wrapper

الأربعاء 01 ماي 2024

مختصرات :

رأي بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي


La situation à Gaza : soyez prudent, ne déposez pas les armes et demandez l’aide de Dieu/Reprise de l'agression israélienne avec une décision américaine

 

خذوا حذركم ولا تضعوا أسلحتكم واستعينوا بالله ربكم

بعد أن فشل العدو الإسرائيلي ومعه الإدارة الأمريكية في استعادة أسراه من قطاع غزة بالقوة العسكرية الغاشمة، والغارات الحربية العنيفة، التي خلفت بعد ثمانية وأربعين يوماً من العدوان الوحشي، دماراً وخراباً واسعاً في كل أنحاء القطاع، وقتلت وجرحت عشرات آلاف الفلسطينيين، الذين رفضوا سياساته ووقفوا في وجه إجراءاته، وأصروا على البقاء في مناطقهم، وامتنع أغلبهم عن مغادرة الشمال الملتهب إلى الجنوب المهدد، ورفضوا مخططات التهجير واللجوء التي أعد لها العدو وتهيأ، ومَنَّى نفسه بها واستبشر.


 
وبعد أن أدرك أنه عاجزٌ تماماً عن تحقيقٍ أيٍ من أهدافه التي أعلن وأكد عليها، وأنه غير قادرٍ على فرض إرادته على المقاومة والسكان، في ظل الصبر والصمود، والاحتساب والاحتمال، والمقاومة والتصدي، وتنامي مسيرات الإدانة والاستنكار لعدوانه على قطاع غزة، وتغير المزاج الدولي لصالح الفلسطينيين وضد سياساته العنيفة بحقهم، التي لم يستطع العالم لهولها وفظاعتها إنكارها أو تحملها والقبول بها.
 
أمام هذا الواقع اضطر العدو إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع حركة حماس عبر الوسيطين القطري والمصري، والقبول بشروط الهدنة المؤقتة، واحترام قواعد وقف إطلاق النار، رغم أن رئيس حكومته لا يفضل التهدئة، ولا يرى أنها السبيل الأفضل لنجاته من المسائلة والمحاكمة التي تنتظره يقيناً، ولا الوسيلة المناسبة التي تبقيه على رأس الحكومة، التي يجمع الإسرائيليون على أنها برئاسته تتحمل كامل المسؤولية عما جرى لهم وأصابهم، يوم السابع من أكتوبر وبعده، إلا أن الواقع ألزمه، ومجريات الميدان أخضعته، أو هكذا يبدو حتى حين، ويتظاهر حتى يتجاوز المرحلة وينجو من الاستحقاق.
 
لهذا لجأ العدو الذي فشل وجيشه في إحراز نصرٍ أو استعادة الهيبة واستنقاذ الأسرى، إلى وسائل أخرى غير القوة، عله يستدرك بها بعض ما فاته، ويحقق جزءً من أهدافه بالحيلة والخدعة، والسياسة والمناورة، فقبل بالهدنة مرغماً، وانصاع لها كارهاً، وأعلن التزامه بها ظاهراً، ربما أيضاً استجابةً لضغط شارعه المتصاعد، المطالب بإلحاح بضمان عودة أبنائهم الأسرى.
 
 لكن العدو خلال كل جولات المفاوضات، التي لا يبدو فيها راضياً عن نفسه، عمد إلى الإعلان الصريح والتهديد المباشر، أنه سيعود إلى استخدام القوة بعد الانتهاء من أزمة الأسرى واستعادتهم، وأن مرحلة الهدوء هذه مرحلة مؤقتة وعابرة، وستتبعها جولة أخرى من القتال قاسية، يحقق خلالها الأهداف التي أعلن عنها، إلا أن البعض من جهاتٍ عدةٍ، يرى أن جعجعته هذه هي جزء من المفاوضات، وأنها محاولة للضغط على المقاومة بقوة النار، علها تتنازل عن بعض شروطها، وتتراجع عن بعض مواقفها تحت ضغط المعاناة الشعبية، وتفاقم الأزمات الحياتية والاجتماعية.
 
إلا أن الحقيقة التي يجب ألا نغفلها أو نستهين بها، هي أن العدو قد يقوم بتنفيذ وعوده، ويلجأ في حالتين، إلى القوة المفرطة ضد حركة حماس وقوى المقاومة الفلسطينية، أولاها إذا تعثرت المفاوضات، وشعر بأنه يحشر في زاويةٍ حرجةٍ، يبدو فيها أنه سيكون ملزماً بدفع أثمانٍ باهظة لصالح المقاومة، متمثلةً بالإفراج عن أعدادٍ كبيرة من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، من رموزهم القدامى وقادتهم الكبار، وعمالقتهم الصابرة وأقدمهم حكماً وأعلاهم أحكاماً، ممن يصفهم بالخطرين، ويقول أن أياديهم ملطخة بدماء الإسرائيليين، حينها قد يهرب إلى الأمام، ويجرب المجرب، ويعود إلى ما بدأ به وتراجع عنه، وفشل فيه وخسر، ظاناً أنه يستطيع الاستدراك وتحقيق ما فات.
 
أما الحالة الثانية التي قد يستخدم فيها العدو القوة العسكرية، ويعود إلى تنفيذ غاراتٍ جويةٍ وبريةٍ وبحرية ضد الفلسطينيين عموماً، بحجة استهدافه مواقع عسكرية لقوى المقاومة الفلسطينية، وهي حالة مرجحة نسبياً، بالنظر إلى طبيعة العدو الإسرائيلي وطباعه، وبدراسة تاريخيه ومعرفة سجله، فالمعهود عنه أنه كاذبٌ ويغدر، وأنه لا يلتزم بالعهود وينكث، وينقلب على الاتفاقيات وينكص.
 
فليس من المستبعد أبداً، بل هو المرجح حكماً، أن يلجأ إلى التصعيد ويعود إلى القصف، بعد الانتهاء من عملية تبادل الأسرى والمعتقلين، أياً كانت صيغة الصفقة وشكلها، وحجم المحررين فيها وتصنيفهم، فهو قد يرى نفسه محرراً من القيود كلها بعد استعادته لأسراه، ما يجعله قادراً على توجيه ضرباتٍ انتقامية وثأرية، تفقد الفلسطينيين ومقاومتهم الفرحة بالنصر، والسعادة باستعادة الأسرى، والابتهاج بعودتهم إلى بيوتهم، بل قد يلجأ إلى اغتيال الأسرى المحررين أنفسهم، وقد سبق له أن ارتكب مثل هذه الجريمة.
 
إلا أن المقاومة الفلسطينية التي أحسنت إدارة المعركة مع العدو، وتمكنت من لطمه يوم السابع من أكتوبر، وأجادت في عملياتها ضده، وأوجعته وآلمته، ومنعته وصدته، تبدو في المفاوضات غير المباشرة، ذكية ولماحة، ويقظة وحذرة، وتعرف طبيعة العدو جيداً، وتفهم مناوراته وتدرك غاياته، مما يجعلها واعية لخداعه، وجاهزة لمناوراته، وهي بعد الاتكال على الله والاستعانة به، تتمسك بسلاحها، وتقبض على ناصية قرارها، وتثق بعد الله عز وجل في قدراتها.
***

 

استئناف العدوان الإسرائيلي بقرارٍ أمريكي


لم يكد وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن يغادر المنطقة، قبيل ساعاتٍ قليلةٍ من انتهاء سابع أيام الهدنة الإنسانية المؤقتة، حتى بدأ العدو الإسرائيلي في تمام الساعة السابعة من صبيحة يوم الجمعة، الأول من كانون أول 2023، غاراته العنيفة على كل المناطق في قطاع غزة، فقصف المدينة وكل الشمال، وأغار على المنطقة الوسطى والمخيمات، وكثف غاراته على محافظة خانيونس ومدينتها ومخيمها، ولم يستثن من غاراته الجوية وقصفه البحري محافظة رفح، أقصى جنوب القطاع، التي ادعى كاذباً أنها مناطق آمنة، ودعا جيشه المواطنين الفلسطينيين للانتقال إليها، قبل أن يقصفهم وهم على الطريق إليها، أو في المناطق التي لجأوا فيها.
 
وكان الناطق الرسمي باسم جيش العدو قد صرح في إيجازه الصحفي اليومي، أن الجيش استهدف مائتي موقع ومقر للمقاومة ودمرها، والحقيقة أن الجيش استهدف أكثر من مائتي بيت وبناية سكنية في مختلف مناطق القطاع، مخلفاً وراءه 180 شهيداً، وأكثر من ثلاثمائة وخمسين مصاباً، في ظل تدمير المستشفيات الممنهج، وانقطاع الكهرباء الدائم، وعدم وفرة الماء والدواء والغذاء، فضلاً عن أن الطواقم الطبية لم تنجُ من غاراته، ويوم أمس قصف سيارة إسعاف وقتل طاقمها الطبي والمصابين فيها.
 
الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع، وألا يتجاهلها أحد، أن هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وعلى أهلنا في القدس والضفة الغربية، هو عدوانٌ أمريكي بالأدوات الإسرائيلية وبالأسلحة الأمريكية، وبالقرار الأمريكي، فأنتوني بلينكن الذي زار المنطقة عشية يوم السابع من أكتوبر الفائت، وحشد معه قادة دول أوروبا وكندا وأستراليا، هو الذي أعطى الضوء الأخضر للجيش المردوع لأن يبدأ عدوانه، وهو الذي سمح للحكومة اليمينية المتطرفة لأن تنفث حقدها وسمومها على الشعب الفلسطيني، ومن بعده جاء رئيسه جو بايدن، ليعلن ساعة البدء، ويطلق صافرة العدوان، في أوسع عدوان يشهده التاريخ ضد شعبٍ أعزلٍ ومدنيين، وباستخدام أحدث الأسلحة الأمريكية التي لم تستخدم من قبل في أي مكانٍ آخر.
 
الحال نفسه لم يتغير، والسياسة الأمريكية نفسها لم تتبدل، حيث كانت زيارة أنتوني بلينكن إيذاناً صريحاً للحكومة الإسرائيلية باستئناف العدوان، ومباشرة القتال من جديد، وكان قد شارك مجلس الحرب اجتماعهم، وكعادته نصحهم بأن تكون الضربات مركزة وحاسمة ومميتة، وأن يستخدموا في عملياتهم القنابل الذكية الجديدة، وفي الوقت نفسه حاول كاذباً أن يذر الرماد في العيون، ويخدع الأنظمة العربية والمهوسين بالإدارة الأمريكية والمؤمنين بها والمطمئنين إليها، أن الجيش الإسرائيلي سيتجنب استهداف المدنيين الفلسطينيين، وستكون عملياته العسكرية محدودة جغرافياً ومحددة زمانياً ولن تطول أو تتوسع.
 
لكن الوقائع على الأرض أظهرت منذ الساعات الأولى لاستئناف العدوان الإسرائيلي الأمريكي المشترك، أن الغارات عنيفة، وأنها شاملة وواسعة، وتطال مختلف المناطق، وتقصف جميع الأهداف المدنية، وأنها تتم وفق برنامجٍ جديدٍ تم الاتفاق عليه مع الإدارة الأمريكية، ويقضي هذا الاتفاق الذي يستحيل أن يمرره الفلسطينيون، أو أن تسكت عنه المقاومة، بخلق منطقة عازلة في داخل قطاع غزة، لا يسمح فيها للسكان بالدخول إليها والإقامة فيها، ليتمكن مستوطنو الغلاف من الإحساس بالطمأنينة والأمن والعودة إلى مستوطناتهم.
 
قد لا يجد الفلسطينيون مشكلةً في إتهام الإدارة الأمريكية، وتحميلها كامل المسؤولية عن هذا العدوان، رعايةً ودعماً، وتمويلاً وسلاحاً، فهو العدو الحقيقي الصريح الواضح، الفج الوقح، وإن بدت بعض تصريحاته رافضة للسياسات الإسرائيلية، ومنددة بها، ولكن إدانتها لا تمنع تنفيذها، ومعارضتها لا تلزم الكيان الصهيوني بها، بما يعني يقيناً أنهم شركاء في الجريمة، ويتبادلون الأدوار ويوزعون المهام.
 
لا يطلب الفلسطينيون من الدول العربية والإسلامية، ومن أحرار العالم ودوله الشريفة، أن يقاتلوا معهم، أو أن يزودوهم بالسلاح والعتاد، وإن كانوا يأملون إقدام الدول المعترفة بالكيان والمطبعة معه، على قطع علاقاتها الدبلوماسية معه، أو أن تهدد بقطعها إن لم تكن تستطيع بالفعل القيام بهذه الخطوة، ولكنها بالتأكيد تستطيع أن تضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، وأن تحذرها من مغبة المضي في سياساتها، وأن ترفض أن يقوم مسؤولوها بإدانة المقاومة والإساءة إلى الشعب الفلسطيني من منابرها الوطنية وعواصمها السيادية، وأن تعلن رفضها التام لأي مخططاتٍ أمريكية في المنطقة، وأن تصر على دعم خيارات الشعب الفلسطيني في البقاء والصمود، والثبات على أرضهم والاستقرار في وطنهم، ولعل هذه الشعارات لا تتحقق بالكلام، بل يلزمها فعلٌ وإرادة، وعملٌ جادٌ وقرارٌ مسؤولٌ، وتهديدٌ فعليٌ واستقلاليةٌ حرةٌ.

 

 

*****

 

 

 

 *مختصرات صحيفة | الفيصل | باريس لمختارات من منشورات الأشهر الأخيرة ـ 2023
* 2023
Aperçu de dernières publications du journal « elfaycal.com » Paris , en ces derniers mois. 2023

https://youtu.be/dn8CF2Qd_eo
Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://youtu.be/zINuvMAPlbQ
https://youtu.be/dT4j8KRYk7Q

https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)


 

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :