wrapper

الجمعة 29 مارس 2024

مختصرات :

ـ كتب: حمادي آل حمزة ـ الجزائر

 

إيمانا منها بأهمية الفكر و الإبداع الأصيل و المتميّز و الهادف البناء و الإختلافي في الرؤى لإثراء النقاش الثقافي الأدبي ككل، تواصل " الفيصل" بنفس النوايا و الإصرار لمد يد العون لكل من يفتقد إلى الصوت النزيه للتعريف بقدراته و ملكاته الإبداعية في مختلف الأجناس الأدبية العربية. و ها نحن نقدم بهذه التجربة في سبيل دفع متميزينا من الأدباء الذين غيبتهم من جهة ظروفهم الخاصة و من جهة أخرى سياسات التعتيم و الإبعاد و الإقصاء لخيرة أفراد المجتمع الذين يسكنهم هم واحد ، و هو الارتقاء بالمجتمع و تهذيبه و توعيته من خلال الإبداع و الفكر النيّر.

 

ـ انطلقت في السنة المنصرمة عملية تشجيع الأدباء و المبدعين العرب من كل قطر دون ميز أو حساسية في نشر تسلسلي لكل من يرغب لمخطوطات أعماله الروائية و القصصية و الشعرية، مصحوبا بغلاف من تصميم الفيصل بغية شد انتباه " دور النشر العربية" النزيهة التي تتأصّل و تتنصَّل متبرئة  من تلك الدور المشبوهة و الشبيهة بدكاكين " النشر للرداءة  و النصب و توزيع الاحتيال!". من مسلسل رواية " باب الشمس" للأديب المغربي " حسين الباز" إلى مسلسل "امرأة من الجنوب" للمبدع المصري " خالد الحديدي" وصولا اليوم إلى  رواية  المبدع الجزائري " حمادي أحمد آل حمزة" .. منجز مخطوط رواية جديرة بالقراءة و المتابعة من قبل القراء و المهتمين و كذلك المبدعين. ننشر حيثياتها و فصولها في (حلقات)  تشجيعا للمبدع  الواعد  الأستاذ " حمادي أحمد آل حمزة" " ـ الجزائر ـ على ما يحاول من أفكار  و جهد .ـ نتمنى لكم قراءة ممتعة مع مسلسل مخطوط رواية "سيف علي .. و رنين البلوط".

كل الحقوق محفوظة للفيصل و للمؤلف، و كل جهة تودّ استغلال هذا العمل الأدبي أو التقدم بعرض نشر لطبعه ورقيا أو إلكترونيا الاتصال بالصحيفة و بالمؤلف لمدارسة ذلك. 

الفيصل  ـ  باريس

****

رواية : "سيف علي .. و رنين البـــ 10 ــــلوط"

بقلم: حمادي أحمد آل حمزة

ـ الفصل الرابع:

الحلقة10 (ما قبل الأخيرة)

إلى الحدود مع دول الساحل .

اشتهر علي عند الأمير الوطني باستقامته ، وتنفيذه الحرفي للأوامر ، وشجاعته وحنكته في إدارة المعارك والخروج منها بأقل تكلفة فطلبه إليه من أميره ، في رسالة مستعجلة ، استشار الأمير نائبه عليا في الرسالة والدعوة ، وخيّره بين الرفض أو القبول أو التحجج بألف حجّة حتى لا يذهب عنه المهندس ، ولكن عليا قبل الدعوة من الأمير الوطني ، قائلا : سمعا وطاعة للأمير  وعليّ تلبية دعوته ، رغم المخاطر والشكوك المحيطة بالدعوة . سار المهندس رفقة رفيقه وحارسه السابق أبا محمد الذي أصبح ظله في الحلّ والترحال ، وأخلص إليه ، حيث أقسم  بأغلظ الأيمان أنّه لن يفارقه مادام حيا ، ولما وصلا إلى معقل الأمير الوطني ، رحّب  بهما وأطلعهما على مخططه في الصحراء الكبرى ، حيث بدأ شحّ منابع التموين بالسلاح والمال وسيطرة عصابات دول الساحل على المنافذ وتأثيرهم المباشر على معطيات الخريطة في الجنوب ، وعليه لم ير أفضل منه في هذه المهمة الكبيرة والخطيرة لتأديب الخارجين عن طاعته ومعاقبتهم ، مع ترقيته إلى أمير الصحراء ، وعليه السير فورا  لأن الوقت لا يسمح بذلك بالإضافة إلى الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم من طرف الدولة  وتضييق الخناق عليهم  فكان من علي إلا الاستعانة بكتيبته التي دحرت تنظيم الهجرة والتكفير، وعددهم لا يتجاوز العشرين فردا لكنهم من أمهر الرماة والجلادين ، فبعث عن طريق الأمير الوطني إلى أميره يطلب منه إرسال فرقته إلى نقطة الوسط في يوم محدّد ومكان يعرفونه ، مع التسليح التام بالأسلحة التي حارب بها تنظيم الغرب ، وبعد أيام كان اللقاء بجنوده ، وكم كانت فرحتهم بلقاء أميرهم الجديد وتنظيمهم الصحراوي ، رغم المخاطر وطول الطريق وأهواله إلا أنهم كانوا متأكدين من الوصول إلى مبتغاهم رفقة المهندس .

انطلقوا لرحلة مجهولة العواقب والطريق ، رغم وجود دليل عارف بأغوار الصحراء ومجهولها إلا أنّهم كانوا على استعداد تام لأي طارئ ،يمشون ليلا ويستريحون نهارا حتى وصلوا إلى بداية الصحراء المترامية الأطراف ، ومن هناك لابد من تغيير التكتيك والخطة ، لنهم أصبحوا مكشوفين نهارا خاصة للطائرات الاستطلاعية ، وعليهم التزود بالمياه ، وحفر حفر في الرمال وتغطية أنفسهم نهارا ، حيث تنعدم النباتات  ، ولكن هناك مشكلة أخرى عليهم الاحتراز منها وهي انتشار هوام الأرض من عقارب وأفاعي تغوص في الرمال ولا يظهر منها سوى قرونها وهي والموت مترادفان ، فلا مجال لمضاد السم أو الإسعافات ، كان السير سريعا بل وصل إلى الهرولة أحيانا رغم ما يحملونه من ترسانة حربية ومياه ومؤونة إلا أنّ السرعة هي المسيطر ، يقطعون كثبانا رملية ويغوصون في أخرى ، إنها الصحراء التي لا ترحم من يخطئ فيها ، ولكن لكل آفة مضاد ، فتدريبات المجنّدين كثيفة والنصائح متوالية حتى في الطريق ، وأساليب النجاة يعرفونها وقد حفظوا الدرس جيدا ، وكان وصولهم إلى منتصف الصحراء حيث وجدوا واحة في منحدر رملي بها من التمر والمياه والظل ما يشفي غليلهم ، وقد نال منهم التعب والسير حتى تورمت أقدامهم فما عليهم إلا الاستراحة هنا في هذه الجنة الصحراوية ، توزّعوا أفرادا على النخل ، وأكلوا من التمر العسل وشربوا ماء باردا من البئر رغم بعض الملوحة وتفقدّوا أحوالهم فعاد إليهم النشاط على مواصلة السير لكن المهندس نصحهم بالبقاء لأيام لاسترجاع قوتهم بالكامل ، ولما حان وقت الرحيل حملوا ما يمكنهم حمله من ماء وتمر وقد نصحهم المهندس بالإبقاء على نواة التمر في أفواههم يمصون ماءها لأنها ستحميهم من العطش وتزيدهم قوة ،ففعلوا وكانت النتيجة مرضية ، فهرولوا في الصحراء لليالي متتالية حتى وصلوا إلى منطقة الحمادة وهي عبارة عن رمال وصخور بركانية ، ثم تجاوزوها إلى حدود المهربين ، واستطاعوا الحصول من عندهم على سيارات ذات الدفع الرباعي وكثير من الزاد ، حتى تمكنوا أخيرا من الاجتماع بأمراء الصحراء المتفرقين على الحدود مع دول الساحل ، وكان الاجتماع مهما في قراراته حيث تم عزل البعض منهم بل ومحاكمتهم في المكان وتصفية البعض الآخر ، لكن الأخبار التي وصلتهم لا تسر كثيرا فقد تمكنت القوات المشتركة من الهجوم على معاقل القوات المسلحة في ضربة نوعية وبالطائرات العمودية من إلحاق الضرر النفيس بالمحتمين بالجبال ، وقد قدّرت الخسائر بالمئات وإلقاء القبض على آخرين ، فأصبح المهندس الأمير الوطني بلا منازع نظرا لمقتل أميريه في الشمال ،  عندها بدأ الحنان يتوغّل إلى قلب الأمير الجديد بالإضافة إلى ملله من التنقل في ربوع الوطن ومطاردة المجموعات المسلحة وتأديب منخرطيها ، ولكنه كتم ما يفكر به حتى لا يتم تصفيته هو الآخر من طرف ما بقي من أفراد الجماعات المسلحة ، ولكنه حمّل نفسه المسؤولية الكاملة في انقراض المجموعات ، والأخذ برأي الأمير الوطني في الزحف على الجنوب ، أي أنه لو كان موجودا في المعاقل الشمالية ما سمح لأحد من التقدم تجاه المعاقل ، هذا ما قاله علي أمام مجموعات الصحراء ، وسار بهم نحو مجمعات المهربين الخارجين عن طاعته والمتمركزين مع الحدود لبعض الدول المجاورة وتم القضاء عليم بسهولة وجمع غنائمهم وغادر الحدود إلى القرب من أحد الثكنات العسكرية وتم إخبارهم في سرية تامة بالنقطة المتواجد فيها وعدد جنوده ، ولما كان الليل حوصرت مجموعته من كل النواحي في أرض مكشوفة تم اختيارها مسبقا ، والطائرات العمودية تحوم المكان وتطلق شهبا مضيئة تجعل من الليل نهارا فاستشار أصحابه واتفق معهم على تسليم أنفسهم خوفا عليهم من الموت بالنار أو عطشا في هذه الصحراء المقفرة ، وعليهم طاعته فقط ، وسيتفاوض معهم على محاكمة عادلة ونزيهة ، فوافق الجميع ونزلوا عند رغبة علي ، وتم تسليم أنفسهم إلى القوات الحكومية ووضعهم في سجن جماعي إلى حين وصول طائرة لحملهم إلى العاصمة لمباشرة محاكمتهم بتهم ثقيلة.

(يتبع)

***

 

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل

لتحميل الملحق الشهري العدد 11 أوت 2019

و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:

https://pdf.lu/I1Ax

المسنجر و البريد الإلكتروني  و واتس آب  استعملوا هذا الرابط :

https://www.fichier-pdf.fr/2019/10/01/-----11--2019/

لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/10/01/-----11--2019/">Fichier PDF ملحق الفيصل الشهري  سبتمبر العدد11ـ  2019 ».pdf

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 11 en format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الإثنين, 21 تشرين1/أكتوير 2019

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :