طباعة

 - لخضر خلفاوي*

 


كنتُ أعلم أني من أحفاد و نسل الملكة البربرية المدعوة ب " الكاهنة " ، ملكة البربر في شمال إفريقية ؛ هذه الملكة التي لم ترضَ أن تتخلّى عن دين أجدادها و آبائها و معتقدها النصراني و الشركي في آن معتمدة ببسالتها و بسالة جيشها في مجابهة (الغزاة) و الفاتحين العرب القادمين بالدّين الإسلامي لنشره في الأرض على امتداد كل الشمال الإفريقي آتين من ( الخضراء) تونس حاليا .


*و لم أكن أدري أني ابن القرية الظالم أهلها -و قليل فيهم الرّشيد! - ( مَسكَنْ-الكاهنة ) أو ( مسّنْ-الكاهنة ) و قد وطأ أرضها جِبِلاًّ من خيرة و أطهار و أشراف العرب ( من بني هاشم و بني مخزوم ) ، و حسب المرجع من المراجع التاريخية فأن صحابة و أتباع رسول الله و أبناء عمومة خير خلق الله محمد صلى الله عليه و سلّم قد ساروا في أرضي و باتوا فيها و احتوت قريتي "الظالم أهلها " ريح الرسول الأكرم و احتضنت درعه المبارك أمثال :الصحابي الشريف " الفضل بن العباس بن عبد المطلب " ابن عمّ الرسول ، و عبد الله بن جعفر بن أبي طالب صحابي و ( من رواة الحديث ) الكريم ابن الكرماء زوج " زينب " الكريمة بنت الأكرم علي بن أبي طالب ( أم كلثوم بنت علي ). و "عقبة بن عامر الجهني" الفارس الشاعر ، الكاتب القائد العسكري و وال سابق لمصر …و غيرهم من أشراف و أخيار بني هاشم و العرب الذين كان لهم الفضل في تشريف و تنوير أرضي و جعلها ثان أرض ( جزائرية ) بعد ( تبسة ) قدوما من تونس ( الخضراء) فيدخلها الدّين الإسلامي العظيم .
-يقول التاريخ الموثق في - رواية - و منجز ( الواقدي ) : بو عبد الله محمد بن عمر بن واقد السهمي الاسلمي بالولاء، المدني، الواقدي (130 هج /207 هج).عالم و أشهر المؤرخين في الإسلام رحمه الله حول " فتوحات إفريقيّة:
*غزو و فتح "تبسة":
(…و ارتحل المسلمون إلى "تبسة" و كان بها ملك عظيم الشّأن ، و كان فارسا شديدا و بطلا صنديدا .. كانت جميع البطارقة تخضع لصولته و تهاب قوته و فروسيته .. كان يركب في مائة و ثمانين ألف فارسا من صناديد قومه و أحكامه تمتدّ إلى بلاد "الجريد"، و هو مستقلّ في ملكه و -سلطانه - غير خاضع للملك الأكبر صاحب المُعلّقة ( قسنطينة)و لم يبايعه كغيره من ملوك إفريقيَّة الذين بايعوه .. و لا يسير مثلهم لزيارته في كل عام ؛ و مع ذلك فإن ( الملك الأكبر ) هو عمّه و شقيق أبيه كان اسمه "طيريب بن سكنان "، و كان صاحب قسطل مع المسلمين و هو الذي عرّفهم بترجمته قائلا لهم :"أن الذي أنتم سائرون إليه ليس في إفريقيّة أفرس منه ".. فردّ الصحابي الأمير " عقبة بن عامر* -لإبن عمّ الرسول صلى الله و عليه سلّم (حامل درع النبي )"عبد الله بن جعفر ":- نبعث إليه لعله يصالحنا كما قاله أهل "قسطل" ، فردّ عيد الله معتبرا نفسه أكبر و أعظم من الملوك و لكن "نسير إليه و نستعين بالله عليه". سار المسلمون يجدون السير و في مقدمتهم "أمراء بني هاشم " و " بني مخزوم " بالرّايات وسمع عدوّ الله بقدومهم عليه فاستدعى أرباب دولته و خاصّته و قال لهم :-"أنّ العرب قادمون علينا و قد بلغكم ما فعل أهل قسطل فما عندكم من الرأي ؟" . قالوا :- نحن لسنا مثل أهل قسطل . فقال :أعلم أنكم أكثر منهم صلابة و أشدّ بأسا و أنكم لا ترضون بالذلّ منذ ظهوركم و عليه خدوا على أنفسكم و بادروا بالخروج إليهم بمائة ألف لعلّنا نجد فيهم فرصة ".. اتفق رأيهم على ذلك و ركبوا و ركب معهم ولده و ساروا في مائة ألف .. فلمّا قرب المسلمون من البلد خرجت عليهم أعداء الله و رسوله و كان في مقدمة الجيش " رافع بن الحارث ، و عبد الله بن جعفر ، و الفضل بن العباس ابن عم الرسول، و سليمان بن خالد "، فلما رأوا الخيل مشرفة عليهم قالوا أصبنا و ربّ الكعبة و أردف الفضل بن العباس قائلا :- خذوا على أنفسكم و بادروا إليهم قبل وصولهم إليكم .. فنزل الفرسان و مكّنوا سروجهم و ركبوا و نادى "الفضل":-" يا آل هاشم !.. يا آل مخزوم ! اليوم و لا بعد اليوم و تقدّم المسلمون إلى لقائهم و حملوا عليهم و حمل الأعداء و التقت الأبطال بالأبطال و الفرسان بالفرسان و اشتدّ القتال و كثر النزال و ارتفع الغبار و أظلم النهار و كثر الصياح و اختلط الفريقان و شدّد "بنو هاشم و بنو مخزوم " على أعداء الله في الحملَة ..
فلم يكن غير ساعة حتى ولّوا الأدبار ، فحاصروهم و أخذ هؤلاء ميمنة و هؤلاء ميسرة و صكّوهم صكة حتى أدخلوهم البلد منهزمين شرّ هزيمة و قتلوا منهم يومئذ أكثر من خمسة آلاف فارس و مات من بني مخزوم أحد عشر فارسا و تسعة من بني هاشم رحمهم الله تعالى ، و رجع المسلمون إلى معسكرهم و دخل الأعداء المدينة ( مدينتهم ) و أغلقوا أبوابها و تحصّنوا فيها .. و لمّا أقبلوا قال لهم الملك ما وراءكم؟ قالوا : أيها الملك جاءتنا أبطال الموت كالأسود و فرسان كالعقبان يؤثرون الموت على الحياة و قد قتلوا منا خلقا كثيرا . قال لهم : "لعنكم (المسيح) و غضب عليكم ".. كيف غلبكم صعاليك العرب.. و لكن قد علمت ذلك حين لم أخرج إليهم بنفسي . فقالوا أخرج إليهم صبيحة الغد حتى يتبين لك فعل صعاليك العرب و رعاة الإبل . كانت له ( الملك ) بنت جميلة الصورة ، بديعة الجمال و كان خطبها ملك من قسنطينة و لمهرها ألف مطية بيضاء و ألف خادم ، و ألف حلة و ألف وقية من المسك و ألف أوقية من العنبر و مائة ألف دينار ذهبا و كانت أجمل نساء أفريقيّة ، إذا برزت ظهَر نور وجهها كالشمس .. كانت تلبس كل يوم حلّة رفيعة ، فجمع الملك أرباب دولته و بطارقته و قال لهم :- أيكم يقتل الفارس العربي المسمى ب " عبد الله بن جعفر " و أنا أزوجه ابنتي ؟. قالوا له : - اشهد على نفسك بهذا . قال : نعم . فأشهد على نفسه و ذكر لهم قوّته و ما أعدّ لهم من استعدادات ، فعند ذلك أشار " عبد الله بن جعفر " بالمسير إليه و وافق على ذلك المسلمون و باتوا على نية الرحيل (…) صلى الأمير "عقبة " بالمسلمين صلاة الصبح و لمّا فرغوا من صلاتهم أمر بالرحيل فارتحلوا و ساروا حتى وقت صلاة العصر فنزلوا بأرض يقال لها " مسكيانة" و باتوا بها تلك الليلة و في الصباح صلى عقبة بالناس صلاة الصبح ثم رحلوا و جدّوا السير إلى غروب الشمس فنزلوا في موضع يقال له "عمامة " أو "عمّة" ، فباتوا به ، و لمّا أصبح الصباح صلى الأمير عقبة بالمسلمين صلاة الصبح وأمر بالرحيل فرحلوا و كانوا قد تركوا أثقالهم كلها في "تبسة" و لم يأتوا إلا بالخيل فقط ، فساروا يجدّون السير إلى الغروب ، فنزلوا بأرض يقال لها "مسطاس " و باتوا بها ، و عند الصباح صلوا صلاة الصبح و ساروا قاصدين قسنطينة . و قد بلغ صاحبها أن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم نزلوا بالقرب منه فعظم عليه الأمر و جمع أرباب دولته و شاورهم في الأمر فقالوا :- أيها الملك أنت تعلم أن ما في الأرض الخضراء أحصن من بلدنا و لا أقوى منا رجالا و مالا و ليس لنا إلا أن نتحصّن في بلدنا و نترك العرب و لا نقاتلهم أبدا !. فقال :- هذا لهو الرأي السديد ثم تفرقوا لإصلاح أحوالهم و باتوا حائرين في مصابهم العظيم . لما أتى الصباح أشرقت عليهم رايات المسلمين ، مما يلي صومعة هناك ، و بعدها نزلوا على المدينة من فوقها و من تحتها و كانت حصينة ، منيعة جدا . نزل بنو هاشم و بنو مخزوم مما يلي القنطرة و أحاط العرب بها من كل جانب و مكان و كان فيها خمسة و عشرون ألفا من رماة النبال ، و قد طلعوا على الأسوار و نصبوا أقواسهم و لما وطّن العرب أنفسهم و أخذوا منازلهم زحفوا على المدينة فرماهم أهلها من الأسوار بالسهام فاستتروا بدروعهم و استمروا على ذلك إلى غاية الغروب ، و رجع المسلمون إلى فساطيطهم و باتوا تلك الليلة و لما أصبح الله بخير الصباح خرج أعداء الله على الأبواب فرجع المسلمون نحوهم و تفرقوا على الأبواب .. قصد "بنو مخزوم" أعلى القنطرة و "بنو هاشم" باب سيطارج ، فرمى النصارى بسهامهم المسلمين و لا يزالون يرمون إلى أن جنحت الشمس للغروب فتفرّق المسلمون بعد أن صبروا حتى لم يطيقوا الصبر و فشت فيهم الجراحات و مات منهم خلق كثير . "…).
——باريس الكُبرى جنوبا (٣٠ أوت ٢٠٢٢).
*مرجع: فتوح إفريقية ، جزء 1 (158ص)؛ ج 2(148ص). حجم 24 سم. (الطبعة الأولى) 1898.
-المطبعة العمومية ( تونس).. دار الكتب الوطنية التونسية . ( المكتبة الوطنية التونسية ).

 

****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الثلاثاء, 30 آب/أغسطس 2022

وسائط