طباعة

-كتب : لخضر خلفاوي*
 
 
*في تسعينيات القرن الماضي الذي كنت اعتبره -الزمن الرديء ثقافيا و فكريا و سياسيا على المستوى الوطن العربي - ليتضح بعد ذلك و يتحوّل اليوم في لحظة من لحظات نوستالجياتي الحارقة بالزمن الجميل المأسوف عليه بحرقة ! تذكرتُ معاركي و نشاطاتي الإبداعية و الفكرية التي كنت أخالها ( محتشمة )… كنت و رفقة كوكبة من الكتاب و المفكرين و الأدباء و الفلاسفة العرب ننشط دون هوادة كلٌّ من منطلق آرائه و توجهاته الفكرية الثقافية الإقليمية ، كان قاسمنا المشترك و الرغيف المسموم أو المرّ
الذي اقتسمناه منذ ولادتنا دون أن نُستشار هو ذلك الإرث الكارثي المتكارث للهم الشمولي الذي يتدثّر به وطننا البائس و يحضن تحته كل - موبقات الهمّ و المحن -. كانت وقتها قضية رئيسة مشتركة متوارثة بيننا منذ اتفاقيات وعد بلفور المشؤوم و تتمثل في " فلسطين " المحتلة و وضعية العراق و مطبات و عواقب حرب الخليج . باقي الأوطان العربية بغض النظر عن جلّ الأنظمة الشمولية التي كانت تبسط نفوذها على شعوبها بدعم واضح لحكومات المُستَعمِرات القديمة حيث كانت هذه البلدان تبدو ( مستقلة صوريا )..
-اجتمعت بقلمي و بفكري و بلغتي اللاذعة الساخرة إلى درجة ( التهكّم و الاستفزاز المتعمد ) مع خيرة و عصارة كتاب و مفكري عصرنا ذاك -الذي كنا نعتبره- مهترئا و متهالكا و رديئا رداءة أوضاع ممتدة من ( المحيط إلى الخليج ) و الذي أصبح للأسف ( خليط!).كان فضاؤنا المفضل و محراب تعبدنا للرأي الحر و الفكر و الجدل البناء و الاختلاف الإيجابي متمثلا في مجلة عربية سياسية فكرية مستقلة تدعى ( الزمان الجديد ) و هي سليلة مجمّع مؤسسة ( الزمان ) بلندن لصاحبها العراقي السيد ( سعد البزاز ).. و كان يشارك رئاسة تحريرها الزميل الدكتور فاتح عبد السلام . أسماء و أقلام منهم من قضى نحبه و منهم ما زال ينتظر كأمثالي ، لكم هو قاسٍ الانتظار ، آه لو تعلمون ! و بالمناسبة أذكر منهم :
"إلياس فركوح، الطاهر وطّار ، نصر حامد أبوزيد ، عادل الأسطة ، عدنان الظاهر ،الكاتب و الفيلسوف رسول محمد رسول ، مؤنس الرزاز ، إبراهيم أحمد ، إبراهيم سليمان السطري، نضال الليثي ، أحمد الكاتب ، الحبيب الجنحاني ، العفيف الأخضر، أسعد محمد علي ، بيوار خنسي، جان زيغلر، جاسم مراد ، خالد الخيرو ، خليل شمة، رياض الصيداوي ، زكريا تامر ، زهرة زيراوي ، زياد الصالح ، سامي ذبيان، سيار الجميل ، شاكر الحاج مخلف، شوقي بغدادي ، صبحي أنور رشيد ، صلاح آل بندر ، عبد الحسين الخزاعي ، عبد المنعم الأعسم ، عدنان الرشيد، عدنان أبو زيد ، عدنان مبارك ، عبد الرحمان مجيد الربيعي ، علي ثويني ، علي كريم سعيد ، عماد الدين الجبوري ، فاضل الجاف ، فاضل سوداني ، قاسم حول ، فؤاد التكرلي ، ( لخضر خلفاوي)، لؤي عبد الإله ، ليث الحمداني ، ماجد عزيزة ، محمد مبارك ، محمد عبد الجبار ، محمود الذوادي ، منصور الأهوازي ، نصر الدين البحرة ، نصرت مردان ، نور الدين صدوق ، هادي محمود ، هشام جعيط، وحيد موافي ، يونس عرب".
لا يسعني إلا قول "وا حسرتاه!" على ذلك "الزمان الجميل" و تزداد الحسرات يوما بعد يوم أمام ركام مجتمعات عربية تحت أنقاض الحروب الداخلية و الخارجية و الفتن و الفقر .. لم تتحرر فلسطين فحسب بل تفاقم الاستيطان و الإرهاب الصهيوني و باع خونة هذا الوطن الفلسطينين و سلموا القدس للكيان الصهيونى على طبق من ذهب ، دمروا العراق اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا و شتتوه ترابيا و ايديولوجيا و صارت تحكمه طوائف و جماعات مرتزقة ، دمروا سوريا و جوعوا شعبها ، دمروا ليبيا ، دمروا و شتتوا السودان ، و أعلنوا طاعتهم العمياء لأمريكا و انبطحوا بعد التطبيع الرسمي مع إسرائيل و زرع فيروس الهرولة إلى "كنيست" القردة و الخنازبر للحصول على بركة و رضا آل صهيون .
أما عن الواقع الثقافي و الإبداعي و الأدبي فلا يمكن إلا لأن يكون مرآة هذه العورة القبيحة المفضوحة ؛ روايات أصبحت لا يكتبها كتاب و لا روائيون بل عبارة عن ( شات و دردشات النيت منقولة من غرف ليلية افتراضية !) لمومسات هذا العهد الرديء القحبْ! و ركب الثقافة و الإبداع مسوخ و أشباه و كذاب منتحلو كل صفات الثقافة و الإبداع و الفكر و صار الإفتراض مؤسسة قائمة بكل وهمها ( على ذواتنا الحقيقية )؛ تحدد من يعيش و من يموت ! الباقون من ذاك الزمان البعيد الذي كنته و كنتُ فيه يشعرون بغربة الزمان و يشعرون بغربة المكان و يشعرون بغربة الأوطان حتى لو سكنوا كل الأوطان في منافي كل الأمصار ! كل شيء شبه ميّت أو مات !.. "اللاجدوى" هو قوت من ما زال ينتظر نحبه !.
-من الذاكرة الخاصة : باريس الكبرى جنوبا
ــــ
*) رئيس التحرير مسؤول النشر (الفيصل).
 
 

****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 
آخر تعديل على السبت, 20 آب/أغسطس 2022

وسائط