طباعة

 *الفيصل الساخر ـ باريس

أعلنت الرئاسة الروسية رسميا عن قمة مرتقبة يوم الـ 12 من هذا الشهر بين روسيا و فلسطين في إطار إيجاد حل للانسداد الكبير الذي اعترض مسيرة السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين و الاحتلال الاسرائيلي بعد الكارثة الاستراتيجية التي أحدثتها الإدارة الأمريكية من خلال إعلانها للقدس كعاصمة صهيونية‫.‬

بصرف النظر عن ما يظهر من الموقف الروسي ـ الظاهر شكلا ـ داعما للقضية الفلسطينية و السلام في الشرق الأوسط و تصريح مخضرم الديبلوماسية الروسي ‫"‬ سيرغي لافروف‫"‬ الذي يقول عن الفلسطينيين و الوضع ككل‫:"‬ إنهم قدموا الكثير من التنازلات و لم يحصلوا على شيء في المقابل‫"‬، فإن روسيا ليست بريئة و صادقة مئة بالمئة فيما ترمي به من رسمياتها إلى الساحة الإعلامية العالمية‫..‬ ضلوع روسيا في عدم استقرار المنطقة ليس بالهين، إلا أنها تحاول استغلال الوضع لصالحها و التأثير على كفة الميزان الاستراتيجي و هفوات البيت الأبيض من خلال ترامب التي لا تغتفر تاريخيا ؛ بحيث تريد روسيا أن تلعب دورا رئيسيا و محوريا في إبعاد العنصر الأمريكي من تقليدية ضلوعه في كل صغيرة و كبيرة كوسيط لعملية ‫"‬ استسلام‫"‬ السلطة الفلسطينية و ليس سلام الفلسطينيين‫…‬و نعتقد أيضا أن عباس يلعب هو أيضا عملية شد الحبل مع ‫"‬ ترامب‫"‬ و استفزازه بالعنصر أو الوساطة الروسية للعدول عن قراره ، خصوصا بعد الإجماع الدولي الذي التف حول ‫"‬قضية القدس‫"‬ و رفضه للمقترح الأمريكي الأحادي الجائر بإجماع ‫..‬ فمن يستغل من؟ هل عباس يستغل المحور الأروربي الروسي للضغط على الإدارة الأمريكية أم أن روسيا تستغل عباس و قضية السلام لإبعاد أكثر الدور الأمريكي و الدفع به إلى تماس المفاوضات و المشاورات؟
‎نخشى أن ‫"‬ محمود عباس‫"‬ سيخذل مرة أخرى ـ كعادته ـ تطلعات الشعب الفلسطيني و المتعاطفين معه في كل العالم من حكومات و منظمات و جمعيات و سيعلن في الأسابيع المقبلة أنه تم الاتفاق مع الإدارة الأمريكية على مواصلتها كراعية و وسيطة للسلام بين سلطة الاحتلال و السلطة الفلسطينية‫…‬ و أن كل ما صرح به من مواقفه و تهديداته في شأن الاستغناء عن أمريكا كوسيط و كراع في عملية السلام ليس إلا تمثيلية ‫"‬ منبطح ‫"‬ و ـ خائن ـ لالتزاماته الشخصية قبل الالتزامات القومية الوطنية‫…‬ لأنه أي ‫"‬ محمود عباس‫"‬ لم ينقطع ـ عكس ما يحاول أن يبديه للرأي العام ـ في التقرب و الإنصاط إلى الإدارة الأمريكية بوساطة دول من الإمارات و السعودية‫..‬ فقط فهو يبحث عن ـ رقصة جديدة ـ تبريرية تنويمية للعودة إلى أحضان العم ‫"‬ ترامب‫"‬ ‫..‬ حقيقة إعلان أمريكا لوضعها للقائد ‫"‬ هنية‫"‬ كادر حركة حماس ضمن لائحة الإرهابيين لم يكن بمحض الصدفة و لا مفاجئا، فقد قلنا و كتبنا أنه سوف يعاد تصنيف بشكل رسمي أمريكي حركة ‫"‬ حماس‫"‬ بكل تنظيمها و قياديها كحركة ـ إرهابية ـ تعمل ضد مصلحة السلام و بالتالي ضد برنامج و مشروع السلطة و هذا ما تسعى إليه السلطة منذ سنوات لتكبيل ـ بصفة رسمية و بمساعدة دولية ـ المقاومة الصريحة ضد الاحتلال‫..‬ عباس يحب ‫"‬ البزنسة‫"‬ بمفرده في ساحة ‫"‬ عملية‫"‬ السلام بينه و بين أصدقائه ‫"‬ الإسرائليين دون أن ننسي السيسي و ملك الأردن الذي بدأ يغازل و يلمح بأنه تعرض و يتعرض لضغوطات كبيرة خارجية و كأنه لا يشعر بضغط و ألم الاغتصاب في داخله‫!‬ ‫..‬ فأكبر خطر يهدد وجود ‫"‬ عباس‫"‬ سياسيا و ديبلوماسيا ليست إسرائيل بل هي تنظيمات المقاومة كحماس و شقيقاتها في الجهاد ضد براثن الصهيونية‫!‬ تذكروا جيدا ، سيعود بنا ‫"‬ عباس‫"‬ إلى نقطة ما قبل الصفر و أضعف الإيمان إلى الصفر، يعني دائما ‫"‬ خسرانيين‫"‬ مع استمرار الاستيطان و تهويد كل شيء في فلسطين ؛ و عباس و تنظيماته الموالية منشغلين في تحسين و تلميع شهادة حسن السلوك الدولية من أجل إرضاء الدول ‫"‬المانحة‫"‬ و المانعة لقيام دولة فلسطينية‫!!!!‬

***

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/


- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الجمعة, 02 شباط/فبراير 2018

وسائط