طباعة

الفيصل ـ نشرـ باريس:

إيمانا منها بأهمية الفكر و الإبداع الأصيل و المتميّز و الهادف البناء و الإختلافي في الرؤى لإثراء النقاش الثقافي الأدبي ككل، تواصل " الفيصل" بنفس النوايا و الإصرار لمد يد العون لكل من يفتقد إلى الصوت النزيه للتعريف بقدراته و ملكاته الإبداعية في مختلف الأجناس الأدبية العربية.

 

 
و ها نحن نقدم بهذه التجربة في سبيل دفع متميزينا من الأدباء الذين غيبتهم من جهة ظروفهم الخاصة و من جهة أخرى سياسات التعتيم و الإبعاد و الإقصاء لخيرة أفراد المجتمع الذين يسكنهم هم واحد ، و هو الارتقاء بالمجتمع و تهذيبه و توعيته من خلال الإبداع و الفكر النيّر. ـ انطلقت عملية تشجيع الأدباء و المبدعين العرب من كل قطر دون ميز أو حساسية في نشر تسلسلي لكل من يرغب لمخطوطات أعماله الروائية و القصصية و الشعرية، مصحوبا بغلاف من تصميم الفيصل بغية شد انتباه " دور النشر العربية" النزيهة التي تتأصّل و تتنصَّل متبرئة  من تلك الدور المشبوهة و الشبيهة بدكاكين " النشر للرداءة  و النصب و توزيع الاحتيال!". " باب الشمس" هي رواية جيدة و جديرة بالقراءة و المتابعة من قبل القراء و المهتمين و كذلك المبدعين كتبت و وثقت في أواخر القرن الماضي من قبل المؤلف . ننشر حيثياتها في أجزاء إثراءا للطرح الأدبي المتنوع و تشجيعا من القلب إلى الأستاذ " حسين الباز" ـ المغرب ـ على ما يقدمه من أفكار جديرة باحترام الجميع.ـ نتمني لكم قراءة ممتعة مع رواية " بــــــــــــــــاب الشـــــــــمس"  لـ حسين الباز.

 *

كل الحقوق محفوظة للفيصل و للمؤلف، و كل جهة تودّ استغلال هذا العمل الأدبي أو التقدم بعرض نشر لطبعه ورقيا أو إلكترونيا الاتصال بالصحيفة و بالمؤلف لمدارسة ذلك. 

الفيصل  ـ  باريس

****

رواية : "باب الشـــــــ 26مس

بقلمحسين الباز/المغرب

الفصل الثالث: ح  26

.
يتجول خليل في الطرقات تحت لهيب الشمس، قدماه تسيلان عرقا ، ورائحتهما الممزوجة بالهواء الساخن تصل إلى أنفه كرائحة مثوى الأفارقة الذي غادره ، تعكس لحيته المغبرة حيرته ، لم يعد يهتم بالنظرات ، يتعاشق المهمشون في حديقة ريترو (Retiro)* ، كلما فرغت الأحشاء تدعو القلوب للغناء! يقول في همس، ثم يسترسل في الحديث مع نفسه: "لم يستأنس أمثالي بالتجوال في الحدائق والاندساس بين فناني الشارع عازفي القيثارة والكمان لعابري التجمهر ?! يصفف الشعراء أوراق قصائدهم على موائد للبيع ، أو ينشرونها فوق جذوع الأشجار، هل هي طريقة جديدة للنشر? تختلط أصوات المغنين بمختلف اللغات ، وتلبس الأرصفة ستائر لتصير مسرحا للممثلين ، ينزل الفنانون لاعتراض سبيل الجمهور كيما يؤدوا ثمن الفرجة ، هل أصبح الفن عرضة للتسول?!"
.. تلتهم دماغه ملايين الأسئلة ، يخشى الجنون إن هو توغل في البحث عن أجوبة ، يفتكر كلام العجوز بحفل افتتاح جمعية المهاجرين ، قالت له بسخرية: - أغلبية الشعراء مجانين!
شعر بالحرج ساعتئذ، وخرج من الحفل غاضبا ، لحقته ماري ، فأخبرها بأن الشعر هو مرآة الشعوب ، وبأن الشعراء ليسوا بغاوين ولا بمجانين ، وصار يقنعها بنضالهم من أجل أن يعيش آخرون ..! يتصل بها عبر هاتف عمومي ، يسمع صوتها ، ثم ينهي المكالمة ، لا يريد إقحامها في توهانه !
ليس في الكآبة وزر أقسى من التقوقع في دائرة الفراغ ، يكلم نفسه ويختم كلامه بتنهيدة.. آه..!
"وها أنا لوحدي.. أكتوي بلوعة البعد ، وما أجلس في ساحة باب الشمس إلا لأجمع أشتاتي ، يعز علي هذا السرب من الحمام المهاجر ، وهو يبحث عن غطاء ليفرشه للنوم في العراء، ينقب عن ركن دافئ ، تتبعه صفارات حراس الليل ، و آه من ليل الحرس حين ينزل على غريب بظلامه! لطالما تساءلت عن سر انجذاب الغرباء لهذه الساحة ، وكلما قرأت علامات استفهام أو استغراب في أعين المارة ، نذرت التخلي عنها للأبد ، لكني أحنث في نذري كيما أوقظ رغبتي العارية..!

"
(يتبع)
*Retiro: حديقة عمومية مشهورة بمدريد.

ــــــــ

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
@elfaycalnews
instagram: journalelfaycal
‎ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

 

آخر تعديل على الأحد, 06 كانون2/يناير 2019

وسائط