wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

 
- كتب:لخضر خلفاوي*
 
هل اللغة العربية ( لغة الضاد) هي أم اللغات ، و ما هو فضل لغة الضاد المبينة على باقي لغات و لهجات البشر على الكرة الأرضية. رغم الحروب الثقافية و الايديولوجية الشرسة التي سلطت على الثقافة العربية و أساسها اللغة العربية منذ قرون خلت و اشتداد وطيس هذا التقزيم و التشويه الإعلامي لم ينقطع من قبل زمرة من مثقفين و باحثين مغرضين لتهميش دور اللغة العربية في خدمة ثقافات البشرية جمعاء؛ إلا أن الحق أو الحقيقة تجد دائما من يأخذ بيدها و بناصيتها و ينصرها و يحقّها و حتى و إن كان هذا الشاهد ينتمي ثقافيا إلى هؤلاء المضللّين .
-"أجدادنا كانوا جميعهم "بَربَر" و لو لا " الرّوم" و الحضارة " العربية " السّائدتين وقتها حيث أنعشتهم في القرون الوسطى لتأخّر عصر نهضتنا".
« Nos ancêtres les Gaulois » étaient avant tous des barbares et sans les Romains et la civilisation arabe, qui a irrigué tous le Moyen Âge, la Renaissance aurait encore tardé.”
هذه بعض الحقائق البحثية التي أدلى بها باحث و عالم اللسانيات الكاتب الفرنسي المشهور Jean Pruvost جون بريفو في منجز من أهم منجزاته في مجال بحوثه في علم اللسانيات قبل خمس سنوات :
‏ Nos ancêtres les Arabes. Ce que le français doit à la langue arabe
"أجدادنا العرب ، و فضل اللغة العربية على اللغة الفرنسية" هو عنوان هذا المنجز المرجع الأهم الذي صدر في ٣١ ماي ٢٠١٨.
و أثار هذا الإصدار صاعقة في أوساط الطبقة المثقفة المناوئة المتعصبة و العدائية لكلّ ما هو عربي ، إسلامي و حوصر المنجز إعلاميا و لم يلقَ دعما إعلاميا كبيرا ضخما كما تلقى تلك المؤلفات المشوهة لكل ما هو إسلامي عربي ، إلا أن رسالة الباحث المشهور وصلت إلى بعض من النخب النزيهة و أثيرت ندوات و جلسات نقاشية ثرية و ملفتة للانتباه لرفع اللبس و إنصاف لغة مبينة عظيمة كعظمة اللغة العربية .
**
يقول الدكتور الراحل " مصطفى محمود " كاتبا في موضوع -اللغة التي تكلم بها آدم- أنه وقع في يديه كتاب عنوانه :"اللغة العربية أصل اللغات".. المكتوب باللغة الأنجليزية لمؤلفته "تحية عبد العزيز إسماعيل و هي باحثة و متخصصة في علم اللغويات، و تدرس هذه المادة في الجامعة.. يضيف الدكتور مصطفى محمود :"وعرفت أنها قضت عشر سنوات تنقّب وتبحث في الوثائق والمخطوطات والمراجع والقواميس؛ لتصل إلى هذا الحكم القاطع.. فازداد فضولي وشوقي والتهمت الكتاب في ليلتين." فخلص الكاتب الدكتور مصطفى محمود إلى اعتباره
" ثروة أكاديمية وفتح جديد في علم اللغويات" حيث يستحق كل الاهتمام و التبصّر و التعمّق من خلال إلقاء الضوء عليه و أن يوضع في مكانه الصحيح بين المنجزات و المراجع العلمية العالمية المهمة .
تقول المؤلفة في كتابها حسب سرد و ملاحظات الدكتور مصطفى رحمه الله :
"أن السبب الأول هو سعة اللغة العربية وغناها وضيق اللغات الأخرى وفقرها النسبي؛ فاللغة اللاتينية بها سبعمائة جذر لغوي فقط، والساكسونية بها ألفا جذر! بينما العربية بها ستة عشر ألف جذر لغوي، يضاف إلى هذه السعة سعة أخرى في التفعيل والاشتقاق والتركيب.. ففي الانجليزية مثلا لفظ Tallبمعنى طويل والتشابه بين الكلمتين في النطق واضح، ولكنا نجد أن اللفظة العربية تخرج منها مشتقات وتراكيب بلا عدد (طال يطول وطائل وطائلة وطويل وطويلة وذو الطول ومستطيل.. إلخ، بينما اللفظ الإنجليزي Tall لا يخرج منه شيء.
ونفس الملاحظة في لفظة أخرى مثل Good بالإنجليزية وجيد بالعربية، وكلاهما متشابه في النطق، ولكنا نجد كلمة جيد يخرج منها الجود والجودة والإجادة ويجيد ويجود وجواد وجياد... إلخ، ولا نجد لفظ Good يخرج منه شيء!
ثم نجد في العربية اللفظة الواحدة تعطي أكثر من معنى بمجرد تلوين الوزن.. فمثلا قاتل وقتيل وفيض وفيضان ورحيم ورحمن ورضى ورضوان وعنف وعنفوان.. اختلافات في المعنى أحيانا تصل إلى العكس كما في قاتل وقتيل، وهذا التلوين في الإيقاع الوزني غير معروف في اللغات الأخرى.. وإذا احتاج الأمر لا يجد الإنجليزى بدا من استخدام كلمتين مثل Good & Very Good للتعبير عن الجيد والأجود.
وميزة أخرى ينفرد بها الحرف العربي.. هي أن الحرف العربي بذاته له رمزية ودلالة ومعنى.. فحرف الحاء مثلا نراه يرمز للحدة والسخونة.. مثل حمى وحرارة وحر وحب وحريق وحقد وحميم وحنظل وحريف وحرام وحرير وحنان وحكة وحاد وحق..
بينما نجد حرفا آخر مثل الخاء يرمز إلى كل ما هو كريه وسيئ ومنفر، ويدخل في كلمات مثل: خوف وخزي وخجل وخيانة وخلاعة وخنوثة وخذلان وخنزير وخنفس وخرقة وخلط وخبط وخرف وخسة وخسيس وخم وخلع وخواء..
ونرى الطفل إذا لمس النار قال.. أخ، ونرى الكبير إذا اكتشف أنه نسي أمرا مهما يقول: "أخ"؛ فالنسيان أمر سيئ، وهذه الرمزية الخاصة بالحرف والتي تجعله بمفرده ذا معنى هي خاصية ينفرد بها الحرف العربي.. ولذا نجد سور القرآن أحيانا تبدأ بحرف واحد مثل: ص، ق، ن، أو، ألم.. وكأنما ذلك الحرف بذاته يعني شيئا.
نستطيع أن نؤلّف بالعربية جملا قصيرة جدا مثل "لن أذهب" ومثل هذه الجملة القصيرة يحتاج الإنجليزي إلى جملة طويلة ليترجمها فيقول I shall not go ليعني بذلك نفس الشيء؛ لأنه لا يجد عنده ما يقابل هذه الرمزية في الحروف التي تسهل عليه الوصول إلى مراده بأقل كلمات.
وإذا ذهبنا نتتبع تاريخ اللغة العربية ونحوها وصرفها وقواعدها وكلماتها وتراكيبها فسوف نكتشف أن نحوها وصرفها وقواعدها وأساليب التراكيب والاشتقاق فيها ثابتة لم تتغير على مدى ما نعلم منذ آلاف السنين".
و يضيف :" اللغة الألمانية القديمة نجد لغة فصحى خاصة بالشمال غير اللغة الفصحى الخاصة بالجنوب، ونجد أجرومية مختلفة في اللغتين، ونجد التطور يؤدي إلى التداخل والإدماج والاختصار والتحريف والتغيير في القواعد، ونفس الشيء في اللاتينية وأنواعها في اليونانية وفي الأنجلوساكسونية، ولهذا -اختار الله- (اللغة العربية) وعاء للقرآن؛ لأنه وعاء محفوظ غير ذي عوج، وامتدح قرآنه بأنه (قرآنا عربيا غير ذي عوج).
-و أنا اتفق مع الدكتور مصطفى و مع الباحثة اللسانية
الأستاذة : تحية عبد العزيز إسماعيل . فالله عظيم ختم رسالاته للبشرية بلغة عظيمة مبينة و هي لغة الضاد . نأخذ مثلا من الآية ٢٨ من سورة هود و تحديدا في لفظة واحدة استعملها القرآن ضمن هذه الآية و هي اعتبرها إعجازا لغويا بالنسبة لباقي اللغات :"اَنُلۡزِمُكُمُوۡهَا"، بحيث هذه اللفظة الواحدة تلزمها كلمات أو جملة من اللغة الفرنسية و غيرها من اللغات للوصول إلى معناها ففي الفرنسي مثلا تقابلها هذه الجملة :
« devrons-nous vous l'imposer »
و المضحك هو عجز اللغة الانجليزية في ايجاد كلمة أو جملة مختصرة لشرح ما أرادته اللغة العربية في في لفظة واحدة :
« Will we have to impose it on you? »
أعود بكم إلى مؤلف المنجز الرائع و التاريخ -صديقي - الباحث الكبير في علم اللسانيات الكاتب " جون بريفو Jean Pruvost ليتعرف عليه من لا يعرفه
هو باحث و كاتب و جامعي فرنسي بسيط عالمي في مجاله من مواليد ٣٠ ديسمبر عام ١٩٤٩. ب" سان-دونيه"-٧٢ عاما . حاصل على أرقى تقدير من " الأكاديمية الفرنسية عام ٢٠٠٧. و غيرها من الألقاب المشرفة التقديرية . و مشرف في المعاهد للدراسات التطبيقية اللغوية اللسانية و هو مرجعية لتراث اللغة الفرنسية و هاوٍ متطرف في جمع المعاجم اللغوية .
له أكثر من ٤٠٠ مؤلف ( كتاب )… و سبق و أن تطرّقت صحيفة ( الفيصل ) عام ٢٠١٧ إلى منجزه الهام المنصف للغة العربية .
-*كلما تعمّق الرجل في البحث عن الحقيقة و نهل من المعارف و العلوم كلما ازداد تواضعا و تخلّق أكثر .. -أذكر أني لما أخبرت الكاتب "جون بريفو" في رسالة خاصة بيننا بأن منجزه قد تعرّضت له "صحيفة الفيصل- باريس " و عرّجت على منجزه المهم بمنشورين مزدوجي النشر ( عربي و فرنسي ) ردّ عليّ فرحا و سعيدا بعد فترة لأنه لم ينتبه لوصول رسالتي؛ لكنه كان جد حجلا مني و تملّكه الاستحياء و الحرج بسبب تأخر رده علي كاتبا ما يلي :
" يا للعار الذي اقترفته ؛ ألا أفتح و أقرأ رسالتك إلا الآن ! يبدو أنّي بعيد الأهلية في التحكم بالفيس بوك و ملحقه المسنجر ، و لو أني اعتقد أنّي أتطوّر شيئا فشيئا اليوم !.. شكرا كبيرة لك مع خالص ودي و صداقتي ".
—— باريس الكبرى جنوبا
٢٣ أوت 22
 

*****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 
آخر تعديل على الخميس, 25 آب/أغسطس 2022

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :