الفيصل ـ نشرـ باريس:
إيمانا منها بأهمية الفكر و الإبداع الأصيل و المتميّز و الهادف البناء و الإختلافي في الرؤى لإثراء النقاش الثقافي الأدبي ككل، تواصل " الفيصل" بنفس النوايا و الإصرار لمد يد العون لكل من يفتقد إلى الصوت النزيه للتعريف بقدراته و ملكاته الإبداعية في مختلف الأجناس الأدبية العربية.
*
كل الحقوق محفوظة للفيصل و للمؤلف، و كل جهة تودّ استغلال هذا العمل الأدبي أو التقدم بعرض نشر لطبعه ورقيا أو إلكترونيا الاتصال بالصحيفة و بالمؤلف لمدارسة ذلك.
الفيصل ـ باريس
****
رواية : "باب الشـــــــ 26مس
بقلم: حسين الباز/المغرب
الفصل الثالث: ح 26
.
يتجول خليل في الطرقات تحت لهيب الشمس، قدماه تسيلان عرقا ، ورائحتهما الممزوجة بالهواء الساخن تصل إلى أنفه كرائحة مثوى الأفارقة الذي غادره ، تعكس لحيته المغبرة حيرته ، لم يعد يهتم بالنظرات ، يتعاشق المهمشون في حديقة ريترو (Retiro)* ، كلما فرغت الأحشاء تدعو القلوب للغناء! يقول في همس، ثم يسترسل في الحديث مع نفسه: "لم يستأنس أمثالي بالتجوال في الحدائق والاندساس بين فناني الشارع عازفي القيثارة والكمان لعابري التجمهر ?! يصفف الشعراء أوراق قصائدهم على موائد للبيع ، أو ينشرونها فوق جذوع الأشجار، هل هي طريقة جديدة للنشر? تختلط أصوات المغنين بمختلف اللغات ، وتلبس الأرصفة ستائر لتصير مسرحا للممثلين ، ينزل الفنانون لاعتراض سبيل الجمهور كيما يؤدوا ثمن الفرجة ، هل أصبح الفن عرضة للتسول?!"
.. تلتهم دماغه ملايين الأسئلة ، يخشى الجنون إن هو توغل في البحث عن أجوبة ، يفتكر كلام العجوز بحفل افتتاح جمعية المهاجرين ، قالت له بسخرية: - أغلبية الشعراء مجانين!
شعر بالحرج ساعتئذ، وخرج من الحفل غاضبا ، لحقته ماري ، فأخبرها بأن الشعر هو مرآة الشعوب ، وبأن الشعراء ليسوا بغاوين ولا بمجانين ، وصار يقنعها بنضالهم من أجل أن يعيش آخرون ..! يتصل بها عبر هاتف عمومي ، يسمع صوتها ، ثم ينهي المكالمة ، لا يريد إقحامها في توهانه !
ليس في الكآبة وزر أقسى من التقوقع في دائرة الفراغ ، يكلم نفسه ويختم كلامه بتنهيدة.. آه..!
"وها أنا لوحدي.. أكتوي بلوعة البعد ، وما أجلس في ساحة باب الشمس إلا لأجمع أشتاتي ، يعز علي هذا السرب من الحمام المهاجر ، وهو يبحث عن غطاء ليفرشه للنوم في العراء، ينقب عن ركن دافئ ، تتبعه صفارات حراس الليل ، و آه من ليل الحرس حين ينزل على غريب بظلامه! لطالما تساءلت عن سر انجذاب الغرباء لهذه الساحة ، وكلما قرأت علامات استفهام أو استغراب في أعين المارة ، نذرت التخلي عنها للأبد ، لكني أحنث في نذري كيما أوقظ رغبتي العارية..!
"
(يتبع)
*Retiro: حديقة عمومية مشهورة بمدريد.
ــــــــ
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
@elfaycalnews
instagram: journalelfaycal
ـ أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com