wrapper

الأحد 05 ماي 2024

مختصرات :

رأي: بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

 

 

 

La situation en Palestine occupée par les sionistes : Ô la combattante « Gaza la courageuse » -; que Dieu vous bénisse - en ce samedi soir sanglant!
***
The situation in Palestine occupied by the Zionists: O the fighter “Gaza the courageous” -; God bless you - on this bloody Saturday evening!

 


لم تكن ليلة أمس السبت الثانية والعشرون للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليلةً عاديةً، بل كانت استثنائيةً لا تشبه سابقاتها إلا في حجم الغارات الصاروخية والمدفعية، الجوية والبرية والبحرية، التي استهدفت كعادتها على مدى الأيام السابقة، المنازل والتجمعات السكانية، والعائلات الهاربة من القصف المجنون والقتل المتنقل، والباحثة عن أماكن آمنة غير موجودة، واللاجئة إلى مقراتٍ دوليةٍ ومؤسساتٍ أمميةٍ غير محميةٍ، في محاولةٍ إسرائيلية يائسة وبائسة لتسجيل صورة نصرٍ زائفٍ، وتحقيق إنجاز كاذب، عبر مسلسلٍ متواصلٍ من أعمال القتل والتدمير والإبادة.


 
إلا أن ليلة أمس السبت كانت أكثر عنفاً وأشد دمويةً، وأقسى قصفاً وأكثر تدميراً، وأوسع نطاقاً وأشمل سلاحاً، في ظل عملية تعتيمٍ وتعميةٍ شاملةٍ، قطعت خلالها سلطات الاحتلال خدمات الهواتف السلكية وعطلت الشبكات الخلوية، وسبقت بوقف إمداد القطاع بالكهرباء، وقصفت محطاته ودمرت شبكاته وقطعت أسلاكه، فغدا قطاع غزة من شماله إلى جنوبه كتلة ظلامٍ دامسٍ، لا أنوار فيه ولا إضاءة، ولا مشافي تعمل ولا مؤسسات دفاع مدني تشتغل، وعزل القطاع كلياً عن العالم الخارجي، وحيل بين من فيه من المواطنين والأجانب، والمراسلين والإعلاميين، والمقيمين والمبعوثين وبين مرجعياتهم في مختلف أنحاء العالم.
 
غرقت غزة من شمالها إلى جنوبها في الظلام الدامس، وغابت الصورة واسودت شاشات التلفزة، وتوقفت أجهزة البث وتعطلت وسائل التواصل الاجتماعي، وسكت الإعلاميون، وحار المراسلون، وعجز النشطاء والفاعلون عن التواصل، وانقطعت الاتصالات بين الأسر والعوائل، وقلق الفلسطينيون على أهلهم، ولم يناموا ليلتهم، وبقوا يقظين لا تغمض عيونهم، ولا ترتاح عقولهم، وتضطرب قلوبهم وجلاً وخوفاً.
 
أدرك الفلسطينيون أن العدو قد خطط لهم ودبر، وتآمر عليهم وحَضَّرَ، وأطلق العنان لآلات القتل الهمجية التي جهزها لهذه الليلة، تقصف من كل مكان، وتقذف بالحمم على كل مكان، فتقتل وترعب، وتدمر وتخرب، وتشعل الأرض ناراً وتحرق البيوت، في محاولةٍ يائسةٍ منه للقيام بعمليات اجتياحِ لأطراف القطاع محدودة، ظاناً أن المقاومة الفلسطينية ستسمح له، وستسكت عنه، ولن تقوى على مواجهته، ولن تستطيع صده، وستسلم أمام ضراوة غاراته.
 
خطط العدو لهذه الليلة العاصفة جيداً، واستعدت قواته لها كثيراً، وأَمَّلت نفسها بالنجاح، ووطنت نفسها على البقاء في المناطق التي تجتاحها، والاحتفاظبالشريط الحدودي الذي تدخله، وأرادت حكومته أن تنفذ جريمتها بصمتٍ وخفاءٍ، بعيداً عن عيون العالم ووسائل الإعلام، خوفاً من الرأي العام الدولي الذي لا تأبه به ولا تهتم له، إذ أنها مطمئنة إلى التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن كيانها، وضمان أمنه وتفوقه، واستمرار دعمه ومساعدته، فكثف جيش العدو قصفه الأعمى، وركز في عملياته الحربية على شمال القطاع وشرقه، ولم ينس قصف وسطه وجنوبه.
 
عاش الفلسطينيون ليلةً قاسيةً جداً، قدموا فيها مئات الشهداء والجرحى، ولم يتمكنوا من دفن شهدائهم ونقل جرحاهم إلا بصعوبةٍ بالغةٍ، إذ لا سيارات إسعاف ولا جهاز دفاعٍ مدني، ولا وقود ولا سياراتٍ مدنية، ولا وقف للقصف ولا مناطق آمنة، لكنهم صبروا واحتملوا، وإن بكت عيونهم فقد عضوا على الجرح وكتموا الآهة وأخفوا الحزن، وقاموا بوسائلهم البسيطة، وأيديهم العارية، وأجسادهم الضعيفة التي اعتراها النحول بعد حصار الجوع والعطش والحرمان من الدواء والكهرباء، بدفن شهدائهم وإن لم يعرفوا هوياتهم ويميزوا عائلاتهم، ونقلوا إلى المستشفيات جرحاهم حملاً على الأكتاف أو جراً على العربات، وهم يعلمون أن الكثير منهم سيلحق، إذ لا يوجد في المستشفيات ما ينفع، ولا يتوفر فيها ما يعالج جرحاً أو يخفف ألماً.
 
طلع الصباح ولاحت تباشير الفجر، واستيقظت غزة العزة الأبية، وأشرقت الشمس عن شعبٍ صامدٍ، ومقاومةٍ حاضرة، وقدراتٍ على الصد كبيرة، وخاب العدو وخسيء، واكتشف أنه ما زال على الحدود يقف، وأنه لم يخطُ إلى الأمام خطوةً واحدة، وأن القصف الذي قام به لم يسعفه تقدماً، ولم يحمه من ضربات المقاومة وقذائفها، ووجد دباباته مدمرة، وآلياته معطوبة، وعرباته محترقة، وجنوده على الأرض مجندلين، يجر من بقي منهم حياً ونجا أذيال الخيبة، يروي لمن ينتظره هول ما رأى، وفظاعة ما جُهزَ لهم إن حاولوا الدخول، وفداحة الثمن الذي سيدفونه إن غامروا بالتسلل أو فكروا بالاجتياح.

 

 

 

****

 

 

 

*مختصرات صحيفة | الفيصل | باريس لمختارات من منشورات الأشهر الأخيرة ـ أفريل 2023
* تتمنى لكم (الصحيفة) عيد فطر سعيد 2023
Aperçu de dernières publications du journal « elfayal.com » Paris , en ces derniers mois. Avril 2023

https://youtu.be/dn8CF2Qd_eo
Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://youtu.be/zINuvMAPlbQ
https://youtu.be/dT4j8KRYk7Q

https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)


 

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :