wrapper

السبت 27 أبريل 2024

مختصرات :

رأي بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي


تنشغل مراكز الدراسات القومية والأمنية والاستراتيجية الإسرائيلية المختلفة، بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الخبراء العسكريين والأمنيين الكبار، من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية، وباستشارة عددٍ آخر من الخبراء والمسؤولين العرب، المطلعين جيداً على أوضاع المنطقة، والعارفين بقدرات وإمكانيات قوى المقاومة العربية والإسلامية، والمتفقين مع الكيان الصهيوني في الأهداف والغايات، والمآلات

والنهايات، بدراسة ملامح المرحلة القادمة، وطبيعة الحرب المقبلة، في ظل إجماع إسرائيلي عام على أن حرباً جديدة قادمةٌ لا محالة، وأنها ستنشب بلا شك، ولا خلاف أبداً على اندلاعها، لكن الاختلاف هو حول توقيتها ومن سيكون المباشر في إشعال فتيلها، وصاحب الضربة الأولى فيها، فضلاً عن نتائجها ومخلفاتها.
 
يتساءل الإسرائيليون عن ماهية الحرب القادمة، كيف ستكون ومن هم أطرافها، وأين ستندلع، وفي أي المناطق ستجري أحداثها، وهل سيتضامن "الخصوم" وسيتحدون في القتال ضدهم، وفي مساندة ودعم بعضهم، علماً أن قوس النار قد اتسع ليشمل اليمن البعيد وإيران والجوار القريب، في ظل تقارير دقيقة تتحدث عن أمطار صاروخية من كل الجهات، مما يصعب ويعقد عمل القبة الفولاذية ومنظومات الصواريخ المضادة المحلية الصنع والأمريكية، المعدة خصيصاً للتصدي للصواريخ الكبيرة والبعيدة المدى، والتي يستغرق وصولها من لحظة انطلاقها إلى غاية وصولها إلى الأجواء الإسرائيلية أكثر من خمس دقائق.
 
تؤكد معظم التحليلات والتنبؤات الإسرائيلية، أن الحرب القادمة لن تكون بالضرورة على أرض الخصم كما جرت العادة، فقد تجري بعض عملياتها وتقع أحداثها في بلدات الغلاف الشمالية والجنوبية، مع عدم استبعاد العمق إطلاقاً، في ظل امتلاك قوى المقاومة الفلسطينية والعربية لصواريخ بعيدة المدى ودقيقة الإصابة وذات قدرات تدميرية عالية.
 
فضلاً عن أن قوى المقاومة باتت تخطط فعلاً لأن تقتحم "المناطق الإسرائيلية"، ويساعدها في مخططاتها مجموع الأنفاق التي بنتها، التي يبدو أن بعضها يصل إلى الجانب الآخر من الحدود، سواء الشمالية منها أو الجنوبية، وهي على ما يبدو مجهزة ومهيأة، وتستطيع أن تفرض مفاجئاتٍ صادمةً، قد تغير مجرى الحرب، وتحدث تغييراتٍ غير محسوبة، وذلك بالاستناد إلى المدنيين الإسرائيليين، الذين قد يسبب حجزهم أو حبسهم في مناطقهم، إلى تحييد أغلب السلاح الإسرائيلي، سواء الجوي أو الصاروخي والمدفعي، فضلاً عن عدد الضحايا الكبير المتوقع في صفوف المدنيين والعسكريين معاً.
 
سيعاني الإسرائيليون كثيراً من الجبهة الداخلية، التي سينتابها الفزع، وسيطغى عليها التخبط والخوف، لعلمها المسبق أن هذه المعركة مختلفة كلياً، وأن كثافة النيران ودقة الإصابة وشدة التدمير، ستجعلهم دائماً في مرمى الأهداف المقصودة، إذ لا يغيب عن المدنيين الإسرائيليين أن المراكز الحيوية للبلاد ستكون كلها تحت القصف، كمحطات الكهرباء والمياه ومؤسسات الخدمة العامة، وغيرها مما سيجعلها القصف الإسرائيلي عملاً بالمثل هدفاً لصواريخ المقاومة، علماً أن موانئ "البلاد" الجوية والبحرية ستكون معطلة تماماً، فضلاً عن أن اشتعال الممرات البرية كلها على كل الجبهات، مما سيعذر السفر أو الهروب ومغادرة المنطقة تجنباً لأخطار الحرب.
 
ينظر الإسرائيليون بقلقٍ شديدٍ لا إلى الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى التي تملكها المقاومة، بل إلى حرب السايبر التي باتت المقاومة تملك مقاليدها جيداً، وتحسن الخوض فيها، وتحقق بها انتصاراتٍ كبيرة، تعطل الحياة العامة، وتضر بالاقتصاد، وتشل مؤسسات الكيان، هذا إلى جانب المسيرات الحديثة، التي أثبتت جدواها وفعالياتها في حروب المنطقة، إذ تستطيع أن تطلقها بكثافة كبيرة، وأن تحدد لها أهدافها بدقةٍ عاليةٍ، وتحملها مواد شديدة الانفجار، ومهما بلغت قدرة بساط الريح على اعتراضها وإسقاطها، فإن بعضاً منها سيصل إلى أهدافه وسيصيبها، فهي مفخخة ومهدفة ومسيرة ويتم التحكم بها عن بعدٍ بدقةٍ عاليةٍ.
 
صحيحٌ أن "الجيش الإسرائيلي" سيستخدم القوة المفرطة والأسلحة "الجهنمية" المدمرة لما فوق الأرض وما تحتها، وسيتجاوز في حربه المحرمات وسيخترق كل القواعد المعمول بها في ظل الحروب السابقة، وسيضرب أهدافاً بعيدة وأخرى قريبة، وسيركز على مراكز التحكم والسيطرة، ومخازن السلاح ومستودعات الذخيرة، وسيضرب البنى التحتية وسيعطل الحياة كلياً، وسيمس المدنيين بأذى كبير، ولكن رغماً عن ذلك فإنه لن يتمكن من صد هجمات المقاومة أو شل قدراتها، مما سينعكس سلباً على الجبهة الداخلية والروح المعنوية للشعب والجيش.
 
يرى المفكرون الإسرائيليون الذين ينظرون بعين الخشية إلى صيرورة الحرب القادمة وحتميتها، أن مختلف الإجراءات التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية ضد قوى المقاومة العربية والإسلامية لم تجدِ نفعاً، وأن غالبية الضربات الجوية القاسية والعنيفة ضد أهداف إيرانية وأخرى تابعة للجيش السوري وحزب الله، لم تتمكن من منع إيران من إيصال أسلحتها الثقيلة، وصورايخها الدقيقة إلى حزب الله، الذي راكم القوة، وركز القدرات، وثبت الخطط وحدد الأهداف.
 
وفي الوقت نفسه فإن الحروب المتكررة على قطاع غزة، ضد حركة حماس وقوى المقاومة الأخرى، لم تتمكن من لجم أو تأديب "حملة السلاح"، ولم تستطع أن تخضعهم لمعادلات القوة والردع، بل باتت هذه القوى أقوى من ذي قبل، واستطاعت أن توظف انتصاراتها، أو فشل مخططات الجيش، لصالح تنمية قدراتها، وتأهيل نفسها وتدريب مقاتليها، ومراكمة المزيد من القوة.
 
ينتاب الإسرائيليين وحلفاءهم قلقٌ شديدٌ من أن الحرب القادمة ستكون مختلفة جداً، ومغايرة كلياً لكل الحروب التي سبقت، لجهة جبهاتها وانتشارها، وسلاحها وأدواتها، وأهدافها وغاياتها، وأنها ستكون مفصلية ولها ما بعدها، خاصةً في ظل تهيؤ قوى المقاومة للحرب القادمة، واستعدادها النفسي والعسكري لها، وحديثها المتكرر المستبشر الواعد، أن الحرب القادمة ستكون هي الحرب الأخيرة، التي ستضع حداً لوجود الكيان الصهيوني واسمه، وستزيله من الخارطة السياسية وإلى الأبد، وأنهم على موعدٍ مع النصر والتحرير، وقد أعدوا تصورهم للمعركة، ورؤيتهم لمسارها واحتمالاتها، الأمر الذي يشي بجديةٍ حقيقيةٍ وعزمٍ وإصرارٍ كبيرين، يضاعف أملهم ويقوي عزائمهم.
 
 
بيروت في 26/1/2022

 

***

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الخميس, 27 كانون2/يناير 2022

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :