wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

الفيصل ـ نشرـ باريس:

إيمانا منها بأهمية الفكر و الإبداع الأصيل و المتميّز و الهادف البناء و الإختلافي في الرؤى لإثراء النقاش الثقافي الأدبي ككل، تواصل " الفيصل" بنفس النوايا و الإصرار لمد يد العون لكل من يفتقد إلى الصوت النزيه للتعريف بقدراته و ملكاته الإبداعية في مختلف الأجناس الأدبية العربية

 

و ها نحن نقدم بهذه التجربة في سبيل دفع متميزينا من الأدباء الذين غيبتهم من جهة ظروفهم الخاصة و من جهة أخرى سياسات التعتيم و الإبعاد و الإقصاء لخيرة أفراد المجتمع الذين يسكنهم هم واحد ، و هو الارتقاء بالمجتمع و تهذيبه و توعيته من خلال الإبداع و الفكر النيّر. ـ انطلقت عملية تشجيع الأدباء و المبدعين العرب من كل قطر دون ميز أو حساسية في نشر تسلسلي لكل من يرغب لمخطوطات أعماله الروائية و القصصية و الشعرية، مصحوبا بغلاف من تصميم الفيصل بغية شد انتباه " دور النشر العربية" النزيهة التي تتأصّل و تتنصَّل متبرئة  من تلك الدور المشبوهة و الشبيهة بدكاكين " النشر للرداءة  و النصب و توزيع الاحتيال!". " باب الشمس" هي رواية جيدة و جديرة بالقراءة و المتابعة من قبل القراء و المهتمين و كذلك المبدعين كتبت و وثقت في أواخر القرن الماضي من قبل المؤلف . ننشر حيثياتها في أجزاء إثراءا للطرح الأدبي المتنوع و تشجيعا من القلب إلى الأستاذ " حسين الباز" ـ المغرب ـ على ما يقدمه من أفكار جديرة باحترام الجميع.ـ نتمني لكم قراءة ممتعة مع رواية " بــــــــــــــــاب الشـــــــــمس"  لـ حسين الباز.

 *كل الحقوق محفوظة للفيصل و للمؤلف، و كل جهة تودّ استغلال هذا العمل الأدبي أو التقدم بعرض نشر لطبعه ورقيا أو إلكترونيا الاتصال بالصحيفة و بالمؤلف لمدارسة ذلك. 

الفيصل  ـ  باريس

****

رواية : "باب الشـــــــ 20مس

بقلمحسين الباز/المغرب

الفصل الثالث:

20/..حين دخل إلى المركز الإسلامي ، شعر خليل بالصمت يعم الأجنحة ، من مكتب الاستعلامات حتى الطابق العلوي حيث المكتبة ، المسجد ليس كالمعتاد ممتلئ عن آخره ، التحيات لا ترد ، صدى تلاوة القرآن يكسر الصمت ، الأطفال لا يلعبون ، ينزل به الفضول إلى الطابق السفلي حيث المقهى ، شلة من رفقائه بلوس ويفوس (Los oeivos) مجتمعة في زاوية ، التحيات لا ترد ، شلة أخرى من الطبقة الراقية في ركن منعزل ، التحيات لا ترد ، الهمسات تشوش صدى القرآن ، هناك مكانه في الحديقة لما يزل فارغا ، يلقي التحية على النادل ، يسأله بعينيه ما الجديد? يخبره بأن المركز يقيم جنازة طفلة ، يلفت انتباه أصحاب النظرات الراقية ، لا شك أنها ابنة مهاجر ثري! يحدث نفسه وهو يستعد للجلوس ، يضع على الطاولة فنجان قهوته وعلبة سجائره ، يسرح خياله بعيدا...
... كان الوقت عصرا حين طلب منه الإمام أن يصلي معهما صلاة جنازة على ميت من موريتانيا ، كان نازلا من المكتبة ، والمسجد فارغ إلا من ثلاثة: الإمام وحارس المركز وصاحبنا...
كانت وقفته الأولى في حياته أمام ميت ، لم يخلع فيها حذاءه ، الإمام أخبره بذلك ، قال له:
- إنها ليست كالصلوات الخمس ، لم ينبس بكلمة ، لكنه سمعهما يرددان (الله أكبر) أربع مرات ثم رآهما يسلمان (السلام عليكم ورحمة الله) صوب اليمين فقط ، ويسحبان النعش إلى الخارج حيث سيارة نقل الموتى ، ومن ثم يعودان أدراجهما، ليتركانه مع السائق سائلا في حيرة: 
- إلى أي قبر أنت ذاهب بالجثة?
- مهمتي حمله إلى المطار
-وهل يوجد أحد في استقباله?
- هنا..? لا.. هناك..!
.. كان السائق الإسباني مستعجلا، الجو كان ممطرا ، وكانت الأشجار تتقطر ندى ، تذكر والده ، لم يصل عليه صلاة الجنازة ، تخيل نفسه ميتا ، رأى عيني أمه في ورقة تقطر دموعا ، فبكى في صمت ، أيقظه من إغفاءته صوت العجلات المنزلقة بأرضية الساحة المبتلة ، ليتجلى له وجه الميت على الزجاج الخلفي للعربة وقد كساه السراب ، رآه يشير بيده مودعا، وإن لم يكن يعرفه من قبل، صرخ بداخله:
..وداعا أيها الغريب.. عشت غريبا.. ومت غريبا.. وها أنت عائد إلى ديارك في كفن الغريب..!
.. يعود من سرحانه إثر صوت النادل يتشاجر مع المشرد ، يطلب منه دفع الدين الذي عليه ، يسمعهما أحد من الحاضرين فيدفع عنه دينه ، لطالما تكررت مشاهد الاحتيال..!
..ينكب خليل على نفسه محاولا كتابة حرف ما ، يجف الحبر في يده ، يمزق أوراقه ، يخرج من حقيبته كتابا ليقرأه، يشعر بضيق شديد ، فيعود للأوراق من جديد:
-"بودي أن أتكلم.. أن أقول شيئا.. أي شيء! لكن الكلام ينتحر بداخل الصمت ، هذا اللحن الأخرس الذي ينبعث من نفق الروح .. بوسعه التغني! هذا الصراخ المحبوس بداخلي بإمكانه التحدي! هذا الصمت الذي يسكن الوجدان هو من يؤنس الليالي الظلماء لما تخاصمها النجوم ، ويعبر البحار النائية مواسيا كلما عصفتها الرياح ، ويعزي الأشجار العريقة حين يعبث بأوراقها خريف في طفولته".
..في طفولته كان خريفا! وها هو يحن إلى جدته وإلى الصمت فيها ، يشعر بأنه ينتظر أحدا ، ينظر إلى الساعة ، يرقب الباب ، يرشف قهوته مرتعشا ، يدخن سيجارة تلو أخرى ، يقف ثم يجلس ، ينظر يمينا ويسارا ، خلفا وأماما ، يخاطب نفسه: "أنا لست على موعد!" ، يهدئ من روعه ، يسمع دقات قلبه ، يشتاق إلى الحب ويبحث عنه في قصائده ، فلا يجد غير عزاء ، يمزق أوراقه ويعود للكتابة :"الحب تماما كما الصمت والانتظار يؤنسنا فيواسينا ثم يعزينا في آخر المطاف! .. وها هي عودتي من جديد .. عدت إلي ، أرشف من حظي الذي أسعفني مرة.. ومرتين تمرد علي، من جديد أمزق دخاني بين كفي ، أحرق نحسي الذي صاحبني ما مرة .. ما مرتين! يا سادتي .. ها هي عودتي .. وهذه هي قصتي..! "
(يتبع)

ـــــــــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الإثنين, 17 كانون1/ديسمبر 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :