wrapper

السبت 11 ماي 2024

مختصرات :

ـ كتبتهدى حجاجى ـ مصر 

 

كان المنزل في حالة طوارئ منذ الصباح لاستقبال ذلك الوافد الجديد .على الأسرة الصغيرة المكونة من الزوج والزوجة وإبنتهما الصغيرة (منال) لم يتجاوز عمرها الثالثة وكانت في باكورة إنتاج الزواج لن يستطيع أن ينسى يوم ولادتها كانت عسرة جدا حتى أن حياة زوجته كانت مهددة لولا رحمة الله

وتدخل أمهر طبيب في المدينةيومه صارحه الطبيب بأن زوجته من ذلك النوع من النساء الذي يعانى متاعب جمة في عملية الولادة كان هذا هو سبب إعلان الطوارئ بالمنزل لقرب حدوث الولادة الثانية فلقد كان الطبيب على استعداد للحضور على الفور بعد أول اتصال كما كانت حماته وإحدى بناتها ومعهما ممرضة يجلس بجوار سرير الزوجة وكانت الحجرة عموما أشبه بحجرة العمليات مع صدور أول صرخة من الزوجة ليخبر فورا هاتفيا   الطبيب  الذي حضر مسرعا... صافحه الزوج قائلا كل شيء جاهز يا دكتور

شكر الطبيب واختفى داخل حجرة الزوجة وجد الزوج نفسه يقف وحيدا فالجميع مع زوجته بالحجرة حتى إبنته (منال) قد ذهبوا بها إلى بيت جدتها .توجه إلى غرفة مكتبه التي اعتاد أن يكتب فيها أعماله فهو صحفي وقاص جلس إلى مكتبه نظر إلى الأوراق أمامه ثم ومضت فكرة في عقله ..لماذا لا يكتب قصة هذه الولادة وهو يعيشها في حينها ؟... ولتكن كما هي حتى اسمها ليكن (ولادة متعسرة ). نعم هو إسم حقيقي لا صنعة فيه ، امتدت يده لتمسك بقلمه وكتب على ورقة من  أوراقه ذلك العنوان بخط كبير جميل ..وضع تحته أكثر من خط ..وهنا صدرت صرخة قادمة من حجرة الزوجة جعلته يتذكر المعاناة التي تخوضها مع آلام الوضع.  أحكم إغلاق الباب الحجرة وعاد إلى مكتبه أمسك بالقلم مرة ثانية واستحضر في عقله جميع الظروف التي مرت به منذ الصباح وحتى الآن قام بترتيب الأفكار في رأسه امتدت يده لتكتب أول كلمة وقبل أن يلامس سن قلمه الأوراق صفعت أذنه صرخة ثانية وكانت رغم الباب المغلق أقوى من سابقتها ..

أحس بأنه سيكتب قصة تنبض بالحياة والصدق فليس كثيرا ما يتاح للكاتب أن يكتب قصة وقت حدوثها ، وفى نفس الوقت الذي تجرى أحداثها أمامه ومن حوله تردد قليلا في كتابة كلمته الأولى فيجب آن تكون الكلمات في هذه الحجرة .في قوة الصرخات في الحجرة الأخرى ولهذا قام بإجراء تعديل لبعض صيغ الجمل التي  تتلاطم في عقله ...وأنتقى أكثر الكلمات بلاغة وعندما هم بالكتابة صدرت صرخة ممدودة أعقبتها صرخات قصيرة ثم سمع صوت إقدام تسير مهرولة بالصالة الخارجية ..ترك قلمه وهم واقفا وتقدم ناحية باب غرفته امتدت يده لتفتحه لكنها توقفت على المقبض .لماذا سيخرج؟.. ما شأنه هو بكل ما يجرى بالحجرة الأخرى ؟.. أنه لا يعرف أي شيء في هذه الأمور ولا يملك سوى الدعوات ثم تذكر كيف كان سيصاب بحالة إغماء عندما لمحت عيناه منظر الدماء أثناء الولادة الأولى .  أعصابه تخونه عادة في مثل هذه المواقف . لا لن يخرج وإذا كانوا في حاجة إليه فسوف يحضرون إليه أو ينادونه سمع صوت الأقدام تموء مرة أخرى تعود مرة أخرى إلى الحجرة وأغلق الباب خلفها ..عاد هو أيضا إلى مكتبه أمسك القلم، أراد أن يبدأ ولكن وجد نفسه يتساءل لماذا هذه البداية بالذات ؟.. وهل لابد أن تبدأ القصة من البداية ...ولماذا لا تبدأ من النهاية؟.. بل لماذا لا تبدأ من هذه اللحظة ؟..وقال لنفسه : نعم سأبدأها من الآن سأكتب ..جلست على مكتبي ممسكا بقلمي ..وأنا أسمع صرخات زوجتي تأتيني عبر الأبواب المغلقة تذكرني بما هي فيه من معاناة حقيقية... وهنا سمع عدة صرخات متتابعة .بعثت في جسده قشعريرة خوف جعلته ينظر إلى تلك البداية المترعة بكثير من الازدراء وصوت فكره يقول: أين تلك البداية الهادئة ذات الكلمات المتواضعة من تلك الصرخات وليدة معاناة عملية الخلق ؟, نعم : ففي الحجرة الأخرى تتم عملية خلق الحياة التي هي سر الوجود ..وأنا هنا أحاول هنا أحاول أن ـ أخلق ـ التعبير عنها بهذه الكلمات الباردة الروتينية

ترك القلم استند بظهره إلى مسند مقعده رفع رأسه إلى أعلى تعلقت نظراته بسقف الحجرة تنبه ..إنه يجد تلك المشقة البالغة في أن يبدأ إحدى قصصه ..أيكون قلقه على زوجته هو سر عدم استقراره على بداية قصته ؟. ولكن لاإنه يكون في أقدر حالاته على الكتابة عندما يكون منفعلا بما يريد كتابته وهو الآن أشد حالات الإنفعال والمعايشة ومن شدة إحساسه بصدق الموقف وقوة المشاعر جاء عدم اقتناعه بصدق كلماته وقوة تعبيره وفى سرعة استعاد نظراته من سقف الحجرة وأقبل بوجهه على الأوراق وأمسك بقلمه وهو يقول : لأكتب هذا :لتكن هذه بدايتي .نعم هذه هي البداية لكن...قد تبعدني كثيرا عن لب الموضوع وجوهر القصة ..اختلطت الأمور في رأسه فلم يعد يستطيع التأكد من أن تلك الصرخات التي تخترق آذانه صرخات أفكاره أم صرخات الحجرة الأخرى. خرج الطبيب منهمكا من الحجرة ولكن سعادته بخروج مولودة جديدة إلى الحياة وخروج الأم سالمة من هذه الولادة العسيرة على يديه استطاعت أن تطفئ ذلك التعب الجسدي الذي أصابه.  بحثت عنه حماته لم تجده أمامها فوجدت حجرة مكتبه مضاءة وعندما لم تتلق ردا على طرقاتها دفعت الباب برفق لتجده غارقا في النوم فوق مكتبه ممسكا بقلمه بين أصابعه وأمامه ورقات بيضاء كتب في إحداها بخط كبير وجميل كلمتين فقط هما ( ولادة متعسّرة).

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل:

ـ لتحميل ملحق "الفيصل"  الشهري   عددد 7 وفق تطبيق البي دي آف  إضغط على الرابط التالي أو أعمل قص/ ثم لصق على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/05/30/------2019/">Fichier PDF « ملحق الفيصل الشهري  ماي  2019».pdf</a>

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 7 en format PDF, cliquez sur ce lien

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الجمعة, 28 حزيران/يونيو 2019

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :