wrapper

السبت 18 ماي 2024

مختصرات :

قصة قصيرة: جهاد مقلد ـ سورية

 

تسلل إلى خيمة صديقه، وهويُلمّلِم أغراضه. سأله إلى أين ياصديقي؟ هل ستهرب؟!

ودارت بينهما هذه المحادثة.

_لقدجاءنقلي من هذه الصحراء

 

_حظك جيد.، إلى أي مكان؟

_ لافرق. أين شاؤوا. المهم ترك هذه الصحراءاللعينة، لحرِّها، وشرّها.

_أماأنافسأهرب الليلة.

_إنهامخاطرة، ولكن لن يمنعك أحدٌ، عليك الانتباه. سِرّ بذلك الاتجاه، ولاتحِدّ عنه،  وستحتاج إلى مسيرة يومين تقريباً، ثم بعدها تلتقي بطريقٍ للقوافل.

_أعلم بأن الصحراء تخيف الهاربين.

ولكنني سأهرب. على أيةحال.

_ليس لدي سوى خف جمل كنت ألوكه عندماأجوع،  قبل وصول قافلة التموين. سأهديك إياه.

ولكن انتظر. علّهم غداً يوزعون علينا حصصنامن التموين، فأعطيك من حصتي فوق حصتك ربمايساعدك...

_كلا لن انتظر. حسمت أمري وانتهى الموضوع. سأهرب من هذا المعسكر اللعين.

كان هذا الحديث يدور بين شابين

في معسكرٍعثماني، في القرن التاسع العشر في إحدى الصحارى.

ارتفعت على الهارب شمس الصحراء اللاهبة، وكان كل همه الوصول إلى أي مكان يلوذ به من حرارتهااللاذعة، بعد نجاته في الخروج هارباً. لاطعام يحمله ولا  زاد يقتات به سوى بعض الماء وحفنة من الزبيب، والتمر، وخف الجمل الذي أهداه إليه صاحبه، وَوَدّهُ به. لم يكن هناك من يردع أحداً عن الهرب. فالصحراء المترامية الأطراف كفيلة بمنعهم من المغامرة. لِبُعّدها وقفّرها، ولكنه غامر، وفعل، ونجح.!

ماإن أشرقت شمس الصباح حتى كان قد ابتعد عن النظرمسافة كافية، وهو يعلم بأن أحداً لن يهتم بهروبه. لذلك لن يخشى مطاردتهم له. سار تحت الشمس الحارقة ساعات طويلة فجأة.! وجد أمامه جثة رجلٍ ملقىً على بطنه، صاحبها يتأبط الرمال الحارقة. اقترب منه. نظر إليه. قَلّبَهُ. وجد بأن الروح قد خرجت منه للتو. ومازال جسده طرياً.

فكّرَ.! تفحصه جيدا ً ويبدو من ثيابه بأنه من معسكرهم. وليس إلا طعنة خنجرٍ اخترقت ظهره.! وأودت بحياته.

حفر الرمال الناعمة بيديه لدفنه. فتشه قبل ذلك، ووضع كافة حاجياته التي وجدهامعه جانباً. نزع عنه ثيابه وحِذاءه، ثم واراه التراب.

ووضع جميع أشياءه في قطعة قماش، حملها معه. ليفيدَمنها.

وقبيل غروب الشمس بقليلٍ تكررَ المشهد. لقدعثر على جثة أخرى قُتل صاحبها بنفس الطريقة. كرر تصرفه هناكمافعل مع القتيل الذي قبله، مستغرباً مما رآه من تلك الجرائم. تابع سيره وقد أعياه التعب. كانت حرارة الشمس قد  خفّت كثيراً عندماحان العصر...تمدّدعلى الأرض ليرتاح على الرمال التي مازالت تحتفظ ببعضٍ من حرارتها، استيقظ الهارب بُعيد منتصف الليل وكان كغيره في تلك الأيام لاتنقصه معرفة الزمن من خلال النظر إلى النجوم في السماء.

لمّلم اغراضه لاكَ خُفَّ الجمل قليلاً

علّه يسكت جوع بطنه.

فطن إلى أن حاجيات القتلى. لربما تحوي بعض الطعام. تذكر بأنه لم يجد معهم ماءً، وربما كان القاتل قدسلبه منهم قبله.

كان الظلام حالكا.ً لذلك أجّلَ البحث في المتاع، وصبر على جوعه حتى طلوع الفجر.

عندها خفف ممالايلزم وما يعيق سيره بعد أن وجد في متعلقاتهم عدةقبضات من الزبيب، والتين المجفف...الخ

وحين بزغ فجره المنتظر انطلق. في الاتجاه نفسه الذي دلّه صاحبه إليه.

لم يكن ينقصه الماء فالقربة التي أحضرها معه تكفيه يوماًآخر، ومع ذلك كان لابد من الاقتصاد في الماء.

سار وقدبدأت الشمس تلسع ظهره ولكن الريح من خلفه. تدفع به وتساعده لحسن حظه. حتى منتصف النهار تقريباً.

ومن البعيدلاحت له شجيرة صحراويةمنفردة. غَذّ السير إليها عله يستظّل بها، وقد أعياه التعب، والسيرعلى الرمال الحارقة.

وكانت المفاجأة الكبرى حين اقترب.!  لقد رأى رجلاً مدداً في ظلها.اقترب منه وجِلاً. يتساءل عما أوصل هذا أيضاً  ووجده يطوق حقيبةًمن الجلد إلى صدره.

رفعها من بين يديه، فأعجزه وزنها

الكبير. تفحّصهُ، وبدا له أن الرجل يعاني من تعب شديد، وربمانتج ذلك عن ضربة شمس. لكنه تحرك.! وفتح عينيه. سقاه بعض الماء. وسأله عما أوصله إلى هنا.

كان الرجل في حالة يرثى لها. إلا أنه فهم بصعوبةمن حديثه المتقطع.

بأنه واثنين من رفاقه سرقوا من المعسكر مافيه من أموال، ورواتب وطبعاً كانت العملة آنذاك ذهبية وفضية فقط وتزن الكمية الكبيرةالكثير. عرف أيضاً منه بأنهم اختلفوامعاًفي الطريق بينماكانوا يتناوبون على حمل هذه الحقيبة ريثما يصلون مكاناً آمناً يقتسمون مافيها. لكن الرجل الأول الذي وجده الهارب مقتولاً. أصرعليهم أن يقتسموا الأموال فوراً، وقال بأنه سيذهب على إتجاه آخرغيروجهتهم، وبسبب مشادة بينه وبيني قتلته. ثم تابعنا السير، وبعد مسيرةعدة ساعات حاول رفيقي الثاني أن يغدربي. لكنني تغلبتُ عليه وقتلته

لم ترق للهارب القصة كثيراً، ووجد فيها الكثير ممايريب فالطعنات في القتيلين تكْمن في الظهر. لذلك توقع غدْره...بقيا معاًعدةساعات.

وكان يعتني به، ووجدها أيضاً فرصة ليرتاح خلالها

تماثل الرجل للشفاءإلى حدٍما، وسارا معاً، وحمل الهارب له حقيبته الجلدية.

كانت الصحراء لاتزال في حرّها، ولهيبها، وإن كانت الشمس قدبدأت تميل إلى المغيب. إلا أنهما تابعا المسير حتى مابعد منتصف الليل. وفي البعيد تراءت لهما أضواء باهتةجداً.

استبشرا خيرا. ولم يكن أحد منهما خبيراً في تلك المناطق، ولكنهما يعرفان بأن طريقاًللقوافل، لابدأن يلتقيابه.

قررا الاستراحة بضع ساعات. ثم تابعا السير. شك الهارب برفيقه

لذلك حرص على البقاء حذراً، وصاحياً، وكان شكّهُ في محلّه. فقدشعر بأن رفيقه

يلكزه بعصاه، بلطف فأخذيتظاهر بالنوم. لقدفهم نيته.! فهو يجس نبّضَهُ إن كان قدنام.

تظاهر الهارب بأنه غارق في النوم.

وحين لمحه يرفع خنجره. ثم يهوى عليه به. تدحرج الهارب بسرعة البرق جانباً، وانقض على الرجل الذي كان قد هوى بجسده على الرمل بعدأن فقدتوازنه بسبب ضربته الخائبة.

دقائق وكان موت الرجل سيد

الموقف.

وأصبح كل شيء ملكاً للهارب. لذلك قام بدفّن اللص في مكانه. وخفف من حمله. ثم تابع سيره بما استطاع حتى تفاجأ برؤيةقافلة من الجمال تقترب وتتجه إلى القرية التي رأى بصيص أنوارها في الليلةالسابقة. انضم إلى القافلة. حتى دخلت القرية، وبوصوله معها إلى القرية. ترك القافلة.  وابتاع جملاً وتابع طريقه

***

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل:

ـ لتحميل ملحق "الفيصلالشهري   عددد 7 وفق تطبيق البي دي آف  إضغط على الرابط التالي أو أعمل قص / ثم لصق على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/05/30/------2019/">Fichier PDF « ملحق الفيصل الشهري  ماي  2019».pdf</a>

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 7 en format PDF, cliquez sur ce lien

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :