wrapper

الخميس 18 أبريل 2024

مختصرات :

 من ضمن العادات المعروفة والمتوارثة على تراب القطر الجزائري عموما، عادة "التشعبين" أو ـ التشَعبن ـ أسوة بشهر شعبان، و بالعامية ( التشعبينة )هي العادة العريقة التي لا يعرف لها تفريط ولا تقصير و لا إستغناء عنها.


وقد أرتبط إسم هذه العادة بشهر شعبان كنوع من التميز الذي يحظى به هذا الشهر وفيه يتم تبادل الزيارات العائلية وطبخ المأكولات التقليدية والأطباق الشعبية بما في ذلك أنشطة التحضير لشهر رمضان من طلاء البيوت وغسلها و شراء الأواني الجديدة و الأفرشة إلخ...
والجميل أن الجيل الحاضر توارث هذه العادة الإجتماعية أبا عن جد, ولم يمح تقاليدها الضاربة في الجذور منذ القدم ومازالت عادة "التشعبين" ترسم ملامحها في طقوس وديكورات متميزة من كل عام خاصة بالجنوب الجزائري منه مدينة متليلي الشعانبة ؛ حيث يعتبر مقدمة لشهر رمضان، ولكل منطقة من مناطق الوطن خصوصية تميزها في هذا الشهر عن باقي المناطق .
أما في ولاية غرداية جوهرة الواحات بالجنوب الجزائري بربوع بلدياتها منها متليلي الشعانبة، يُحظى شهر شعبان بخصوصية كبيرة إذ يكون فرصة لتلاقي الأهل والأقارب ولم جمع الشمل العائلي و الحفاظ على روابط الأواصر الأسرية و لتبادل الزيارات لاسيما للعرسان الجدد و الأصهار قديما و المخطوبين خصوصا . كما يعد فرصة لطهي المأكولات التقليدية كالأطباق الشعبية منها التي تغيب عن مائدة شهر رمضان بأكمله.
 
و ككل سنة يوشك "شعبان" على الإنتهاء وطي دفاتر أيامه الحلوة و الجميلة المليئة بالأحداث و المناسبات؛ للأسف الشديد كانت هذه الأخيرة  عادة حميدة لا تخرج عن المألوف و لا عن طباعها المتعارف عليها‪ .
‬لكنها اليوم أصبحت تفاخرا وتباهيا أكثر من ذي قبل , تكليف و مشاحنة و عناد و بهرجة بين الأسر و العائلات بشتى الأنواع و الأشكال, خرجات للصحاري و الفيافي .. ولائم و نفقات لا تقدر بأثمان ولا تراعي فيها الظروف:( ‪
‬هدايا و عطايا وما خفي كان أعظم…)‪
‬وفي ظل القيام بالتشعبينة من عدمه و ما تتطلبه من تكاليف و مصاريف أصبح الزوج غير القادر ماديا رهينة، بين الطاقة و القدرة و عدم تلبي الطلب أو عدم إستطاعته , و في تقلب وحيرة من أمره, أمام تعنت و إصرار الزوجة على القيام ب "التشعبينة" المحرفة مغازيها و أهدافها النبيلة و لا يهمها حجم تكلفة ذلك المرمية على عاتق الزوج , و قد تكون الأم محرضة لأبنتها بحجة حقها في ذلك وفقا لعادات استحدثت بناءا على الجشع و الطمع و البدع‪ ؛ مما أدى إلى‬ نتائح كارثية في حالة عدم إستجابة الزوج لطلبات الزوجة و القيام ب (التشعبينة) وأخذ الزوجة لبيت أهلها محملة بالهديا و العطايا لها و لأمها و أخواتها و الخروج للنزهة و إحضار ما لذّ وطاب، ناهيك عن باقي الهدايا الحميمية الخاصة و ما شابه ذلك التي دخلت كتقليد أعمى لم تعرف سابقا‪. 
‬فإن لم يقم الزوج بهذه " الطلبات " تغضب الزوجة و منه نشوزها و منه يصل الأمر إلى الطلاق و منه تشريد الأطفال و تشتت الأسرة بسبب عادة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا صلة لها بواقع الأهالي و الأسر في ظل المتغيرات و التقليد الأعمى الهدام الذي يرحم‪. 
‬و عليه فإن هذه العادة " التشعبينة"  أصبحت مرهقة مكلفة مدمرة و مخربة للبيوت و مهدمة للأسر ومشتتة للأطفال ‪
‬حفظنا الله وإياكم.‪
‬

* أ. الحاج نورالدين بامون

****

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
‪‪@elfaycalnews‬‬

instagram: journalelfaycal

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الإثنين, 14 أيار 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :