طباعة

 *كتب: لخضر خلفاوي | باريس


‎عودنا ‫"‬عباس‫"‬ و السلطات التي تدور في فلكه استشراف ما سيقلونه و ما سيفعلونه و ما سيدبرونه بحكم سياستهم التطبيعية الانبطاحية مع العدو و تنويم الرأي العام الفلسطيني و العربي‫.‬ فاستهل خطابه بعنوان لنص ‫"‬ مظفر النواب‫"‬ ‫(‬القدس عروس عروبتكم‫)‬ ثم استمر في عرض حال الوضع قائلا أن‫"‬ القدس أُزيحت من الطاولة بتغريدة من الرئيس الأمريكي،

حيث أعلن أن القدس عاصمة الكيان الصهيوني‫"..‬ و لأن ـ كما توقعنا دائما ـ إسرائيل تعتبر صديقا بامتياز لأبي مازن ، فعدوه الحقيقي الذي ينغص عليه سلطته الوهمية هو تنظيم ‫"‬ حماس‫"‬ و جناحها المسلح المقاوم للعدو ، لذا لم يتأخر في توجيه اللوم في بداية عرضه مبديا انزعاجه من موقف حماس المتمثل في اعتذارها عن حضورها و مشاركتها في ‫"‬ اجتماع المجلس المركزي مسترسلا في قوله‫:"‬تمنيت من قيادة حركة حماس عدم التناغم مع مواقف القيادي في الحركة ‫"‬ محمود الزهار‫"..‬ و في خضم حديثه أكد ‫ " محمود عباس" أن السلطة تلقت اقتراحا و عرضا لإعلان" أبو ديس" كعاصمة لفلسطين، و حسب قوله:" قلنا لترامب لا و ألف لا .. لن نقبل صفعة العصر " متوعدا بأن السلطة ستردها و أن الفلسطينيين ـ هم ـ في لحظة خطيرة و لن نرحل و لن نرتكب أخطاء الماضي".. و وعد هذا الأخير بكلامه " الفضفاض كالعادة بأن فلسطين ستستمر بإثارة اتفاق " وعد بلفور" لتحميل بريطانيا علي الاعتذار ، في ذات الوقت أشار دون جديد بأن" إسرائيل" هي مشروع ـ استعماري ـ لا علاقة له باليهودية ، وأن هذه الأخيرة قد أنهت " أوسلو" و استوجب في هذه المرحلة بحث هذا الإشكال على " طاولة المركزي".. كما تحدث عن إمكانية اللجوء إلى مجلس الأمن لطلب الحصول على عضوية كاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ثم بانفصامية لا عقلانية و لا منطقية مع الوضع الملموس على الأرض تحدث أبو مازن عن " المقاومة الشعبية السلمية" التي يعتبرها أقوى فاعلية من "المقاومة الأخرى" أو إعلان الحرب ضد إسرائيل !! حتى عند لفظة " المسلحة" لم يجرؤ على النطق بها و إثارة الموضوع ، في ذات السياق ذكر مؤكدا و مكررا ما قاله منذ أسابيع عدم قبوله لأمريكا كوسيط في عملية " الاستسلام"!‬ أبو مازن يعمل ذائما دون مفاجأة حساب لأمن إسرائيل الكيان المحتل و لا يريد من شعبه أن يقاوم و يحارب سلطة الاحتلال بل ليجابهوه ـ حسبه ـ بصدور عارية ليموتون يوميا بالعشرات و يجوعون و يشردون هذه‫"‬ المقاومة السلمية الشعبية‫"‬ التي يركز عليها أبو مازن و يحذر من خلالها ‫"‬ حماس ‫"‬ و نظيراتها من الحركات الوطنية التي تجاهد في سبيل تحرير الأرض المحتلة دون أن ننسي أن أجهزة السلطة منذ فترة و هي في عمليات تمشيط و اعتقالات و استنطاقات مستمرة لكوادر الحركة و الحرب الاستخباراتية البوليسية الداخلية اندلعت منذ شهور ‫..‬ يبدو أن أبو مازن لا يعرف من قصيدة ‫(‬ القدس عروس عروبتكم‫) لـ "‬ مظفر النواب‫"‬ إلا العنوان أو قرأها بنسختها العبرية ؛ فلو قرأها كاملة لامتنع عن ذكر حرف واحد منها و لا أصابه الاستحياء و الخجل و الخزي ، و أدرك لا إراديا أنه شريك في اغتصاب كل شبر فلسطيني منذ مجيئه إلى السلطة ‫.‬ ألم يقرأ أبو مازن ما قاله ‫"‬ مظفر‫"‬ في صدر قصيدته و ما قاله في أولاد القحبة الذين يخاوفون على أمن و راحة إسرائيل و أمريكا‫:‬


‎"فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟
‎ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها
‎وسحبتم كل خناجركم
‎وتنافختم شرفا
‎وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض
‎فما أشرفكم
‎أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة ؟
‎أولاد القحبة
‎لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
‎إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
‎تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم
‎لا تهتز لكم قصبة
‫(…)‬
‎رغم بنفسجة الحزن
‎وإيماض صلاة الماء على سكري
‎وجنوني للضحك بأخلاق الشارع و الثكنات
‎ولحس الفخذ الملصق في باب الملهى
‎يا جمهورا في الليل يداوم في قبو مؤسسة الحزن
‎سنصبح نحن يهود التاريخ
‎ونعوي في الصحراء بلا مأوى
‎هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية ؟

‎هذا وطن أم مبغى ؟‫"‬

***

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/


- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الإثنين, 15 كانون2/يناير 2018

وسائط