و ملكُ يتكئ على برجِ الاحتلالِ يشربُ مع حاشيتهِ نخبَ الفوز ِ في كرسيٍّ جديدٍ، على طاولته كلُّ أطايبِ الطعامِ ، وملفاتُ الجشعِ ، خرائطُ النهمِ والقهرِ تتوسطُ الجلسةَ ، إلاَّ أحلامَ البؤساءِ كانت غائبةً ، أحلامُ الفقراءِ الورديةُ و مزارعُ القرنفلِ والياسمين على الضفة الثانيةِ للنهرِ مربوطةٌ بسرير رغائبهم يترصدها حارسُ الهلاكِ الرهيبُ ، و أمام كنائسِ الشمسِ قافلةُ ربيعٍ من صبيةٍ وأمهاتٍ ، المركبُ صغيرٌ لايتسعُ إلاَّ لألعابِ الطفولةِ ، والحوتُ فاغرٌ فاهُ لايشبعُ يغري بالمزيدِ . ماكانت الشمسُ لتحتفي بآذارَ ، وتكسو الربا وشاحَ الخضرة المزركشِ بالزمرد والفيروزِ لو كانتْ تعلمُ بالكارثةِ التي ستحلُّ بأخيها النهرِ
ياللأسى دجلةُ ينتحبُ !! تتساقطُ شهقاتهُ نيازكَ ناريةً ، وعبَّارةُ الفرح* المحملةُ بالتوتِ والخرنوبِ ، يدقُّ فيها إسفينُ التهاونِ التليدُ ، تشنقها رياحُ الإهمال و تختمرُ أدرانُ الفسادِ تحتَ قميصها المرقعِ، رائحتها القميئةُ تدمغُ الأفقَ بوشم التعاسةِ ، وينتهي المخاضُ بحصادٍ بشريٍّ مريعٍ .
ياإلهي ! الحمائمِ تناشدُ السماءَ الخلاصَ ، تمدُّ أيديها للرحمن ، أما أنا فألبسُ ثوبَ الإنقاذِ المتهالكِ أنقذُ بعضَ الأرواحِ من الغرقِ ثم أسافرُ في رحلة أبديةٍ ، يستجيبُ الرحمنُ للدعاءِ ، ينهي الله فصولَ المأساة ، ويضمُّ إلى ملائكتهِ جوقةً جديدةً من الملائكةِ ، جنودُ الشعرِ يثورون يرهقون الأبجديةَ بما يليقُ بموكبٍ جنائزيٍّ، يرسمون مدينةً فاضلةً للغدِ ، يسلِّمون للمقصلةِ رؤوسَ الطغاةِ ، و الزمن يبدأُ بعرض مسلسلَ البحثِ عن الجناةِ .
_________
*عبارة الفرح كارثةٌ إنسانيةٌ في نهر دجلة و غرق فيها أكثر من مائة من الأطفال والنساء
****
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
instagram: journalelfaycal
ـ أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
آخر تعديل على الخميس, 28 آذار/مارس 2019