wrapper

الجمعة 29 مارس 2024

مختصرات :

 ـ سترتسبورغ : تعتبر فرنسا من بين أحد أكبر تجمعات المسلمين في أوروبا ما يفوق الـ 5‪,‬7مليون مسلما أي بمعدل 8‪,‬8 بالمئة من إجمالي السكان وككل عام في شهر رمضان الفضيل يتجدد الحديث عن العادات والتقاليد في الحياة اليومية للمسلمين عامة والمغاربية الجزائرية خاصة‪.‬


حيث يتزايد نشاط المسلمين عامة من مشرقة و مغاربة، بداية يتم التلاحم والتضامن والتآزر بين الأفراد والتنسيق والحديث عن رمضان وخصوصياته وحاجياته ومستلزماته، منه كما هو في البلدان العربية الإسلامية يتضاعف عدد المصلين في المساجد في شهر رمضان ‪.‬
وتعكس صور التعايش و التمازج من خلال تمسك المهاجرين والمغتربين بأصولهم وتشبتهم بالعادات وبالتقاليد العربية لمختلف بلدانها ،‪
‬ومن أهم العادات والتقاليد للجالية المسلمة عامة و المغاربية خاصة خلال شهر رمضان الفضيل، هو الحرص كل الحرص على إقامة موائد الإفطار جماعيا في جو عائلي أسري تضامني ,تتبعها صلاة العشاء جماعة والتراويح كل وقدرته ووقته وطاقته,  إذ يعد شهر رمضان مناسبة بالغة الأهمية للتضامن و التكافل والتقارب الإجتماعي والإنساني فيما بينهم كجالية مسلمة بشكل عام‪.‬
إذ يلمس المعاشر لحياة المهاجرين والمغتربين المسلمين خلال شهر رمضان نشاطاً غير عادي وغير معهود للذين لم يشاهدوه من قبل، وهو نشاط المؤسسات المسجدية والجمعيات الخيرية وبعض الأسر والعائلات في إعداد موائد إفطار الصائم وعابر السبيل بعين المكان بفضاء ساحة المسجد جماعيا وإرسال الوجبات لبعض الأسرة المحتاجة، هذا من جهة الوجبة الجاهزة , كما تقدم مساعدات عينية تتمثل في قفة رمضان من مواد غذائية و مستلزمات ومبالغ مالية تمكن العائلات من صيام رمضان في أريحية وإطمئنان.
و من المبادرات على سبيل المثال لا للحصر استضافة مريض على سريره بالمسشتفى و شاركه وجبة الإفطار، نشاط خيري تطوعي مميز و ملفت يقوم به أبناء الجالية المسلمة منها الجزائرية و نذكر على سبيل المثال السادة محمد .ب د. مرسلي ب. فضيل ب ا. .
‪
‬ـ البعد الديني ، الروحي والإيماني ‪.‬
يتميز شهر رمضان بطقوسه وعاداته وتقاليده المتنوعة والمتعددة، التي تتباين وتتقارب وتختلف بعض الشيء من مجتمع مسلم لآخر، مع الإحتفاظ بالعامل المشترك بين كل المسلمين عامة في شتى البقاع، ألا وهو الجانب الروحي و الإيماني، وصلاة الجماعة والتراويح‪.‬
مواقيت الصلاة و مواعيد الإمساك والإفطار‪:
‬كون أن الآذان ممنوع بفرنسا فإن المصلي لا يعرف مواقيتها في موعدها المحدد إذ يعتمد على نفسه و لتسهيل الأمر ومساعدة المسلين و الصائمين , إذ تقوم المساجد في فرنسا عامة و بستراسبورغ خاصة بواجباتها الدينية ، منها إعداد منشورات لمواقيت الصلاة والإفطار والإمساك ونشرها  وتوزيعها بين المسلمين والمصلين عامة، التي يعدها وينجزها الإتحاد‪.‬
‪ ‬وإن أغلب المساجد تسعى جاهدة لإسعاد المصلين والعمل على راحتهم النفسية خصوصا، إذ تحضر مقرئين ومجودين لأحسن الأصوات بحناجر متميزة على سبيل الذكر لا الحصر الشيخ مسعود –الأستاذ رائدي ضياء – الشيخ أحمد و الأستاذ "علي" القادم من مدينة شلغوم العيد بالشرق الجزائري، وبباقي المساجد الموجودة بالمدينة منها مسجد الأتراك السلطان أيوب, مسجد المحطة التابع للمركز الثقافي الإجتماعي الإسلامي – مسجد الإيمان –مسجد الإحسان –مسجد "لامينوا" و مسجد "النصر" بمعهد الأندلس بشيلتيغايم. أو بالمسجد الكبير الذي يتسع لـ1500 مصلي و الذي دشن وأديت فيه أول صلاة جمعة في شهر رمضان شهر جويلية 2012 و يعد المسجد الكبير يضم أغلب الجاليات المقيمة بستراسبورغ وضواحيها‪.‬

نهاية الأسبوع وتجمع للمصلين‪:‬
بما إن ساعات الصيام هنا بفرنسا تفوق17 ساعة فإن الصيام يكون صعب نفسيا وجسديا خاصة قلة النوم، إذ أن بعض العمال لا يستطيعون السهر وإتمام صلاة التراويح كاملة كونها تبدأ في وقت يقارب منتصف الليل وتنتهي في ساعة متأخرة بعده، مما يحرم الكثير من أدائها ، فالبعض يصلي ركتين أو أربعة بعد صلاة العشاء ويغادر مسرعا لأخذ قسط من الراحة والإستعداد للنهوض على الساعة الخامسة صباحا للتوجه للعمل خاصة إن البعض يقتطع مسافة ساعة من الزمن للوصول لمكان عمله‪.‬
لكن تبقى نهاية الأسبوع متنفس الجمع وفرصة العديد من الناس للتمكن من أداء صلاة التراويح والتمتع بدعائها الختامي والتمتع بحلاوة صوت المقرئ و تلاوته المُجوّدة‪.‬
ـ سهرات رمضان واللمة المعتادة‪.‬
يجتمع عائلات وأهالي المغتربين والمهاجرين في سهرات رمضان العائلية واللمة الأسرة كقديم الزمان في جو رمضاني روحاني على مائدة الحلويات التقليدية من زلابية وقلب اللوز وقطايف وباقي الحلويات وصينية القهوة والشاي الأكثر مشروبا مطلوبا ومفضل‪.‬
ومن بين هاته الجلسات والقعدات الرمضانية التي حضرناها جلسات الأخوة أبناء الجالية المغاربية والأفريقية منها التشادية، البنينية وغيرهم بحديقة "النهرين بستراسبوغ" في جو يشعرك بالدفيء العائلي الأخوي‪.‬
ـ حنين الشوق للبلاد والأهل ووسائل الإتصال:
يبقى حنين الشوق يشد بناء الجالية للوطن و للأسرة و الاهل و للمة العائلية و هو الذي يفتقده الكثير لكن بفضل التكنولوجيا الجديدة ووسائل الاتصال سهلت الكثير منها تطبيقات المسنجر –السكايب – الفايبر و الايموا  و الهاتف  خاصة انه خصص لنا أبناء الجالية المغاربية عامة "ساعات" اتصال بالهاتف الثابت مجانا.

ـ الفرد المتواجد مع أسرته والفرد الوحيد محتار بين مخير ومجبر، مخير في الذهاب للصيام مع الأهل في البلاد أو لدى أحد أفراد العائلات المقيمة بأسرتها أو مجبر على البقاء وحيدا أما بسبب العمل أو الدراسة بالنسبة للمقيمين وللعلاج بالنسبة لغير المقيمين‪.‬
ومن بين الحالات التي أخترناها فئة الشباب الوحيد خاصة العازب وهم فئتين، فئة العمال وفئة الطلبة‪.‬ علمنا أن فئة الشباب الجزائري المتواجدة في فرنسا. أخذنا أمثلة من فئة الشباب الجزائري المتواجدة في فرنسا ‪:‬
يقول (ح طالب عامل جزائري) رمضان في فرنسا بعيدا عن الأهل والأصدقاء، غير مقبول ولا يرتاح صاحبه نفسيا إذ أجد صعوبة في الصوم في الأسابيع التي يكون فيها عملي في الفترة المسائية، إذ لا يمكن للصائم الإفطار كون مهمة العمل لا تسمح له بذلك فيتحتم عليه (كسر الصيام كما يقال بالعامية فرق الصيام) بحبات تمر سرا وبعيدا عن الأعين والتي يحملها معه في جيبه لوقت المغرب وجرعة ماء.
وباقي الأسابيع أكون منهك من التعب وبمجرد الوصول للبيت أنام وغالبا ما أستفيق متأخر بعد الإفطار وأتناول أي شيء يكون موجود وغالبا ما أدعى من طرف أحد الأصدقاء أو العائلات لمشاركتهم مائدة الإفطار، لكن عامل الوقت خاصة أن بعد المسافة من جهة وضيق الوقت لا يسمحان لي بذلك مما أضطر للبقاء على حالتي‪.‬
وتقول (ز. طالبة جزائرية) من جهتها بأن بنة ونكهة رمضان لا تقدر بثمن مهما كان الحال و الأحوال ,بصفتي طالبة أمضي يومي كاملا بين الدراسة و البحوث بالمكتبات مع الكتب و المراجع و تسجيل المعلومات وبالإنتهاء من ذلك والعودة للمنزل أتوجه للمطبخ ولكم أن تتصوروا حجم الغربة و الوحدة وحالة "تزوفريت" كما علقت, أذ أقوم بتحضير الخفيف ما أسد به رمقي و أحافظ على صحتي‪.‬
وبعد الإفطار الإتصال بالأهل والدردشة وتبادل الأخبار وأنشغل بتلاوة ما تسير من القرآن الكريم والصلاة وبعدها التفرغ للبحوث والدراسة وبعض الأحيان ما أخرج للفسحة والتنزه مع بعض الأصدقاء أو قبول دعوة بعض العائلات المقيمة هنا‪. ‬
ويقول (ع عامل تونسي) أصوم للعام الخامس على التوالي رمضان هنا بفرنسا بعيدا عن الأهل ونكهة البلاد أقضي يومي في العمل، حتى وقت الراحة أغتنم الفرصة لأخذ قيلولة أستعيد فيها تعب وسهر الليل بعض الشيء. حين يذهب زملائي لتناول وجبة الغذاء. وأستأنف العمل وبعد إنتهاء الدوام والمغادرة أركض للمساحات التجارية لإقتناء ما يتطلبه الإفطار تماشيا والبرنامج المسطر وبالرجوع للبيت أستريح بعض الوقت وأتوجه للمطبخ لإعداد وجبة الإفطار وبالإنتهاء منها وإحضار المائدة أترقب وقت المغرب وبعد الإفطار والتخلص من بقايا الطعام وغسل الأواني وتنظيف المكان أتوجه للمسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح جماعة والحضور للدعاء وجلسة دردشة مع بعض الأخوة وتبادل أخبار البلاد وجديد المعلومات للمهاجرين عامة‪.‬
ويقول (م.ع.ك.ر.ن. المغرب –تشاد-موريتانيا-سوريا-أثيوبيا) طلبة عاملين موسميين صيفا خلال العطلة لتوفير مصاريف الدراسة ومصروف الجيب .. رمضان حاليا في وقتنا هذا أصبح عادي لا يخافه الصائم أين ما حل أو أرتحل خاصة أن الفرد تعود على صيامه وحيدا وبعيدا عن أهله حتى في بلده منهم من يدرس أو بالخدمة العسكرية وغيرها، فالنسبة لنا تعودنا على صيامه للعام الثالث على التوالي بحكم عملنا والتحضير لدراستنا وما لدينا من أشغال‪.‬
أما عن الإفطار فلا خوف ولا قلق من ذلك, فالحمد لله أصبحت الكثير من المؤسسات المسجدية الخيرية و الحركات الجمعوية والعائلات تضمن إفطار الصائم خلال الشهر كاملا ومن بين هاته الجمعيات التي نتردد عليها نحن كطلبة جمعية مسجد المحطة وجمعية المسجد الكبير – ومسجد "هوت بيار" و"لامينوا" وغيرهم بستراسبورغ ومعهد "الأندلس" بـ "شتليتغايم" المختص في إفطار الصائم للطلبة عموما .
والتي باتت هاته الجمعيات في تنافس وتحسين إذ تقدم أحسن وأفضل الوجبات نوعية و كمية خاصة أنها أطباق عربية مغاربية عامة تونسية جزائرية مغاربية محضة تماشيا و أذواق الجميع و التي تشعرك بالدفء العائلي و اللمة الأسرية خاصة في تنافس القائمين عليها و حرصهم على خدمة الصائمين و حسن إستقبالهم‪ ‬.
وتقول( ن ج جزائرية) ربة أسرة عاملة حمدا لله على نعم الإسلام و فضائل رمضان و خيراته التي منحنا الله إياها, أقسم وقتي بين عملي بيتي و اسرتي و عبادتي فكل جزء له وقته وخصوصيته مما جعلني أوفق وأنجح بدون تعب نهارا و أتفرغ ليلا لصلاة التراويح بسماع تلك التلاوات العطرة سواء بمسجد المحطة أو الإيمان وأتفرغ لقراءة القرآن وتلاوة ما تيسير ومراجعة ما حفظته
ونختم ب(س جزائري) عامل، يقتسم السكن مع بعض الأصدقاء، إذ يقول إن أجواء الصيام بفرنسا تختلف عن أجواء البلاد . لقد تعودت على أجواء الصيام في أوروبا عامة وفي فرنسا خاصة، حيث سبق لي وأن صمت رمضان في إيطاليا هولندا وألمانيا. فرمضان في فرنسا أكثر راحة من باقي المدن التي صمته فيها .خاصة أني أقطن في حي بمحلاته التجارية التي توفر كل شيء للصائم ولكل الجاليات حسب أذواقهم وعاداتهم وتقاليدهم وبالأسواق الشعبية التي تشبه إلى حد بعيد إلى أسواقنا بالجزائر خاصة سوق السبت بـ "هوت بيار"‪ (HAUTEPIERRE) ‬وسوق الثلاثاء وسط المدينة وغيره, أين تلتقى مختلف الجاليات وتعرض البضائع والسلع بمختلف أنواعها والتي تمكن المتجول من إقتناء حاجياته من بهارات وتوابل ومتطلباته من بينها رغيف "المطلوع" أو "الحميصة" المعندوس(البقدونس) والقصبر(كزبرة
) , النعناع إلخ....,إضافة إلى أنواع الخضر والفواكه و التمور منها الجزائرية التونسية المغربية و بعض بلدان المشرق مثل فلسطين العراق إلخ‪....‬
‪ .‬
وبعد التراويح من المستحيل الإستغناء عن السمر والسهرات الرمضانية بين الأصدقاء وبعض الأحيان بين العائلات خاصة في المناسبات‪.‬
وما لاحظناه وعلمناه من الأخوة الذين صادفناهم وأستجوبناهم إن المسلمين المتواجدين في فرنسان باتوا لا يخافون من الصيام فيها بعيدا عن الأهالي و العائلات, كون أن غالبية المساحات التجارية و التجار باتوت يقدمون عروض تخفيضات مغرية و توفير كل مستلزمات رمضان سواء‪simply  ‬ أو ‪    Auchan – Grand frais-‬ ‪Leclerc ‬– الهردي وغيرهم, توفر لهم كل ما يحتاجونه من مستلزمات رمضان ومتطلباته‪.‬
كان هذا ملخص عن أجواء رمضان بمنطقة ستراسبورغ لسنة 1439ه/2018 م، ما رصدناه وعيشناه عن قرب مع أخوتنا من أبناء الجالية العربية والإسلامية‪.‬
ـ أ.الحاج نورالدين بامون (ستراسبورغ ـ فرنسا)

****

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
‪‪@elfaycalnews‬‬

instagram: journalelfaycal

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:


 

آخر تعديل على الخميس, 07 حزيران/يونيو 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :