wrapper

الجمعة 26 أبريل 2024

مختصرات :

 انطباع ذوقي ساخر : لخضر خلفاوي*

 

-أعرف أنّي لن أغَيّر شيئا من الواقع السائد و لن استطيع إقناع الناس بفضل الفضائل و بقبح الرذائل و الفواحش ما ظهرَ منها و ما بَطنْ.. لكن ضميري و تربيتي و مبادئي و رسالتي يُحتِّمونَ عليّ جميعهم عدم ادّخار أدنى جهد في محاربة ( الضلال ) و الفساد أينما وُجدَ .. أعرف أنّي لَنْ أُبدّل تبديلا و مع ذلك لن استكين و لن أهادن و لن أُداهن هكذا ظواهر و أوجه الفساد المتفشية في المجتمع العربي الإسلامي المحافظ .. فحراكي الفكري الأدبي و الثقافي و الإعلامي متواصلا عسى أن يكون ( مكتوبا في صحيفتي ) و مدوّنا كتبرئة لذمّتي و ذمّة قلمي فالكتابة ( مسؤولية أمام العباد و ربّ العباد ) و سنسأل عن ما كتبته أيدينا يوم الحساب .
و لأني أؤمنُ بأن "كل فكر يجب مناطحته بفكر مضاد ، فإذا انعدم الفكر المُضاد مات التفكير و عمَّ الفساد في الأرض".. من هذا المنطلق و المبدأ أواصل عبر كتاباتي في التعرّض لكل ما هو ( معول هدم و ناشر للفاحشة و الآثام في المجتمع) بحجة حرّية التفكير و التعبير و الكتابة و تقديس ( المُبدع و تحرير النّص) و وضعهما فوق كل الاعتبارات مُقدّسة كانت أو ثوابتا مجتمعية متوارثة منذ القدم..
سألتُ صديقا فرنسيا ذات يوم في نقاش ودي مفتوح على كل المواضيع سؤالا استنكاريا عن « كيفية إغواء و إغراء الشيطان للإنسان ؟ » فاجابني بما يلي بعدما انفجر في وجهي ضحكا من سؤالي المباغت:
-Il (le satan) enjolive les actes et les attitudes pervers entrepris par l’homme (l’individu), d’une façon qu’il juge ses attitudes comme de meilleurs actes …
ترجمة رده هي كالتالي : الشّيطان يُزيّن للإنسان السلوك السيّء و الأعمال الفاجرة ، فيراها من أحسن أعماله ».. ذكَّرني هذا الرد و هذا الموقف بما فعلته و تفعله بعض أجناس الأدب العربي في إحدى تياراتها المستحدثة و هي الرواية التي تحمل « الخطاب القَحْبَوِي » أو الإباحي و السفاحي أو الماركسي اللاديني و المُرغّب في الإلحاد للذين عندهم قصور ( فكري ، أخلاقي و تربوي و معرفي ) .. هكذا فكر كُساحي عقيم مريض عليل موجه لعقل القارئ المكبوت قليل التجربة
من أهم الأعمال - الآثمة-التي وصفت بالرواية التي عملت على ضرب (المنظومة الأخلاقية ) و اختراقها من خلال هشاشة و كبت شريحة من الشباب العربي ( قرّاءًا و مبدعين ) ؛ المكبوتين عاطفيا و عندهم نهم و هوس بالخطاب الجنسي و المهيّئين لتبني خطاب إثارة الشك في العقيدة و الايمان و بث السخرية منهما و إبداء السخط المبرح و النقمة على الدين و المجتمع ، توجهات كتابية جعلت لـ استثارة الاستمناء ؛ (تابعوا بعد هذه الأسطر بالدليل الحرفي الفاضح للمستوى المنحط المرحاضي للقارئ و المقروء!).. إنها « الكتابة الآثمة » في هكذا روايات "زبالة أو نفاية فكرية " كرواية : "الحي الخطير ":للكاتب المغربي "محمد بنميلود »
و الذي صرّح سابقا بما يلي :"نخوض معركة ضد الرقابة والسلطة... والحلال والحرام »!.. طبعا هو ليس غريبا على كلّ مناضل أو شخص متشبع بالفكر الماركسي أو « لا ديني » مُعْلِن أو كاتم لها أو شيوعي أو ملحد أن يصطدم بحدود ( النظام ) و الدين. فهي عناصر تشكل الهاجس الأبدي لهؤلاء في إطار نضالهم العبثي الخفي و العلني ضد كل ما هو قيمي و أخلاقي و ضوابط مجتمعية .
ـ لأستسمح القارئ الكريم مع الاعتذار له عن ( وساخة و قذارة ما سيقرأ هنا في هذا الملف ) بإدراج هنا عينة من المحطات السردية المهمة لرواية « الحي الخطير » ص ١٩٣ .-دار الساقي - الطابع و الأسلوب المعتمدين في هكذا منجز مستعمل من طرف كتاب و مبدعين من طينته لجذب و جلب مؤيديه فادعوكم إذن لتشهدوا بأنفسكم لماذا هذا الصنف من شواذ الكتاب " الصعاليك " ( الضائعين !) أنهم ليسوا بـ " أدباء" استطاعوا استفزاز القيم و الأخلاق و كل ما يهمهم هو طرق ما هو شاذ و مستفز من الأفكار و إلقائها في أوساط من يحمل عقولا قابلة لاستقبال كل صنوف النفايات السردية و الفكرية باسم المطالعة و القراءة :
في بداية سرده الروائي يكتب على لسان بطله ( المسجون في زنزانة ) :"لم تعد الجريمة بالنسبة لي تعني العار و الخطيئة و الضلال بقدر ما تعني الدفاع عن النفس " -يعمد الكاتب على تمرير فكره الانحلالي الانحرافي و إقناع قرّائه و هواة رواياته الذين ينتظرون كل جديده و لا يتوقف عند التبرير لارتكاب المعاصي و الخطيئة بل جعلها من منظوره المغرض وجها من أوجه الدفاع عن النفس و الصّراع من أجل البقاء القائم بين الأغنياء و موالوهم في النظام و الفقراء المسحوقين و المظلومين . و يفتخر كما يفعل كل صاحب فكر ( عاق و باغٍ ) من المبدعين لهذا الزمن بهذا التمرّد في الأفكار و السلوك كونه يرى الإيمان و احترام القانون و الخوف من الله من الكبائر المقيتة التي تقف عائقا أمام جرأة الفكر الحر فيسرد بكل أبق و شذوذ فكري :"خانعين راضين بالقسمة و النصيب ، مرعوبين من القانون ، و من الملك و من الله . لا يعرفون أني مثل شظية قنينة خمر محرمة مقذوفة على رصيف مترب( …)دون ندم على شيء.. أو توبة أو طلب للغفران من أحد ".
فالإيمان بالقضاء و القدر و الرضا بما كتبه الله لعباده من أعظم الحماقات التي يرتكبها المغفلون .. فالعصيان ضد القانون و الله هي وسيلة لأخذ زمام الأمور بشكل علماني و عقلاني لا يتقيّد بغيبيات مقيتة لا تسمن و لا تغني من جوع المحتاجين!!
و هو السجين في زنزانة انفرادية بسبب ضلوعه في جرائم مختلفة و متعددة يحلم و يواصل حلمه :
متلمسا جدرانها الرطبة ، متخيلا أجمل عارضات الأزياء تشاركني هذا السجن بجسدها الرشيق العاري، هاربا من من هنا بخيالي تاركا لهم جثتي كي يحرسوها ، فليمسكوا جميعهم بقضيبي* ."، مواصلا سرده بأسلوب منحط ساقط تماما فاقدا للجمال و الفنيات السردية التي تشد القارئ - الجيّد نظيف العقل - و تأسره بمستوى حبكة التفاصيل .
لا يوجد في هذه ( النفاية السردية ) لبنميلود عدا تفاصيل مُقززة و هو يتحدث عن الجنس بشكل متعفّن و وضيع حيث وظف الجنس في سرديته الساقطة مع شخوص و هي جثث (موتى) لتوسيع خيال القاريء المتعطش لتفاصيل الجنس و الفواحش و مهووس بها مهما كانت السياقات و الحالات :
« يخرج الجثة من الكيس و يضاجعها .. لا يهم في شيء جثة من؟ فكل شيء يصير بالنسبة له سواسية في تلك العتمة على تلك الإضاءة الذاوية المتراقصة لجمر نار جهنم آخر النهار . يكون داخل الكيس رجل ، او امرأة ، فتاة أو شاب، شيخ طاعن في السن له لحية طويلة أو عجوز عبارة عن كومة عظام فقط ، طفل أو طفلة ، لا يفرق معه ذلك في شيء . يُعرّي الجثة من ملابسها ، أو يجردها من سروالها فقط ، ينزل سرواله ، يبحث عن مكان الثقب ، يكون -زبّهُ*- قد انتصب بحدة و استقام استقامة شديدة كقطعة الحطب الجافة ، يبصق في يده بصاقا كثيفا ، يبلل رأسه ( عضوه ) جيدا بذلك البصاق حتى يصير زلقا ، يضع حشفته فوق الثقب ، و يدفعه بقوة حتى يدخل كاملا ثم يبدأ مباشرة برهز الجثة بسرعة و عنف رهزا متداركا على ايقاع محدد شبيه بايقاع تقطيع الحطب بالشاقور صعودا و نزولا حتى يبلغ غايته الفصوى من الانتشاء و اللذة قاذفا منيه الساخن المختل داخل…" .. يواصل الكاتب في سرد ما يروق لمتتبعيه من القراء المهووسين بحديث الانحراف و الجنس و التعابير السمجة و المنحطة كما ذوائقهم التربوية القاصرة التي تلقوها في شبابهم التي جعلتهم مدمنين على هكذا انحراف و بغاء و وساخة « لا أدبية »: عبد الرحمن معه حق ، نعيمة حامل في شهرها الرابع ، بعد أسابيع ستتزوج (…)
فهو يتحدث عن -نعيمة- مومس و قحبة حملت من أحد مرتادي فرجها و ارتبطت بمجرم منحرف "عبد الرحمان " ـ صديق الراوي السارد ـ و قررا إعلان الارتباط ( أمام أعين الناس ).
« بعد العشاء ، رشيد و نعيمة سينامان في الغرفة كزوج و زوجته حتى الصباح " هو يعني كـ ( فاسق و فاسقة أو كزان و زانية )؛ لكن هكذا وضع لا تفرقة فيه عند هواة العبث و الفسق!. يواصل إسعاد محبيه من القراء الذين يشبهونه فكرا و عقيدة ـ لا إيمانية ـ ، ماركسية ، شيوعية منفتحة على كل الجبهات لتزيين المحرمات و الشهوات واقعا أو سردا روائيا ويتحدث عن الاستمناء و يدعو إليه من خلال هذه التفاصيل :"أني أسمع وحوحة نعيمة حين يضاجعها رشيد .. تخيلت ذلك و تخيلتها عارية فانتصب قضيبي بسبب الأرق ، تذكرت ، دون أن أستطيع السيطرة على ذلك بوعي كامل ، حجم مؤخرتها و صلابتها و تدلي نهديها حين كان تنحني لتكنس أو لتلتقط شيئا .. تذكرت الكرزات على ثوبها و بياض ساقيها المشدودتين فتخيلتُ بياضا مضاعفا لما كان مغطى بالثياب لا تصله الشمس .. مددت يدي إلى قضيبي داخل السروال و عالجته بتمسيدة جيئة و ذهابا برفق حتى قذفت فوق بطانية رشيد المهترئة و مسحتُ رأسه بها فارتخى و استكان و استراح ».
يستمرّ الكاتب بين صفحات ( نفايته الأخلاقية السردية ) " الحي الخطير " أو (الغي الخطير) الذي يضحك به على المهوسين و المهووسات جنسيا مثله ربما:
« و قد صعد فوقها كما يصعد فوق فلوكته دون غزل مسبق و لا تقبيل و لا مداعبة و لا تغيير للوضع .. يلهث صاعدا نازلا بمؤخرته الضامرة… مولجا فيها مجدافه … و الكاتري يصرّ متأرجحا كالزورق ، و هو يبحر أكثر ، و هي تكتم أنّاتها عاضّة على طرف الغطاء حتى لا تُسمع خارج الكوخ … أعطى لسليمة ظهره و نام على الفور كغريق قذفه النهر على الضفة … ظلت سليمة في وضعيتها تلك ، عارية بالكامل ، مستلقية على ظهرها ، موسعة ما بين رجليها ، متلمسة بيدها بطنها المنتفخة* ( *حامل بإبن غير شرعي ، لقيط )، متأملة سقف الكوخ و قد بلغت هي الأخرى ما بلغته من لذة و انتشاء ". يستمر منذ الوهلة الأولى إلى غاية الصفحة الأخيرة من هذه النفاية السردية الفكرية في تشويه كل شيءٍ بنقمة شديدة مغرضة:
« العالم لا يمكن أن يكون سوى بقّة طفيلية مجهرية على حافّة طيزه*(…) لم يكن هناك أمامي من مجال للشك في هذا الفهم ، فقد أحسسته عميقا ، و تشربته كاملا مع انفاس لفائف الحشيش".. يا عين العقل و الحكمة ! هؤلاء لا يصيبون الحكمة و العمق إلا عندما يمارسون طقوس انحرافهم ، خمور و مخدرات و مجون ؛ إشباع مطلق لهوى أنفسهم فيجعلون محبوهم من قرائهم و متابعين انتاجهم يهيمون شغفا بفكرهم و أخلاقهم المتمردة الشيطانية.!
« علي الآن محاولة فهم ما حدث ، ليس من أجل التوبة و التماسا للصراط المستقيم كما يعتقدون " ص ١٢
« لكني قرأتُ الكتب كلها التي تركها خالي ، قرأتها دفعة واحدة كمن يشرب قنينة دواء واحدة ليشفى بسرعة ».
هو فكر ماركسي شيوعي محض عاق يعتبر أن القيم الدّينية السمحة و الثوابت المجتمعية و المبادئ و الإيمان أمراض فتاكة تكرّس « العبودية » تصيب الفكر الحر و لا يوجد ترياق مبدد لهذه ( الخطوط الحدّية) عدا ترياق الاعتكاف المكثّف لقراءة أفكار الملاحدة و اللادينيين و الماركسية التي تنير طريق الباحث عن الحقيقة الوجودية و ترافقه في نضاله الفكري وسط مجتمع محافظ متزمّت و منافق متظاهرا بمحافظته للقيم و الثوابت .
و يضيف دعم اتجاهاته و رؤاه التي تؤثر إلى حد بعيد بصنف من معجباته و معجبيه من القراء:
« كرتونة كاملة من الكتب الممنوعة ، كتب الشيوعيين الحاقدة الكثيرة و بياناتهم… أصبحت بعد المراهقة منشغلا كثيرا بتلك الكارتونة أكثر من انشغال أمي بها … "كان* ( خال* الكاتب الراوي) عضوا نشطا في حركة ماركسية ثورية انقلابية …" الكتابة هي عرض و طلب ، فالكتاب يكتبون لجمهور ما و هذا الكاتب المغربي يكتب لجمهور محدد و واضح من لا يؤمن بأفكاره و توجهاته لا يقرب ما يكتب و لا يداوم على تتبع انتاجه :
« كنت أتصوّر أن الأمر مجرد قسمة و نصيب ، و أن الله هو المسؤول الوحيد عن ذلك بناءًا على حكمة ما غير ظاهرة للعيان ، و أن الفقر كالغنى تماما ، مجرد اختيار للعبد، و على ذلك العبد، الذي هو أنا، قبول ذلك الاختبار ..و الرضا بقسمته و نصيبه …. فالأمر ليس كما يتصوره الأغبياء من المؤمنين و المؤمنات في المجتمع المحافظ ؛ فالله حسب تفكيره و تفكير أتباعه ( غافل عما يفعل البشر ) و لا يهمه من حالهم شيئا !. و عند تناوله الشخصية المحركة الرمزية للنضال الماركسي اللاديني ( خاله ) الذي قتله النظام بسبب أفكاره التحررية يحاول جميع الكتاب من صنفه و طينته تزيين و تلطيف صورة المنحرف و المتمرد على القيم و التوهين لسلوكياته الشاذة و المتناقضة مع قيم المجتمع الواحد :"لم أجد في الرسائل و المسودات ما يدل على أن خالي كان شخصا شريرا أو مجرما . بل عكس ذلك كان شخصا حالما رومانسيا إلى أبعد حد".. نعم خاله كان عبثيا بعقلية شيوعية ماركسية إلحادية ، يحب كل ما هو عبثي ، خمر جنس ، حشيش ، علي علاقة غرامية رومانسية مع جامعية ماركسية شيوعية مثله .. لم يكن أبدا شرّيرا أو مجرما ، و ذلك لقصر فهمه ( الكاتب عبر بطله ) لمفهوم ( الإجرام و الشرّ) لغويا و عقائديا !. الرواية لا تخلو من - النفايات السردية - التي لا طائل منها و بالأخص لما يحرمها كاتبها سواء عن قصد أو عن عجز في الصنعة الجيدة لحبك التفاصيل لإعفاء عمله السردي من كارثة الملل و الفتور من مواصلة قراءة - زبالته اللاأدبية - المروية بسوقية لا مثيل لها و خاصة لما يتحدث هنا عن أحد شخوصه " خنفاش" الذي ألبسه السارد أو الراوي ثياب " الغُلامية" أو المثلية :
"بعد خمسة أيام وجدت خنفاش عائما على ضفة النهر بثيابه و حذائه و قد طُعن في كل مكان في جسمه طعنات بلا عدد . كان عبد الرزاق قد - ناكَ*- خنفاش فعلا في السانية أكثر من مرة بشهادة أكثر من شخص . لم يكن بإمكان خنفاش الدفاع عن نفسه فقد كان أعرج و أصغر و أضعف من عيد الرزاق إضافة إلى أنه كان يتأتئ أثناء الكلام (…) عبد الرزاق - نكح*- خنفاش مرارا في السانية (…) عوض أن يحتقرونه كما كانوا يفعلون سابقا باعتباره مجرد -غلام - عبد الرزاق ، لا ..فقد احترموه هذه المرة و اعتبروه رجلا… »
*
-لخّص الكاتب كل القصة « الحي الخطير » المروية و قيم الشخوص و الاحداث من خلال بطله في هذا التفصيل الذي أراه أنا شخصيا نقدا ذاتيا صادقا من رحم العمل نفسه - غير مقصود بالسرد طبعا! - لكنه ناب رأي كل ناقد غيور على الأدب :
« شيء واحد فقط كان يجب أن يظل نصب عيني : ذلك المكان هو أكبر تجمع في العالم للحثالة ، و أنا واحد من أولئك الحثالة، و القراءة الكثيرة لكتب خالي ( الماركسية الشيوعية ) و كتب أخرى على ضوء الشمعة منعكسة على دموعي أمي في غرفة كوخ مليئة بالصراصير و بوستيرات الممثلات العاريات و عارضات الأزياء على جدرانها لم تزدني سوى إيمان بذلك و إحساس أعمق بأني أحد صراصير ذلك الكوخ »
ـ يواصل " صرصور " " الحي الخطير " بكل وضاعة سرد أحقر حقارات السّرد العربي الذي صار له أتباع كثر لانحطاط المستوى و تشوه الذائقة لمَّا اغتالوا الأدب :
« كان الحي يعجّ بنساء كثيرات - من ذلك النوع - جئن حوامل من أماكن و مدن مجهولة ، يُغيّرن أسماءهن و يبدأن داخل الحي حياة جديدة منقطعة بالكامل عن الماضي . يكترين غرفا. أكواخا و يشتغلن في الدعارة الرخيصة تحت حماية قوادات يؤمن لهن الطعام و المبيت و السترة ."(…) بعد أن أنجبت عبد الرحمان كان أغلب سكان* الحي قد نكحوه(*لا أفهم هذا الخطأ السردي - كل سكان الحي ؟! هل الأطفال و النساء و الشيوخ جميعهم ضاجعوها!؟) بعد شهور من العمل الدؤوب برفع رجليها للزبائن باختلاف أشكالهم و ألوانهم و أمزجتهم و أعمارهم و أحجامهم و نزواتهم و روائحهم النتنة ، فأغلبهم لا يستحم أبدا ، فرّج الله أخيرا - كما كان يقال -بلغة القوادات فتزوجت »..
*
ـ في نهايات هذا العمل ( النفاياتي فكريا ) يتساءل كاتبه :"هل تعتقد فعلا أن كون أمهاتنا قحاب ، أمر مضحك ؟ غريب أمرك يا رجل.
أجبته :- و هل كنت تعتقد أن تلدك رابعة العدوية في هذا القيء العملاق الشبيه بمرحاض الماخور ؟ ».
لم أقرأ أسوأ و أوضع عمل كتب على أنه ابداع و رواية كما قرأت ( للأسف ) في هذا الكتاب من الصفحات الأولى إلى غاية الصفحة ١٩٣.
ما شدّ انتباهي في تفاصيل هذا العمل هو ؛ كأن شُبّه لي أني أقرأ اقتباسا لـ "الخبز الحافي " لمحمد شكري لكن بمستوى أفظع دناءة!، الرواية هي عمل يزكي و يؤدلج للانحراف و الفواحش و العصيان و يبرر الجنوح و التمرّد و يزيّن المعاصي و الشهوات و يبررها و يعتبرها وسائل دفاعية خاصة بالضعفاء و الفقراء و ليس على ( الآلهة ) كما يُذكر في هذا العمل - الحقير سردا و مستوى - و لا الدين و لا المجتمع دخل في سلوك و قرارات الأفراد الذين قرروا عدم الإتباع و عدم الطاعة ..لا الخالق و لا المخلوق لهما الحق في الحكم على تصرفاتهم!
*لا يمكن لقارئ مبدعا كان أو قارئا يريد أن يتثقف وأن يكوّن زادا معرفيا و فكريا و فلسفيا سليما صلبا إذا كان لديه "رسوخ و تجذّر" حب و شغف و نزوة مستمرة عارمة شبيهة بـ ( الإدمان ) لقراءة هكذا وضاعات و حقارات مكتوبة بهذا الانحطاط السردي و الأخلاقي..
إنه بكل بساطة " تناكح فكري و تخاطر افتراضي " و تبادل جنسي ، خطيئي ، نزواتي بين الكاتب و المتلقي القارئ النهم المطالب و المائل لهذا النوع من الحكي الإباحي و الماجن و مردُّ كل هذا التوجه المنحرف ( عطش انحرافي عصياني جنسي و كبت دفين للشهوة و للتمرّد) بسبب مرض نفسي عميق و خلفيات تربوية أعمق نشأت في سن متقدمة و تدعمت و ارتكزت على هكذا نحو مرجعي سردي؛ و هي سموم افتراضية مدونة على صفحات الكتب التي اجتاحت المكتبة العربية الممسوخة !.
* بصراحة ، إنها أحقر و أوضع رواية أبتليتُ بها نفسي لإخبار القارئ الفضولي بما يدور بين صفحات كتب و أعمال ذاع صيتها و لا يعرف السبب ! هذه الأعمال لا يقرؤها إلا "المنحرفون و المتصالحون " مع انحرافهم الأخلاقي .. المنسجمون مع نفاقهم … الغاوون للسرد الجنسي الدعاري .. المستمتعون بأجواء الانحراف و الشذوذ : الدعارة ، القحاب ، الخمور و الحشيش ، مجادلة العقيدة و الخالق ، الحقد على المجتمع ؛ كلها عناصر موجودة مشتركة بكثافة في الأعمال التي تناولتها بانطباعاتي الذوقية الساخرة في المناسبات الفارطة.
* لا يقرأ للمغربي محمد بنميلود بشكلٍ مداوم و يتتبع نتاجه إلا شبيهه خلقا و فكراً و هاوي الوضاعة و يرفض الرفعة و الترفع و لا يطلع على هكذا روايات و يتعصّب لفكره " المارد المتمرد " إلا فاجراً و فاسقاً مثله. "قل لي لمن تقرأ أقول لك من تكون و من أنتَ ! ": عبارة قلتها و أكرّرهها باستمرار عن قناعة و يقين . ليعذر القارئ المحترم " انفلاتاتي الساخرة و التهكمية" و غضبي الساخط في هذا الإنطباع فأنا أضطررت لتوظيف ذاك كون هذا الصنف من الكتاب و الكاتبات يجب التعاطي معه بمستوى طرحهم و تفكيرهم و استعمال المصطلحات التي تليق بمستواهم الفكري الشخصي.
*
*الكتابة هي فعل و ها أنذا أكتبُ ردة فعلي و قراءتي للمشهد بكل حرية و سخرية في هذا العمل المنحط و الشاذ أخلاقيا لصاحبه. انتهت انطباعاتي الذوقية الساخرة مع هؤلاء و انتهت مضيعتي لوقتي الثمين لنقد من وجدوا على الساحة (كتابا و قرّاءا) بالخطأ لأنه زمن تقديس الأخطاء و الضلال و البغاء الفكري … لقد مات الأدب و مات النقد و الذوق السليم! .. الله غالب ! الله غالب !!.
 

 

ـ باريس 15 جويلية 2022

****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على السبت, 16 تموز/يوليو 2022

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :