-لماذا هناك عقدة واضحة لدى الكاتب العربي من الكاتب الأجنبي و الآداب الاجنبية ؟
-لماذا هناك عُقدة واضحة لدى بعض الكتاب -المغاربة - من كُتّاب المشرق؟ و لماذا هناك استخفاف و إنقاص مُنتقِص واضح لدى بعض الكتاب المشارقة للكاتب المغاربي و حشر بُهتانا ( لغة الضاد ) كتبرير مقياسي مجحف لبخس مستوى اللغة التعبيرية لدى الكاتب المغاربي، و التذرع ب بربرية اللغة الأمّ لكتاب المنطقة أكثر من عروبتهم؟
و ما محلّ تأثير عنصر ( الفارسية و الكردية و غيرها من الأعراق و المذاهب الذائبة في الإرث الأدبي و الإبداعي العربي برمّته ؟. لماذا هذه العلاقة المهتزّة بين القطبين للمثقفين العرب بمشرقه و مغربه و لماذا هذه العلاقة المرتبكة و الشائكة ؟ و لماذا هذا ( التنمير) المتبادل في حين يستويان ، بل يتنافسان في تمجيد ( الكاتب الأجنبي )؟!.
و لماذا هذه الظاهرة المستفحلة مذ عهود تصفية الإستعمار البريطاني الفرنسي، و هي جَهونة و - عرقنة - الآخر في مجال الحركة الأدبية بين القطب المشرقي و نظيره المغربي ؟ هل هي عقد و تراكمات استيطانية ثقافيا -كسندروم -متلازمة- ستوكهولم-
(Le syndrome de Stockholm ) / Stockholm syndrome.، أو هذه الأحكام الجاهزة و الموروثة أو المتأصّلة أم هي معضلة معاصرة ل -ما بعد الحداثة و المنوطة بتصفية الاستعمار - و حل محلها انتعاش و ترسيخ الأفكار القبلية العنصرية - الإيثنثقافية- Ethnie-culturelle / Ethnic-cultural / الانفصالية فكريا أحيانا و هواياتيا ؛ التي اشتغل عليها المستعمر الأبيض قبل رحيله بزيّه العسكري ابان انتدابه للوطن العربي من المحيط إلى الخليج لتسويد و تسميم موروث الثقافة العربية و إفراغها من محتواها العميق!؟.
-لماذا القومية تتحوّل بعد كل هذه التحولات و الخسارات التّاريخية من مشروع ممكن كان متاحا و أصبح نُباحا و صرح من خيال و اسطورة مُغْرَقة و ليست حتى إغريقية !؟ لماذا هذا التحوّل الماسخ في الخطاب الفني و الثقافي و الأدبي تحديدا …!؟ لماذا انحرف الأدب العربي كقيمة إنسانية عن سبيله الطبيعية و كأداة بناء فردية و مجتمعية و صوت توعية و تربية و ارتقاء و استشراف و بعدا فلسفيا للتعبير عن القيم و الثوابت و استنهاض و تهذيب المجتمعات و تطوير سلوكاتها لينكمش هذا ( الأدب) القاسم المشترك ( بين القطبين الشرقي /الغربي) في معظمه و ضاع في أدراج السفاهات السردية و أَبِقَ في أروقة سردية يعْلوها بكل الوقاحات ( الآاااه! و الآاااااحْ ! )!؟.
- لماذا بعد انتعاش دور المرأة العصرية في المجتمعات العربية و كسبها أشواطًا كبيرة في الحرية و العدالة ؛ زُرِعَ في فكر و أذهان بعض الأقلام النسوية الحديثة المعاصرة الصّاعدة بذرة شيطنة (الذكر العربي ) أوّلا و اتهامه بالذكور و السلطوية الفاحشة و ثانيا لماذا هذه الموضة لدى بعضهن و هي ( ليْثنة) و -مجْدنة- و نفخ أكثر من اللزوم الكاتب المشرقي و تمجيده و التسامح المطلق معه و التساهل -لهُ- و التذلّل له و الاعتراف به حدّ التّماهي و التلازم بعقلية -إمّعية - خالية من المنطق المبرر أكاديميًا و دراساتيا، و قيميا و معرفيا و منحه ( درع الأنموذجية) الاستعلائية و إعفائه بتزكيته من كل نقد أو معارضة و لا ضير من الوقوع في حبه حتى و الفتون به و الهوس به في حين تُنمّر هكذا أقلام شمال أفريقية عربية و تُقدّح و تلذع و تلدغ و تبخس بالإنقاص الشديد شأن مواطنها الكاتب و المبدع المغاربي ؟ هل هذا راجع ربما لأسبقية دول المشرق في تقاليد النشر الواسع و اكتساح الكتاب العربي و كُتّاب المشرق المشهد العربي الواسع البلادة في باقي دول العالم العربي، أيّ في الضفاف الأخرى اللامشرقية؟ ما دور إرث ( سايكس ) البريطاني و ( بيكو) الفرنسي في التغلغل الثقافي في فترة ما بعد رحيل عسكرهم - تصفية شكلا الاستعمار المباشر - و تعويضه بعسكرة ثقافية و فكرية و حتى دينية !؟ ما دور السينما المشرقية بعد ذلك و الدعاية السينماتوغرافية بدءً من سبعينيات القرن المنصرم في تحريف مُبطن -عن قصد أو دونه - لنظرة المغاربي التشكيكية و ربما الدونية لنفسه ، بالمقابل التسويق للهوية المشرقية و عاداتها المتعددة من خلال ثقل اجتياح محتويات المسلسلات التليفزيونية التي تتحدث عن البيئة المشرقية ؛ لما كان المشرق ينتج و في أوجّ الصناعة و الثورة السينمائية و التلفزيونية كانت دول المغرب تستهلك ما انتجوه و يتسلّى و يستمتع بوجهات نظر الفكر المشرقي و أنماط معيشتهم !
-لماذا كان هذا الترويج لدور الريادة المشرقية للثقافة و الفن و الأدب لاستخلاف الثقافة الاستعمارية السائدة في المُستعمرات القديمة بالثقافة المشرقية المهجنة هي بدورها بسبب تبعات الاستعمار الانجليزي في معظمهم و قابع على إرث استعماري بتجارب ثقافية غربية دخيلة مذ أكثر من مئة سنة عندما تم تطبيق حذافر مشروع "سايكس-بيكو" الناسف للقومية العربية و تجزئة المُجزّأ ؟
-نماذج و حالات كثيرة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي أثبتت تشرّد الكاتب و المثقف العربي المغاربي و انشطاره و فصامية لسانه و قلبه و فكره بين الهوية العربية و مخلفات الهوية الاستعمارية .. و هذه المواقف و التوجهات حيث دفع بعض الأقلام النسوية إلى الهجرة الفكرية قبل الهجرة الجسدية و العمل على مشروع و محاولات توسيع ( شبكة) مغامرات التواصل السلس و الحر دون قيد مع كتاب و مثقفين ذكور من ( مشرق و خليج الوطن العربي) لربط علاقات و توأمة هذه العلاقات و المغامرات لتبرير و تمهيد محاولات الهرب من البيئة المغاربية و مجتمعها الحادّين و اللحاق بنظرائهن - فكريًا كفضاء أريح و مُبيح) في القطب الشرقي و بيروت المثل الأنموذج كعاصمة كل ( التجارب و المغامرات العصيانية و الآبقة!) لإثبات و فرض ذات هذه الأقلام الابداعية التي تبحث عن بيئة مختلفة متسامحة مع تمردهن مقارنة ببيئتهن المُحدّدة و الصّارمة .. و منهن القليلات جدا من استطعن خطف الأضواء الإعلامية من خلال أفكارهن التمّرّدية / الخلافية.. أليست الكتابة ( خلافات و اختلافات رؤى شخصية يراد بها أن تُعمّم في نطاق واسع ) و ذلك لِاستثمار فكرهن العصياني ك( كتابة العري أو ممارسة العري بالكتابة و الحفر عمدا و استفزازا في قيم المجتمع المغاربي الأصلي المحافظ الذي يلعب لعبة الاستحياء و الإساءة استفزازا إليه من خلال قصص بعضها مفبركة لتشويه البيئة المحافظة و تبرير حرّية الكاتبات الهاربات من المجتمعات المحافظة و انتقاما منها لأسباب شخصية، بالاحتماء عقائديا و فكريا بمجتمعات مشرقية منفتحة و متفتحة و متسامحة مع -كل الإباحات- و تناول كل -التابوهات و المحظورات عرفاً و دينا - في مجال الأدب بحكم أنها مذ زمن و هي أرض خصبة لكل الطوائف و الديانات و الاعتقادات ( الشبه متعايشة فيما بينها ظاهرا) و رغبة في الحرية المطلقة و العصيان السلوكي عن النمطية و العرف و الدّين !) حيث أصبح حسب معتقدات و تصورات هذه العينة من الأقلام النسوية المغاربية الكاتب المسيحي أو اللاديني، أو الماركسي أو المثقف الصعلوك في المشرق هو الخيار الأمثل و الحلم الوديع و المحطة الانعتاقية و الانفراجية لتحقيق غاية الحضور -خارج طائلات الحظر الديني و العرفي - و تحت الأضواء الفاضحة أو الكاشفة المشجعة للأبوق ، سموها مثلما شئتم ، لأن (الشهرة) ليست مرادفا للنجاح ، الشهرة في غالب الأوقات في عصرنا الحالي هي تسلّط الشاذ أو الشواذ من الأمور على السياقات العامة الكلاسيكية الطبيعية و محاربة العرف بسبب دعم الإعلام الأصفر و روّاد الاشتغال على كل ما هو صادم و شاذ ! و منهن من لم تفلح في ذلك و تحوّلت تفاصيل المغامرة إلى كابوس حقيقي على المستوى الشخصي .. و منهن من انطفأن و عِشنَ نكِراتا دون أضواء في ظل المثقف الموعود في المشرق .. و منهن من تنتظر بفارغ ( المشرق و أحلامه و فوانيسه ) بمجيئ ربّما فرصة مُشرقة مشرقية أو إماراتية أو خليجية .. تنتظر و تنتظر … ؟!.
-لماذا في المقابل لا توجد حمّى و هوس بعض الكاتبات المشرقيات و الخليجيات بالكاتب المغاربي شمال-أفريقي و لا توجد محاولات الهروب و التنصّل من المجتمع الأصلي المشرقي باتجاه (الذَّكر) المُبدع و البيئة و المجتمع المغاربيين !؟.
-لماذا بعض الأقلام النسوية المغاربية -تتمشرق- و -تتمشّق - و تتملّق في سلوكها مع -ذكور الكتاب المشارقة- و تظهر في شكل حاد و صارم و قد تتظاهر بالصرامة و القسوة أحيانا إزاء ذكور المغرب العربي من الكتاب !؟.
-هل هو نتاج و انعكاسات و ردَّة فعل مثلية لسلوك بعض الكُتّاب الذكور المغاربة المؤسف و المُدان دون جدال ، ذلك السلوك القاضي أو المحاول لتهميش ظهور بعض الأقلام النسوية الكفؤة إبداعًا و أدباً ، فتضطر بعض الكاتبات الباحثات عن التنفيس عن ثقتها بنفسها في وسط هذا الحصار لتستسلم إلى غوايات (الذكر المشرقي ) و الإطراءات و المجاملات و الغزل العابث و الأضواء و البريق و الارتماء بكلّ ولاءاتها في فكر و أحضان شخص الكاتب المشرقي أو الخليجي المتظاهرين بالرومانسية و الليونة و اللطافة و الوداعة؛ أي شخصية افتراضية نقيضة بديعة التسويق أيّ الصورة النّمطية المفتعلة السّلبية ( التبريرية ) التي رسمتها لمواطنها و زميلها المغاربي المزعج العُنصري و الأناني المُحدّ لحُرّية تعبيرها بسلوكه البربري المتعجرف حسب نظرها و موقفها منه ؟.
-لماذا الكاتب المشرقي و الخليجي لا يولي أيّ اهتمام بالأدب المغاربي السبّاق للعالمية مذ زمن و ذنبه الوحيد أن معظم هكذا أعمال كُتبت باللغة الفرنسية أو الانجليزية ؟. هل يعتبرون الكاتب المغاربي المبدع بلغة غير عربية أو غير مشرقية كاتبا أجنبيا و لا تليق به الهوية العربية و لا يستحقها و هل المشارقة من المثقفين و الكُتّاب هم أكثر عروبة من المغاربة ؟ و لماذا لم تُصنّف إنجازات الكاتب العربي المغاربي الناطق أو النّاشط بالفرنسية مثلا ضمن النتاج و الموروث الطبيعي الأدبي العربي الناطق بلغات عديدة !؟.
*صعب جدا الإجابة على بعض هذه الأسئلة التي تعكس مشهدا هزيلا و هزليا و بكل -فُصامياته- و تلزمنا أكثر من حقبة زمنية و أكثر من دراسة معمقة لفهم هكذا سلوكات و توجهات و مواقف حاصلة في حرم الأدب و الإبداع الأدبي !!!.
ـــــ
—عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
—*) كاتب، مترجم، مفكر، تشكيلي، مصور فوتوغرافي ، إعلامي و مدير تحرير -نشر صحيفة ( الفيصل)-باري
*باريس الكبرى جنوبا