لن يتورع نتنياهو عن ارتكاب الصعب وتجربة الخطير والاتيان بالعجيب، ليضمن فوزه وحزبه في الانتخابات البرلمانية الثالثة، ولن يغفر لنفسه تعففه عن الحرام وحذره من المكروه في سبيل الوصول إلى هدفه، فقطار الحظ الذي سيركبه للمرة الثالثة قد يصل به إلى بر الأمان وفضاء الحرية ومتعة السلطة، أو قد يورده موارد الهلاك ويعجل بخاتمته وينهي أحلامه، ويدخله سجناً ضيقاً وحبساً مهيناً، وهو لا يريد أن تكون هذه خاتمته ولا المحاكمة مصيره، ولعله يعلم حجم الشامتين وأعداد المتربصين به من أعضاء حزبه ومن غيرهم، الذين ينتظرون ساعة سقوطه ويوم رحيله.
سيطلق نتنياهو العنان من جديدٍ لمفاوضاتٍ جادةٍ مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي يسميها بالسلطة الحاكمة في قطاع غزة، عبر الوسيطين المصري والألماني وربما القطري والأممي نيكولاي ميلادينوف، لإتمام عملية تبادل الأسرى معها، ينهي بها ملف جنوده، ويطوي الصفحة التي أرقته لسنواتٍ طويلة، وأظهرت عجزه عن الوفاء بوعوده، وهزت صورته أمام شعبه وجمهوره الحزبي، وأضعفته في مواجهة الطلبات "الإنسانية" لأسر وذوي الجنود المفقودين، الذين لا يتوقفون عن القيام بأنشطة وفعالياتٍ شعبية تحاصره وتلاحقه وتزيد في إحراجه.
سيكون نتنياهو ملزماً بدفع أثمانٍ باهظةٍ للمقاومة الفلسطينية، ليضمن نجاحه في إتمام الصفقة وتوظيفها إيجاباً في حملته الانتخابية، وسيجد نفسه مضطراً للوفاء ببنود صفقة وفاء الأحرار، وبإعادة إطلاق جميع الأسرى الذين أعاد اعتقالهم من جديدٍ، فضلاً عن أثمانٍ أخرى والتزاماتٍ جديدةٍ سيقدمها إلى حركة حماس، منها الإفراج عن الأسرى المرضى وذي الأحكام العالية والمؤبدات الكثيرة، وعن الأسيرات والأسرى المرضى والأطفال وغيرهم ممن أعدت حركة حماس قائمة بأسمائهم ولائحة بتصنيفاتهم.
كما يتطلع نتنياهو من خلال حملته الانتخابية الجديدة إلى تبشير المستوطنين الإسرائيليين وتطمينهم، بأن المرحلة القادمة التي يأمل أن يكون فيها هو رئيس الحكومة، ستشهد توقيع اتفاقية هدنة مع حركة حماس وقوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وستكون هذه الهدنة الطويلة الأمد برعاية مصرية وأممية، أي أن فترة حكمه القادمة في حال فاز في الانتخابات الثالثة، ستكون فترة أمن واستقرار لكل المستوطنين الإسرائيليين، وكأنه يدعو مستوطنيه لانتخاب حزبه وتمكينه من تشكيل الحكومة القادمة بسهولةٍ ويسرٍ، إذ أنه القادر في هذه المرحلة على تمرير هذا التصور وفرضه على الفلسطينيين، ليضمن من خلاله أمناً ورخاءً لمستوطنيه.
وسيكون في جعبة نتنياهو الكثير مما يقدمه على المستوى السياسي والأمني مع العديد من الدول العربية، التي سيجد نفسه مضطراً للإعلان عن حجم علاقات كيانه الرسمية معها، وسيكشف عن عمق العلاقات الثنائية وحجم التبادل الاقتصادي والتجاري، والتعاون العلمي والتقني والتنسيق الأمني فيما بينهما، ليقول لشعبه أنه تمكن من إحداث خرقٍ في النظام العربي، وأنه أوجد لكيانه بين الدول العربية مكاناً رحباً ومتسعاً كبيراً، بما يجعل منه منسجماً بينهم ومتعاوناً معهم ومطبعاً وإياهم، الأمر الذي يعني نهاية حقبة الحرب معهم وبداية مرحلة السلام والأمن، وهو خير ما يقدمه لشعبه كي يصر عليه ويفضله، ويؤيده وينتخبه.
وفي ذات الوقت سيعمل نتنياهو على الأرض مع الإدارة الأمريكية على مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية، وضم المناطق العربية، وطرد السكان الفلسطينيين منها أو التضييق عليهم، وسيفرض سيادة كيانه على غور الأردن وكامل المنطقة Cفي الضفة الغربية، في الوقت الذي سيستمر فيه في تهويد الشطر الشرقي من مدينة القدس، وشطب هويتها العربية والإسلامية، والاستيلاء على مقدساتها المسيحية، ومصادرة أملاك الكنيسة وتجريدها من حقوقها التاريخية، وسيستعين كثيراً بالمتطرف اليميني وزير حربه نفتالي بينت في تهويد مدينة الخليل، وبناء أحياء يهودية كاملة مكان الأحياء العربية، وسيستغل فترة وجوده في الكرياه لتنفيذ العديد من المشاريع اليهودية المؤجلة في الضفة الغربية التي يسمونها كذباً وزوراً "يهودا والسامرة".
أمام نتنياهو أربعة أشهرٍ كاملةٍ، وهي فرصة كبيرة وفسحة من الزمن كافية تمكنه من إعادة التفكير في برامج انتخابية جديدة، ووسائل جذبٍ جماهيرية أخرى، ولعله سيكون في التحضير للجولة الثالثة كالساحر أو الحاوي، الذي يخرج كل ما في جعبته ويظهر ما تحت قبعته، ليبهر المستوطنين ويثير إعجاب المؤيدين ليضمن أصواتهم، ويطمئن إلى وقوفهم معه في معركته الأخيرة، التي ستكون بالنسبة له مقامرة كبرى وأخيرة، سيضع فيها فوق الطاولة الانتخابية كل ما يملك من أوراقٍ يظنها رابحة، أو يعتقد أن غيرها لا يملكها أو لا يستطيع استخدامها مثله، خاصةً في هذه الفترة الزمنية التي ما زال يتمتع فيها بسلطة القرار وشرعية الحكم.
بيروت في 18/12/2019
****
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
لتحميل الملحق الشهري العدد 13 نوفمبر 2019
و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:
المسنجر و البريد الإلكتروني و واتس آب استعملوا هذا الرابط :
https://www.fichier-pdf.fr/2019/12/06/-2222----2019--13/
لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:
<a
href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/12/06/-2222----2019--13/">Fichier
PDF ملحق %22الفيصل%22 الشهري ـ نوفمبر 2019ـ عدد 13.pdf</a>
Pour télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 13 en
format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
@elfaycalnews
: journalelfaycal
ـ أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of
freedom of expression and justice click on this
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com