wrapper

الجمعة 26 أبريل 2024

مختصرات :

 فراس حج محمد  | فلسطين


لماذا يفكّر أطفالنا بتنفيذ عمليات بطولية؟ هذا سؤال مخيف، لكنه جيد في المحصلة، لأن الجيل الجديد من هم في عمر أبنائي (10 -23) سنة، يفكرون بكيفية القضاء على هذا المحتل. أبنائي كلهم يتوقون لتنفيذ عمليات مزلزلة ضد المحتلين. أدرك تماما من أين تأتي هذه الأفكار، على الرغم من أننا وأقصد هنا الآباء والأمهات، لا نلقن أبناءنا هذه الفكرة، ليس لأننا نحب الاحتلال، لكننا ندرك أن القضاء على كيان الاحتلال وإنهاءه كليا من أرض

فلسطين التاريخية (27 ألف كم مربع) هي مهمة أكبر من أبنائي وأقرانهم، إن مثل هذا العمل يلزمه جيش جرار يدك المدن دكا وينهي أيقونات الكيان كله، فيدمر ما يعرف بالكنيست، ووكر الوحشية والخوف ما يسمى بوزارة الدفاع، وتدمير مبنى الحكومة كليا، وجمع كل القيادات ولفهم في حزمة واحدة وتسفيرهم إلى مواطنهم الأصلي حيث ولد أجدادهم. أما بقية ما يعرف بالشعب، فليرحل في سفن وطائرات، وعلى العموم لن يستغرق تنظيف فلسطين من كل هؤلاء بهذه الطريقة سوى شهر على أكثر تقدير، وتعود فلسطين عربية.
بهذه الكيفية شرحت لأبنائي زوال الكيان المحتل، فقتل جندي أو ثلاثة وحتى ألف لن يزيل هذا الكيان، وضربت لهم مثلا أن يحيى عياش رحمه الله هو أكثر "مجاهد" فلسطيني أوقع في الاحتلال قتلا، لكن الجنود وكيانهم بقوا، هذا النوع من الاحتلال يلزمه قوة كاسحة لا تبقي ولا تذر، وتدمر كيانات القوة وأصولها وليس قتل الجنود. فعلميا لا أحد يستطيع قتل جنود بهذا الحجم عددا وعدة وعتاداً.
الأمر الأهم بالنسبة لي، ليس التفكير بزوال هذا الكيان، فهو زائل لا محالة، طال الزمان أم قصر، وسواء آستبدّ الجنود وتوحّشوا- كما هم دائما- أم أظهروا بعض اللين؟ المهم بالنسبة لي من أين تأتي هذه الأفكار إلى أبنائي وأقرانهم، وكيف أتت إلي وأنا في عمرهم؟
كنت كثيرا ما أحدّث نفسي بالعمل العسكري لأكيد الجنود الغاصبين وأغيظهم، وكم تمنيت لو ارتقيت شهيدا في عملية عسكرية كأحد أصدقائي الشهداء، عليه رحمة الله، وكم كنت أتمنى لو أنني أستطيع حمل السلاح والتدرب عليه، لكنت فعلت ما أود فعله وحققت أمنيتي. احتلتني هذه الأفكار زمنا، ثم لم أر لها جدوى، علينا أن نبحث عن طريقة أكثر نفعا، فأنا وأبناء جيلي وأبناؤنا لسنا فراشات تحترق على ضوء المصابيح الغازية. إننا أعظم من أن نموت برصاصة لا يساوي ثمنها شيقلا واحدا.
أدرك تماما الآن أننا أمام مفترق طرق، الاحتلال يتوحش كثيرا، كل يوم يقتل، وينكل، ويعتقل، يرى أطفالي هذه البشاعات، رأى ابني مثلا الشهيد الأخير الذي نفذ عملية القدس فادي أبو شخيدم، إن ابني يشعر بالفخر تجاه هذا المعلم، يريد أن يفعل مثله.
عمليا وواقعيا وبكل معنى الكلمة، الاحتلال يدفعنا لننفجر، فأطفالي وأطفال العالم يرون كل يوم فيديوهات تنقل فظاعات الاحتلال وإجرامه صوتا وصورةـ، إنهم يخزنون كل تلك الصور الواقعية التي تشعرهم بالحزن، ومعها تنمو مشاعر الرغبة العارمة في الانتقام.
لا بد من أن يثور هذا الجيل يوما ثورة صادمة ومدهشة ومدمرة، فالأطفال لا يلعبون "الببجي" فقط، أنا متأكد من ذلك، فهم يصنعون وعيهم بعيدا عن الكل، يبنونه بمفردهم، ولا أحد يستطيع تغيير قناعاتهم.
سينفجر هذا الجيل في وجوهنا أولا ووجه السلطة التي لم تحمه ولم تحم أقرانه الشهداء والجرحى والمعتقلين، وصولا إلى الثورة الكبرى الطاغية في وجه الاحتلال، إن هذا الجيل لا يعرف الخوف. أبشركم أنه جريء وقوي وصلب ولا يكفّ عن التفكير بالحرية والعزة والكرامة، لم تفلح المدرسة والنظام بتدجين عقله، ولا ترويض نفسيته لقبول العبودية، فعلى يديه سيكون ما لا نتوقعه جميعا.
الاحتلال وحده هو المسؤول عن ذلك باستهتاره واستخفافه وصلفه وممارساته اليومية الوحشية، يظن هذا الكيان أن السحاب الهاطل مطرا، لن يخترق سقف البيت، بل إنه سيخترق البيت؛ سقفه وجدرانه ويتسرب إلى الأساسات ليزيلها. هذا هو الجيل القادم، فاحذروا!

 

 

*****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 34 جوان ـ سبتمبر 2021 ـ
https://fr.calameo.com/read/0062335949afd29057ca7

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 34’ mois (juin - septembre 2021)
format PDF, cliquez ou copiez ces liens:
https://fr.calameo.com/read/0062335949afd29057ca7

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

--

 

آخر تعديل على الأربعاء, 08 كانون1/ديسمبر 2021

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :