طباعة

- لخضر خلفاوي | باريس*


لا أدري كيف أبدأ مقالي هذا و السخط يملأ حبري ضد كل من جعل منا أمة لا قيمة لها في ظل التوازنات الدولية بسبب الخونة الذين يحكمون أوطاننا من جمهوريات صورية و مملكات ماخورية للعائلات المالكة و لحماة عروشهم من الغربيين خوفا من ثورات شعبية إنقلابية مناهضة للقرصنة الغير مباشرة و مباشرة للدول الغربية !


• منذ زيارة ترامب إلى البقاع المقدسة بالأمس و المدنسة بحكم و تصرفات آل سعود "الله لا يسعدهم و لا يبارك فيهم" و أنا أطرح المسألة على فكري البسيط ؛ كيف السبيل إلى الصراخ في وجه هؤلاء " الحثالات بحوثييهم و أشباههم" الذين يحكمون شعب الوحي في الحجاز ، كيف نعيد تطهير مهد الإسلام و الوحي من خونة الأمة العربية الإسلامية ، كيف نمنع آل سعود التحدث باسم محمد صلى الله عليه و سلم و باسم الله ! كيف نمنعهم من تمويل البانتغون الأمريكي و الاقتصاد الأمريكي ؛ و منه يتم دعم الاستيطان في الأراضي المحتلة الفلسطينية و في بلداننا الأخرى كـ العراق و سوريا و لبنان و ...و ذلك بضخ الملايير من الدولارات في جيب الإدارة الأمريكية خضوعا و خوفا و خيانة و ركوعا و استجابة للابتزاز الغربي مقابل إبقاء آل سعود على كرسي العرش البغيض !
• سؤال يحيرني ، هل بعد كل مايجري من انبطاح تام سعودي للولايات المتحدة و بعد هدية 380 مليار دولار يجوز للمسلمين الذهاب للاعتمار طوال السنة و للحج في موسمه مادام هؤلاء الخونة لا يقوون على مقاومة الابتزاز الغربي للثروات العربية السعودية الإسلامية ؟
• و لماذا الحج و السعي لأداء هذا الركن ما دامت " الفلوس" و التكاليف الباهضة المدفوعة من قبل الحجاج الغلابة من الأمة الإسلامية العربية من كل حدب و فج عميق تذهب إلى جيب الأمريكيين من أجل تقوية جيوشهم لاستمرار استعمارنا و اجتياح إخواننا في الشرق الأوسط و من أجل تقوية اقتصادهم و تحريك المصانع الأمريكية ؟! إنها مسألة عقلانية، فقهية و جوهرية وجودية … أليس أولى الشعب الفلسطيني اللي باعوه بالرخيص هؤلاء الخونة و أولى من المليارات التي أُهديت إلى ترامب ـ تحت غطاء إبرام صفقات مشبوهة ـ و ما شابهه من أعذار للتضليل و تجنب غضب الداخل و الخارج في السعودية! فكم حصة و نصيب إسرائيل من 380 مليار دولار !؟
• إن الوحي و الرسالة نزلا في هذه الأرض و تقدست ببركة من الله البقاع و منه انتشر نور الإسلام كامل تراب المعمورة ؛ فليته من هذه البقاع نستطيع تغيير الوضع و إعادة النظر في علاقة أرض الوحي و منشأ خير خلق الله محمد صلى الله عليه و سلّم فيتم ـ استثناء ـ مقاطعة موسم الحج لسنة أو سنتين أو ما يزيد عن ذلك إلى أن تعود الأمور في صالح الأمة الإسلامية و العربية و أولها مصلحة و حق الشعب الفلسطيني فلا ننسَ أن في فلسطين "أولى القبلتين و ثالث الحرمين" ريثما يعدل " آل سعود " عن أفعالهم في تقوية عضد أمريكا المارقة العدو الأول للقضية الفلسطينية و يقطعون أي علاقة مشبوهة بالغرب قد تكون مضرة بمصالح الأمة العربية الإسلامية!
• إن الحج لله و ليس لآل سعود و حاميهم ترامب، فلماذا نتستمرّ في ضخ أموال الحج و العمرة و خام أمتنا في جيوبهم و إخواننا في فلسطين في أمس الحاجة إلى هذه الأموال في سبيل مساعدتهم و تقوية شوكتهم في مجابهة الكيان الصهيورني ما دمنا غير قادرين على الاتفاق و على توحيد الصفوف و إرسال جيوشنا العربية الإسلامية دفعة واحدة لتخليص و تطهير فلسطين من الكيان الصهيوني خلال ساعات! هل سيحاسبنا الله ـ و ليس التاريخ ؛ لأن هذا الأخير مكتوب بأقلام السفهاء ـ ، على غبائنا و سذاجتنا و عدم تفطننا باستمرارنا في تمويل أشخاص ادعوا أحقيتهم في تسيير بيت الله الحرام و مقدساتنا الإسلامية و هم من ألد أعداء هذه الأمة و ضد وحدة صفها. أمرهم الله إذا اختلفوا في أمر أن يردوه إليه و رسوله : "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا" ، فاختلفوا مع قطر و ردوا الأمر إلى "ترامب" الفاشي و بعض العواصم الغربية أعداء المسلمين و أخذوا بنصيحتهم في تشويه أكثر لقطر و عزله و حرب التحالف من طرف عدد من الدول العربية ضد اليمن بحجة محاربة الحوثيين ، و تورطهم في المأساة السورية!
• أليس هذا التحالف من أعظم الخروقات الدولية و الموبقات التي سجلتها الدول العربية في تاريخها النتن ؟ لماذا ـ إذا كانوا رجالا ـ عليهم بتوجيه ضربات التحالف العربية هذه ضد إسرائيل لتخفيف الضغط على الشعب الفلسطيني و إعلان استيقاظ العرب من انبطاحهم ؟! طبعا لا يمكن أن يحدث هذا حتى في "حلم أحلامنا" ، نحن أصلا شعوب لا تحلم بل ـ تتكبّس أو تتكَوْبَسْ ـ يعني حياتها كلها كوابيس ، و عادة الكوابيس تأتي من حظور مكثف للطاقة السلبية و للشياطين و الطاقة الأخرى الإيجابية ( الثروات ) تمنح لأمريكا و فوقها ألف بوسة و رقصة بالسيف ! نحن منذ فجر التاريخ تحكمنا أصناف أدهى من الشياطين نفسها و ليت شعائر رمي " الجمرات " تكون باتجاه هذه العائلة الخائنة للإسلام و للرسالة المحمدية .. مادام هذا الصنف من العرب يحكم بلادنا الواسعة البلادة من المحيط إلى الخليج فلا تحرير فلسطين من الكيان و لا تحرير أوطاننا من الانتداب الغربي بوكالة ممنوحة إلى هؤلاء!
• "لبيك اللهم لبيك ، لا شريك لك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك "؛ إنهم خانوا الأمانة و دنسوا حرمة بيتك !!

*مدير التحرير مسؤول النشر

آخر تعديل على الأربعاء, 30 آب/أغسطس 2017

وسائط