wrapper

السبت 04 ماي 2024

مختصرات :

ذ: مولاي عبد الحكيم الزاوي.

 

Le retour des biographies historiques./The return of historical biographies.
 



إذا أردنا أن نُنصت لأصداء الأسئلة المنهجية في التاريخيات المعاصرة وجب أن نعود في موضع منها إلى تشكلات النقاش المنهجي حول موضوع البيوغرافيات التاريخية. لم تكن العودة حينها بريئة بالمرة، وبمعنى آخر كانت عودة تدفع في الاتجاه الذي يسير نحو تقويض مكتسبات مدرسة الحوليات، ويعيد إحياء الزوايا المهملة في مختبر التاريخ. وحتى أولئك الذين استقرت قراءتهم لهذه العودة من خلفية الهدم والتقويض والتجاوز فالأمر قد يحمل كثيرا من الوجاهة والمعقولية المنهجية...وعلى أي، فالأمر يحيل في جانب منه على جدل واسع ومستمر لم يحسم بعد رؤية في الكتابة. والأدق، حول وضعية الانطلاق في تشييد ما يسمى ب"العملية التاريخية" بالمعنى الذي يشترطه المؤرخ ميشيل درسرتو. الأمر إذن يدور في حلقات منه حول تاريخ البنيات والأنساق من جهة، وتاريخ الأفراد والفاعلين من جهة ثانية، وبخلفية جغرافية بين تاريخ المركز وتاريخ والهامش، العام والخاص، الكلي والجزئي...


وحتى تتحقق شرطية الفهم وجب أن نحيط بتشكل هذا النقاش المنهجي من منظور زمني...المؤكد، أن مدرسة الحوليات ساهمت في ما مضى تحت رجع الصدى الذي أحدثثه موجة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي في استبعاد جنس البيوغرافيا من أوراش الكتابة التاريخية. لم تعد اليوم لهذا الاستبعاد قيمة أكاديمية إذا ما انفتحنا على الخلاصات التي تصدح بها الدراسات الأدبية والفلسفية وحتى دراسات علم الاجتماع والأنثربولوجيا الثقافية.
صاحب هذه العودة الابستمولوجية التي قادها مؤرخون، فلاسفة وأدباء، وأحيانا أنثربولوجيون أن أعاد إلى واجهة النقاش سؤال الاستبعاد المنهجي...من هنا يمكن أن نُنصت بعمق للدعوة التي أطلقها على نحو مبكر المؤرخ فرانسوا دوس وقبله بول ريكور بسنوات قليلة في سياق السجال المكثف مع الجيل الثالث من الحوليات. من هنا أيضا، يمكن أن نفهم أيضا خلفية الترافع الذي قاده بحماس المؤرخ الوسيطي جاك لوغوف من أجل إعادة الاعتبار لمكتسبات مدرسة الحوليات، ولصرف النظر عن كتابة جنس البيوغرافيا. لقد شبَّه لوغوف هؤلاء ب"المهاجرين الذين عادوا بعد الثورة الفرنسية دون أن يتعلموا جديدا أو ينسوا قديما".
يتعلق الأمر حسب لوغوف دائما ب "عودة غامضة" إلى مواضيع تاريخية قديمة، مبتدلة ومتجاوزة بحكم التراكم والمكتسبات. في واقع الأمر، لقد غدى صدور كتاب "التاريخ المفتت" في حينه من طرف فرانسوا دوس هذه النقاشات المفتوحة والخصبة بين ممتهني الكتابة التاريخية. رأى فيه البعض تعبيرا عن حدوث نوع من الانشقاقات الابستمولوجية في جدران الكتابة التاريخية، والآخر عن بداية تشكل خلافات بنيوية أحالت التاريخ إلى سلسلة من المواضيع الميكرو تاريخية ذات طابع أنثربولوجي خالص.
طبيعي أن يطرح البعض حينها الأسئلة التالية: هل يا ترى يتعلق الأمر بموضة عابرة؟ أم باختلاف بنيوي داخل صرح الحوليات؟ هل هي عودة مؤقتة إلى مواضيع أغفلتها الحوليات؟ هل هو حنين إلى تاريخ الفرد، ومعه التاريخ السياسي؟ أي إضافة ستصاحب السير الفردية والجماعية لأشخاص بطوليين وأحيانا هامشيين؟
غير بعيد عن فرنسا، انتعشت كتابة جنس البيوغرافيا في بعض بلدان أوروبا الغربية. والتلميح هنا إلى مدرسة التاريخ من أسفل الانجليزية، ومدرسة الميكرإستوريا الايطالية، ومدرسة التاريخ اليومي الألمانية...كانت هذه التجارب الاستوغرافية صدى لعمق التحولات التي شهدتها هذه البلدان بعد الحرب العالمية الثانية...ففي رحاب كليات برلين روما ولندن وغيرها بدأت تتشكل رؤية منهجية تعيد إلى دائرة الضوء دور الأفراد في صناعة الأحداث الكبرى، وتسلط الضوء على فئات اجتماعية منبودة وهامشية...وظهرت بالموازاة مع ذلك أشكال جديدة من أجناس السير مثل السير الجماعية، السير متوازية، السير المتقاطعة، السير الفكرية، وسير الناس العاديين...
ناصب رواد الجيل الثالث لمدرسة الحوليات العداء لجنس البيوغرافيا، واعتبروها ذلك بمثابة إحياء جثة من جديد، وتحججوا على ذلك بقلة الضبط، والإفراط في الخيال والتخييل، وانتماء التاريخ السردي إلى المدرسة الوضعانية التي كان قد أسسها كل من شارل سينوبوس وفيكتور لانغلوا. والواقع، لم يكن الأمر كذلك، مع بداية الثمانينات من القرن الماضي تألقت عدة بيوغرافيات تاريخية، صاغها باحثون من تخصصات مختلفة، علماء اجتماع، باحثون نفسانيون، أنثربولوجيون، اثنولوجيون، كما مؤرخون...فهل تمثل هذه العودة رِدَّة على مكتسبات الحوليات؟ هل هي استجابة لطلبات سوق القراءة، ودور النشر؟ أم تحيل الى اقتناع البعض ببؤس التاريخ البنيوي وحجبه لقضايا تاريخية رئيسية، وبالتالي انتصار لتيار الوجودية في كتابة التاريخ.
ومهما بدا للبعض من تجاذب، فإننا أمام توجه جديد، بدأ يفرض نفسه، داخل مسار الكتابة التاريخية، في جامعات أوربية وأمريكية، بدرجات مختلفة. توجه يستشعر التعقيد الذي يسري على الظاهرة الانسانية كظاهرة شمولية بالغة التعقيد، ويعمق التفكير في الفردانيات وخصوصيات الحياة الخاصة لبعض الأفراد والمجموعات، ويعيد بناء نسق الأحداث التاريخية من زوايا نظر جديدة. توجه يوصف اليوم بالانفجار البيوغرافي كما جاء على لسان مجلة لوفيغارو الفرنسية.

 

****

 

 

 

 

 *مختصرات صحيفة | الفيصل | باريس لمختارات من منشورات الأشهر الأخيرة ـ 2023
* 2023
Aperçu de dernières publications du journal « elfaycal.com » Paris , en ces derniers mois. 2023

https://youtu.be/dn8CF2Qd_eo
Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://youtu.be/zINuvMAPlbQ
https://youtu.be/dT4j8KRYk7Q

https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :