طباعة

* بقلم: لخضر خلفاوي | باريس

 

منذ سنة 2015 و اليمن يواجه تصعيدا أمنيا لا مثيل له بسبب اللاستقرار السياسي و الأمني الداخلي ‫.‬ علما أن اليمن شهد قبل هذا التاريخ أزماتا أمنية كان الصراع فيها ثلاثي الأطراف ، و ذلك بين القوات الحكومية اليمنية ، و الحوثية و السعودية‫.‬ كما تعفنت الأمور بعد الإطاحة بالرئيس اليمني ‫"‬ علي عبد الله صالح‫"‬ المُطاح به ـ ظاهرا من قبل ثورة الشباب و باطنا من قبل

قوى خارجية تقودها السعودية و الولايات المتحدة الأمريكية و بالطبع ذيل الولايات المتحدة في خراب العالم و هي بريطانيا‫.‬ و استهلت السعودية عملياتها العدوانية على التراب اليمني بطلب من الرئيس المستخلف الجديد ‫"‬ عبد ربه منصور هادي ‫"‬ حسب أجندة الحلف السعودي الأمريكي البريطاني وقتها حفاظا على مصالح حكمه و استرداد كل السيطرة في البلد ‫.‬ منذ ذلك التاريخ ‫، أي " عملية عاصفة الحزم" المقيتة في الـ 25 مارس 2015 تاريخ القصف الجوي ‬ السعودي ، انظمت للأسف و للعار الشديد دول عربية تسبح في فلك أمريكا و بريطانيا مشكلة بذلك حلفا عسكريا ـ سمي عربيا ـ هدفه قصف و محاربة الحوثيين و القوات الموالية للرئيس ‫"‬ علي عبد الله صالح‫".‬ قوات عسكرية و عمليات جوية للطائرات المقاتلة السعودية و المصرية و المغربية و الأردنية و الإماراتية و الكويتية و البحرين و قطر ـ المستبعدة ـ في صيف هذا العام للخلاف الذي نشب بينها و بين السعودية ‫.‬ و منذ ذلك الوقت المشؤوم و اليمن الشقيق يواجه تدميرا ميدانيا شاملا لبنيته التحتية و لمنشآته و لمدارسه و شعبه و أطفاله يواجهون التقتيل العشوائي منهم من كان ضحية ‫"‬ الحوثية الهمجية‫"‬ و منهم من كان ضحية ‫"‬ السعودية ‫"‬ التي تدعي قيادتها للتحالف العسكري و ضربها لمعاقل الحوثيين و كل التخريفات التي تسوق للاستهلاك الإعلامي العربي و العالمي ‫..‬ فكل ما في الأمر أن بعض ‫"‬ حثالات ‫"‬ آل سعود يعملون تحت إمرة اسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها لتدمير ـ المُدمّر ـ و ما تبقي من دمار الاستعمار المباشر و النيابي في كل قطر عربي‫.‬ فالسعودية ـ أرض البقاع المقدسة ـ كانت دائما وراء زعزعزة الاستقرار في اليمن ؛ في الماضي البعيد بعد تفكيك الدولة العثمانية مرورا باتفاق الطائف و إلى ما بعد ذلك كان النزاع الحدودي بين البلدين هو بيت القصيد و حديثا منذ مارس 2015 بحجة مطاردة ‫"‬ الحوثيين‫" تستمر السعودية في لعب لعبتها القذرة.‬ لم نجن من حرب ‫" حثالات الأنظمة العربية" في اليمن عدا هذا التقرير الخطير : ‬
‎مقتل أكثر من 8530 شخصا و حوالي 6‫0 بالمئة ‬ منهم مدنيين و جرح 48 ألفا بالإضافة إلى من لقيوا مصرعهم جراء الغارات الجوية و أكثر من عشرين مليون شخث يعاني من سوء تغذية حادة و من شح المساعدات الإنسانية و تفشي الأوبئة و الكوليرا الذي أودى بحياة 2130 مصابا أو مريضا بهذا الداء‫.‬ و عدد النازحين داخل اليمن تجاوز المليونين و أكثر من 500 ألف طفل يعاني المجاعة و سوء التغذية ‫.‬
‎كل هذه الحرب المجنونة و الحمقاء التي تقودها السعودية و قوات الدول العربية المتحالفة تُسير من قبل ‫"‬مركز القيادة و السيطرة‫"‬ بوجود و حضور خبراء و عسكريين من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا ، و تقدم الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا دعما ‫"‬ لوجيستيا كبيرا بالإضافة إلى تسارع و استمرار لتسويق السلاح الأمريكي و البريطاني لدول التحالف لإبادة أكثر للشعوب العربية بحجة الحرب على الإرهاب‫!‬
‎الوجود الميداني و اللوجيستي الأمريكي البريطاني في الخليج العربي و الشرق الأوسط ليس لمصلحة أي شعب فرسا كانوا أو عربا‫..‬ فالغاية هي تفتيت المُفتت و ترك كل المنطقة على الحديدة‫.‬ فالسعودية منذ سنوات سمحت لنفسها في الدخول في متاهات جيو ـ استراتيجية و تحاول بدورها خلط الأوراق، و تعمل بكل ما أوتيت من قوة لتتقدم محور الدول المعادية للجمهورية الإسلامية، فلا يزعجها تحالفها المعلن و السري مع ‫"‬ إسرائيل و الولايات المتحدة‫"‬ لزعزعة استقرار إيران و إضعاف وجودها و تأثيرها الكبير في بؤر النزاع الطائفي و العسكري و السياسي على دول الجوار التي تربطها بهم علاقات مصلحية استراتيجة مضادة للسياسية الأمريكية السعودية و بعض الدول المعادية للتمدد الإيراني ‫الإيديولوجي و العسكري. إلى أن تنتهي حروب الحثالات" تبقى أنظمة الدول العربية رهن ‬ تكتيك بريطانيا و الولايات‫.‬ لا أحد يجرؤ من هذه الأنظمة العميلة الممسوخة أن تغضب من وصفي لها بالحثالة ، و إن تريد إثبات العكس بأنها فعلا أنظمة تستحق الاحترام و التقدير فعلى هذه القوات العربية المتحالفة ضد اليمن أن توجه رصاصة واحدة لإسرائيل‫!‬ طبعا حتي في الحلم لا يحصل هذا أبدا لدى هذه الجيوش الكارتونية العربية التي تقهر و تقمع شعوبها بكل بسالة و تعمل على ديمومة الظلم و الشمولية العقيمة و تجبن أمام الكيان الصهيوني الذي يذبح يوميا الشعب الفلسطيني الشقيق و يجوعه منذ أن تم تنفيذ وعد ‫"‬ بلفور المشؤوم‫" و القبول به!‬

ــــــ

‎*طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

آخر تعديل على الأربعاء, 22 تشرين2/نوفمبر 2017

وسائط