناصر الشرطة الإسرائيلية أطلقت عليه النار عمداً وقتلته بدمٍ باردٍ قصداً.
 
مضت خمس سنوات على استشهاد يعقوب موسى أبو القيعان، كان خلالها قريبه وابن بلدة حورة محمد غالب أبو القيعان في سجون العدو وزنازينه، يعتصر ألماً ويبكي دماً وتنتفخ أوداجه غضباً، أنه بعيدٌ عن بلدته التي تجرف، وعن بيوتها التي تهدم، وعن أهلها الذين يقاومون ويتصدون بصدورهم العارية لجرافات العدو وآلياته الثقيلة، ولكن اعتقاله لم يمنعه من أن يختزن غضبه، ويراكم في صدره ثورةً، ويعقد العزم على أن يثأر لأهله وينتقم لدم الشهيد الذي سُفحَ بدمٍ باردٍ طاهرٍ روى أرض بلدته الأبية "أم الحيران".
 
قضى محمد أبو القيعان أيامه الثقيلة في السجن يعدها عداً، ويحسب ساعاتها ويترقب انتهاءها، وقد بَيّتَ النية وعقد العزم، وأبرم مع الله عز وجل عهداً لن يخلفه، ولن يتأخر عن الوفاء به مهما كانت الظروف، حتى جاء اليوم الموعود فما تردد، وأقدم على تنفيذ ما خطط، وصال على الأرض وجال كهزبرٍ يتلمظ، وأسدٍ هصورٍ يترقب، وليثٍ همامٍ يتبختر، فنال من العدو ما تمنى، وقتل منه وأصاب، وأرسل له رسائل وثبت على الأرض وقائع، وأربكه بعمليته وحيره، وتركه في دمائه يتخبط، وقد قاتل بشرفٍ وثبت بشجاعةٍ، وكانت عيونه على بلدته أم الحيران ترنو، وقلبه باسم قريبه يعقوب ينبض، يخاطبه ويناجيه، ويناديه من الأرض التي منها إليه سيرفع شهيداً، بشراك يا يعقوبُ فقد نلتُ من قاتليك، وأذقتهم كأس المنون مراً، وجرعتهم القتل زعافاً، فنم قرير العين شهيداً.
 
إنها النقب الثائرة، وبئر السبع الرائدة، لن يهنأ فيها العدو ولن يطمئن، ولن يستكين أهلها ولن يذلوا، ولن يخضعوا لعدوهم ولن يستسلموا، وسيبقى أهلها الصِيِدُ الأباةُ الكماةُ الأماجدُ شوكةً في حلقه تؤلمهم، وصخرةً صماء تتحطم عليها معاولهم، وتتبدد أمامها أحلامهم، وتنهار أمام صمود أهلها مشاريعهم وتفشل خططهم.
 
وها هي هباتهم تتوالى وانتفاضاتهم تتواصل، وصمودهم أمام عدوهم يشتد، واستبسالهم في مقاومته يتعاظم، ووعيهم في مواجهة مؤامراته يكبر، وثباتهم في التصدي لعدوانه يزداد، وهم في كل يومٍ يثبتون تمسكهم بأرضهم أكثر، ويصرون على الحفاظ عليها والبقاء فيهما مهما كلفهم الصمود من دمٍ وألمٍ، وقيدٍ وأسرٍ، لكن يوقنون أن الغد سيكون يوماً آخراً، على المحتلين عسيراً غير يسيرٍ، فما هو قادمٌ بإذن الله أشد وأقسى، وما تحمله الأيام عليهم أسوأ وأصعب، وأخزى وأنكى.
 
يا شهيداً قد غلبتهم وأنت غالبُ، وشفيت غليلنا منهم وأنت المقاوم، وسموت بروحك إلى العلياء وأنت محمدٌ العابدُ، فها أنت اليوم في جنان الخلد ترتقي وقد كنت لكتاب الله قارئاً، وفي جوف الليل لله قائماً، وفي النهار صائماً، فاختارك الله عز وجل من بين أهلك وجيرانك صفوةً، وانتقاك شهيداً، وقيضك للحق نصيراً، وقد عرفك في سجون العدو إخوانك بدوياً أصيلاً، فلسطينياً وطنياً، فارساً مقداماً، ورعاً صادقاً، طيب النفس حسن الخلق، دمثاً خلوقاً ودوداً لطيفاً، فطب نفساً يا شهيد، واهنأ في جنان الخلد رفيقاً للشهداء والأنبياء والصديقين، واخسأ أيها العدو وطأطئ الرأس ذلاً، وذُق الموتَ هواناً.

 

****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 


 

آخر تعديل على الجمعة, 25 آذار/مارس 2022

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :