wrapper

الأربعاء 24 أبريل 2024

مختصرات :

فراس حج محمد/ فلسطين

تثير رواية "أوراق خريفية" للكاتب محمد عبد الله البيتاوي الكثير من التساؤلات والإشكاليات، ومن ذلك صورة المرأة في الرواية، فقد تعددت الشخصيات النسائية في الرواية، فكانت الساردة غادة والأم، والسكرتيرة (سكرتيرة مدير الشركة، وسكرتيرة الصديق الأديب)، وشخصيات ثانوية أخرى وردت على هامش الأحداث.

 

أما شخصية غادة فهي الشخصية الفاعلة في الرواية بوصفها ساردا يقص الأحداث ومتحكما بالعالم الروائي من ألفه إلى يائه، فقد ظهرت امرأة شابة شبقية، يشتهيها كل من يراها، تلفت نظره جغرافية جسمها، ويتمنى أن يداعب ثدييها أو يقبلها، كما أنها تتعرض للتحرش من كثيرين، تحرّش بالكلام، وتحرّش بلمس اليد، ومع أنها تألمت من فعل مديرها عندما قرصها في ثديها، إلا أنها عند استعادتها للحدث تستعيد ما شعرت به من لذة وخدر يسري في عروقها لحظتئذِ.

وغادة أيضا تحب مغازلة عامر زميلها في العمل لها، ومغازلة الصديق الأديب، وتتغاضى عن تحرشات الشاعر الإلكترونية وتسمح للأستاذ لطيف أن يتحدث عن جمالها وتأثره بها عندما زارته في مكتبه لمرة واحدة لعرض روايتها الأولى عليه، بل إنها تعبر عن لذتها القوية الشبقية عندما كان صديقها الأديب يقبّلها وتنزلق يداه نحو صدرها، وتشعر بالانتكاس إن ذهبت إليه يوما، ولم يعر جسدها الانتباه المعهود أو لم يقبلها أو كان باردا معها.

امرأة مثل هذه المواصفات وهذا الشبق، سيكون مبررا من ناحية نفسية وقوعها تحت شوقي، حبيبها القديم أيام الدراسة الجامعية، ليستمتع بها، ويفضّ بكارتها، وإن ندمت على ذلك إلا أن ندمها لم يكن مرَضياً وإنما فقط مجرد ندمٍ على أنها أعطت أغلى ما تملك، كامرأة، لرجل لا يستحقّ، وبالتالي كانت على أتمّ الاستعداد أن تكون مرة ثانية تحت صديقها الأديب مع أنه كبير في السن ومتزوج، لولا أنه هو من امتنع وأخبرها أنه ليس فحلا، ولا يستطيع أن يفعل معها ما يجب أن يفعله الرجل مع المرأة، وقد صارحها بذلك بعدما لمس منها فعلا أنها تنتظر ذلك منه.

ويتصل بهذه الصورة لغادة ما عبرت عنه هي نفسها أو الشخصيات الأخرى من لغة مكشوفة، تناسب بطبيعة الحال هذه الشخصية وما تتمتع به من شهوة عارمة، وما فعله المدير مع السكرتيرة الجديدة في المكتب حيث لاطها وتوجعت، وبان ذلك في مشيتها، وما شعرت به من ألم عند جلوسها والحكة التي صاحبتها. وتطور الأحداث بعد ذلك ووقوع المدير في شركها حيث أجبر على الزواج منها بعد أن اكتشف أمرها إذ تم ضبطهما متلبسين بالفعل في المكتب، حيث كانت عارية تجلس في حضن المدير، ثم مكوثهما يومين كاملين في غرفة الفندق وهما يستمتع أحدهما بالآخر.

هل كانت حضور المرأة في الرواية واقعياً في تلك الصورة التي رسمتها لها الرواية؟

لم تكن الصورة السابقة هي كل ملامح شخصية غادة، وإنما بدت أيضا شخصية مثقفة تشترك في المناقشات الثقافية في مجتمع المثقفين مع شاعر المدينة وصديقها الأديب والأستاذ لطيف وآخرين من الوسط السياسي، ولها آراؤها السياسية والثقافية بالإضافة إلى أنها كاتبة روائية، ومن خلال تلك المناقشات العامة حول الموضوعات المطروحة في الرواية وكانت غادة هي المحرك الأساسي والفاعل الرئيس فيها بوصفها ساردة وشخصية محورية في الرواية، وكانت تتمتع بالحرية الشخصية وتدافع عنها، إذ جسدت غادة في السياق الروائي فكرة تلك الحرية وممارستها إلى أقصى حد، سواء في حريتها في الكتابة أو الحرية في ارتداء اللباس الذي تريده أو في علاقاتها الشخصية، وبذلك قدمت غادة نموذجا واقعيا للمرأة في المجتمع الفلسطيني، فلم تتقنع وراء أفكار مثالية ولم يُسند إليها دور أكبر من دورها في المجتمع، بل لقد ظلت خاضعة بشكل أو بآخر للمنظومة الاجتماعية الفكرية السائدة في المجتمع الفلسطيني، ولم تستطع المجاهرة بسلوكياتها السرية، وخاصة علاقتها مع شوقي والصديق الأديب. ما يعني بصورة أخرى أنها تمارس حريتها بينها وبين نفسها مع أشخاص آخرين ضمن التواطؤ المجتمعي الذي يغضّ الطرف عن العلاقات السرية ويرفض وبشدة ظهورها للعلن، كما حدث مثلا بين المدير والسكرتيرة ليتحول ما قاما به إلى فضيحة وجب سترها بالزواج.

كما أن النماذج النسائية الأخرى التي ذكرت أعلاه (الأم، والسكرتيرتان)، لم تشكل أي منها خروجا عن الواقع الاجتماعي والوظيفي التي تعيش ضمنه النساء في المجتمع، فظلت الأم ظلا للرجل، وتعمقت حالتها تلك وبرزت بشكل واضح خلال مرض زوجها، فظهرت ضعيفة، ومحتاجة للرجل، ولا تستطيع أن تخفي عن زوجها أي سر أو معلومة، حتى لا يغضب منها. وكذلك الحال بالنسبة للسكرتيرتين، فقد كانتا مثالين لواقع المرأة التي تعمل سكرتيرة، وغالبا ما تكون عامل متعة لمديرها بالإضافة إلى عملها الأساسي، بل ربما غلب على ظن القراء وظن الناس في الحياة الواقعية أن هذه المهمة من المتعة هي لب عمل أي سكرتيرة لأي مدير، مهما كان، ومن ذلك اكتسبت هذه الوظيفة سمعة سيئة في الأوساط الاجتماعية.

****

 روابط لتحميل الملحق الشهري العدد 14 ديسمبر 2019

https://pdf.lu/q0nV

https://www.fichier-pdf.fr/2020/01/02/----14--2019/

<a href="/https://www.fichier-pdf.fr/2020/01/02/----14--2019/">Fichier PDF ملحق الفيصل الشهري العدد14ـ ديسمبر 2019 ».pdf</a>

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة

‎لتحميل الملحق الشهري العدد 14 ديسمبر   2019

‎و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:

https://pdf.lu/q0nV

‎المسنجر و البريد الإلكتروني  و واتس آب  استعملوا هذا الرابط :

https://www.fichier-pdf.fr/2020/01/02/----14--2019/

‎لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 14 en 

format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :

*****

‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

: journalelfaycal

‎ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 

défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce 

lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 

freedom of expression and justice click on this 

link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le 

site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

 

آخر تعديل على الخميس, 23 كانون2/يناير 2020

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :