طباعة

 انطباع ذوقي ساخر : لخضر خلفاوي*

 

-أعرف أنّي لن أغَيّر شيئا من الواقع السائد و لن استطيع إقناع الناس بفضل الفضائل و بقبح الرذائل و الفواحش ما ظهرَ منها و ما بَطنْ.. لكن ضميري و تربيتي و مبادئي و رسالتي يُحتِّمونَ عليّ جميعهم عدم ادّخار أدنى جهد في محاربة ( الضلال ) و الفساد أينما وُجدَ .. أعرف أنّي لَنْ أُبدّل تبديلا و مع ذلك لن استكين و لن أهادن و لن أُداهن هكذا ظواهر و أوجه الفساد المتفشية في المجتمع العربي الإسلامي المحافظ .. فحراكي الفكري الأدبي و الثقافي و الإعلامي متواصلا عسى أن يكون ( مكتوبا في صحيفتي ) و مدوّنا كتبرئة لذمّتي و ذمّة قلمي فالكتابة ( مسؤولية أمام العباد و ربّ العباد ) و سنسأل عن ما كتبته أيدينا يوم الحساب .
و لأني أؤمنُ بأن "كل فكر يجب مناطحته بفكر مضاد ، فإذا انعدم الفكر المُضاد مات التفكير و عمَّ الفساد في الأرض".. من هذا المنطلق و المبدأ أواصل عبر كتاباتي في التعرّض لكل ما هو ( معول هدم و ناشر للفاحشة و الآثام في المجتمع) بحجة حرّية التفكير و التعبير و الكتابة و تقديس ( المُبدع و تحرير النّص) و وضعهما فوق كل الاعتبارات مُقدّسة كانت أو ثوابتا مجتمعية متوارثة منذ القدم..
سألتُ صديقا فرنسيا ذات يوم في نقاش ودي مفتوح على كل المواضيع سؤالا استنكاريا عن « كيفية إغواء و إغراء الشيطان للإنسان ؟ » فاجابني بما يلي بعدما انفجر في وجهي ضحكا من سؤالي المباغت:
-Il (le satan) enjolive les actes et les attitudes pervers entrepris par l’homme (l’individu), d’une façon qu’il juge ses attitudes comme de meilleurs actes …
ترجمة رده هي كالتالي : الشّيطان يُزيّن للإنسان السلوك السيّء و الأعمال الفاجرة ، فيراها من أحسن أعماله ».. ذكَّرني هذا الرد و هذا الموقف بما فعلته و تفعله بعض أجناس الأدب العربي في إحدى تياراتها المستحدثة و هي الرواية التي تحمل « الخطاب القَحْبَوِي » أو الإباحي و السفاحي أو الماركسي اللاديني و المُرغّب في الإلحاد للذين عندهم قصور ( فكري ، أخلاقي و تربوي و معرفي ) .. هكذا فكر كُساحي عقيم مريض عليل موجه لعقل القارئ المكبوت قليل التجربة
من أهم الأعمال - الآثمة-التي وصفت بالرواية التي عملت على ضرب (المنظومة الأخلاقية ) و اختراقها من خلال هشاشة و كبت شريحة من الشباب العربي ( قرّاءًا و مبدعين ) ؛ المكبوتين عاطفيا و عندهم نهم و هوس بالخطاب الجنسي و المهيّئين لتبني خطاب إثارة الشك في العقيدة و الايمان و بث السخرية منهما و إبداء السخط المبرح و النقمة على الدين و المجتمع ، توجهات كتابية جعلت لـ استثارة الاستمناء ؛ (تابعوا بعد هذه الأسطر بالدليل الحرفي الفاضح للمستوى المنحط المرحاضي للقارئ و المقروء!).. إنها « الكتابة الآثمة » في هكذا روايات "زبالة أو نفاية فكرية " كرواية : "الحي الخطير ":للكاتب المغربي "محمد بنميلود »
و الذي صرّح سابقا بما يلي :"نخوض معركة ضد الرقابة والسلطة... والحلال والحرام »!.. طبعا هو ليس غريبا على كلّ مناضل أو شخص متشبع بالفكر الماركسي أو « لا ديني » مُعْلِن أو كاتم لها أو شيوعي أو ملحد أن يصطدم بحدود ( النظام ) و الدين. فهي عناصر تشكل الهاجس الأبدي لهؤلاء في إطار نضالهم العبثي الخفي و العلني ضد كل ما هو قيمي و أخلاقي و ضوابط مجتمعية .
ـ لأستسمح القارئ الكريم مع الاعتذار له عن ( وساخة و قذارة ما سيقرأ هنا في هذا الملف ) بإدراج هنا عينة من المحطات السردية المهمة لرواية « الحي الخطير » ص ١٩٣ .-دار الساقي - الطابع و الأسلوب المعتمدين في هكذا منجز مستعمل من طرف كتاب و مبدعين من طينته لجذب و جلب مؤيديه فادعوكم إذن لتشهدوا بأنفسكم لماذا هذا الصنف من شواذ الكتاب " الصعاليك " ( الضائعين !) أنهم ليسوا بـ " أدباء" استطاعوا استفزاز القيم و الأخلاق و كل ما يهمهم هو طرق ما هو شاذ و مستفز من الأفكار و إلقائها في أوساط من يحمل عقولا قابلة لاستقبال كل صنوف النفايات السردية و الفكرية باسم المطالعة و القراءة :
في بداية سرده الروائي يكتب على لسان بطله ( المسجون في زنزانة ) :"لم تعد الجريمة بالنسبة لي تعني العار و الخطيئة و الضلال بقدر ما تعني الدفاع عن النفس " -يعمد الكاتب على تمرير فكره الانحلالي الانحرافي و إقناع قرّائه و هواة رواياته الذين ينتظرون كل جديده و لا يتوقف عند التبرير لارتكاب المعاصي و الخطيئة بل جعلها من منظوره المغرض وجها من أوجه الدفاع عن النفس و الصّراع من أجل البقاء القائم بين الأغنياء و موالوهم في النظام و الفقراء المسحوقين و المظلومين . و يفتخر كما يفعل كل صاحب فكر ( عاق و باغٍ ) من المبدعين لهذا الزمن بهذا التمرّد في الأفكار و السلوك كونه يرى الإيمان و احترام القانون و الخوف من الله من الكبائر المقيتة التي تقف عائقا أمام جرأة الفكر الحر فيسرد بكل أبق و شذوذ فكري :"خانعين راضين بالقسمة و النصيب ، مرعوبين من القانون ، و من الملك و من الله . لا يعرفون أني مثل شظية قنينة خمر محرمة مقذوفة على رصيف مترب( …)دون ندم على شيء.. أو توبة أو طلب للغفران من أحد ".
فالإيمان بالقضاء و القدر و الرضا بما كتبه الله لعباده من أعظم الحماقات التي يرتكبها المغفلون .. فالعصيان ضد القانون و الله هي وسيلة لأخذ زمام الأمور بشكل علماني و عقلاني لا يتقيّد بغيبيات مقيتة لا تسمن و لا تغني من جوع المحتاجين!!
و هو السجين في زنزانة انفرادية بسبب ضلوعه في جرائم مختلفة و متعددة يحلم و يواصل حلمه :
متلمسا جدرانها الرطبة ، متخيلا أجمل عارضات الأزياء تشاركني هذا السجن بجسدها الرشيق العاري، هاربا من من هنا بخيالي تاركا لهم جثتي كي يحرسوها ، فليمسكوا جميعهم بقضيبي* ."، مواصلا سرده بأسلوب منحط ساقط تماما فاقدا للجمال و الفنيات السردية التي تشد القارئ - الجيّد نظيف العقل - و تأسره بمستوى حبكة التفاصيل .
لا يوجد في هذه ( النفاية السردية ) لبنميلود عدا تفاصيل مُقززة و هو يتحدث عن الجنس بشكل متعفّن و وضيع حيث وظف الجنس في سرديته الساقطة مع شخوص و هي جثث (موتى) لتوسيع خيال القاريء المتعطش لتفاصيل الجنس و الفواحش و مهووس بها مهما كانت السياقات و الحالات :
« يخرج الجثة من الكيس و يضاجعها .. لا يهم في شيء جثة من؟ فكل شيء يصير بالنسبة له سواسية في تلك العتمة على تلك الإضاءة الذاوية المتراقصة لجمر نار جهنم آخر النهار . يكون داخل الكيس رجل ، او امرأة ، فتاة أو شاب، شيخ طاعن في السن له لحية طويلة أو عجوز عبارة عن كومة عظام فقط ، طفل أو طفلة ، لا يفرق معه ذلك في شيء . يُعرّي الجثة من ملابسها ، أو يجردها من سروالها فقط ، ينزل سرواله ، يبحث عن مكان الثقب ، يكون -زبّهُ*- قد انتصب بحدة و استقام استقامة شديدة كقطعة الحطب الجافة ، يبصق في يده بصاقا كثيفا ، يبلل رأسه ( عضوه ) جيدا بذلك البصاق حتى يصير زلقا ، يضع حشفته فوق الثقب ، و يدفعه بقوة حتى يدخل كاملا ثم يبدأ مباشرة برهز الجثة بسرعة و عنف رهزا متداركا على ايقاع محدد شبيه بايقاع تقطيع الحطب بالشاقور صعودا و نزولا حتى يبلغ غايته الفصوى من الانتشاء و اللذة قاذفا منيه الساخن المختل داخل…" .. يواصل الكاتب في سرد ما يروق لمتتبعيه من القراء المهووسين بحديث الانحراف و الجنس و التعابير السمجة و المنحطة كما ذوائقهم التربوية القاصرة التي تلقوها في شبابهم التي جعلتهم مدمنين على هكذا انحراف و بغاء و وساخة « لا أدبية »: عبد الرحمن معه حق ، نعيمة حامل في شهرها الرابع ، بعد أسابيع ستتزوج (…)
فهو يتحدث عن -نعيمة- مومس و قحبة حملت من أحد مرتادي فرجها و ارتبطت بمجرم منحرف "عبد الرحمان " ـ صديق الراوي السارد ـ و قررا إعلان الارتباط ( أمام أعين الناس ).
« بعد العشاء ، رشيد و نعيمة سينامان في الغرفة كزوج و زوجته حتى الصباح " هو يعني كـ ( فاسق و فاسقة أو كزان و زانية )؛ لكن هكذا وضع لا تفرقة فيه عند هواة العبث و الفسق!. يواصل إسعاد محبيه من القراء الذين يشبهونه فكرا و عقيدة ـ لا إيمانية ـ ، ماركسية ، شيوعية منفتحة على كل الجبهات لتزيين المحرمات و الشهوات واقعا أو سردا روائيا ويتحدث عن الاستمناء و يدعو إليه من خلال هذه التفاصيل :"أني أسمع وحوحة نعيمة حين يضاجعها رشيد .. تخيلت ذلك و تخيلتها عارية فانتصب قضيبي بسبب الأرق ، تذكرت ، دون أن أستطيع السيطرة على ذلك بوعي كامل ، حجم مؤخرتها و صلابتها و تدلي نهديها حين كان تنحني لتكنس أو لتلتقط شيئا .. تذكرت الكرزات على ثوبها و بياض ساقيها المشدودتين فتخيلتُ بياضا مضاعفا لما كان مغطى بالثياب لا تصله الشمس .. مددت يدي إلى قضيبي داخل السروال و عالجته بتمسيدة جيئة و ذهابا برفق حتى قذفت فوق بطانية رشيد المهترئة و مسحتُ رأسه بها فارتخى و استكان و استراح ».
يستمرّ الكاتب بين صفحات ( نفايته الأخلاقية السردية ) " الحي الخطير " أو (الغي الخطير) الذي يضحك به على المهوسين و المهووسات جنسيا مثله ربما:
« و قد صعد فوقها كما يصعد فوق فلوكته دون غزل مسبق و لا تقبيل و لا مداعبة و لا تغيير للوضع .. يلهث صاعدا نازلا بمؤخرته الضامرة… مولجا فيها مجدافه … و الكاتري يصرّ متأرجحا كالزورق ، و هو يبحر أكثر ، و هي تكتم أنّاتها عاضّة على طرف الغطاء حتى لا تُسمع خارج الكوخ … أعطى لسليمة ظهره و نام على الفور كغريق قذفه النهر على الضفة … ظلت سليمة في وضعيتها تلك ، عارية بالكامل ، مستلقية على ظهرها ، موسعة ما بين رجليها ، متلمسة بيدها بطنها المنتفخة* ( *حامل بإبن غير شرعي ، لقيط )، متأملة سقف الكوخ و قد بلغت هي الأخرى ما بلغته من لذة و انتشاء ". يستمر منذ الوهلة الأولى إلى غاية الصفحة الأخيرة من هذه النفاية السردية الفكرية في تشويه كل شيءٍ بنقمة شديدة مغرضة:
« العالم لا يمكن أن يكون سوى بقّة طفيلية مجهرية على حافّة طيزه*(…) لم يكن هناك أمامي من مجال للشك في هذا الفهم ، فقد أحسسته عميقا ، و تشربته كاملا مع انفاس لفائف الحشيش".. يا عين العقل و الحكمة ! هؤلاء لا يصيبون الحكمة و العمق إلا عندما يمارسون طقوس انحرافهم ، خمور و مخدرات و مجون ؛ إشباع مطلق لهوى أنفسهم فيجعلون محبوهم من قرائهم و متابعين انتاجهم يهيمون شغفا بفكرهم و أخلاقهم المتمردة الشيطانية.!
« علي الآن محاولة فهم ما حدث ، ليس من أجل التوبة و التماسا للصراط المستقيم كما يعتقدون " ص ١٢
« لكني قرأتُ الكتب كلها التي تركها خالي ، قرأتها دفعة واحدة كمن يشرب قنينة دواء واحدة ليشفى بسرعة ».
هو فكر ماركسي شيوعي محض عاق يعتبر أن القيم الدّينية السمحة و الثوابت المجتمعية و المبادئ و الإيمان أمراض فتاكة تكرّس « العبودية » تصيب الفكر الحر و لا يوجد ترياق مبدد لهذه ( الخطوط الحدّية) عدا ترياق الاعتكاف المكثّف لقراءة أفكار الملاحدة و اللادينيين و الماركسية التي تنير طريق الباحث عن الحقيقة الوجودية و ترافقه في نضاله الفكري وسط مجتمع محافظ متزمّت و منافق متظاهرا بمحافظته للقيم و الثوابت .
و يضيف دعم اتجاهاته و رؤاه التي تؤثر إلى حد بعيد بصنف من معجباته و معجبيه من القراء:
« كرتونة كاملة من الكتب الممنوعة ، كتب الشيوعيين الحاقدة الكثيرة و بياناتهم… أصبحت بعد المراهقة منشغلا كثيرا بتلك الكارتونة أكثر من انشغال أمي بها … "كان* ( خال* الكاتب الراوي) عضوا نشطا في حركة ماركسية ثورية انقلابية …" الكتابة هي عرض و طلب ، فالكتاب يكتبون لجمهور ما و هذا الكاتب المغربي يكتب لجمهور محدد و واضح من لا يؤمن بأفكاره و توجهاته لا يقرب ما يكتب و لا يداوم على تتبع انتاجه :
« كنت أتصوّر أن الأمر مجرد قسمة و نصيب ، و أن الله هو المسؤول الوحيد عن ذلك بناءًا على حكمة ما غير ظاهرة للعيان ، و أن الفقر كالغنى تماما ، مجرد اختيار للعبد، و على ذلك العبد، الذي هو أنا، قبول ذلك الاختبار ..و الرضا بقسمته و نصيبه …. فالأمر ليس كما يتصوره الأغبياء من المؤمنين و المؤمنات في المجتمع المحافظ ؛ فالله حسب تفكيره و تفكير أتباعه ( غافل عما يفعل البشر ) و لا يهمه من حالهم شيئا !. و عند تناوله الشخصية المحركة الرمزية للنضال الماركسي اللاديني ( خاله ) الذي قتله النظام بسبب أفكاره التحررية يحاول جميع الكتاب من صنفه و طينته تزيين و تلطيف صورة المنحرف و المتمرد على القيم و التوهين لسلوكياته الشاذة و المتناقضة مع قيم المجتمع الواحد :"لم أجد في الرسائل و المسودات ما يدل على أن خالي كان شخصا شريرا أو مجرما . بل عكس ذلك كان شخصا حالما رومانسيا إلى أبعد حد".. نعم خاله كان عبثيا بعقلية شيوعية ماركسية إلحادية ، يحب كل ما هو عبثي ، خمر جنس ، حشيش ، علي علاقة غرامية رومانسية مع جامعية ماركسية شيوعية مثله .. لم يكن أبدا شرّيرا أو مجرما ، و ذلك لقصر فهمه ( الكاتب عبر بطله ) لمفهوم ( الإجرام و الشرّ) لغويا و عقائديا !. الرواية لا تخلو من - النفايات السردية - التي لا طائل منها و بالأخص لما يحرمها كاتبها سواء عن قصد أو عن عجز في الصنعة الجيدة لحبك التفاصيل لإعفاء عمله السردي من كارثة الملل و الفتور من مواصلة قراءة - زبالته اللاأدبية - المروية بسوقية لا مثيل لها و خاصة لما يتحدث هنا عن أحد شخوصه " خنفاش" الذي ألبسه السارد أو الراوي ثياب " الغُلامية" أو المثلية :
"بعد خمسة أيام وجدت خنفاش عائما على ضفة النهر بثيابه و حذائه و قد طُعن في كل مكان في جسمه طعنات بلا عدد . كان عبد الرزاق قد - ناكَ*- خنفاش فعلا في السانية أكثر من مرة بشهادة أكثر من شخص . لم يكن بإمكان خنفاش الدفاع عن نفسه فقد كان أعرج و أصغر و أضعف من عيد الرزاق إضافة إلى أنه كان يتأتئ أثناء الكلام (…) عبد الرزاق - نكح*- خنفاش مرارا في السانية (…) عوض أن يحتقرونه كما كانوا يفعلون سابقا باعتباره مجرد -غلام - عبد الرزاق ، لا ..فقد احترموه هذه المرة و اعتبروه رجلا… »
*
-لخّص الكاتب كل القصة « الحي الخطير » المروية و قيم الشخوص و الاحداث من خلال بطله في هذا التفصيل الذي أراه أنا شخصيا نقدا ذاتيا صادقا من رحم العمل نفسه - غير مقصود بالسرد طبعا! - لكنه ناب رأي كل ناقد غيور على الأدب :
« شيء واحد فقط كان يجب أن يظل نصب عيني : ذلك المكان هو أكبر تجمع في العالم للحثالة ، و أنا واحد من أولئك الحثالة، و القراءة الكثيرة لكتب خالي ( الماركسية الشيوعية ) و كتب أخرى على ضوء الشمعة منعكسة على دموعي أمي في غرفة كوخ مليئة بالصراصير و بوستيرات الممثلات العاريات و عارضات الأزياء على جدرانها لم تزدني سوى إيمان بذلك و إحساس أعمق بأني أحد صراصير ذلك الكوخ »
ـ يواصل " صرصور " " الحي الخطير " بكل وضاعة سرد أحقر حقارات السّرد العربي الذي صار له أتباع كثر لانحطاط المستوى و تشوه الذائقة لمَّا اغتالوا الأدب :
« كان الحي يعجّ بنساء كثيرات - من ذلك النوع - جئن حوامل من أماكن و مدن مجهولة ، يُغيّرن أسماءهن و يبدأن داخل الحي حياة جديدة منقطعة بالكامل عن الماضي . يكترين غرفا. أكواخا و يشتغلن في الدعارة الرخيصة تحت حماية قوادات يؤمن لهن الطعام و المبيت و السترة ."(…) بعد أن أنجبت عبد الرحمان كان أغلب سكان* الحي قد نكحوه(*لا أفهم هذا الخطأ السردي - كل سكان الحي ؟! هل الأطفال و النساء و الشيوخ جميعهم ضاجعوها!؟) بعد شهور من العمل الدؤوب برفع رجليها للزبائن باختلاف أشكالهم و ألوانهم و أمزجتهم و أعمارهم و أحجامهم و نزواتهم و روائحهم النتنة ، فأغلبهم لا يستحم أبدا ، فرّج الله أخيرا - كما كان يقال -بلغة القوادات فتزوجت »..
*
ـ في نهايات هذا العمل ( النفاياتي فكريا ) يتساءل كاتبه :"هل تعتقد فعلا أن كون أمهاتنا قحاب ، أمر مضحك ؟ غريب أمرك يا رجل.
أجبته :- و هل كنت تعتقد أن تلدك رابعة العدوية في هذا القيء العملاق الشبيه بمرحاض الماخور ؟ ».
لم أقرأ أسوأ و أوضع عمل كتب على أنه ابداع و رواية كما قرأت ( للأسف ) في هذا الكتاب من الصفحات الأولى إلى غاية الصفحة ١٩٣.
ما شدّ انتباهي في تفاصيل هذا العمل هو ؛ كأن شُبّه لي أني أقرأ اقتباسا لـ "الخبز الحافي " لمحمد شكري لكن بمستوى أفظع دناءة!، الرواية هي عمل يزكي و يؤدلج للانحراف و الفواحش و العصيان و يبرر الجنوح و التمرّد و يزيّن المعاصي و الشهوات و يبررها و يعتبرها وسائل دفاعية خاصة بالضعفاء و الفقراء و ليس على ( الآلهة ) كما يُذكر في هذا العمل - الحقير سردا و مستوى - و لا الدين و لا المجتمع دخل في سلوك و قرارات الأفراد الذين قرروا عدم الإتباع و عدم الطاعة ..لا الخالق و لا المخلوق لهما الحق في الحكم على تصرفاتهم!
*لا يمكن لقارئ مبدعا كان أو قارئا يريد أن يتثقف وأن يكوّن زادا معرفيا و فكريا و فلسفيا سليما صلبا إذا كان لديه "رسوخ و تجذّر" حب و شغف و نزوة مستمرة عارمة شبيهة بـ ( الإدمان ) لقراءة هكذا وضاعات و حقارات مكتوبة بهذا الانحطاط السردي و الأخلاقي..
إنه بكل بساطة " تناكح فكري و تخاطر افتراضي " و تبادل جنسي ، خطيئي ، نزواتي بين الكاتب و المتلقي القارئ النهم المطالب و المائل لهذا النوع من الحكي الإباحي و الماجن و مردُّ كل هذا التوجه المنحرف ( عطش انحرافي عصياني جنسي و كبت دفين للشهوة و للتمرّد) بسبب مرض نفسي عميق و خلفيات تربوية أعمق نشأت في سن متقدمة و تدعمت و ارتكزت على هكذا نحو مرجعي سردي؛ و هي سموم افتراضية مدونة على صفحات الكتب التي اجتاحت المكتبة العربية الممسوخة !.
* بصراحة ، إنها أحقر و أوضع رواية أبتليتُ بها نفسي لإخبار القارئ الفضولي بما يدور بين صفحات كتب و أعمال ذاع صيتها و لا يعرف السبب ! هذه الأعمال لا يقرؤها إلا "المنحرفون و المتصالحون " مع انحرافهم الأخلاقي .. المنسجمون مع نفاقهم … الغاوون للسرد الجنسي الدعاري .. المستمتعون بأجواء الانحراف و الشذوذ : الدعارة ، القحاب ، الخمور و الحشيش ، مجادلة العقيدة و الخالق ، الحقد على المجتمع ؛ كلها عناصر موجودة مشتركة بكثافة في الأعمال التي تناولتها بانطباعاتي الذوقية الساخرة في المناسبات الفارطة.
* لا يقرأ للمغربي محمد بنميلود بشكلٍ مداوم و يتتبع نتاجه إلا شبيهه خلقا و فكراً و هاوي الوضاعة و يرفض الرفعة و الترفع و لا يطلع على هكذا روايات و يتعصّب لفكره " المارد المتمرد " إلا فاجراً و فاسقاً مثله. "قل لي لمن تقرأ أقول لك من تكون و من أنتَ ! ": عبارة قلتها و أكرّرهها باستمرار عن قناعة و يقين . ليعذر القارئ المحترم " انفلاتاتي الساخرة و التهكمية" و غضبي الساخط في هذا الإنطباع فأنا أضطررت لتوظيف ذاك كون هذا الصنف من الكتاب و الكاتبات يجب التعاطي معه بمستوى طرحهم و تفكيرهم و استعمال المصطلحات التي تليق بمستواهم الفكري الشخصي.
*
*الكتابة هي فعل و ها أنذا أكتبُ ردة فعلي و قراءتي للمشهد بكل حرية و سخرية في هذا العمل المنحط و الشاذ أخلاقيا لصاحبه. انتهت انطباعاتي الذوقية الساخرة مع هؤلاء و انتهت مضيعتي لوقتي الثمين لنقد من وجدوا على الساحة (كتابا و قرّاءا) بالخطأ لأنه زمن تقديس الأخطاء و الضلال و البغاء الفكري … لقد مات الأدب و مات النقد و الذوق السليم! .. الله غالب ! الله غالب !!.
 

 

ـ باريس 15 جويلية 2022

****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على السبت, 16 تموز/يوليو 2022

وسائط