wrapper

الخميس 25 أبريل 2024

مختصرات :

قرأها / أحمد إسماعيل زين .*


مند العتبة الأولى يأخذك الروائي / صالح الخلفاوي . فيها إلى بواطن الوجع : (عانيت الكثير) . ثم يمدك بجرعة من الفرح : (أقبل العيد) . لتجد نفسك منساقاً رويداً رويدا دون شعور . للغوص بسلاسة في سلسة من المذكرات . والمواقف المنوعة المروية لشخصياتها . بأسلوب آسر .


ليس هذا وحسب . بل أن هناك رموزاً أسطورية . وأماكن تاريخية . وأسماء شخصية . وظفها الروائي بحرفية متقنة على لسان الشخصيات في الرواية . وحتى الجنس كان له حضوراً دلالي مغايراً عن معناه الحقيقي الظاهر في تطور الأحداث .
فقد استخدم الراوي ــ صالح الخلفاوي ــ الحبكة المفككة للرواية . معتمداً على سلسلة من الأحداث والمواقف المنفصلة . وجاذباً للقاري ــ كما سبق واسلفنا بالمقدمة ــ بطريقة العرض . وأسلوب السرد . وعفوية الشخصيات . والعناية بالبيئة . والاعتماد على شخصية رئيسة تجمع كل الخيوط في يدها .
وكذلك استخدم الحبكة المركبة بالاعتماد فيها على أكثر من حكاية . وقد نجح الراوي على كثر الحكايا في الربط بينها . وفي تداخل الحكايات المختلفة واندماجها في بعضها . وفي تحقيق وحدة العمل والتأثير .
فكانت البداية هكذا : (عانيت الكثير.. أقبل العيد , وأفكاري تنضح من ثقب ذاكرتي المعطوبة , أيقنت الليلة ليست مثل باقي الليالي , لأن ألإحساس داخلي ينجب قلقا مبكرا ..
حينما يصل عمري الأربعين , أبدأ بممارسة حياتي بنمط هش يخشى الانحدار , وتصبح الزغاريد نوعا من الإسراف المخجل . لكنها وحدها من أسرتني بقوام يحرك ذرات السكون داخلي مثل زوبعة لا تنتهي ..
بقيت مشتتا بين مناسبة العيد وطغيان هاجسها المنثال أمامي مثل صرخة أطلقها في البراري بلا رجع صدى . لكنها أثمرت بوحا يتمرا بلا ندم , يكشف عن ألم في صدري أحسبه الحب .) .(1)
قوية ، مشوقة . وبوابة عبور أولية للقارئ ليواصل . ويكمل رحلته إلى عالم الرواية . وهكذا يضعنا الراوي مباشرة في قلب الحدث الرئيس بما يحمله من تشويق وإثارة وغموض ، فمذكرات رجل مشرد في سن الأربعين لابد أن تكون حبلى بالمفاجآت ، وأن تنشئ في نفس القارئ أسئلة عديدة سيمضي قدماً في البحث عن إجابتها .
ويمضي الراوي فيصور من خلالها حالة البطل . واللحظات التي كان عليها . ومن خلال هذه اللحظات يقدم حالته النفسية والاجتماعية والعمرية . ثم يصور السبب الذي أوصله إليها . والموقف وحالته النفسية والاجتماعية والمكانية والإرث الكامن في سره الدفين . بصور مناسبة مشوقة للقارئ . لتنتهي البداية الآسرة ــ بوابة الدخول للرواية ــ بخيال فيه تلميح مشوق للحبيبة التي تأسر عليه كيانه .
ويستمر بذلك في تقديم حلم يحكيه البطل بنفسه عن رؤيته لشخصية تاريخية هي (شارلمان)(2) . ولها دلالة رمزية للمكان في السياق . وتسأله في الحلم عن شخصية تاريخية هي (هارون الرشيد) . لها نفس الدلالات التوظيفية لسابقتها .
والمتأمل لهذه البداية الناجحة بما حملته من عمق . ومعلومات عن الشخصية الرئيسة ، وعن البيئة ، وعن طبيعة الصراع الذي ستخوضه الشخصية الرئيسة . سيجد واحداً من أهم عناصر الجذب في الرواية .
فمن خلالها يبدأ التعرف على الشخصية الرئيسة . وعمره . وبيئته الأم التي نشأ فيها . وحالته النفسية القلقة . والبيئة الجديدة التي أجبر على العيش فيها . وكشفت ردود فعله الأولى عن طبيعة الصراع المنتظر ، صراع البطل مع نفسه ورغائبها الداخلية بكل إغراءاتها . وهو ما بنيت عليه الرواية ، ويبقى الخيط الجاذب على امتدادها .
كما ألحمت البداية إلى الزمن الخارجي دون تحديد واضح له . ولكن يفهم من خلال السياق أنه سرد تاريخي للتعايش البشري في العراق منذ الأزل . أما الزمن الداخلي فقد وضح منذ البداية أنه مزاوجة بين الحاضر والماضي ، واستحضار الماضي الذي يكتسب صفة الحضور بالأفعال المستخدمة في النص ، وإن كانت أغلبها بصيغة الماضي إلا أنها تري القارئ ما حدث وكأنه يحدث أمامه من خلال أسلوب السرد ألمشهدي ، الذي يعنى بتفصيل الحدث وعرضه عرضاً مسرحياً ، وكأنه يحدث أمام القارئ بما يحويه من فعل وحركة وحوار .
الحدث الرئيس في الرواية ــ توما هوك ــ هو إثبات التعايش السلمي البشري بين جميع الطوائف والمذاهب والأديان في العراق . ويتكأ فيه الراوي ــ صالح الخلفاوي ــ على التاريخ الإنساني المؤكد لذلك . من خلال الشخصيات المروية . ومن خلال أحداث أُخرى رئيسة وثانوية تم توظيفها من أجل ذلك بالنص .
وقد استخدم الخلفاوي بناء الأحداث وفق نسق التناوب الحديث النشأة القائم على سرد أحداث مختلفة في المكان والزمان من قصتين مختلفتين هما : قصة البطل التي يرويها الراوي . وقصة (آمال) مع (بنت الشيخ شلتاغ) . وهو بناء حديث لم يسبقه إليه أحد في العالم العربي غير الروائي السوداني / الطيب صالح . في رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) .

 

 

****

 

 

 

 *مختصرات صحيفة | الفيصل | باريس لمختارات من منشورات الأشهر الأخيرة ـ أفريل 2023
* تتمنى لكم (الصحيفة) عيد فطر سعيد 2023
Aperçu de dernières publications du journal « elfayal.com » Paris , en ces derniers mois. Avril 2023

https://youtu.be/dn8CF2Qd_eo
Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://youtu.be/zINuvMAPlbQ
https://youtu.be/dT4j8KRYk7Q

https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :