wrapper

الخميس 28 مارس 2024

مختصرات :

ـ كتب: فراس حج محمد|  فلسطين


يصادف اليوم الثالث عشر من سبتمبر الذكرى الثامنة والعشرين لتوقيع اتفاقية أوسلو، فماذا جنى الشعب الفلسطيني من هذا الاتفاق؟ وقد طبلت له الأبواق الإعلامية في حينه، ونفخت فيه وبالغت وكأنه التحرير، وانبرت الأقلام المأجورة والعقليات التافهة تناضل دونه، مصرين على جعله الفتح العظيم، وقد تحققت أماني شعبنا في الحرية والاستقلال، ونال مطالبه

المشروعة وصار شعبا حرا معترفا فيه على كل المستويات، فقد عاد المشردون واللاجئون، وخرج الأسرى من أقبية الظلم الصهيونية، ورحلت إسرائيل عن بحرنا وبرنا، وخرجوا من ذكريات الذاكرة، وحملوا أسماءهم وموتاهم، بل وماتوا بعيدا عنّا، وصرنا نتنفس هواء الوطن العليل، وعم الرخاء الاقتصادي أرجاء الوطن.
ألم يكن هذا ما منانا به القادة الأفذاذ والمفكرون الأشاوس؟ ولكن ماذا جنينا بعد كل هذه الدوامة؟
ربما حصلنا على ملامح وطن غاب بين الكراسي الموهومة والزعامة المترفة والسيادة المتلاشية، وأرتال من الوزراء والمديرين العامين، واليافطات المعلقة هنا وهناك، لتدل على اسم ولغة دون معنى أو شبه فكرة متخلقة عقلانية لتكتسب شرعية وجود بوجه من الوجوه.
ربما حصلنا على ملامح وطن أكلت أديمه الجرافات الإسرائيلية واحتواه جدار الضم والتوسع، والتهمه الغول، لنحصل على مزيد من البؤس والحرمان والتشرد، وينفتح الأفق على مزيد من التشرذم، ليمعن الوطن بعدا وضياعا؛ أبعد وأبعد مما كان عليه قبل "مسرحية أوسلو" سيئة الإعداد والإخراج والسيناريو.
ربما حصلنا على ملامح وطن غدا فقيرا، يطلب أهله الكفاف ولا يجدونه، طحنته الآلة الاقتصادية ليكون مستهلكا ومربوطا ومحكوما بقدر الاقتصاد المتربص بنا، لتزيد المعاناة اليومية، ونصبح شعبا يعيش على الإعالات الدولية، وندخل في سلسلة لا تنتهي من الاستجداء لنحصل على غبار الطلع في فطور أو غداء أو عشاء، وتعجز الدولة وفكرتها وشعارها عن تلبية أبسط الحقوق الاقتصادية لشعب مثخن بالجراح، ونخر في عظامه سوس الهزائم المتوالية.
ربما حصلنا على ملامح وطن يتأكل يوميا ويتناقص، فقد فرخت الجغرافيا جغرافيّات، وغدا الوطن صورة زعيم وخريطة تعلق على الجدار في المؤسسات والدكاكين الوطنية، وصار الخلاف قاعدة السياسة الفلسطينية والاتفاق على التنافر والتناحر هو عنوان الإعلام الفلسطيني بكل أطيافه التي لا تريد خيرا لهذا الوطن المغلوب والمقهور والمذبوح من الشريان إلى الشريان.
ربما حصلنا على ليالي أطول في سجون الظلم وتأقلمنا مع سجون عرضها الوطن المستباح والذات المنهوبة، وصارت قضية الأسرى قضايا فرعية، يتفرع عنها أغنيات إعلامية ومهرجانات وتفاهات تسويقية كسدت بضاعتها منذ زمن عتيق، بل وتدهور الوعي إلى أسفل دركاته في التعامل مع الأسرى، فأصحاب المعالي غارقون فيما هم غارقون فيه، والأسرى تتكثف العتمة حولهم، ولا يريد أحد "هناك" رؤيتهم، أو إقلاق راحتهم بأخبارهم.
ربما لم نحصل ولن نحصل إلا على المزيد من الأيام والذكريات التي تذكرنا بليل البؤس الفلسطيني الطويل، فالقائمة فعلا طويلة والذاكرة الفلسطينية مثقلة بأعباء التاريخ وأوجاعه ولكنها مرشحة للازدياد، ما دامت العقلية السياسية اللاهثة وراء الوهم هيَ هي. هذا الوهم الذي ولّد "دولة القمع الأمني"، وصار الاعتقال السياسي أمرا مفروغا منه، وازدادت القبضة الأمنية على الجميع، وتجرأت العناصر الأمنية الفلسطينية على الدم الفلسطيني وعلى الحق الفلسطيني، كما تجرأ السياسيون على المقامرة بمصير شعب كامل أصبح مرتهناً لمستقبل بلا ملامح.
لقد فقد الفلسطينيون كثيرا بفعل أوسلو، والعصابة التي أفرزته، ومن حقنا نحن أبناء الشعب الفلسطيني المتضررين من هذا الاتفاق وإفرازاته العقيمة التي أفقرتنا وسلبتنا كل ما كان في أيدينا أن نصف هذا الاتفاق بأنه أكثر شرا من النكبة، ومن النكسة، ومن الحروب التي هزمنا بها بفعل سوء التخطيط وعبثية التنفيذ.
ماذا استفدنا من أوسلو غير تعميق "الدولة العميقة" للحزب الحاكم، وصار الوطن حسبة للمسؤولين وأبنائهم، وكل المؤسسات في خدمتهم، وكل الامتيازات تصب في جيوبهم، لكن الشعب وأبناءه لا شيء لهم سوى الفقر والعوَز والسجن والتشريد والتهميش والملاحقة والقتل. هذا هو أوسلو، لا شيء آخر، إنه نكبتنا الوطنية التي لا علاج لها إلا بالعصيان الشامل ضد كل هذه الطغمة الحاكمة المتغولة؛ لأنه لا خلاص من الاحتلال دون أن يتخلص الشعب ممن يشكل سدا منيعا لاستمراره فينا وفي أرواحنا وفي بيوتنا وعلى أراضينا وعلى طرقاتنا، وتمتد قوانينه لتحاصرنا وتميتنا.
فلا مرحبا ولا أهلا بك يا "أوسلو"، لقد آن الأوان لتموت، ولتكفّ عن العبث بأرواحنا التي تشتاق لحظة ترى فيها الحقيقة كعين الشمس دون تدليس وتزويق ومساحيق المهرجين الوطنيين. وكفاك استهتارا وغباء أيها الصانع أوهامنا وآلامنا، وكفاك بؤسا أيها التاريخ.
13 أيلول 2021

*****

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 29/ 30 أفريل ـ ماي 2021 ـ
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 29 et 30 mois (avril et mai 2021)
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174
*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=LTuxqpDqnds

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على السبت, 18 أيلول/سبتمبر 2021

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :