wrapper

الأربعاء 24 أبريل 2024

مختصرات :

*بقلم: د.كفاح جرار| الجزائر

عندما يعطي من لا يملك لمن لا يستحق .. من يكون هذا الذي لا يملك؟ ومن هو صنوه الذي لا يستحق؟.


ومن يعرف الفرق والرابط بين الحرباء و"اليربوع" المتعدد الألوان؟ وأية علاقة تربط بين أهل الصحراء منا، وأصحاب الحيوان الصحراوي القارض؟.
وفوق ذلك تأبى مخيلتي وقناعتي، إلا أن تربط بين لويس السادس عشر وتيودور هرتزل والد الحركة الصهيونية، وكأن القدر جمع بينهما وقومهما، تحت شعار واحد ويافطة واحدة.
والحق لست أدري بالضبط، لماذا ترتبط عندي جرائم المستعمر القديم بجرائم المستعمر الحالي، رغم الاختلاف الظاهر بينهما، إلا أني أعرف من التاريخ، أن أول من اقترح على كفار يهود إقامة وطن قومي لهم في فلسطين هو نابليون الإمبراطور العاشق، الذي امتنعت عليه عكا فقذف قبعته من فوق أسوارها قائلا "إن لم أدخلك فلتدخل قبعتي على الأقل" فسبق زوج جوزيفين، وكم من النسوة حظين بشهرة تعادل أزواجهن وأكثر، وإذن تبارى قادة أوروبيون مع الوغد بلفور الإنكليزي بمنح وعود إجرامية، لو كنا أمة ذات منعة وأنفة لطالبنا بتقديمه لمحكمة جرائم الحرب الدولية.
هم مثلا جعلوا للحب عيدا، يحتفون ويرقصون ويغنون فيه، بينما تحول أهل الحب الذين هم أهل الشعر، إلى عصبيات ونعرات ومذاهب، استحلوا فيها دماءهم كما استحلتنا يرابيعهم، وعلى سبيل المثال ثارت فينا مرة نخوة تجريم المستعمر واتخاذ موقف منه على هذا الأساس، لعلمنا أن أحفاد نابليون الأول والثاني والثالث يرفضون الإقرار بجريمتهم، وقد كثر نابليونات العصر الفرنسي الذين يعيشون كالبق على أجساد ضحايا بريئة، كل ذنبهم أنهم كانوا أكثر صدقا وتلقائية من "الغاليين" الهمج، وقد اعترف بذلك قادة لهم، هما الأميرال دو بومونت وصاحبه ديبري المجرم بأنهما قصفا مدينة الجزائر بطن من المواد الكيماوية عشية الاحتلال، ولم تتوقف عمليات قصفنا بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، لوقف مقاومة سكان الجزائر ودفعهم للاستسلام .
وقبل أن يرحل هؤلاء ضربا بالحذاء، جربوا فينا “اليربوع الأزرق”، ثم لحقه “اليربوع الأحمر” و”الأبيض” ثم “الأخضر” وهذه ليست أسماء قوارض وإنما هي جريمة كاملة الأركان وقعت في رقان من صحرائنا العزيزة، حيث قام هؤلاء بإجراء سبعة عشر تفجيرا ذريا، كنا نحن لها فئران تجارب بأتم معنى الكلمة، وإن كانت القضية معروفة للجميع، فإن الذي يجهله ـ معظم الجميع ـ أن الصهاينة كان لهم دورهم في تنفيذ الجريمة.
وكان التعاون العسكري بين المجرمين يقوم على أساس تبادل الخبرات النووية والصاروخية بينهما، فالصهاينة قدموا للفرنسيين خبراتهم في المجال الصاروخي، وهؤلاء أعطوا للصهاينة الفرصة لتطوير سلاحهم الذري بنا، ولم تكن دولة الكيان الصهيوني لتمتلك السلاح الذري إلا بالمعونة الفرنسية التي قدمت الأجهزة والأرض والبشر لعملية التفجير.
المجرمون دينهم واحد، والمفروض أن يكون ذلك منهج أهل الحق، لكن هؤلاء اختلفوا وانقسموا على خمسين مذهبا، ليس في أحدهم رنين الذهب ولا بريقه.
وقد يكون العدد الضخم للتفجيرات هو المؤشر الأول على صحة ذلك، وبعد هل عرفتم لماذا بكى الصهاينة يوم رحل الفرنسيون الغزاة عن ديارنا؟.

 

آخر تعديل على الأربعاء, 02 آب/أغسطس 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :