wrapper

الأربعاء 24 أبريل 2024

مختصرات :

 *قراءات نقدية من إعداد:صالح جبار خلفاوي | العراق


 
ـ الفيصل ـ باريس ـ إبداع: يواصل الأديب و القاص العراقي " صالح جبار خلفاوي" في عمليات التنقيب في نصوص مبدعين عرب "نخبة كانوا أو مبتدئين" و محاولة قراءتها كما تبدو له كأديب و كقاص و كقارئ متميّز له مكانته على الساحة العربية ، فاختار لنا "صالح جبار " هذه المرة نصوصا استهوته للمبدعين و الأدباء :


الدكتور الأديب "عمر هزاع"، الكاتب القاص "نضال جلجوقة"، القاص الناقد "زياد القنطار" و الكاتب "صابر الجنزوري"
‪****

عَلى عَتَباتِ الضَّياعِ: للأديب " د.عمر هزاع" : يجمع بين اسلوبين في بناء النص شكليا وموضوعيا

من يقرأ قصيدة الدكتور عمر الهزاع المتواجد في قطر انه يجمع بين اسلوبين في بنائها شكليا وموضوعيا . شكليا انه يستخدم البناء النثري في كتابة قصيدته اما موضوعيا ينتمي بلا شك لشعر الموزون وبحوره حتى وان لم يصرح وكأي قصيدة حب لابد للشاعر ان يبين مواصفات من يعشق وفيها طرائق عددا. الصور التي بثها عمر الهزاع ملفتة :
وَلَعَلَّكَ..
استَعجَلتَ..
فِي نِسيانِها..
مُتَخَوِّفًا مِنها!
وَمِن إِدمانِها!
*
وَالآنَ..
تَستَلُّ الوُقُوفَ..
بِبابِها..
وَتَصِلُّ..
مَصلُوبًا..
عَلى حِيطانِها..
*
الحب هو الإدمان وهذا ما يخشاه لذلك يلوم نفسه في الاستعجال بنسيانها . لكن اللوم إغراء . تنعكس الحالة عنده \ حاليا \تصل مصلوبا على حيطانها .
تغير الحال من النسيان إلى الوقوف تحت شباكها ليس فعلا اعتباطيا انما جاء وفقا وداوني بالتي كانت هي الداء.

وَلَعَلَّكَ..
استَعجَلتَ..
فِي نِسيانِها..
مُتَخَوِّفًا مِنها!
وَمِن إِدمانِها!
*
وَالآنَ..
تَستَلُّ الوُقُوفَ..
بِبابِها..
وَتَصِلُّ..
مَصلُوبًا..
عَلى حِيطانِها..
*

الوقوف تحت الشباك كما الوقوف عند الأطلال . صور تتكرر في الشعر العربي ولها أسبابها الاجتماعية والديموغرافية . هذا يثبت بطيء التغيير في النسيج المجتمعي من حيث العلاقات مابين الرجال والنساء عموما .

تَستَودِعُ الشُّبَّاكَ دَمعَ مُسَهَّدٍ..
ما زالَ..
يُضوِيهِ دُجى حِرمانِها..
*
وَتَوَدُّ..
لَو أَنَّ السِّتارَةَ..
مَرَّةً..
تَنزاحُ..
وَقتَ النَّومِ..
عَن قُمصانِها..
*
لِتَفِرَّ..
مَحرُوقًا..
وَمِن نِيرانِها..
فَتَخِرَّ..
مَطرُوقًا..
عَلى سِندانِها..
*
ما زالَتِ الأَزرارُ..
تَحتَ بَنانِها..
تُنبِيكَ..
عَمَّا ثارَ..
فِي فُستانِها..
*
في هذه الأبيات يستخدم الشاعر عمر الهزاع لغة الجسد ولو بصورة غير مباشرة \
تنزاح وقت النوم عن قمصانها \ فتخر مطروقا على سندانها \ ما زالت الأزرار تنبئك عما ثار في فستانها \ اللغة الإيحائية التي اعتمدها نتاج بيئة محافظة وأسلوب خلوق مع المسميات المثارة.

وَالرَّاءُ..
مَمزُوجًا..
بِلَثغِ لِسانِها..
يُوحِي إِلَيكَ..
بِسَكرَتَي رُمَّانِها..
*
وَالرِّعشَةُ الحَمراءُ..
فِي قُضبانِها..
تَنقَضُّ عاصِفَةً..
عَلى سَجَّانِها..
*
تَتَكَسَّرُ الشَّفَتانِ..
كَالبِلَّورِ..
مِن إِفشائِها..
عَبَثًا..
وَمِن كِتمانِها..
*
لثغ اللسان من العلامات المحببة عند النساء لأنها تدل على الغنج .كذا رمانها وهو الفم المنضود الأسنان كحب الرمان وهو مما تغنى به الشعراء . يبدو جمالها مثيرا لشاعر له صولات وجولات .
هِيَ..
لَم تَكُنْ أُولى اللَّواتِ.. (..)..
وَإِنَّما..
هِيَ..
آخِرُ اللَّاتِي.. (..)..
بِكُلِّ زَمانِها..
*
صُوفِيَّةٌ..
فَتَلَتكَ..
تَحتَ رِدائِها..
مُتَوَحِّدًا..
بِالخَصرِ..
فِي دَوَرانِها..
*
قَتَلَتكَ..
لَم تَرحَمْ صِباكَ..
وَلَم تَكُنْ إِلَّا فَتًى..
قَد شابَ..
مِن صِبيانِها..
*
كَم قَلَّبَتكَ!
عَلى وُجُوهٍ سِتَّةٍ!
كَالنَّردِ!
مَشحُونًا!
بِسِلكِ رِهانِها!
*
مُتَوَسِّلًا..
بِالصَّومِ..
بَينَ نُهُودِها..
مُتَسَوِّلًا..
لِلماءِ..
فِي أَحضانِها..
*
مُتَبَخِّرًا..
قَلِقًا..
عَلى أَردانِها..
مُتَقَطِّرًا..
قَلِقًا..
عَلى سِيقانِها..
*
مُتَناثِرًا..
كَالفَحمِ..
حَولَ دُخانِها..
مُتَكاثِرًا..
كَالوَهمِ..
فِي هَذَيانِها..
*
يبدو أن حبيبته متمكنة منه لدرجة جعلت منه \ كالنرد مشحونا بسلك رهانها \ وهو أجمل ما جاء في القصيدة تظهر براعة عمر الهزاع في إبراز قدرته العالية في تطويع اللغة والقصيدة . الأفعال التي أوردها تطابق الوجوه الستة للنرد \ متوسلا \ متسولا \ متبخرا \ متقطرا \ متناثرا \ متكاثرا \ انه إبداع مائز يشار له بالبنان .

لَم تَستَعِرْ لِلفَتكِ لَدغَةَ عَقرَبٍ..
بَل..
جَرَّعَتكَ سُمُومَها..
بِلِسانِها..
*
بِفَمٍ..
لِشَطرَينِ انفَلَقتَ..
وَلَم تَعُدْ..
بِمَلاكِها..
تَدرِي..
وَلا شَيطانِها..
*
فَغَدَوتَ..
لا تَقوى..
عَلى إِرضائِها..
أَبَدًا..
وَلا تَقوى..
عَلى عِصيانِها..
ـــــــــ
أخيرا رضخ لكنه رضوخ متحير \ فغدوت لا تقوى على إرضائها أبدا ولا تقوَ على عصيانها \ ابتدأ الشاعر مترددا وانتهى كذلك . ليثبت لنا ان حبه الأخير ليس سهلا كما توقع .
القصيدة ذات مستوى متقدم في الصياغة والقدرة على المناورة بين الأبيات لإفصاح ما يريده الشاعر أيضا استطاعته شد القارئ لها مع استخدامه التفعيلة التي أعطت زخما كبيرا لتكون من القصائد الراقية . يقول الشاعر الجزائري "لخضر خلفاوي" عن "د.عمر الهزاع":
ليس مبدعا بالمناسبة أو بالصدفة *
إنه الدكتور "عمر هزاع" .. و هو إنسان محترم و صمته من ذهب و حرفه من ماس لا تغريه الغوغاء و عندما يتكلّم ، ينطق \ وبهذه الشهادة نختم \

****
‎وحدن‫:‬ للقاص و الكاتب ‫"‬ نضال جلجوقة‫"‬

‎نضال جلجوقة قاص وكاتب سوري مقيم في جدة يهتم بكتابة القصة القصيرة جدا والمهتمين بهذا الشأن يعلمون أنه من أجناس الادب الحديثة نسبيا .
‎يعتمد النص في ق ق ج على الكثافة اللغوية . بمعنى ان كاتبها لابد ان يمتلك حصيلة لغوية حتى يستطيع انجاز جمل مكثفة تختزل صور معبرة وتحتمل التأويل لذا لابد من الممارسة في كتابتها. للوصول الى المبتغى .
‎في قصته وحدن يوظف القاص أغنية سياسية شاعت في اوساط الجماهير كونها من ألاغاني التحريضية يضاف اليها جمال المطربة التي كانت تؤديها .
‎نادت: وين الملايين؟
‎المنادى عليه أولئك الذين جعلوا من القضية المركزية سلعة رائجة لهم . من أجل منافعهم الشخصية وكانت هذه الأغنية احدى وسائلهم للمتاجرة بالقضية .
‎تجمهروا، علت أصواتهم ..
‎تجمهروا \ العمل السياسي الذي يجيدون استخدامه . \ علت أصواتهم .. \ بالهتافات والشعارات الممجوجة من كثرة ترديدها حتى أصبحت أشبه بالنكتة منها شعارا سياسيا .
‎عندما بدأ الإحصاء،
‎وهنا المفصل في التجمهر الشعبي . ختام المهرجان بعد التحفيز بعدالة القضية يجب جرد اسماء المتطوعين للقتال من اجل إعادة الحق المغتصب .
‎ تغربلت الجموع. ‎
‎نتيجة حتمية لعدم صدق المشاعر . عدم الإيمان بالقضية إلا شكليا .. حقيقة مُرة
‎من كان له موقفا صادقا . الأطفال ببراءتهم يعبرون عن صدق مشاعرهم بعيدا عن الزيف ..
‎بقيت عيون ألأطفال لامعة، وحجارة بأيديهم قابضة:.
.. ‎حقيقة واقعية . رغم غرابة المشهد . بقي أن نذكر إن نهاية ق ق ج يجب أن تكون صادمة أو مفاجئة غير متوقعة .

‪*‬***
نار ونور: للكاتب " صابر الجنزوري":حين تستحيل النار نورا…

صابر الجنزوري القاص المصري احسب له أني أقرأ لأول مرة قصة قصيرة عربية تتحدث عن الإيمان المسيحي . يختار لقصته عنوان\ نار ونور \ ليجسد معنى الاختلاف بينهما ضمن وعيه الإيماني الكهنوتي .
( دخل الكاهن حاملا شمعته التي لم توقد بعد .أمام الحجر ركع ..ترنم بكلمات مرتعشة،واصل صلاته بخوف ، تبللت لحيته فى لحظة خشوع (
دخل الكاهن \ يصور المشهد بواقعيته الذي يمثل القناعة الفكرية لروح اليقين المترسخ لدى أتباع الكنيسة أيضا \ حاملا شمعته \ التي تكرس انبثاق النور رغم إنها من جنس النار .
( فى تلك اللحظة انبثق نور أزرق من صدر الحجر ، مست الشمعة ومضة منه ، أضاءت ، خرج ممسكا شمعته المضيئة ، انتشر النور في سماء المحيط الذي تجمع فيه ألاف البشر( .
عمق القناعة ورسوخها داخل النفس لا تقبل مشهدا اقل من ذلك هي هذه اللحظة المنتظرة لتحدث الطفرة انه الوهج الروحي (مست شموعهم النور المتصاعد .. ) في لحظة قدسية استحالت نار الشمعة الكاوية الى نور بفعل حجر الكنيسة .يفصح لنا القاص صابر الجنزوري في قصته عن ثلاث ركائز تجعل من النار نورا .

الركيزة الأولى \ الكاهن وصلاته بخوف
الركيزة الثانية \ الشمعة المضيئة
الركيزة الثالثة \ صدر الحجر

إذا اجتمعت الركائز وبنفس الصفات الواردة تستحيل النار نورا
( نادى الكاهن : باركوا وجوهكم بنار شموعكم ، ضعوها على لحاكم وجبينكم وقلانيسكم ..فإنها لا تحرق !هللوا ، غنوا ، نظروا للسماء ، رسم النور قوس قزح .. استقر المشهد ، صار حمامات بيضاء تطير فى حركة هرمونية ، تعلو وتهبط، يرفرفن بأجنحتها وكأنها ترسل بركاتها إلى الجموع الحاشدة على الأرض .)

صورة تمثل ردات فعل المؤمنين على ما حصل مع توجيهات الكاهن في كيفية استثمار اللحظات الإيمانية التي لا تتكرر بسهولة
ومثل أي فكر لابد من يخالفه :

( خرج من بينها شاب صغير ، توجه ناحية الكاهن ، سأله : أنا لا أصدق ما أرى ..لاشك أن فى الأمر خدعة كيف ذلك ؟خبت الأنوار ، انطفأت النيران ، اختفت الحشود ..أشار للسماء( ..
يصف القاص الشاب \ صغير \ في هذا الوصف قصدية منها تصفير شأن المخالف . عدم أدراك ما يشعرون به من يقين . قصور تفكير المعارض
ما خلص به صابر استطاع توضيح ما يمثله الإيمان المسيحي عند معتنقيه في البلاد العربية ومدى رسوخه لديهم .

‪****

عبثاَ: للقاص " زياد القنطار": ملازمة العبثية هي الشعور بالغربة

 

الشاعر والناقد السوري زياد قنطار يصفه الكاتب الجزائري لخضر خلفاوي : أديب لا يعرف الارتباك ورصين الحرف.

يبدو أن ملازمة العبثية هي الشعور بالغربة . بل إن العبثية لا تتكرس بدون غربة الروح التي تكون النواة لهذه النزعة .
في قصيدته \ عبثا \ يثير زياد هذه النزعة بأسئلة قديمة متجددة وعميقة بأن واحد

*
لا زوارقَ نجاةٍ
تسحبُني ثقوبُ ذاكرتي 
ألفَ ألفَ عامٍ .
لا "سفّان" 
يقهقهُ السّفين
تكون بدايته من العدم \ لا زوارق \ لا سفّان \ وكأن الأمر قاعا صفصفا \ تسحبني ثقوب ذاكرتي ألف ألف عام \ الذاكرة تاريخ يمتد لسنين طويلة و لا يحضى بجواب

يلوكني
الحرفُ 
تطحنني ألف رحى 
ينهكني ريقُ الحقدِ
يبصقني 
في وجهِ ماضٍ لنا
وتاريخ .
يبقى في دوامة الأفكار المتلاطمة لا يستقر له قرار . هي ضياع ثان . \ تطحنني ألف رحى \ ورغم التاريخ والماضي إلا إن ريق الحقد وهو نتاح الكراهية المنبعثة من اتون العبث تبصق الذاكرة والتاريخ المتكور فيها .
عبثاً أمسحُ التّجاعيد عن وجه القمر .
احتطبُ ضلوعي وقدةً للشّمس.
عبثاً أغسلُ النُور لغدٍ كفيف.
أجذم ...أقصل مكانسي لعتمة السنين .
عصيٌّ على الشبهة أنا .
لا أعرفكم
رغم كل محاولاته \ احتطب ضلوعي \ اغسل النور \اقصل مكانسي \ لكن الصفات تبقى سلبية وعبثية \وقدة للشمس – تبدو بدون إنارة \ لغد كفيف – حتى المستقبل بلا أمل \ لعتمة السنين \ لذا أطلق صرخته \ لا أعرفكم \ غريب بينكم لتؤكد إنها صنو العبث. اعني الغربة .
تقفون عند مفارق الرّب الغريب
أقف على روحي 
أملي سماء 
وقلبي إله
طريق الخلاص عنده في داخله هو من يصنعه قريب إليه لا يحتاج مفارق رب غريب إلهه قلبه وأمله سماء يستظل بها ويقف على روحه التي لا تخذله أبدا .

****

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
‪‪@elfaycalnews‬‬

instagram: journalelfaycal

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

 

 

آخر تعديل على الثلاثاء, 28 آب/أغسطس 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :