طباعة

ـ عبد الكريم ساورة


‎اهتزت مدينة الصويرة وبالضبط بجماعة سيدي بوعلام  يوم أمس الأحد على خبر مصرع 15 شخصا لقي حتفهم و6 في حالة خطر على إثر التدافع الذي وقع بين المستفيدات في إطار دعم قدمته إحدى الجمعيات.


‎وكالعادة سارعت السلطات إلى الجري إلى عين المكان لانقاذ ما يمكن إنقاذه بعد التدخل الملكي ولكن بعد فوات الأوان. لايمكن أن نوجه أي اتهام لأحد، وسنعتبر الأمر قضاء وقدرا ونغلق الملف، وننتظر حتى تحل صاعقة أخرى تشبهها أوقريبة منها وهكذا دواليك، ولكن لايجب أن يفوتنا أن نؤكد أن السبب في هذا المصاب الجلل هو الخوف من الجوع، بشح الأمطار وندرتها، وارتفاع المواد الغدائية وارتفاع البطالة خصوصا أن نسبة كبيرة من النساء اللواتي كن يشتغلن في الحقول والبيوت وبعض الأنشطة المدرة للدخل التي كانت تجني منها قوتها لم تعد متوفرة لها، كما لاننس أن المنطقة تعاني تهميشا كبيرا لايختلف عن مناطق المغرب، كما لا يفوتنا أن نوضح أن الموت بهذه الصورة التراجيدية بحثا عن الخبز ولقمة العيش ينقل إلينا الصورة الحقيقية للوضع القاسي الذي تعاني منه فئات كبيرة تعاني الفقر والهشاشة ، كما نسائل بشدة المسؤولين عن المنطقة منتخبين وسلطة ، عن تدبيرهم للمنطقة ، لانملك أن نقول أن تدبيرهم كان سيئا بهذه السرعة، لكن نملك الآن صورا كارثية، تحاكم الجميع، والخطير في الأمر أنها أضحت تمثل صور العار لبلد اسمه المغرب. لابأس سنتعايش مع هذه الفاجعة كما تعايشنا مع الفواجع السابقة ، وسنعتمد على نعمة النسيان لتجاوز القلق والحرج والمساءلة والمحاسبة.
‎على كل يجب أن يعرف العالم أن هذه المصيبة، ليست كسابقاتها، فهي لم تكن زلزالا مدويا ولا عاصفة رعدية قوية، ولا حادثة سير مرعبة، ولاغرقا في سيول جارفة، بمعنى لم تكن حادثة من صنع الطبيعة، بل كانت حادثة من صنع البشر، والأحرى من اهمال المسؤولين للشأن المحلي، إنها حادثة في التخطيط الغير الجيد لحماية  أرواح الأبرياء. والسؤال الآن : أليست هذه الحادثة بمثابة ناقوس الخطر لمن يهمهم الأمر بأن هناك مغرب آخر في الهامش يموت غدرا من أجل لقمة العيش ؟.

ــــــ

‎*طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

آخر تعديل على الثلاثاء, 21 تشرين2/نوفمبر 2017

وسائط