wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

صحافة دولية

الأسرى الفلسطينيون ينتفضون إمَّا حياةً بعزٍ أو شهادةً بشرفٍ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي | فلسطين


تعهد اليميني المتطرف إيتمار بن غفير منذ اليوم الأول الذي استلم فيه وزارة الأمن الوطني الإسرائيلية، أن يضيق على الأسرى الفلسطينيين، وأن يتشدد في التعامل معهم، وأن يسحب الامتيازات منهم، ويحرمهم أبسط حقوقهم الإنسانية، ويصادر ممتلكاتهم وحاجاتهم الشخصية، وأن يشتتهم ويرهقهم بعمليات النقل المفاجئة، وحملات القمع والتفتيش القاسية، وأن يتم اعتماد عقوبة العزل الانفرادي بصورة دائمة، وألا يتساهل معهم في زيارة الأهل ومقابلة المحامين، وأن يقلص الخدمات التي يحصلون عليها من "كانتينة" السجن، وأن يفرض عليهم عقوباتٍ مالية تستنزف مدخراتهم التي يستخدمونها في شراء ما يلزمهم من "الكانتينة


".
 
 
وكان بن غفير قد قام في أول يومِ عملٍ له بزيارة سجن نفحة الصحراوي، وهو المعتقل الأقسى بين السجون الإسرائيلية، ليطمئن إلى التزام إدارة السجون بتنفيذ تعاليمه، والتقيد بالضوابط الجديدة التي وضعها لهم، وألا تكون هناك أي تجاوزاتٍ من شأنها التخفيف عن الأسرى، وقد بدا وكأنه قد جاء للانتقام من الأسرى والتنكيل بهم، وهو الذي كان يسعى عندما  كان نائباً في المعارضة لتشريع قانون يجيز إعدام الأسرى الفلسطينيين، وكان ولا يزال يصر على حرمان الأسرى من أي رعاية صحية أو توفير أدوية لهم، أو إجراء عملياتٍ جراحية لإنقاذ حياتهم.
 
 
إلا أن الأسرى الفلسطينيين في مختلف السجون الإسرائيلية الذين أدركوا سياسة الحكومة اليمينية الإسرائيلي، ولمسوا نوايا وزير الأمن الوطني، وشعروا بأنه يحاول أن يحرمهم كل ما تمكنوا من الحصول عليه بصبرهم وثباتهم ونضالهم وتضحياتهم وإضراباتهم المستمرة، قد قرروا مواجهته والتصدي له، وعدم الخضوع لشروطه والقبول بسياسته، والوقوف في وجهه وإحباط محاولاته، فالسكوت على إجراءاته القمعية وممارساته العنصرية سيغريه نحو المزيد والأسوأ منها، والصمت عليه جريمة في حق أفواج الأسرى الذين يزداد عددهم يوماً بعد آخر، ضمن سياسة سلطات الاحتلال الماضية قدماً في اعتقال عشرات المواطنين الفلسطينيين بصورةٍ يومية.
 
 
ليس لدى الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين وطنوا أنفسهم على الشهادة، شيئاً يخسرونه في معركتهم ضد سلطات السجون الإسرائيلية، وضد وزير أمنهم الوطني الغٍر الأهوج، الذي ظن أنه يستطيع أن يركعهم وأن يضعف روحهم المعنوية، وأن ينال من صمودهم وثباتهم، وأن يحد بسياسته الرعناء التي ظن أنها جديدة، رغم أن كل من سبقه قد لجأ إليها واستخدمها واعتاد عليها، من عمليات المقاومة خوفاً مما قد يلقونه من عذابٍ وهوانٍ في السجون، إلا أن هذه السياسات لم تؤت الثمار المرجوة منها، ولم تحقق الأهداف التي تطلعوا إليها، فلا الأسرى خضعوا واستكانوا، ورضوا بحياة الذل والهوان، ولا المقاومة توقفت ولا العمليات تراجعت، بل استمر الفلسطينيون في مقاومتهم، ومضى الأسرى في صمودهم.
 
 
يؤمن الأسرى والمعتقلون دائماً أن عندهم ما يكسبونه، وينتظرهم المزيد بنضالهم ليحققوه، فهم لن يقبلوا بحياة الذل والهوان، ولن يمكنوا العدو من رقابهم، ولن يخضعوا لسياساته، ولن يهابوا تهديداته، ولن يفرطوا في مكتسباتهم، ولن يتنازلوا عن حقوقهم، فإما حياةً عزيزةً يصنعونها، أو شهادةً شريفةً ينالونها، وهم إلى الخيارين أقرب وعن هدف العدو اللعين أبعد، والإضرابات التي خاضوها والامتيازات التي حققوها تؤكد للاحتلال وغيره أنهم لا يقيمون على الضيم، ولا يرضون الذل، ولا يخضعون للقيد، ولا يجبنون على المواجهة.
 
 
وقد علمت سلطات السجون يقيناً وخبرت طويلاً أن إرادة الأسرى أصلب، وأن عزيمتهم أقوى، وأن صبرهم على المواجهة أكبر، وأنهم لا يترددون في خوض إضرابٍ عن الطعام ولو كان طويلاً ومجهداً، ولو أدى إلى استشهاد بعضهم وتردي صحة كثيرٍ منهم، إلا أن يحققوا أهدافهم، ويجبروا سلطات السجون على التراجع عن استفزازاتهم، والتوقف عن محاولات إذلالهم وإهانتهم، والكف عن التضييق عليهم والتشدد في التعامل معهم.
 
 
لكن الأسرى والمعتقلين لا يستطيعون مواجهة سلطات الاحتلال وحدهم، فصوتهم مهما كان عالياً فإنه دون أهلهم لا يصل، ومعاناتهم مهما بلغت فإن أحداً لن يعلم بها ما لم يقف شعبهم معهم، يساندهم ويؤيدهم، ويسلط الأضواء على قضيتهم، ويشرح للعالم كله معاناتهم، فهم الذين ضحوا بزهرة أعمارهم نيابة عن شعبهم ومن أجل وطنهم، يستحقون من شعبهم كل رعايةٍ واهتمامٍ، ويلزم لتبقى قضيتهم حاضرة، ولتشكل عبئاً على الاحتلال ثقيلاً، أن ينظم الفلسطينيون في الوطن وحيث ينتشرون، والعرب والمسلمون والأحرار المؤيدون لهم ولعدالة قضيتهم، مظاهراتٍ واعتصاماتٍ، وأن يقوموا بأنشطة وفعاليات مختلفة تسلط الضوء على قضيتهم، وتلفت أنظار العالم إليهم، وتدفع المؤسسات الدولية لتحريك قضيتهم والدفاع عنهم.
 
 
حياة الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية في ظل أفضل الامتيازات وأحسن الشروط لا تطاق ولا تحتمل، فهي حياةٌ قاسية ومريرةٌ جداً، لا يقوى على احتمالها إلا أصحاب المبادئ والمثل، والمؤمنون بقضاياهم والمضحون بحياتهم من أجل شعوبهم ومستقبل أجيالهم، ولولا الإيمان في قلوبهم، والعقيدة التي تحفظهم، والوطن الذي يجمعهم، والأمل الذي يتطلعون إليه، ما كانوا ليصبروا على الأذى الذي يتعرضون له، والعذاب الذي يقاسون ألوانه وصنوفه على أيدي جلاوزة الاحتلال وإدارات السجون القمعية، وها هم بصبرهم وإصرارهم، ووحدتهم واتفاقهم، يحققون نصراً ويستعيدون حقاً، ويرغمون بن غفير غصباً ويفرضون على حكومته تراجعاً، فألف تحيةٍ لكم أسرانا البواسل، حفظكم الله أعزةً كراماً، وأعادكم إلينا أبطالاً أحراراً.

 

****

 

 

 

 *مختصرات صحيفة | الفيصل | باريس لمختارات من منشورات الأشهر الأخيرة ـ أفريل 2023
* تتمنى لكم (الصحيفة) عيد فطر سعيد 2023
Aperçu de dernières publications du journal « elfayal.com » Paris , en ces derniers mois. Avril 2023

https://youtu.be/dn8CF2Qd_eo
Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://youtu.be/zINuvMAPlbQ
https://youtu.be/dT4j8KRYk7Q

https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

 

 

إقرأ المزيد...

قراءات في الحرب الناعمة ؟!

  بقلم  أحمد القيسي  | لندن

 

  ح / ١
أولاً-  المفهوم والفرق بين الحرب النفسية    
        و الحرب الناعمة و الغزو الثقافي  ؟!                                          

١- الحرب النفسية والتعريف :

    الحرب النفسية ( أو الحرب السيكولوجية ، أو الجوانب الأساسية للعمليات النفسية الحديثة ، أو علميات دعم المعلومات العسكرية ، أو الحرب السياسية ، أو « القلوب والعقول »، أو البروباغندا ) مصطلح « يشير إلى أي فعل يمارَس وفق أساليب نفسية لإستثارة رد فعل نفسي مخطَّط في الآخرين ». تُستعمَل فيها أساليب عديدة ، وتَستهدف التأثير في الأهداف من نُظم قِيَمية أو عقائدية أو مشاعر أو دوافع أو منطق أو سلوكات . تُستعمل لإنتزاع اعترافات أو تعزيز مواقف وسلوكيات تناسب أغراض مَن يشنّها ، وأحيانًا ما يُجمع بينها وبين العمليات السوداء أو الرايات المزيفة . وتُستعمل أيضًا في إحباط الأعداء ، بتكتيكات تستهدف حطّ معنويات قواتهم .

إقرأ المزيد...

التعاون الروسي-الإفريقي: قمة إعتماد خطة عمل 2023-2026 لتعزيز التعاون في عدة مجالات

 ـ الفيصل | واج: 

 

سان بطرسبورغ (روسيا) - توجت أشغال القمة الثانية "روسيا-إفريقيا" ومنتداها الاقتصادي والإنساني، التي اختتمت، مساء أمس الجمعة، بسان بطرسبورغ (روسيا)، باعتماد خطة عمل للفترة 2023-2026، تهدف أساسا لتعزيز التعاون في العديد من المجالات "بهدف تحقيق المنفعة المتبادلة".

إقرأ المزيد...

من الراين إلى النيل:دورة التقنيات الحديثة في تسجيل وتوثيق القطع الأثرية

 ـ مساهمة جوارية:  ا،الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ | فرنسا

 


لمعهد APTEES أبتيس, يحط الرحال بأرض الكنانة في الدورة التدريبة الأولى الاحترافية.
بالإعلان عن الافتتاح الرسمي لمشروعه التدريبي الأول, في إطار التعاون الدولي والشراكة العلمية الأكاديمية الأوروبية العربية.

إقرأ المزيد...

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :