wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

 ـ كتبت: هند زيتوني ـ سورية


الشعر هذا التكوين اللغوي الجميل والغامض . هو إناء كبيرٌ أو/ melting pot تنصهر فيه كل الفنون من موسيقا ، رقص، رسمَ، ورواية . هو فن الفنون وأصعبها .
و يرى أرسطو أنه محاكاة لكل الفنون .ولكل فن جميل أسلوب في المحاكاة ولكن ليست كل محاكاة فناً جميلاً . وقد رفع ارسطو قيمة الشعر فوق الفلسفة وفوق التاريخ .


هناك قول آخر يقول : كما تحتاج السماء إلى نجوم ، يحتاج المجتمع إلى شعراء ( شوفالييه دو بوفور )
وقال ميلان كونديرا : (ليست رسالة الشعر ان يبهرنا بفكرة مدهشة ولكن أن يجعل لحظة في الوجود لا تنسى وتستحق حنيناً لا يطاق . )

مقدمة عن الشاعر
عامر الطيب شاعر وشاب عراقي استطاع أن يكون لنفسه مملكة شعرٌ صغيرةً يدعونا إليها
كلما ضاقت بنا الحياة . الشعر بالنسبة له كحبة فرح يتعاطاها كل يوم لتصبحَ الحياة أجمل وأقل خسائر وقبح . ولينجو من واقع الحياة المؤلم .
وإذا كان إيتاليو كالفينو يكتب عن مدنه بحبر خفي فإن الشاعر عامر الطيب يكتب قصائده بكل ألوان قوس قزح ولاشيء ينجو من شعره . لأن في نفسه نوازع لا يجليها النهار ولا يحتملها الليل . حولته إلى ساحر الكلمة ومروض للمعاني . إنه شاعر يستعصي على اللغة كما يقال . لو لم يكن اسمه عامر الطيب لسميته عامر البحر ، الذي يرمي قوارب كلماته ليجوب بها العالم ليبحث عن فكرة جديدة ، عن كلمات بكر لم يقترب منها أحد ليعيد صياغتها بأسلوبه الساحر ويمنحها ألواناً وملمساً غير مألوف .
هو mecca (المكان الذي يجذب الناس ) لمن يريد أن يتنزه في حدائق الشعر .
-صورة من الخلف للرقم9 - كان عنوان ديوانه الذي صدر عن دار دلمون الجديدة في سوريا . إنه عنوان يشدّ القارئ ليعرف ماذا هناك في تلك النصوص . فهي إذاً لعبة الكلمات والأرقام المعكوسة التي لا يتقنها أحد سواه .

جاء الديوان مقسماً إلى تسعة أجزاء ١- في مكان صغير لا يوجد الموت
حيث تحدث فيه عن الموت والحب والحزن ، الوجود والعدم ، المعاناة الإنسانية
٢- الحيلة ٣- فكاهات مسيلة للدموع
٤- فراغات
٥- المصابيح مشتعلةٌ في البيوت
٦- تاريخ حديث لامرأة
٧- الوحدة
٨- بيضة الديك
٩-الأشياء كلها لسببٍ ما
ثم ينتهي الديوان بهوامش وهي ومضات ومقاطع شعرية قصيرة ورائعة .

الأسلوب
.............
نلاحظ في البداية ، الذي يشدنا بالفعل هو أسلوبه المتميز ، الذي جاء كالسهل الممتنع المسيطر على كل القصائد ، ترتدي الكلمات حلة قشيبة ، متهادية، بإيقاعات داخلية ، طرية وناضجة من خلال جمل شعرية تحمل ظلالاً ومفردات غنية .
يقول في : ملاحظات أولى قبل البدء

منْ تشابكِ الأصابع تعلّم الإنسانُ أنْ يصنعَ نافذة منْ ضمّها لبعض،
تعلّم أنْ يصنعَ جداراً منْ صفّها بشكلٍ متساوٍ تعلّم الإنسانُ أنْ يبني سجناً !
قبلَ اختراعِ الأعداد كان منَ الممكنِ أنْ تقولَ هذهِ شجرة، عنْ شجرةٍ واحدة.. هذهِ شجرةٌ معَ شجرةٍ أخرى عن شجرتين.. هذه شجرةٌ تصفُ نفسها عنْ غابةٍ كاملةٍ منَ الأشجار!

فنرى هنا أن الشاعر ينظر إلى الأشياء بنحو عام من زوايا مختلفة بمعنى تاتي القصيدة بنحو مجسم وتأخذ أكثر من بعد تأويلي حيث يعيد ترتيب الأشياء الكونية بواسطة مجموعة من الممارسات غير النمطية والتي تتمحور بهدم القناعات المتولدة عند معظم الناس
ومن ثم بناء هيكل قناعات جديدة تتساوق والزمن الحاضر، معتمداً على فائض الرؤية المتولد عنده ، تناسب ما يؤمن به من فلسفة ورؤى .
يقول في قصيدة ذاكرةً العصر البشري الأبشع :
عصرُ البشريّ الأبشعحيثُ يستيقظُ البشرُ ويجدونَ مدنَهم صغيرة كتلالٍ بعيدة. أيّتها التلالُ اقتربي إذن نريدُ أنْ نصيرَ بشراً طبيعيين نؤلّفُ كلَّ شيءٍ ونموت، نريدُ غرفاً ضيّقةً للفنِّ ومدناً كبيرةً للنسيان!

 

يقول( في الوجود والعدم )
وجودي صغير
على مقاس يدكِ
هكذا تركت لك خيار أن تلوحي بيد واحدة
وكأنك تضعين اليد الأخرى على وجهي .

الصور والخيال : فكما نرى تبدو الطاقة التصويرية غير ثابتة بواسطة ما يضخه الشاعر من صور وخيال ليجسد الرؤية الاجتماعية الحاضرة . فنحن نشعر تماماً بأنه يملك مفاتيح اللغة ويفتح لنا باب الشعر ليدعونا إلى ارتقاء روحي جميل .
ومن حيث تنوع المواضيع غير المطروقة وغير المستهلكة يقول في( نص دماغ السمكة )
تجتهد الأسماك لتعرف المزيد عن الحياة خارج الماء
تستغرب كيف تموت الأشجار
واقفة في عالم الهواء العالي .!
وكيف يقتل البشر
أصغر نواياهم وهم يعرفون الكثير عن الحب ليعيشوا سعيدين
وكيف ينامون يائسين
وقد اخترعوا الهواتف مع بشر ألف منهم وحبال الملابس من أجل شَيْءٍ ما .
يحاول الشاعر أن يلفت نظرنا بطريقة مذهلة وذكية ، إلى عمق الحزن الذي يكتنف الوجود والإنسان .مع توفر كل الرفاهية المحيطة به .

يقول في نص رصاصة صوتية:
أنهيتُ حياتي برصاصة واحدة
وكتبت ذلك على قبري
فاعتقد الآخرون أنني قتلت نفسي
لكنني في الحقيقة فرغت مسدسي في الهواء
لأطمئن على حياتي .
مع أن الموت شيء بشع ومخيف أصبحت فكرته هنا فناً مختلفاً ، ثمّة دهشة مشرقة في هذا النص ؛ فالشاعر يفارق الواقع بالخيال حيث يموت ويكتب على قبره . فالنعترف إذاً أنه مصور وحداّس ذكي ولديه تجربة واسعة في تقنية الانزياح والمفارقة . وثمّة دهشة تتوغل في عروقنا ونحن نتابع حروفه التي تشق طريقها إلينا بطريقة سلسة وتتربع على قلوبنا
يقول في الجزء السابع من نصوصه :

ثوبك القصيرُ مثل هذهِ الأيّامِ الأخيرةِلميّتٍ يريدُ فراشاً طويلاً
وأصدقاءً طويلين لا يسمعونَه وهو يهذي.
ثوبُكِ القصيرُ مياهً صافية أحرّكُها بيدي مرّةً لأرى ومرّةً لأختبرَ حدْسي!

فكما نرى نصوصه لم تكتب كتابةً وإنما صُورت بكاميرا دقيقة للغاية ، وكأنه أرسل آلهة الصيد والإنجاب – آرتيمس- لتلتقط له مشاهداً بالغة في الدهشة لتصبح الحارس الذي يخرج لذلك التيه البعيد . يبوح بشبكة من الرؤى والتصورات ليكون لنفسهِ لغةٍ شعرية مبهرة . حيث نغرق فيها ببحر فلسفي عميق . يرمي فيه خلاصة أفكاره وثقافته المتعددة الجوانب ليصطادها بعد ذلك قصائداً متفردة.
ترتدي خيالاً ملوناً ومتميزاً . إنه شاعر استطاع أن يعجن صلصال الحروف ويشكلها كما يحب يبني مدناً ويهدم أخرى يشق البحور بعصاه ويطير بجناحين خفيفين ليلامس ذهب النجوم .
تابعت قصائده لمدة زمنية طويلة وبعدها اقتنعت بأنه شاعر اكتوى بجمرة الحروف ولذعته نار الكلمات . وقد فجرت في أعماقه جداول خضراء ، انبثقت نجوماً في سماء الظلام
لتنير زوايا القلوب لعلها تغسلها من القسوة والبشاعة . هو شاعر يحملُ وجع الكائنات المسحوقة ويحاول أن يرمّم العالم . يعيد هندسة الكون بالشعر يزرع في حقوله أشجاراً وتارة يفجر أنهاراً من الإبداع لا تنضب ليجعله أقل قساوة من الحديد وانعم من الماء
ويغرقنا نحن في بحر الجمال العميق .

 

****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 27/ ـ28 فيفري مارس 2021 ـ

https://fr.calameo.com/read/00623359483d1f3663339
https://www.calameo.com/books/00623359483d1f3663339

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 27 et 28 mois (février et mars 2021
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/00623359483d1f3663339
https://www.calameo.com/books/00623359483d1f3663339
*****
أرشيف صور نصوص في فيديو نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) lien الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=B92-d7N_CK0&feature=youtu.be

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :