wrapper

الجمعة 19 أبريل 2024

مختصرات :


عبد الكريم ساورة


ها أنت تدخل اليوم دائرة الموت، من أجل أن تدافع عن حياتك، تُكْثِرُ من الأسئلة حول أشياء تعتقد اعتقادا راسخا أنها مهمة وضرورية من أجل بقاءك على هذه الأرض. هل فكرت يوما كيف تتنفس هذه الأرض ؟ هل فكرت يوما في حمايتها من الإحتراق ؟


ها نحن اليوم نعيش زمنا آخر، لايشبه زمننا في شيء، مختلف وبطعم لم نتذوقه من قبل، هل هذا جهل كبير منا أم تقصير في فهم مايدور من حولنا ؟
لقد عشنا أكثر من محنة وأكثر فاجعة، وأصابنا الخوف والفزع ووضعنا أيدينا على رؤوسنا، ولكن كنا نشعر بالإطمئنان بين الحين والآخر، لكن هذه المرة مع هذه الجائحة المسماة كورونا هناك خوف جديد وفزع غريب ورعب قاتل، الجميع تذوقوا خوفا آخر لاشبيه له، لم نعشه مثله في كل مراحل الحياة.
مع هذه الجائحة الغريبة، يموت الإنسان بكل أقطار العالم كل ليلة، ويوم الغد يولد من جديد، ويتنفس الصعداء، ويشعر أنه ربح معركة يوم عاصف كان فيه مهددا بالقتل الوشيك، فيستأنف من جديد بعد أن يؤمن بأن الحرب لم تنته وأن المقاومة ضرورية من أجل البقاء على قيد الحياة.
علينا أن نؤمن بالموت كما نؤمن بالحياة، لكن أن نموت ونحن نتفرج على أنفسنا فهذا قدر لن يسامحنا عليه التاريخ، لهذا فالإنسان منذ ظهوره على هذه الأرض وهو يتعلم كيف يقاوم العواصف والكوارث والمرض، ولم يستسلم أو يتنازل عن حقه في الحياة لهذه الكوارث مهما كان الثمن، فقد سجل الإنسان عبر كل العصور أنه سيد اللحظة والمرحلة.
هاهو العالم اليوم يستيقظ على خبر مفجع، ومؤلم في نفس الوقت، وهو فيروس كورونا، لم يعطه هذا الفيروس الفتاك الفرصة لاستنشاق نسائم الصباح، فقد انقض على الجميع وخنقهم دون رحمة دون أن يعطيهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم، لقد كانوا منشغلين بألعاب أخرى أكثر تفاهة، لقد كان العالم يستحم ويغوص في بحر التفاهة دون أن ينتبه إلى أن القرش يتربص للإنقضاض عليه ويبطش به في لحظة تعدي الحدود المرسومة.
وهنا أصبح علينا لزاما أن نطرح سؤالا مركزيا وهو : لماذا فاجأ هذا الفيروس يقظة الإنسان وذكاءه الخارق ؟ أين هو العلم بكل أنواعه لاستقبال هذا الوباء بالأحضان والفتك به قبل أن يفتك بنا ؟
وقفة صغيرة على ماجاء على لسان رؤساء الدول القوية والحكومات بمختلف ألوانها، يتبين بالملموس أن الجميع  أصيب بالدهشة وبالرعب من شدة الفيروس وانتشاره الخطير، ولم تسعف معه كل الإجراءات الاحترازية لوقفه والنيل منه، وقد اكتشف الجميع  أن كل الأسلحة بما فيها النووية التي  طوروها وكانوا يهددون بها العالم ويبيعونها بأعلى الأسعار، لاتساوي شيئا أمام عدو صغير في الإسم وكبير في المواجهة والمنافسة، وهذه أول مرة يشعر فيها رؤساء الدول جميعا بالعجز وقلة الحيلة في مواجهة هذا الوافد العجيب.
إن تاريخ الحروب علمت الإنسان بعد تفكير طويل أن يبني مؤسسات للسلام، وأن يخترع قوانين لحماية السلم العالمي، ومع ذلك لم تتوقف الحروب، وكان الإنسان يتعايش معها وهو يبكي عندما يفقد عزيزا على قلبه، ولكنه كان في لحظة يشعر بالطمأنينة لأنه يعرف من هو العدو، لكن في هذه المرة، بظهور هذه الحرب الجديدة ( حرب الفيروسات) فالعدو غير معروف، لالون له ولاشكل له ولايميز بين فقير وغني ولا بين ليبرالي أو اشتراكي ولا بين شيخ أوطفل أو امرأة، إنه وحش جائع يفترس كل من يجده في طريقه .
يجب أن نقر بيقين أن فيروس كورونا، قام بزلزلة أركان العالم، وأسقط " ألوهية النيوليبرالية المتوحشة " التي أسست " للإستهلاك المخدِر" على حد تعبير إدغار موران وصنعت نموذج خاص، نموذج التمركز المالي في يد أوليغارشية أنانية مفرطة، وهشة ولاتمتلك أية حلول في لحظة من لحظات الأزمة، وكل ما استطاعت فعله هو نقل أموالها من بنك إلى بنك آخر أو تحويل مقر شركتها من دولة إلى دولة أكثر آمانا، وبذلك نجحت بكل وسائلها الدنيئة على قتل مفهوم الدولة الإجتماعية، وذلك عندما قامت بتخريب ودفن الخدمة العمومية تحت الأنقاض أهمها ( المدرسة والصحة )، ولهذا فضروري من استرجاعهما لحضن الدولة لأنهما قطاعان حيويان في بناء الدولة وتطورها.
الآن بعد هذه الأزمة العالمية المفاجأة، يتعين على جميع الفاعلين(سياسيا واقتصاديا  وفكريا )إعادة النظر في مفهوم الدولة ودورها المركزي في صناعة الثروة وتقديم الخدمات العمومية بالمجان، ورد الاعتبار للبعد الاجتماعي المقدس الذي تم سحقه من طرف الدولة استجابة للتوصيات المسمومة لصندوق النقد الدولي، وهذه كانت أكبر خطيئة سقطت فيها الدولة المغربية ردحا من الزمن جعلتنا جميعا نكون تحت سلطة الحجز والمصير المجهول، رسالة فيروس كورونة واضحة، علينا أن نعيد ترتيب مسارنا بشكل جدري.

كاتب وباحث مغربي

***

روابط لتحميل الملحق الشهري العدد 16 فيفري 2020
https://pdf.lu/3Rba
https://www.fichier-pdf.fr/2020/03/17/------16--2020/
‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
‎لتحميل الملحق الشهري العدد 16 فيفري 2020
‎و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:
https://pdf.lu/4AJK
‎المسنجر و البريد الإلكتروني و واتس آب استعملوا هذا الرابط :
Fichier PDF ‎⁨ « ملحق الفيصل الشهري العد16فيفري 2020 »⁩.pdf
‎لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:
Pour télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 16 en 
format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :
*****
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
@elfaycalnews
: journalelfaycal
‎ـ أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الثلاثاء, 24 آذار/مارس 2020

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :