wrapper

الجمعة 26 أبريل 2024

مختصرات :

قصة قصيرة:جهادمقلد | سوريا

_

لمّلم أبو حمدان محصوله، وودع شجيراته، التي بدأت هذا العام تجّزيه القليل من أتعابه

قام بنقل محصوله الى معصرة الزيتون، كانت أحلامه تفوق إنتاجه. جلس المسكين يتوسد أكياسه، وهو يناغيها، ويحلل ماسَيُعّتصر له من الذهب الآصفر.

 

وضع راحةيده على جبينه، ومسحه مرات عديدة، وهو يستعيد شقاء أيامه، وسهر لياليه.

نظر الى الأرض، وتذكر أن موسم اللؤلؤ قد إنتهى. موسم تناثُر العرق من جبينه، هاهو توقف الآن ولم يعد يجرفه بسبابته عن جبينه  ليتناثر على الآرض. كما كان يفعل أيام  الحراثة، والتسميد، والتقليم

تنفس الصعداء، وقال الحمدلله لقد فزت بموسمي باكراً علّه يجزيني ماتعبت. استفاق من أحلامه صوتاً ينادي رقم أكياسه والخط الذي سيعصر فيه محصوله. نظر إلى بطاقته ليتاكد من رقمٍ حفظه، كما حُفظ قلبه في صدره. بدأ محصوله يتنقل ما بين غسيلٍ، وطحنٍ، وعصر وقلبه مابين رنين الدراهم المقبل وضحكات أطفاله حين يرفلون بملابس العيد التي سيجلبها لهم لقد كان هذا العامل يقرع رأسه قبل أن يقرع الأبواب حتى جاء من يناديه، بأن يذهب لاستقبال زيته، في الجهة الأخرى.

ركض والفرح لايكاديتسع له صدره، هاهو الآن ينظر إلى السائل الذهبي، يصب في تنكاته واحدة تلو الأخرى، يحصيها، يحادث نفسه. الحمدلله لازال في خَزّانَهم بقية والصنبور لم ينقطع خيره. كلما نقل تنكة عن الميزان، واستبدلهاباخرى فارغة داعياًربه أن لايتوقف الصنبور عن صب هذا الخير. ولكل شيء نهاية...

اخيراً إنتهى.

عدّ تنكاته الثمانية، مراراً، وتكراراً. مسح عرقه، حَمَّلهم في شاحنته الصغيرة، المكشوفة

ثم انطلق فكره بالموسم القادم، ويدعو ربه، بأن يكون ذاك الموسم أفضل.

وصل الى بوابة الخروج من المعصرة، استوقفه رجلاً لايعرفه، طلب منه بتودد زائد نقله وتنكاته الأربع، بعد أن سأله عن اتجاه سيره رحب به أبو حمدان، وزيادة في الكرم قال: بل أوصلك إلى بيتك أين ماكان. ضع تنكاتك في صندوق سيارتي، وأجلس الى جانبي فقال له الرجل: أشكرك ولكنني سأجلس عندهم، أخاف أن تنقلب إحداهم، أو تنفتح، ونتضرر معاً. وافقه الرأي أبوحمدان شاكراً، وفرحاً. لقد ساق الله له هذا الرجل ليحرص على حمولته أيضاً.

وفي منتصف الطريق، طلب الرجل النزول رافضاً إصرار، أبو حمدان أن يوصله الى بيته.

نزل الرجل، وأنزل تنكاته الاربع، ولم يكد أبو حمدان يغيب عن ناظريه حتى أوقف سيارة أجرة حمّلهم فيها،ثم انطلق

وصل أبو حمدان إلى بيته وبدأت زوجته تساعده على إنزال حمولته. شاكرة المولى عز وجل على عودة زوجها، وبما منحهم الله من محصول، وفجأة صاحت زوجته: أبو حمدان هل عصرت زيتوننا على دفعتين.

رد عليها وما أدراك بذلك، فقالت بعضهم حار. وبعضهم بارد.!

قال: وما يعني هذا؟

قالت لا أدري ولكنني استغرب ذلك؟

فتحت التنكة الباردة، وإذا بها مملؤة بالماء فقط. فتحت الثلاثة الباقية. جميعم كذلك.

صاحت به ماذا حدث؟ وكيف؟ فأخبرها بقصة الرجل الذي نقله معه.

ولولّت أم حمدان باكية، وهي تصيح غبي.غبي إنه  ابن حرام خدعك ونصب عليك

ترقرقت دموع أبو حمدان وهو يقول: خيراً تعمل شراًتلقى.!

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الأحد, 21 نيسان/أبريل 2019
المزيد في هذه الفئة : « فتى البركان لم يكن  ساكنا »

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :