wrapper

السبت 27 أبريل 2024

مختصرات :

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي


انشغل العالم كله على مدى أكثر من شهرين بالأزمة الروسية الأكرانية، التي انفجرت حرباً مدويةً وقتالاً ضارياً واجتياحاً واسعاً للأراضي الأوكرانية، وانصرفت أذهان قادة العالم كله، وعواصم القرار الدولي الكبرى إلى العملية العسكرية الروسية الواسعة النطاق، ونتائجها وتداعياتها على أوروبا وعلى النظام العالمي القديم، وألقت يوميات الحرب الدامية تداعياتها القاسية

على الاقتصاد العالمي، وعلى أسواق النفط والغاز، وبدأت موجة عالية من الغلاء وجنوحاً مقيتاً نحو الاحتكار، مما أقلق الأنظمة والحكومات، وأخاف الشعوب والأمم، حتى غدت يوميات الحرب وتفاصليها، وتداعياتها وآثارها، هي الحدث العالمي الأول، التي يتصدر الأخبار ويسبق الأنباء، ويطغى على كل حدثٍ آخر.
 
شعر الفلسطينيون ببعض القلق، وانتابهم خوفٌ من أن يستغل العدو الصهيوني إنشغال العالم كله بالحرب الروسية الأوكرانية، فيعمد إلى تنفيذ برامجه وتطبيق مخططاته القديمة الجديدة، سواء فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، أو البلدات المقدسية وسكانها، ومصادرة أرضهم وهدم بيوتهم وترحيلهم من بيوتهم، أو يعمد إلى شن عملياتٍ عسكريةٍ موضعيةٍ ضد أهدافٍ محددة للمقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وغير ذلك مما يمكن توقعه من محتلٍ غادرٍ ماكرٍ خبيثٍ، يحاول دوماً استغلال كل الفرص والاستفادة من كل الظروف خدمةً لأهدافه وتحقيقاً لأغراضه.
 
زاد من قلق الفلسطينيين وخوفهم غيابُ القضية الفلسطينية عن صدارة الأحداث، وتراجع الخبر اليومي الفلسطيني، رغم أنه خبرٌ دامٍ وموجعٍ، وفيه من المآسي والآلام الشيء الكثير، إذ لا يمر يومٌ لا يقوم فيه العدو الإسرائيلي بارتكاب جريمةٍ جديدةٍ تضاف إلى جرائمه الكثيرة والمتنوعة، وفاقم القلق لديهم وضاعفه هرولةُ بعض الأنظمة العربية للانفتاح على الكيان الصهيوني، وعقد اجتماعاتٍ معه، وتنظيم لقاءاتِ قمةٍ سنويةٍ تجمعهم به، وإبرام اتفاقياتٍ أمنية وعسكرية معه، في الوقت الذي يرون فيه جرائمه ويسكتون عنها، ويلمسون معاناة الشعب الفلسطيني ويشيحون بوجوههم عنها، ويصرفون النظر عنها وكأنها لا تعنيهم.
 
إلا أن الفلسطينيين الذين يؤمنون بعدالة قضيتهم، وشرف مقاومتهم، ويضحون في سبيلها، ولا يترددون في بذل الغالي والنفيس من أجلها، يعتقدون أنها قضية مقدسة، قد باركها الله عز وجل وبارك أهلها، وخص ببركته المقاتلين من أجلها والمرابطين فوق ثراها، وأنه سبحانه وتعالى يكلأها بحفظه، ويحفظها برعايته، ويقيض لها من حينٍ إلى آخر من يحفظها حيةً، ويبقيها حاضرةً، ويعيدها إلى الواجهة دوماً، مهما حاول البعض، أشقاءً أو أعداءً، أن يطمسوها ويغيبوها، أو أن يحجبوا عنها الأضواء ويخفوها، إلا أن جهودهم دوماً تبور وتخسر، وتبوء مؤامراتهم وتفشل، ويخرج من الأرض المباركة، شبانٌ وشاباتٌ يعيدون البريق إلى قضيتهم، والألقَ إلى مقاومتهم، ويسلطون الأضواء على معاناة شعبهم وحقوقه، ويفضحون العدو ويكشفون سوأته، ويظهرون ضعفه ويسلطون الضوء على عجزه.
 
عملياتٌ ثلاثةٌ فقط، في النقب والخضيرة وتل أبيب، نجحت في قتل أحد عشر مستوطناً وجندياً إسرائيلياً، وأصابت عشرات آخرين بجراحٍ متفاوتةٍ، استطاعت أن تعدل البوصلة، وأن تصحح المسار، وأن تعيد العالم كله والعدو معه إلى القضية الأولى والأهم في العصر الحديث، والتي لا يجوز الانشغال عنها بغيرها، وتقديم سواها عليها، وقد كان للفلسطينيين ما أرادوا، وحققوا غايتهم الشريفة، وأفشلوا ما عمل العدو وأعوانه على تحقيقه، فعادت القضية الفلسطينية براقةً تتصدر النشرات الإخبارية، وحيةً تشغل المسؤولين والقادة، وتقلق الأمنيين والعسكريين والمفكرين ورجال الإعلام وغيرهم، الذين كانوا يظنون أنهم طافوا على لجة الحرب الأوكرانية، وعاموا على موجة التطبيع العربية، وقمم التنسيق الأمنية والعسكرية المشتركة.
 
مخطيءٌ من يظن أن الفلسطينيين سيصيبهم اليأس من الأحداث الدولية الكبرى، وستدفعهم للقنوط والانزواء الحروبُ العالمية والأزمات الدولية، وسيشعرهم باليتم والغربة تخلي بعض الأشقاء عنهم وانقلاب غيرهم عليهم، وسيعترفون بضعفهم ووحدتهم، وسيسلمون للعدو وسيخضعون له، وسيتركونه عن ضعفٍ وعجزٍ يجمع ثمار الحروب وغلة الانشغال، من شعبهم وأرضهم وحقوقهم بسهولةٍ ويسرٍ.
 
وما علموا أن سلة الفلسطينيين دوماً عامرة بشتى أنواع المقاومة وأساليب القتال وفنون المواجهة، وأنهم يفاجئونه دوماً بكل جديدٍ، ويجترحون من أرضهم المباركة كل سلاحٍ ماضٍ وعزمٍ أكيدٍ، ولعل عدوهم اليوم أشدُ خوفاً من أمسِ، وأكثر قلقاً من ما قبل الحرب، يتساءل بتخبطٍ أعمى وجهلٍ أخرقٍ، ماذا بعدُ وأين، وما القادم وبأي سلاحٍ، ومن هم الضحايا الجدد وكم عددهم، وهل نستطيع صدهم أم فقط سنكتفي بجمع القتلى ونقل الجرحى، ورفع الصوت بالتهديد والجأر بالشكوى والوعيد.

 

 

*****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الجمعة, 01 نيسان/أبريل 2022

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :