طباعة

الفيصل ـ نشرـ باريس:

إيمانا منها بأهمية الفكر و الإبداع الأصيل و المتميّز و الهادف البناء و الإختلافي في الرؤى لإثراء النقاش الثقافي الأدبي ككل، تواصل " الفيصل" بنفس النوايا و الإصرار لمد يد العون لكل من يفتقد إلى الصوت النزيه للتعريف بقدراته و ملكاته الإبداعية في مختلف الأجناس الأدبية العربية.

 

و ها نحن نقدم بهذه التجربة في سبيل دفع متميزينا من الأدباء الذين غيبتهم من جهة ظروفهم الخاصة و من جهة أخرى سياسات التعتيم و الإبعاد و الإقصاء لخيرة أفراد المجتمع الذين يسكنهم هم واحد ، و هو الارتقاء بالمجتمع و تهذيبه و توعيته من خلال الإبداع و الفكر النيّر. ـ انطلقت عملية تشجيع الأدباء و المبدعين العرب من كل قطر دون ميز أو حساسية في نشر تسلسلي لكل من يرغب لمخطوطات أعماله الروائية و القصصية و الشعرية، مصحوبا بغلاف من تصميم الفيصل بغية شد انتباه " دور النشر العربية" النزيهة التي تتأصّل و تتنصَّل متبرئة  من تلك الدور المشبوهة و الشبيهة بدكاكين " النشر للرداءة  و النصب و توزيع الاحتيال!". " باب الشمس" هي رواية جيدة و جديرة بالقراءة و المتابعة من قبل القراء و المهتمين و كذلك المبدعين كتبت و وثقت في أواخر القرن الماضي من قبل المؤلف . ننشر حيثياتها في أجزاء إثراءا للطرح الأدبي المتنوع و تشجيعا من القلب إلى الأستاذ " حسين الباز" ـ المغرب ـ على ما يقدمه من أفكار جديرة باحترام الجميع.ـ نتمني لكم قراءة ممتعة مع رواية " بــــــــــــــــاب الشـــــــــمس"  لـ حسين الباز.

كل الحقوق محفوظة للفيصل و للمؤلف، و كل جهة تودّ استغلال هذا العمل الأدبي أو التقدم بعرض نشر لطبعه ورقيا أو إلكترونيا الاتصال بالصحيفة و بالمؤلف لمدارسة ذلك. 

الفيصل  ـ  باريس

****

رواية : "باب الشـــــــ 28مس

بقلمحسين الباز/المغرب

ـ (المشهد الأخير) : الفصل الثالث

الرابطة (Larabita) رأس سنة 1996 م

.. هناك في الكوخ القديم المجاور لساحة المنارة العتيقة ، ينعكف خليل أسابيع طوالا ، ينسج العنكبوت لوحته ، تراوده هواجس ماردة ، يعارك لهفات الحلم الطائش ، يحن إلى الهجر كلما أحاط به السكون ، ويميل إلى الهيجان كلما تطايرت سحنات ماري في فضاء خياله ، يتوجع من ألم القرار ، عافيا عن لحيته، شارد البال، كان عشقه بئرا في عمقه وصداه، وكبرياؤه بحرا في مده وجزره! تلاحقه صيحات بداخله ، يود لو يغلي وترانيح الغربة الثملى ، ويفيض على عمر تبخر ما بين نهديها والسراب! يكتب رسالة :" قلت سوف أرحل عنك عساني أريحك وأرتاح ، وفي الرحيل جمر لو فرق على المتيمين لاحترقوا .. أكرهك لأني أكره حياتي ، وأحبك لأنك لم تدمري حلمي ، اعذريني لو حطمتك بدل الأسوار ، أراك الآن راقدة فوق سريرك الناعم ، تضمين وسادتك الدافئة إلى صدرك كيما تتلذذين بالأحلام ، أراك تشعلين مصباح ليلك الكئيب، وتداعبين أصابع قدميك ، وأنت تصغين في وجدانك إلى غنج كلماتي ، ما أعذب نسيم البحر المنبعث من نافذتي ، سأتماهى معه ونعبر سويا من شق نافذتك..!
كنت تشتمين نسيم البحر من خلالي ، وكنت كلما اشتقت إليه أغمضت عينيك لتستنشقينه في أنفاسي ، وأقول لك : أنا هو البحر .. وأنت هي سمكتي! هل تزورين مكاننا بالحي الجامعي حيث بعت الجرائد? هل لازلت تقاومين خطواتي السريعة في خيالك ؟ أم تسايرين ملل العشق في عدوه السريع؟ لا شك أن الحياة بطيئة بدوني ، عقارب الساعات توقفت ، وحدها نبضات القلوب في خفقان مستمر..!"

..بينما أهل البلدة يحتفلون باستقبال العام الجديد، كان خليل ينقش كلماته على الصخرة المطلة على البحر ، هي عينها من شهدت واقعة ساسي ، كانت الكلمات : سأسحب لوحتي من بيت العنكبوت..!
يعبر الدروب مترنحا ، كل الوجوه ميتة ، تهب الحياة كالرياح ، عيناه لا ترى سوى الموت ، كل الرؤوس تقف إجلالا لرأس سنة ، تسمع قرع الأجراس ، ما أحقر الحياة وعامها ينبض لحظاته الأخيرة! والبحر.. هذا الذي لا يفتر أبدا عن المناجاة.. ها هو يتعجل لاستقباله باسطا يديه ، توقفت الأرض عن الدوران! يجر قدميه للموج عنوة ، كما البحر يخلع زبده عند خفوت كبريائه ، يختفي بداخل الأمواج ، يصرخ في الأعماق ، الليل ظل الموت سابح بموجه على صدر الحياة ، يصرخ بأعلى صوته .. لا.. أنا لست ميتا! والموت يبتعد.. أنا لست صدفا! والأفق يقترب.. أنا حي بن تلفان! يغير البحر ألوانه ، وكناج من غرق بدأ يصرخ .. اللوحة .. هل غرقت لوحتي؟ لم يرها والظلام توأم للموت..!
أصبح الشاطئ أفقه البعيد ، أضواء البلدة أبعد من الصباح! وهو بين الموت والحياة يتخبط خبط عشواء دون مجاذيف ، حين رأى الموت شعر بجسده كورقة تطفو فوق ماء ، ومن يدري؟ قد يطول العمر! الصمت يشبه الموت لكنه لما يزل يصرخ ، البحر في المخاض وهو كالطفل يصرخ .. البحر ولدني.. أنا ابن البحر..!
ما أصغره وهو يتمرغ في الشاطئ ، وهو يحبو فوق رماله ، ويمشي على الرصيف ، أول ما رأت عيناه عاشقين في قبلة لا نهاية لها ، وأول كلام ينطق به:
- أنا والحياة مثلهما..!

(نهاية) ........ وبداية.........

ـــــــــــــ

 

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
@elfaycalnews
instagram: journalelfaycal
‎ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الجمعة, 11 كانون2/يناير 2019

وسائط